1-ما هو الطلاق البائن

0 303

1-ما هو الطلاق البائن

إن الطلاق أحله الله تعالى للمسلمين، حيث إن الإنسان يرفض أن تقام العلاقات على غير مودة ورحمة وسكينة، فالبيت المسلم لا يقام على أعمدة المودة والسكينة التي شرعها الله وجعلها بين المتحابين، ولا سيما أن الطلاق البائن أحد  أنواع الطلاق ، فالطلاق له عدة أنواع يجب أن يعرفهم المسلم، حتى لا يقع في محاذير غير شرعية، كما أن  أحكام الطلاق  ذكرت تفصيلاً في القرآن الكريم، حيث إنها مسألة شائكة لذا فذكرت بشكل صريح وفي عدة آيات، ومن بينهم قول الله الحق في سورة الأحزاب آية 49 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا”.

تعريف الطلاق البائن

يقصد بالطلاق البائن هو  ذلك الطلاق الذي لا رجعة فيه، حيث لا يحق للزوج أن يرد المطلقة إلا بعدة شروط، وترجع تلك الشروط إلى الحالة الخاصة بهم، كأن يكون الزوج لم يدخل بالزوجة من قبل، أو في حالة إنه طلقها وأوفت العدة، او طلقها ثلاث، وفيما يلي توضيح لكل حالة من حالات الطلاق البائن، حيث ينقسم الطلاق البائن إلى نوعان أساسيان، وهم الطلاق البائن بالبينونة الكبرى، والطلاق البائن بالبينونة الصغرى.

أنواع الطلاق البائن

الطلاق البائن بالبينونة الكبرى

ويقصد به الطلاق الذي وقع ثلاث مرات، حيث لا يمكن للزوجة أن ترجع فيه إلى زوجها غلا أن تنكح من رجل آخر، ويدخل بها، ثم تطلق وتوفي عدتها، في هذه الحالة فقط يمكن أن ترجع إلى زوجها ولا حرج عليها، ولكن يجب أن تعود له بمهر جديد، وعقد جديد، ولا سيما أن لا خداع في الدين ولا تحايل على الشرع، فلا يجوز الاتفاق على أن تتزوج بهدف العودة إلى زوجها الأول.

الطلاق البائن بالبينونة صغرى

يوجد عدة أنواع من الطلاق البائن بالبينونة الصغرى، حيث إن الطلاق البائن بالبينونة الصغرى، هو الطلاق الذي يمكن أن يرجع فيه الزوج والزوجة، ولكن بمجموعة من الشرط كعقد جديد وموافقة العروس فلا يمكن للزوج ان يرجع في الطلاق من تلقاء نفسه، حيث يجب أن توافق الزوجة أيضاً على الرجوع وتضع الشروط التي ترغب فيها، وفيما يلي أنواع الطلاق بالبينونة الصغرى:

الطلاق الذي يتم في المحكمة: لمعرفة  كيف يتم الطلاق في المحكمة  يمكن الاطلاع على المقال، وبشكل مبسط هو الطلاق التي تقدم عليه المرأة من خلال السير في إجراءات الطلاق  عبر القانون، من خلال قاضي تطلب منه المرأة الطلاق لأسباب معينة، أو عيوب لا تستطيع تحملها ولكن يجب أن يدرك أن في هذه البينونة الصغرى شروط تترتب عليها وهي:

  • إذ لم يتم الرجوع بعد الطلاق لا يجوز أن ترث المرأة الرجل، ولا أن يرث الرجل المرأة.
  • يجب أن تأخذ المرأة كافة حقوقها الشرعية، ومن بينها مؤخر الصداق والحقوق الشرعية جميعها.
  • لا تعود المرأة إلا بعقد جديد ومهر جديد، وبعد موافقتها.
  • تحسب تلك الطلقة من طلقات الطلاق.

طلاق الافتداء : وهو الطلاق الذي تفتدي فيه المرأة نفسها وتطلب الطلاق.

طلاق المرأة الغير مدخول بها: وهو الطلاق بعد كتب الكتاب، دون أن يدخل الرجل بالمرأة، مثل كتب الكتاب قبل الزواج والإشهار به، في تلك الحالة إذا تم الطلاق لا يوجد عدة، ولا يمكن للرجل أن يعود للمرأة إلا بموافقتها، ويقدم لها مهر جديد وعقد جديد، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا”

المرأة المدخول بها وتم الطلاق مرة أو اثنان: بعد قضاء فترة العدة، و  مدة عدة الطلاق ، ثلاث أشهر كاملين في حالة لم تكن حامل وتحيض، وإلى أن تلد في حالة المرأة الحامل، وإن انقطع الطمث مرة واحدة دون معرفة سبب، فالعدة كعدة الحامل تسع أشهر، وعدة المرأة التي تخطت سن اليأس ثلاث أشهر كاملين.

بذلك يكون وضح الطلاق البائن، وهو ذلك الطلاق الذي يمكن الرجوع فيه بشروط محددة، بذلك يوضح  الفرق بين الطلاق البائن و الطلاق الرجعي ، الذي يمكن للرجل أن يرجع المرأة فيه دون موافقتها، وهو الرجوع خلال فترة العدة.

شروط الطلاق البائن

هناك فرق كبير بين شروط الطلاق ، وأركانه، فركن الطلاق هو ما يترتب عليه وجود الحكم سواء بالبطلان أو الوجوب وذلك بما يقره فقهاء الدين، أما الشروط فهي ما يتوقف عليه وجود الحكم نفسه، وفيما يلي شروط الطلاق:

كل ركن من أركان الطلاق هناك مجموعة من الشروط التي تتبعه، وفيما يلي أركان الطلاق وشروطها المتبعة في مختلف أنواع الطلاق مثل  الطلاق الشقاق :

المطلق : المطلق هو الرجل الذي يطلق المرأة، وهناك مجموعة من الشروط التي تتبعه كركن من أركان الطلاق والتي تنحصر في:

  • يجب أن يكون المطلق زوج، حيث إن المطلق لا يمكن أن يكون غير زوج.
  • يجب أن يكون المطلق مختار، بحيث أن لا يكون المطلق مجبور على الطلاق، يجوز أن يرغم احد الزوج على أن يطلق زوجته دون إرادته. ففي هذه الحالة يكون الطلاق باطل.
  • واع لما يفعل: حيث حدد الحنابلة وجود وعي الرجل أساس شروط الطلاق السليم، فإن كان الرجل في حالة من الغضب او الانفعال الشديد لم يقع الطلاق.
  • بالغ عاقل: يجب أن يكون الرجل المطلق بالغ عاقل لديه الوعي الكافي بالزواج والطلاق، حيث إن وقوع الطلاق من الصبية أمر غير مرغوب من أهل العلم، حيث يكونوا غير عاقلين بالقدر الكافي على تحمل عواقب الطلاق، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ”، وقال العلماء في لك الأمر، حتى وإن كان الزوج بالضرورة بالغ فليس بشرط أن يكون عاقل، فالوعي يكتمل في سن الرشد، كما أن الصبية في هذا الزمان مختلفون عن الصبية في الآونة السابقة.

شرط الزوجة المطلقة: يجب أن يتوافر في المرأة المطلقة الشروط الآتية:

  • يجب أن تكون الزوجة المطلقة ليست في عدة بينونة كبرى، حيث إنحينها لم يكن للرجل حق في الطلاق.
  • يجب أن تكون الزوجة في حالة زواج قائم وسليم وصحيح، حتى وإن كان لم يدخل بها، أو تكون في عدة طلاق رجعي.
  • أن يعنيها هي بالإشارة والنية، فقد يكون على زمته زوجات أخريات، فيجب أن يعنيها هي بالقصد والنطق والنية.

شرط الصيغة في الطلاق: يقصد بهذا أي الصيغة التي وقع بها الطلاق أي الكلمة التي لفظها الرجل للطلاق، حيث تنقسم إلى:

  • الكلمة بالمعنى: وهو قول الطلاق من خلال رسالة أو من خلال  الطلاق الإلكتروني ، او وجه لوجه أو بالإشارة إلى الطلاق، أو حتى من خلال الكناية او التصريح بالطلاق، او من خلال قول أنتِ طالق، او طلقتك أو أطلقتك، ولا سيما أن العلماء اختلفوا بشكل كبير في تحديد نوع الطلاق ومن الألفاظ التي يلفظها الرجل.
  • أن يكون الفظ واضح بشكل صريح، كما يجب أن يكون هناك تأكد من عدد مرات الطلاق.
  • يجب أن يكون الرجل واعي لما يقول.
  •  جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم.
  • رجعة المطلقة مرة أو أثنان: يمكن للزوج أن يرجع زوجته التي طلقها في فترة العدة، طالما تلك الطلقة الأولى أو الثانية، فلا جناح عليها، وذلك دون عقد جديد، مع العلم أن مدة عدة المطلقة الحامل إلى أن تضع جنينها، حتى وإن طلقت قبل المخاض بيوم واحد، فقلت حل العقد بينهم بمجرد أن وضعف طفلها، أما عدة المرأة التي لا تحيض، فعدتها ثلاث أشهر متتالية،
  • أما المرأة التي استأصل رحمها ثلاث أشهر، أما من انقطع عنها الطمث دون سبب فعدتها كعدة الحامل تسعة أشهر متتالية، أما المرأة العادية الغير حامل وتحيض بشكل طبيعي، فعدتها تلاث دورات متتالية، تطهر بعد الثالثة ويتم الطلاق لا حرج في ذلك.
  • رجعة الفتاة الغير مدخول بها: يقول الله تعالى في سورة الأحزاب”
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا” وذلك فرجعة الفتاة المطلقة دون دخول بها، هي عقد ومهر جديدان، حيث لا عدة لها، ولا رجعة فيها.
تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو 65-768x400.jpg

الطلاق البائن وقد ينقسم الطلاق البائن إلى نوعين وهما:

  • الطلاق البائن بالبينونة الكبرى : وهو الطلاق الذي وقع ثلاث، مرات، سواء كان فيه عوض أم لا يوجد فيه عوض، كما أن بعد الطلاق الثالث لا يمكن أن تعود المرأة لزوجها، إلا بشروط معروفة وهي أن تتزوج رجل أخر ويدخل بها ويعاشرها معاشرة الأزواج، حيث أن لا يوجد زواج صوري في الإسلام، كما أن لكي يتزوجها الأخر تطلق من الزوج الجديد طلاق بائن، وتقضي عدتها كما هو الحال في الشرع والدين، وتأخذ نفقة المطلقة في العدة.
  • الطلاق البائن بالبينونة الصغرى : وهو الطلاق قبل الدخول بالمرأة، كأن كتب الزوج والزوجة كتابهم دون أن يدخل بها، أو أن يطلقها بعد أن يدخل بها من خلال الخلع، بعد أن اختارت المرأة أن تسير في إجراءات الطلاق ، أي من خلال الطلاق في المحكمة، ولمعرفة  كيف يتم الطلاق في المحكمة ، شرط في ذلك أن لا تتم الثلاث طلقات، ففي كلا الحالتان، لا يمكن للمرأة أن تحل لزوجها إلا من خلال عقد جديد ومهر جديد، كما ان تلك الطلقة تحسب من ضمن الثلاث طلقات، ولا سيما أن واجب على  الرجل أن يوفر للمرأة فيهم سكن ونفقة إذا كانت المطلقة حامل.

 

ما هي أنواع الطلاق

يعرف الطلاق في معناه اللغوي بأنه، نقض الوثاق وحل الأطراف وثاقها، كما يشير إلى إطلاق الشيء وتركه وإرساله، أما يعرف في المعنى الشرعي بأنه حل عقدة الزواج، وانفصال الطرفين عن بعضهم، ولا سيما أن هناك دلائل شرعية على إباحة الطلاق، أذ يقول الله تعالى في كتابه العزيز في سورة البقرة آية 229″الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”،

ثم يقول في سورة الطلاق آية1″ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ” صدق الله العظيم، ورغم أن الطلاق امر مباح في القرآن والسنة، إلا أن له العديد من الأحكام والشروط، كما أن هناك أنواع للطلاق يجب أن يعرفها كل مسلم ويكون على إلمام بها.

 ما هو حكم الطلاق وأنواعه

هناك العديد من الأسباب التي تدفع للطلاق، حتى وإن كان الشريكان بينهم من المودة والحب الكثير، فالطبيعة البشرية قد تحتم وجود بعض الخلافات، فالبعض يستطيع أن يتجاوزها والبعض لا يقدر على ذلك، في حين أن الله تعالى يعلم قدرة عبادة على التحمل، لذا صرح لهم بالطلاق، حتى لا يغصب أحدهم على العيش مع الأخر، فالبيت المسلم بيت قائم على الود والمودة والرحمة،

فهناك الكثير من الأسباب سواء الشرعية أو النفسية أو الاجتماعية التي تدعوا إلى الطلاق، وهو حل لبعض المشكلات التي يعجز الحل فيها، ولا سيما أن هناك  طلاق الشقاق ، وطلاق بالتراضي، وفيما يلي سنعرض نوعان أساسيان من الطلاق، وهم الطلاق من حيث الحكم، والطلاق الرجعي بكافة أنواعهم وتفاصلهم، حيث أن هناك العديد من أنواع الطلاق التي تتمثل في:

الطلاق من حيث التعليق والإنجاز 

  1. الطلاق المنجز
  2. الطلاق المعلق
  3. الطلاق المضاف

الطلاق باعتبار الصياغة

  1. الطلاق بالكناية
  2. الطلاق الصريح

الطلاق التعسفي 

  1. الطلاق دون سبب واضح
  2. طلاق مرض قبل الموت

طلاق باعتبار العوض 

  1. الطلاق بعوض
  2. الطلاق بدون عوض

طلاق باعتبار الحكم 

الطلاق السني: وهو الطلاق المباح شرعاً، والمحقق فيه  شروط وقع الطلاق ، الصحيحة دينياً، حيث يقع على المرأة المدخول بها، في حين لم تكن حائض، كما أن له شرطان أساسيان وهما:

  • أن تكون المرأة المطلقة ليست حائض، وقت وضوع الطلاق عليها، وفي حالة أن طلقت المرأة وقت الحيض وقع على الرجل اثم عليه التوبة منه، مع جواز الطلاق فهو وقع عليها، ولكنه بذنب على الرجل.
  • كما يجب أن لا تكون المرأة في طهر جامعها فيه الرجل وذلك ما قاله ابن قدامة “معنى طلاق السنة الطلاق الذي وافق أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم في الآية والخبرين المذكورين وهو الطلاق في طهر لم يصبها فيه، ثم يتركها حتى تنقضي عدتها. ولا خلاف في أنه إذا طلقها في طهر لم يصبها فيه ثم تركها حتى تنقضي عدتها أنه مصيب للسنة مطلق للعدة التي أمر الله بها” ، ولا سيما أن الطلاق الإلكتروني ، أجازه أهل العلم وأصبح واقع طالما لفظ به الزوج او حتى كتبه او أخبر زوجته بها من خلال التلفون أو من برامج التواصل الاجتماعي . رياض الصالحين

الطلاق البدعي: هو الطلاق الذي يختل فيه شيء من الأمور والشروط السليمة للطلاق، مثل أن يتم الطلاق أثناء الحيض او في فترة النفاس، أو أن يطلقها في طهر جامعها فيه، او مثلاً أن يطلقها وهي مازالت في عدتها في حين كان مطلقها طلاق رجعي فيما قبل، ويمكن تقسيم الطلاق البدعي إلى :

  • طلاق بدعي من حيث عدد الطلقات التي لفظها الرجل، حيث أن الرجال في بعض الأحيان يقولوا طالق بالثلاثة، أو أنت طالق طالق طالق، او أنت طالق بلا رجعة، فكل ذلك بدعة لا اصل لها في الدين، فكل تلك الطلقات تقع بواحدة فقط، ويتم في هذه الحالة التعرف على  مدة عدة المطلقة .
  • طلاق بدعي من حيث الحالة التي عليها المرأة، ويقصد أن كانت المرأة حائض او في فترة النفاس، أو في طهر وجامعها فيه زوجها، ولم يتأكد من حملها، فالطلاق واقع لا محالة، ولكن على الرجل أثم عظيم.

طلاق باعتبار الرجعي 

الطلاق الرجعي :هو الطلاق الذي يمكن للزوج ان يرد زوجته فيه، حيث يمكن استئناف الطلاق والرجوع إلى الزوجة، كالطلقة الأولى أو الطلقة الثانية، فطالما كانت المرأة في فترة العدة لا مانع من ردها في أي وقت، في حالة المرأة المتزوجة، أما المرأة الغير متزوجة فلا عدة لها وتبين منه بمجرد طلاقها، وفيما يلي  احكام الطلاق  الرجعي لكل حالة :

  • رجعة المختلعة: يدخل الخلع تحت البينونة الصغرى، ويمكن الرجوع للزوج بعدة، ولكن يجب الزامة بمهر وعقد جديد.
  • رجعة المطلقة ثلاث طلقات : لا يمكن رجوع المرأة المطلقة ثلاث مرات، إلا أن وجد محلل، أي تزوجت من زوج أخر، فإن حدث طلاق من الزوج الأخر يمكن الرجوع للزوج الأول ولكن يجب أن يكون الزواج الأخير صحيح ويجب أن يدخل بها، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” صدق الله العظيم .
  • رجعة المطلقة مرة أو أثنان: يمكن للزوج أن يرجع زوجته التي طلقها في فترة العدة، طالما تلك الطلقة الأولى أو الثانية، فلا جناح عليها، وذلك دون عقد جديد، مع العلم أن مدة عدة المطلقة الحامل إلى أن تضع جنينها، حتى وإن طلقت قبل المخاض بيوم واحد، فقلت حل العقد بينهم بمجرد أن وضعف طفلها، أما عدة المرأة التي لا تحيض، فعدتها ثلاث أشهر متتالية، أما المرأة التي استأصل رحمها ثلاث أشهر، أما من انقطع عنها الطمث دون سبب فعدتها كعدة الحامل تسعة أشهر متتالية، أما المرأة العادية الغير حامل وتحيض بشكل طبيعي، فعدتها تلاث دورات متتالية، تطهر بعد الثالثة ويتم الطلاق لا حرج في ذلك.
  • رجعة الفتاة الغير مدخول بها: يقول الله تعالى في سورة الأحزاب”
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا” وذلك فرجعة الفتاة المطلقة دون دخول بها، هي عقد ومهر جديدان، حيث لا عدة لها، ولا رجعة فيها.

الطلاق البائن : وقد ينقسم الطلاق البائن إلى نوعين وهما :

  • الطلاق البائن بالبينونة الكبرى : وهو الطلاق الذي وقع ثلاث، مرات، سواء كان فيه عوض أم لا يوجد فيه عوض، كما أن بعد الطلاق الثالث لا يمكن أن تعود المرأة لزوجها، إلا بشروط معروفة وهي أن تتزوج رجل أخر ويدخل بها ويعاشرها معاشرة الأزواج، حيث أن لا يوجد زواج صوري في الإسلام، كما أن لكي يتزوجها الأخر تطلق من الزوج الجديد طلاق بائن، وتقضي عدتها كما هو الحال في الشرع والدين، وتأخذ نفقة المطلقة في العدة.
  • الطلاق البائن بالبينونة الصغرى : وهو الطلاق قبل الدخول بالمرأة، كأن كتب الزوج والزوجة كتابهم دون أن يدخل بها، أو أن يطلقها بعد أن يدخل بها من خلال الخلع، بعد أن اختارت المرأة أن تسير في  إجراءات الطلاق ، أي من خلال الطلاق في المحكمة، ولمعرفة  كيف يتم الطلاق في المحكمة يمكن الاطلاع على المقال، شرط في ذلك أن لا تتم الثلاث طلقات، ففي كلا الحالتان، لا يمكن للمرأة أن تحل لزوجها إلا من خلال عقد جديد ومهر جديد، كما ان تلك الطلقة تحسب من ضمن الثلاث طلقات، ولا سيما أن واجب على  الرجل أن يوفر للمرأة فيهم سكن ونفقة إذا كانت المطلقة حامل.

 

ما هو الطلاق الالكتروني

في بداية الحياة الزوجية وبعد اختيار الشريكان بناء حياتهما معًا وتأسيس أسرة في منزل خاص بهما لا يتوقعون أن يأتي الوقت الذي يقرران فيه الانفصال، ثم تبدأ المشاكل في الظهور حتى تكثر ويصبح طلاقهما هو الحل للشعور بالراحة، وبعد القيام بعدة محاولات لعدم حدوث ذلك الأمر إلى جانب أنه قد يتم التدخل من قبل أحد المعارف أو الأصدقاء لمصالحة الزوجين وتوعيتهم لمخاطر ذلك القرار وما هي  شروط وقع الطلاق  خاصة في حالة وجود أطفال لا يجد الشريكان إلا حل الطلاق لإنهاء تلك المشكلات وانعدام الرغبة في الاستمرار، ونظرًا إلى أن الحياة تتطور وتتقدم قد تطورت معها طرق الطلاق فظهر الطلاق الإلكتروني كوسيلة لانفصال الزوجين.

معنى الطلاق

الطلاق هو انفصال الزوجين عن بعضهما البعض، وعدم وجود روابط بينهما، وينقسم تعريف الطلاق إلى قسمين هما: 

  • تعريف لغوي: وهو لفظ يشتق من كلمة الإطلاق، أى الإرسال والترك مثل أطلقت الطائر أي تركته يطير، طلقت بلادي أي هجرتها، وطُلقت الزوجة سواء أكانت بضم حرف اللام أو بفتحه أي تركها زوجها.
  • تعريف اصطلاحي: فك القيد الثابت في عقد الزواج عن طريق فعل أو كلمة (لفظ) من الزوج لفسخ عقده على زوجته، سواء في حالة الدخول بها أو عدمه بدون الذهاب إلى المحكمة.

ماهو الطلاق الالكتروني

يُقصد بالطلاق الإلكتروني فك وانتهاء رباط الزواج عن طريق قول أو كتابة الزوج كلمة مقصودة، وقد يكون بالفعل الصريح أو غير المباشر من خلال استخدام الوسائط الحديثة في الاتصال، كالتحدث عبر الهاتف، إرسال الرسائل عبر البريد الإلكتروني أو حتى النصية، وقد يتم من خلال تطبيقات المحادثات الفورية، أي أن الطلاق الإلكتروني يضم جميع أشكال الانفصال التي يتم إرسالها وتخزينها عن طريق الأجهزة الإلكترونية الحديثة بكافة أنواعها.

والذي يميزه عن غيره هو الخصوصية التي يتم بها الطلاق من خلال الجهاز الإلكتروني الذي يتم استعماله، إذ يحدث الطلاق عن بُعد في المسافات وقد يكون هناك أحيانًا تواصل بين الزوجين، ويجب التأكيد على أن أي جهاز يتم استخدامه لإجراء الطلاق الإلكتروني هو مجرد وسيلة يتم من خلالها الانفصال أو الإعلام وقد يكون للتسليم بدون أي تدخل مباشر. 

حكم الطلاق الإلكتروني

عند اتجاه الزوجان للطلاق يقومان بالتدبر في  أحكام الطلاق ، وبالأخص عند الانفصال عن طريق الوسائل الإلكترونية فيجب مراعاة شروط وقوع الطلاق مع الإشارة إلى أنه طلاق غير محبب بل يُعد مكروه لسرعته، إلى جانب وجود أضرار للزوجة وقد تلحق بالزوج أيضًا، كما يمكن في حالة وفاة أحد الزوجين أن يقوم الآخر بادعاء عدم وقوع الطلاق ليحصل على الميراث،

ومن المحتمل أن تطول فترة العدة للزوجة من أجله، كما قد يتم التعرض لصعوبات في إثبات حدوث الطلاق لما فيه من النكران والجحود، ويترتب عليه عدم الاستقرار في الحياة بين الأزواج وهو من طرق فساد المجتمع، وقد أكد الله تعالى على حماية الأسرة وأن الزواج ميثاق غليظ في قوله تعالى: ﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً ﴾ [سورة النساء الآية : 21]

أسباب الطلاق

يُعد الطلاق واحد من أصعب القرارات التي قد يفكر الفرد في اتخاذها، ولكنه أيضًا يُعتبر حل لانتهاء العديد من المشاكل التي قد تحدث في الحياة الزوحية وتتعدد أسباب الطلاق والتي يمكن ذكر بعضها فيما يلي:

عدم القدرة على التفاهم

ينجم عدم التفاهم عن انعدام القدرة على التواصل بين الشريكين بصورة جيدة أو التحدث بنبرة غير لائقة وأسلوب سيء، إذ أن طريقة التحدث الهادئة التي تصحبها نبرة من الحب تساهم في وجود التفاهم بينهما، وبوجود العكس فإن الأسلوب السيء يؤدي إلى عدم الرغبة على التحاور وأيضا يقوم فرض طرف ما لرأيه على الطرف الآخر إلى مشكلات ونشوب نزاعات مستمرة، هذا السبب يُعد أكثر الأسباب في حدوث الانفصال إذ أن نسبته تصل إلى 53% من حالات الطلاق.

اختلاف شخصيات الزوجين بعد الزواج

قبل الزواج وبالأخص في مرحلة التعارف وفترة الخطوبة يحاول الطرفان إبراز جميع الجوانب الإيجابية في شخصيتهما لكسب محبة ورضا الطرف الآخر، لذلك غالبًا ما تكون الخلافات قليلة في بداية فترة الزواج لرؤيتهم الحياه المزهرة ورغبتهم بتأسيس الأسرة الخاصة بهم والحصول على أطفال بخلاف ما قد يحدث بعد الزواج، إذ أن التعامل المستمر بينهم ووجود المسئوليات    التي تتغير كل فترة باختلاف أعمار الأطفال واحتياجاتهم فيبدأ أحد الطرفين أو كليهما بنقض الوعود التي قطعوها كالاهتمام، الإخلاص، والوفاء مما يجعلهم يفكرون في الانفصال. 

عدم الشعور بالحب تجاه الشريك

الحياة الزوجية لا تقتصر على تلبية احتياجات الأسرة ومراعاة الأطفال فينبغي أن يهتم كل طرف بشريكه وتخصيص بعض الوقت للحديث معه عما يدور في حياته، وجعله يشعر بالمشاعر الدافئة وقوة الحب التي كانت توجد في بداية العلاقة بينهما حيث أدت إلى زواجهما، وكثيرًا ما يحدث بعد الزواج إهمال تلك المشاعر مع وجود التزاحم في الحياة مما يجعل شعورهم بالحب يختفي ويحل محله الملل والفتور مما يدفعهم للطلاق. 

إدارة الخلافات بشكل خاطئ

يؤدي عدم القدرة على حل المشكلات بصورة صحيحة إلى زيادة الخلافات التي تنشأ بين الزوجين، والتي تؤدي إلى التفكير في الانفصال لعدم التوصل لحلول تقوم بإرضاء الطرفين ومنها:

  • المشاكل المادية: إن عدم القدرة على توفير المال الكافي لتلبية متطلبات الأسرة الرئيسية أو قيام أحد الأطراف بعدم السماح بمشاركة الآخر إدارة الميزانية المالية، مع إسائته الإنفاق للمال يترتب عليه وجود أزمات مادية.
  • التشارك في المسئولية: أحيانًا ما لا يستطيع أحد الأطراف تحمل المسئولية وترك أعباء الحياة مُلقاة على عاتق الطرف الآخر، ومع مرور الوقت لا يستطيع هذا الطرف الصمود أكثر مما يؤدي إلى عواقب وخيمة قد تصل بها الأمور إلى الانفصال.
  • عدم الانسجام والتوافق: وهو من أكبر عوامل إنهاء الحياة الزوجية، إذ ينجم عنه تعاسة وحزن الزوجين للاختلاف الكبير في الطموحات، الاهتمامات وأسلوب التفكير وقد يتصرف أحدهما بأنانية فتحدث فجوة عميقة في علاقتهما تؤدي إلى قرار الطلاق.

أسباب الطلاق الشرعية

قبل الوصول إلى  إجراءات الطلاق  لا بد من المحاولة بكافة الطرق لاستمرار الحياة الزوجية حتى لا يتم هدم الأسرة والتي يترتب عليها مشاكل كبيرة قد تؤثر على حياة الأبناء من حيث حالتهم النفسية والاجتماعية، وحيرتهم في البقاء والعيش مع والدتهم أم والدهم كما يحدث أحيانًا نزاعات حول حضانة الأطفال، ولكن في حين عدم التمكن من حل الخلافات فيكون السبيل هو الطلاق والذي هناك عدة أسباب شرعية له منها: 

  • فساد دين الزوجة أو أخلاقها.
  • عدم قدرة الزوج على القيام بحقوق الزوجة مثل النفقة وغيرها.
  • انعدام ميول الرجل إلى امرأته.
  • تعالي الزوجة عن زوجها والنشوز عنه.
  • قيام أحد الأبوين بالأمر بالطلاق لوجود سبب شرعي.

إجراءات الطلاق

عند اتخاذ قرار الطلاق يبدأ الطرفان في التساؤل عن كيف يتم الطلاق في المحكمة  وما هي إجراءات الطلاق اللازمة لحدوثه والتي تتمثل في الآتي:

  • ذهاب الزوج إلى الجهة الخاصة بالإفتاء ومعه إثبات للشخصية.
  • إظهار ما يدل على ثبوت الزواج.
  • ملء الطلب الخاص بالطلاق.
  • يتم سؤال الزوج من الجهة إذا ما تم الطلاق مسبقًا أم لا.
  • تُنقل الحالة للمفتي للنظر فيها وتوقيعها.
  • منح الفتوى رقم ويتم ختمها رسميًا ثم تُراجع من قبل المحكمة الشرعية حتى يُسجل الطلاق. للمزيد أضغط هنا

ماهي احكام الطلاق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe