13-برج غلطة التاريخي في اسطنبول

313

13-برج غلطة التاريخي في اسطنبول

معلومات عن برج غلطة في إسطنبول

يعتبر برج غلطة بوصلة السائحين القادمين إلى تركيا، لمعانقة سحر إسطنبول، وهو معلمٌ سياحي شاهد على العصر، ويُعد من أقدم وأجمل الأبراج بالمدينة التاريخية، حيث يعود تشييده إلى العصور الوسطى، وما يزال اليوم شامخاً يجذب السكان والأجانب لأخذ الصور التذكارية الفريدة، وخاصة أن ارتفاعه الشاهق؛ يتيح رؤية بانوراميه لمدينة إسطنبول من ارتفاع نحو 67 متراً في مشهد يمنحك معانقة جمال المدينة الساحر.

أين يقع برج غلطة

يقع برج غلطة الشهير بمنطقة تقسيم، في الطرف الأوربي من مدينة إسطنبول.

قصة برج غلطة

لا توجد معلومات دقيقة حول سنة تشييد برج غلطة الشهير ذو الشكل الهندسي البديع، إلا أن بعض المصادر التركية التاريخية تقول إنه بني في عام 507 م، وتم ترميمه في زمن الدولة العثمانية عام 1509، إثر الزلزال الذي ضرب إسطنبول في ذلك الحين، من قبل المعماري العثماني المعروف آنذاك “خير الدين”، أحد تلاميذ المعمار الشهير “سنان”.

وما تزال تتردد على ألسنة الأتراك حكاية شيّقة عن برج غلطة، إذ تقول الحكاية إن البرج هو المكان الذي انتقاها “هزفران أحمد شلبي” الذي عاش في القرن السابع عشر، ليجرب أول محاولة للطيران، وذلك من خلال الأجنحة الاصطناعية التي فصلها وركّبها بنفسه.

كما يقال إن إسماعيل جوهري الذي عاش في القرن العاشر للميلاد، كان الملهم الأول لشلبي ليقوم بتجربته، إذ عمل شلبي على تحليل وتدقيق النتائج التي وصل إليها جوهري، وكذلك عمل على فحص متانة الأجنحة في منطقة أوك ميداني في إسطنبول، قبيل تجربة الطيران.

ووفقاً لـ الأسطورة التركية فإن شلبي في عام 1632، ركّب الأجنحة الاصطناعية، في يوم ذات رياح جنوبية غربية وتمكن من الطيران من برج غلطة إلى أسكودار، قاطعا مسافة 3358 مترا، ليكون بذلك واحداً من أبرز الشخصيات التركية التي حاولت الطيران.

برج غلطة في اسطنبول

برج غلطة من الداخل

يتكون برج غلطة من 9 طوابق، بحيث يتم صعود الطوابق السبعة الأولى من خلال المصعد الكهربائي، وبقية الطوابق يكملها الزائر سيراً على الأقدام، وفي الطابق التاسع يوجد مطعم للزائرين، بالإضافة إلى شرفة دائرية تطل على العديد من مناطق إسطنبول، أهمها منطقة فاتح، إمنونو، أوسكودار، و تقسيم ، بالإضافة إلى خليج بحر مرمرة.

ويبلغ ارتفاعه نحو 66.90 متراً، أما قطره الخارجي فيبلغ نحو 16.45 متراً، وقطره الداخلي نحو 8.95 أمتار، أما سماكة جدرانه فتقدر بنحو 3.75 أمتار، ويشرف على البرج شركة سياحية خاصة لإدارته، وتنظيم دخول السياح والزائرين من مختلف دول العالم.

وعند دخول السياح إلى الطابق الأول، يستقبلهم العديد من الموظفين لإرشادهم خلال جولتهم بالبرج، وقبلها قطع التذاكر لهم، وتنظيمهم للخروج في المصعد، والذي يتسع لنحو 6 أشخاص، ويوجد بالطابق الأول أيضاً العديد من المحال السياحية الصغيرة، والتي تقوم ببيع الهدايا التراثية للسائحين.

وفي الطابق الثامن، يوجد العديد من دورات المياه، بالإضافة إلى استوديو للتصوير، يُعرض به الملابس العثمانية التراثية، والخاصة بليلة حناء العروس، بغية التقاط الصور التذكارية وطبعها وتسليمها بشكل فوري للزوار.

ولا تشترط إدارة البرج مدة محددة لجولة السائح بالبرج، وتفرض رسوم مالية بسيطة لدخول للسائح الأجنبي للبرج.

كيفية الوصول إلى برج غلطة

 يمكن الوصول إلى برج غلطة من منطقة تقسيم وتحديداً من الميدان، مشياً على الأقدام عبر السير إلى نهاية شارع الاستقلال.

كما يمكن الوصول إليه من أي نقطة في إسطنبول عبر شبكة ترام فاي وذلك بالنزول في المحطة ، وبعد ذلك يكمل الزائر مشياً على الأقدام وهو ينظر إلى البرج القريب جداً بعينيه.

أسئلة شائعة عن برج غلطة

لماذا يعد برج غلطة من أهم معالم إسطنبول؟

يعد برج غلطة أهم معالم إسطنبول ليس لجماله الهندسي البديع، وإنما لقيمته التاريخية، إذ يعود تاريخ برج غلطة، بجدرانه الخارجية التي يبلغ سُمكها ثلاثة أمتار وسقفه الهرمي لأكثر من ألف وخمسمائة سنة، حيث شهد فيها الحروب والحصار والفتوحات والزلازل والحرائق والطاعون.

وفي العصر الحديث، أصبح البرج وجهة لجحافل من السياح تتدفق على مدار الساعة لرؤية سحر مدينة إسطنبول، إضافة إلى أن منظر البرج تتضح معالمه من أي مكان في المدينة القديمة، كمنطقة الفاتح، وتقسيم، وسلطان أيوب الشهيرة ، بل حتى العديد من المناطق في الطرف الأسيوي للمدينة، كمنطقة أوسكودار، وشاملجا.

هل الدخول الى برج غلطة مجاناً؟

هناك رسوم بسيطة تفرضها بلدية اسطنبول  للدخول إلى برج غلطة، وتبلغ رسوم الدخول للسائح الأجنبي 7 دولارات، أما الزائر التركي فيسدد 4 دولارات فقط.

لأي غرض كان يستخدم برج غلطة؟

وفقاً للمصادر التركية، فإن برج غلطة جرى استخدامه في عهد السلطان سليمان القانوني كسجن خاص للعاملين في ترسانة السفن وهم من حكم عليهم بالسجن ويعملون في هذا العمل الشاق.

وفي القرن السادس عشر تم بناء مرصد للتنجيم على يد العالم تقي الدين أفندي ثم تحول مرة أخرى في عهد السلطان مراد الثالث إلى سجن.

وكذلك استخدام “هزفران أحمد شلبي” الذي عاش في القرن السابع عشر، البرج ليقوم بأول محاولة للطيران، وذلك من خلال الأجنحة الاصطناعية التي فصلها وركّبها بنفسه.

كم عمر برج غلطة؟

يعود تاريخ برج غلطة، بجدرانه الخارجية التي يبلغ سمكها ثلاثة أمتار وسقفه الهرمي، لأكثر من ألف وخمسمائة سنة، وما يزال قوة عمرانية تعجب منها الأنطار.

كم يبلغ ارتفاع برج غلطة؟

يبلغ ارتفاع برج غلطة نحو 66.90 متراً، أما قطره الخارجي فيبلغ نحو 16.45 متراً، وقطره الداخلي نحو 8.95 أمتار، أما سماكة جدرانه فتقدر بنحو 3.75 أمتار.

كيف يمكن الوصول الى برج غلطة من السلطان أحمد؟

يمكن الوصول إلى برج غلطة من منطقة السلكان أحمد القريبة منه، عبر ركوب قطار الترام فاي، ثم النزول في محطة أمينونو، وبعد ذلك يكمل الزائر إما مشياً على الأقدام، لمدة 20 دقيقة، أو يمكنه ركوب تكسي والنزول عند أقرب نقطة على البرج تجنباً للمشي، علماً أن المشي إلى البرج من أمينونو تسلب القلوب كونك ستمر بجسر حديدي على البحر، ومروراً بالمدينة القديمة التي يقع فيها برج غلطة.

ثاني اقدم مترو في العالم في حي “كاراكوي” الشعبي

حي “كاراكوي” زهرة فواحة في رياض إسطنبول

تُعَدُّ منطقة قره كوي، إحدى زهرات حدائق إسطنبول، فهي بحق إحدى أحيائها المزهرة، تربط بين أغصان الحدائق وأفنانها، عبر شبكةِ مواصلات ونِقاط عبور برية وبحرية، فمن هذا الحي، يمرُّ المُتنقِّلُ في إسطنبول، فمن دَوْحٍ إلى فنن، ومِن زهرةٍ إلى غصن.

حظيت قره كوي بأهميتها المعاصرة، نظراً لما تمتاز به من أهمية ضاربة العمق في جذور التاريخ، فالمنطقة استمدت اسمَها من سكَّانها اليهود “يهود قاراي” وذلك قبل الفتح الإسلامي العثماني، لتتحول – شأن المدن والأسماء عبر التاريخ – إلى اسم “قره كوي” التابعة في الوقت المعاصر لبلدية “بي أوغلو” القريبة من منطقة تقسيم.

وقد زادت أهميتُها المعاصرة لكونها منطلقَ الفعاليات ونقطةَ التقائها، سواء منها الاقتصادية أو التجارية أو السياحية أو التاريخية، فقد أحيتْ أمجادَها الغابرة بكونها ضمَّت في القديم أهمَّ مركزٍ تجاريٍ عالميٍ وأعظم ميناء بحري، إضافة إلى تفردها بأقدم مترو للمواصلات في العالم.

ثاني اقدم مترو في العالم
ولا تقتصر أهميتها على الجوانب المعنوية الموروثة من التاريخ، فهي إلى جانب ذلك ما زالت تحتفظ بالعبق التاريخي المادي، متمثلاً بالمباني العمرانية والأزقة الضيقة التي يعانق بعضُها بعضاً، ولا تمكّن الزائرَ في كثير منها إلا أنْ يسلكها على قدميه متأملاً في انشراح وعبق كبيرين، ومتلمساً نسمات الزمن والتاريخ بين الجنبات والردهات.

تتربع قره كوي على الضفة الأخرى من خليج القرن الذهبي، خارج أسوار إسطنبول، لتقابل منطقة أمينونو الشهيرة في القسم الأوربي، في تلاقٍ وتناغمٍ لا تجده بهذا التناسق لو ابتعدتَ عن اسطنبول.

تناوب الحضارات على قره كوي

منذ فجر التاريخ، وتحديداً قبل ألف عام، استقر في قره كوي “تجار جنوى” الإيطاليون، بعد أن سمح لهم البيزنطيون بذلك، ثم مضى الزمان وتعزز وجودهم، وما زالت آثارُ جدران تلك الحقبة من التاريخ بارزةً أمام السائح والناظر والمارِّ والمتأمل، تحكي حكايةَ التاريخِ عن قره كوي، بمركزها التجاري المهم ومرفئها البحري الأهم.

ونمضي عبر القرون، لنصل إلى القرن الخامس عشر، لتكون قره كوي أشبه ما تكون عليه المدن الإيطالية، وعندما فتح السلطان محمد الثاني (الفاتح) مدينة قره كوي، تابع الإيطاليون والرومان والأرمن واليهود حياتهم آمنين مطمئنين إلى عدالة الإسلام وعدل العثمانيين، وتذكر المصادر أنهم شكّلوا نصف السكان.

ثم نضمي أكثر، لتكون قره كوي ملاذا آمنا لليهود الفارين من إسبانيا في القرن السادس عشر، وكذلك في القرن التاسع عشر للقادمين من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، الفارّين من حرب القرم.

ظلال التاريخ تتقاطع مع الحاضر

من أهم ما يميز هذا الحي العتيق، تلك الازقة التي تصطف بانتظام، يُمسك بعضُها بعضًاً ويجمّل بعضُها البعضَ الآخر، في انسجامٍ تامٍ، وتناسقٍ بديع، وتآلفٍ عظيم، ثم بما تحتويه الازقةُ مِن ممرات يسير الناس فيها راجلين، فيمكن للسائح أن يبدأ المشي من ميدان تقسيم عبر شارع الاستقلال نزولاً إلى نفق المترو القديم، وكان أقدم ترام في العالم، ويصل إلى قره كوي مباشرة، إذ قُدِّم مقترحٌ لربط منطقتي تقسيم بـ قره كوي، وذلك في عهد السلطان عبد العزيز،

فوافق، ليكون الافتتاح الرسمي سنة 1874م، بعربات تجرها الخيول، ثم بالطاقة لمَّا توفَّرت، وأولها البخار، وفي سنة 1911 استُخدِمت الطاقة الكهربائية، ثم طُوِّر الترام ليكون أكثر معاصَرة، أما اليوم فعاد يعمل بالعربات القديمة التراثية، وما زالت تلك العربات بلونها الأحمر تزين المنطقة وشارع الاستقلال لتتقاطع أنفاس الماضي بعبق الحاضر، كما أن المنطقة تضم دور العبادة الإسلامية والمسيحية، في وئام بديع.


وبما أن لكل إنسان لمساته المعاصرة، نجد المعاصرين قد أقاموا على أطراف الحي مطاعم ومقاهي ومحلات لبيع الآلات الموسيقية، فالمنطقة بحقٍّ مهوى أفئدة عشاق الفن والموسيقا، وما زال الزائر مشدوهاً بهذا الجلال والجمال حتى ينتهي المطاف به أمام برج غالاطة سراي، أشهر معالم مدينة إسطنبول، وما زال كما كان، مقصداً للسياح والزوار، يُطلّون منه على إسطنبول والبوسفور وخليج القرن الذهبي والمدينة القديمة.

التجارة في “قره كوي” ما بين القديم والحديث

يلحظ المارُّ من قره كوي احتواء المنطقة على شركات حديثة وأسواق مختلفة ومكاتب متنوعة، إضافة إلى المطاعم والحوانيت والأسواق، فسوقٌ للسمك وآخر للمنتجات الكهربائية، وثالث للمصارف المالية، ثم رابع وخامس بلا حصر لشتى الشركات، ولم يكن هذا الازدهار التجاري وليد العقد الأخير من الزمن، بل له امتداد قديم، لمسنا آخرَ سلاسله التاريخية بداية القرن التاسع عشر، حيث افتتحت شركات عالمية مكاتب لها، بل إن بناء المصرف العثماني كان في هذه المنطقة، ما جعلها محطة المسافرين وميناء المتاجرين وموطن فعالياتهم.

وما زالت حتى اليوم، تحتضن المصرف المركزي، والشركات الكبرى المتنوعة، وما زالت السفن البحرية الكبيرة ترسو على موانئ قره كوي، يتروّح المتنزِّهون فيها، ويستضيفهم فيها كذلك أقدمُ صانعٍ لحلوى البقلاوة الشهير “غوللو أوغلو”.