13-منطقة الفاتح في إسطنبول
13-منطقة الفاتح في إسطنبول
حي الفاتح، هو أكثر أحياء إسطنبول الأوروبية، الذي يمكنك تلمس فيه عبق التاريخ، ومشاهدة عظمة الحضارة الإسلامية العثمانية التي يمتد عمرها لنحو 8 آلاف و500 سنة، كونك ستراها مرسومة على بيوت المدينة القديمة وجوامعها العثمانية.
ويستطيع أي زائر لمنطقة الفاتح، أن يستحضر مسيرة الفتح الإسلامي لمدينة إسطنبول في الأزقة القديمة والأحياء والشوارع العريقة، وهذا ما أكسبها أهمية روحية للأتراك.
ويقع حي الفاتح الشهير بمدينة إسطنبول التركية، داخل أسوار القسطنطينية وعلى مكان مرتفع، متخذا موقعا في قلب المدينة العريقة.
يعتبر الحي اليوم معقلاً لتجارة الجالية العربية، وحتى للعيش، ممن يفضلون الاستقرار ضمن أجواء مفعمة بالروحانية، ومقصداً رئيساً للسياح العرب في تركيا.
كما أن الحي يتمتع بنقاط جذب كبيرة، كونه يعتبر حاليا قلب إسطنبول النابض، والقريب من أبرز الأماكن السياحية والتاريخية، والأسواق المركزية.
تاريخ منطقة الفاتح
سمي الحي باسم الفاتح، نسبة إلى السلطان العثماني المسلم محمد الفاتح، الذي تمكن من فتح إسطنبول (القسطنطينية) سنة عام 1453، وبعدها أمر بإعادة إعمار الأسوار، وبنى الكلية التعليمية و جامع الفاتح أحد أهم معالم المدينة، وأسس لأول جامعة عثمانية.
أبرز ما يميز الحي هو احتضانه لجامع الفاتح الذي يدهش الزائر بتصميمه المعماري، ويقع في مكان مرتفع يمكن رؤيته من عدة مناطق بإسطنبول، ويشكل مكانا هاما للأتراك والسياح.
كما أن المنطقة جغرافيا على شكل شبه جزيرة في الجانب الأوروبي للمدينة، تحيط بها المياه من ثلاثة جوانب؛ بحر مرمرة ومضيق البوسفور، فيما الجانب الرابع تحيط به أسوار إسطنبول.
وحالياً، يطلق اسم بلدية الفاتح على القسطنطينية التي تقع داخل الأسوار، وفيها أبرز الجوامع والمتاحف والقصور القديمة، فيما يطلق حي الفاتح على المنطقة التي تضم جامع “السلطان محمد الفاتح” وضريحه.
الأماكن التاريخية والسياحية في منطقة الفاتح
1. جراند بازار – البازار الكبير
يسمى “السوق المسقوف “، (Kapalıçarşı) أو المعروف بـ “جراند بازار” والواقع في منطقة بيازيد في إسطنبول، وهو عبارة عن سوق مغلق ومتاهة كبرى لا حدود لها من أهم المعالم التي لا بدّ للسائح من زيارتها خلال رحلته إلى تركيا.
ويعد السوق محطة التقاء مئات آلاف الزوار يومياً، ونقطة بيع العديد من المنتجات القديمة والحديثة، أي بمثابة متحف فسيفسائي وقيمة ثقافية، وتاريخية وسياحية ليس لإسطنبول فحسب، بل لتركيا أيضاً.
بُني السوق المسقوف في إسطنبول، عام 1455م، بُعيد فتح المدينة على يد السلطان العثماني محمد الفاتح، بهدف تطوير وتوسيع التجارة في ميناء المدينة الذي كان يقع على مرمى حجر منه، ويمتد السوق على مساحة تقدر بـ 40 ألف متر مربع، ويضم أكثر من 60 زقاقًا و22 باباً، و26 خاناً، إضافة إلى 2500 محل تجاري، تلبي رغبات المتسوقين كافة، وخاصة أنه المكان الأمثل لمحبي التسوق، إذ يحتوي على كل ما يرغبه الزائر من منتجات تقليدية، وهدايا تذكارية بالإضافة إلى المجوهرات والفضة.
وكذلك يضم السوق شوارع تختص لبيع المصنوعات الجلدية والأثاث، وأخرى تصنع الحلوى التركية التقليدية اللذيذة، مثل حلوى الحلقوم التركي (الملبن)، وغير ذلك من البضائع.
وعندما تدخل إلى السوق تشعر أنك دخلت في متاهة، تضيع فيها وأنت تشاهد المحلات، وذلك من كثرة الشوارع داخل البازار.
ويضم البازار المقاهي التي تقدم القهوة التركية المشهورة، والمطاعم، ويقع بالقرب منه العديد من المساجد، مثل المسجد الأزرق “السلطان أحمد”، والعديد من الفنادق.
ويوجد رواية رسمية تقول إن الأغنياء فيما مضى، كانوا يحتفظون بمجوهراتهم، ومعادنهم الثمينة، وأسلحتهم، في السوق التاريخي، إضافة إلى وجود قسم كبير من خزانة وأموال الدول في السوق نفسه.
2. السوق المصري – البازار المصري
سمي السوق بهذا الاسم لأن معظم التجار الأتراك كانوا يجلبون بضاعتهم من مصر، خاصة التوابل والحبوب والقهوة، ويعتبر أكبر الأسواق في المدينة بعد البازار الكبير، ويقع مقابل ميناء “أمينونو”، بالقرب من الجامع الجديد أو بالتركي “ييني جامع” في إسطنبول الأوروبية.
حينما تدخل السوق ستجد أن أرضيته حجرية، وقبابه مزخرفة وجدران عتيقه، تمتزج بمنتجات عثمانية مطرزة وقناديل ملوّنة وتحف فضية ونحاسية، تمنح الزوار خصوصية وسحراً لا يقاومان.
ويعتبر “السوق المصري” من أهم الأسواق المغلقة في إسطنبول، حيث وضعت السلطانة صفية، والدة السطان مراد الثالث، عام 1579، حجر الأساس فيه، في حين أكملت السلطانة خديجة تورهان، والدة السلطان محمد السادس، أعمال بنائه عام 1667.
واحتل السوق التاريخي مكانة تجارية هامة، حيث شكّل جسراً بين الشرق والغرب، مما زاد من أهمية موقع إسطنبول على “طريق الحرير” التجاري.
وعلى مر العصور، اكتسبت توابل السوق المصري شهرة كبيرة على مستوى العالم، إذ كان السوق يوصف بأنه “صيدلية” الإمبراطورية العثمانية سابقا.
وخاصة أنك أول ما تدخله ستفوح وعلى طول أمتار، رائحة التوابل الممزوجة برائحة القهوة التركية، لتتشكّل توليفة بنكهة تجتمع عندها الحضارات والثقافات.
ويتكون السوق من ستة مداخل، إلا أن المدخل الرئيسي للسوق هو في الزاوية الجنوبية الغربية المقابلة لمسجد “ييني”، وقد بني السوق على شكل حرف “L”، ويتألف من 88 حُجرة مقببة 21 منها مخصصة لبيع الذهب والنحاسيات و10 للهدايا والكماليات و4 للألبسة والباقي للبهارات والأعشاب والمكسرات.
3. جامع الخرقة الشريفة
يقع في حي “الفاتح” أشهر أحياء إسطنبول، وقد اكتسب الجامع اسمه، من احتضانه عباءة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي أحضرها السلطان سليم الأول، وهو تاسع سلاطين الدولة العثمانية، والذي حكم من سنة 1512 حتى 1520م، إلى إسطنبول عام 1516، واحتفظ بها في مكان خاص بالمدينة.
يتوافد مئات الآلاف من السياح وأهالي إسطنبول وحتى من عموم تركيا، إلى جامع “الخرقة الشريفة”، في شهر رمضان المبارك من كل عام، لزيارته وإلقاء نظرة على بردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في مشهد بات من أبرز الطقوس الرمضانية، لدى المسلمين الأتراك وغيرهم، فيما يكون الجامع مفتوحاً أمام المصلين على مدار العام.
وكلمة “خرقة” دخلت إلى التركية العثمانية واستخدمت بمعنى المعطف أو العباءة.
ومنذ تأسيس الجامع، حُفِظت هذه الأمانة النبوية في صندوق خاص مغلق في المسجد، حُظر فتحه على عامة الشعب، إلى أن تولى السلطان عبد الحميد الثاني الحكم، فأمر بفتحه خلال شهر رمضان الكريم لكي يتمكن الناس من مشاهدة عباءة الرسول، والتي تمثل معاني دينية عظيمة بالنسبة للمسلمين كافة.
وهناك روايات تقول إن هذه العباءة هي التي كان يرتديها النبي محمد، حينما عُرج به إلى السماء في ليلة الإسراء والمعراج.
وقد تعرّضت، بعض أجزاء من البُردة للتلف بسبب طريقة الحفظ التي كانت مُتبعة قديماً، وهو ما دفع المشرفين عليها لترميمها وحفظها بوسائل حديثة، واكتشف المرمّمون خلوّ البردة من أي نوع من الميكروبات عكس عمامة وحزام أويس القرني رغم حفظها جميعاً في الصندوق نفسه.
وعن كيفية تصميم الجامع، يقول علي فرات وكيل العائلة التي تحتفظ بالأمانة النبوية، إن “السلطان العثماني عبد المجيد الأول، وهو الحادي والثلاثين بين سلاطين آل عثمان، والذي حكم من 1823 حتى 1861، اهتم بتصميم المسجد لاستيعاب عدد كبير من الزوّار، لذلك قام بتنظيم مكان الصلاة ليكون منفصلاً عن موقع زيارة السترة الشريفة، وقد ساعد في تصميم الجامع مهندس معماري إيطالي، إلى جانب عدد من المهندسين العثمانيين”.
ويسرد فرات مسار وصول الأثر النبوي إلى اسطنبول قائلاً “نبيّنا أهدى البردة إلى التابعي اليمني أويس القرني، الذي أدرك زمن النبي ولم يره، وقد شهد له النبي بالصَّلاح والإيمان وبرّه بوالديه، وبقيت مع أخوة القرني التي انتقلت من الكوفة في العراق إلى الأناضول وبالتحديد منطقة كوش أضاسي، في ذاك الوقت، وفي عهد السلطان أحمد الأول (1590 – 1617) استدعيت العائلة إلى إسطنبول، ومازالت مؤتمنة على البردة وتتكفل برعايتها حتى اليوم”.
4. هستوريا مول
يقع في منطقة الفاتح الشهيرة، ويعتبر من أشهر مراكز التسوق في إسطنبول، والذي يجذب السياح وأهالي المدينة.
يتميز المول بتصميم عصري، إذ يتوسط مدخله نافورة مياه ضخمة، تسحر الزوار حينما ترتفع المياه من داخلها، مما يكسب المتحلقين حولها جواً من البهجة والسرور.
يتكون المول من 6 طوابق، تشتمل على أقسام للألبسة، وقسم خاصة بالمطاعم المطلة بعضها على الشارع، إضافة لوجود قسم خاص بالألعاب، وصالة سينما، ومقاهي مطلة على الشارع، ومرآب للسيارات، وكذلك قسم خاصة بالإلكترونيات، ومركز تجاري خاص للمواد الغذائية.
5. السلطان أحمد
منطقة السلطان أحمد في اسطنبول الأوروبية ، هي أولى الوجهات السياحية في المدينة، ويمكننا الجزم أنه نادرا ما يغادر الزائر إسطنبول دون أن يقر عيناه بمنطقة السلطان أحمد، التي تحتضن مناطق أثرية عديدة، تجعله يتنسم عبق التاريخ، ويشعر وكأنه يتجول في متاحف مكشوفة.
اجمل و أفضل فنادق اسطنبول
وتقع منطقة السلطان أحمد على أولى تلال إسطنبول السبع، وشهدت حضارات ودول عريقة، وتحمل آثار 3 امبراطوريات مزجت بين الحضارة والتاريخ والعمارة؛ ما يجعلها مركزا لتلاقي الثقافات والحضارات والأديان.
وتحتوي المنطقة حقيقة على آثار تاريخية منقطعة النظير وهي:
ميدان السلطان أحمد: من أقدم الميادين التي يعود تاريخها للقرن الثاني الميلادي؛ حيث أنشئ في زمن إمبراطورية روما كميدان لسباق الخيل، وكانت تقام فيه أيضا الاحتفالات الموسيقية والرقص، وفعاليات اجتماعية وثقافية أخرى.
يضم الميدان مجموعة من الأعمدة التاريخية منها عمود الأفاعي، والعمود المشبك، والمسلة الفرعونية. وحافظ الميدان على أهميته خلال الحقب التاريخية اللاحقة.
جامع السلطان أحمد: الجامع بني قبالة متحف آيا صوفيا، وبدء العمل في إنشائه عام 1609 في زمن السلطان أحمد الأول (حكم بين عامي 1603 و1617)، وافتتح في العام 1616، واستكمل في العام 1619.
وبني الجامع على شكل كلية تضم مدرسة ومعهد وسوق ومستوصف ومقبرة، وهو الجامع الوحيد في إسطنبول المكون من 6 منارات.
ويطلق عليها الجامع الأزرق ؛ لأن جدرانه الداخلية مغطاة ببلاطات خزفية ملونة بالأزرق القاتم والفاتح، ويبلغ قطر قبة الجامع 33.6م، بارتفاع 43م، ويشتهر بعمارته المميزة حيث يعد من أهم وأضخم المساجد في العالم الإسلامي.
متحف آيا صوفيا: يعتبر صوفيا من أهم أماكن التراث العالمي، ويقع قبالة جامع السلطان أحمد، وأنشئ على شكل كنيسة، وبعد الفتح العثماني لإسطنبول في العام 1453، وحتى العام 1935 استخدم كجامع، وبعد هذا التاريخ تحول لمتحف.
والمتحف مبني من الحجر والقرميد، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 537، ويعتبره مؤرخون “ثامن عجائب الدنيا”، وبناه المهندسان المعماريان أنثيميوس، وميلتلي إيسيدوروس.
ويعتبر “آيا صوفيا”، اليوم صرحاً فنياً ومعمارياً، استخدم لمدة 481 عاماً مسجداً، قبل أن يتحول إلى متحف عام 1934، ليشهد الصرح العظيم حدثاً تاريخياً في 10 يوليو/تموز 2020، بإلغاء المحكمة الإدارية العليا التركية، قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934، وفتحه من جديد للعبادة والصلاة، ونقل تبعية الصرح التاريخي من وزارة الثقافة والسياحة إلى رئاسة الشؤون الدينية.
6. مسجد زيريك
تزخر مدينة إسطنبول التركية، وخاصة قلبها القديم، بمساجد تاريخية كثيرة، ويوجد فيها بعض المساجد المعدودة، التي كانت في الأصل كنيسة ومن ثم تحولت إلى مسجد، منها مسجد “زيرك” (Zeyrek Camii).
يقع المسجد على مشارف الخليج، في حي “زيرك”، وهو من المساجد التي أصلها كنيسة، وقد بني على كنيستين للروم الأرثوذكس، بعد فتح القسطنطينية.
يعتبر ثاني أكبر صرح ديني قد بناه البيزنطيين، بعد “أيا صوفيا”، فهو بالأصل يتكون من كنيستين أرثوذكسيتين سابقتين، ومصلى، وقد تم بناءه من قبل ابنة ملك المجر”لاسزلو”، زوجة الإمبراطور”ايوانس كومنينوس” الثاني، في أواخر العهد البيزنطي، فهي كنيسة من كنائس دير”بانتوقراطور”، وتعرضت للضرر أثناء الاحتلال اللاتيني، ووضعت اليد عليها من قبل الرهبان الكاثوليك.
تم استخدام دير”بانتوقراطور” كمدرسة بعد الفتح العثماني للمدينة، حتى إنشاء مدارس كلية الفاتح، وقد أخذ الجامع اسمه”زيرك”، من اسم مدرسة”الملا زيرك” محمد أفندي.
وقد بُني الجامع من الطوب، ويتألف من مئذنة واحدة، أحادية الشرفة، ومن خمس قبب تشكل الغطاء السقفي، ويعد من الآثار المهمة ونموذج للهندسة المعمارية، للفترة البيزنطية في القسطنطينية.
ويعتبر اليوم واحداً من أهم الوجهات السياحية، التي يقصدها الزوار في المدينة القديمة بإسطنبول، والتي لا تزال باقية وشامخة حتى اليوم.
7. مسجد بيازيد
جامع بايزيد التاريخي، أحد أكبر مساجد اسطنبول ، الذي شيده السلطان العثماني بايزيد الثاني، في الفترة بين 1501 ـ 1506، وهو السلطان الذي خلف محمد الفاتح، الذي فتح القسطنطينية في العام 1453.
ويعد جامع بيازيد من أوائل الآثار العثمانية التي يمكن رصد تأثير المباني البيزنطية عليها والذي يقصده السياح اليوم لرؤية عظمة البناء والطراز العمراني البديع.
ويتوسط الجامع الضخم الحرم، وله قبة رئيسية يبلغ قطرها 16.78م، تدعهما أربعة أعمدة قوية، إضافة إلى مطبخ لصنع الطعام من أجل الفقراء، كذلك يضم مدرسة ابتدائية، ومستشفى خيري، ومدرسة دينية، وحمام وخان.
والغريب في مسجد بايزيد أن إحدى مئذنتيه أكثر ارتفاعا من الأخرى بحوالي 79م.
يوجد اليوم في المسجد سجادة وزنها 5 أطنان وتعود حياكتها لعام 1889 واستغرق ترميمها عامين كاملين، حيث شهد المسجد أواخر عام 2019، أعمال صيانة وترميم أجريت بشكل جاد ودقيق بتكلفة بلغت 4 ملايين و485 ألف ليرة تركية.
8. سوق صحفلار sahaflar
يقع Sahaflar Bazaar في منطقة بيازيد بإسطنبول الأوروبية، وتحديداً بالمنطقة الواقعة بين بوابة Fesçiler في “السوق المسقوف”، أو المعروف بـ “جراند بازار”، ومسجد بيازيد الشهير.
ويشتهر السوق في بيع الكتب المستعملة، إلى جانب المخطوطات المصغرة والنادرة، وبعض الكتب عن الدين والفلسفة والمنطق، والتي كانت تُدرَّس في العديد من المدارس الدينية بتركيا.
وحتى عام 1910، أعيدت تسمية هذا المكان باسم Sahaflar Bazaar بسبب الزيادة في المحلات التجارية المستعملة، إلا أنه لا يزال يزوره عشاق الكتب.
9. أكسراي إسطنبول
هي أشهر من نار على علم في إسطنبول، وهي الجامعة لكل الطرق في المدينة، ونقطة علّام لا يُخطئها زائر، لكن أبرز ما يميز “أكسراي”، التي تتربع على أقل من كيلو متر مربع، هي مطاعهما الشهية، فما إن تدب قدم الزائر المنطقة، حتى تداعب حواسه روائح مأكولات من دول مختلفة، لتتحول وجبته الشهية إلى رحلة يتنقل فيها بين الحضارات والبلدان.
فمن “اسكندر كباب” التركي إلى “الكباب” الآسيوي و”المندي” اليمني مروراً بـ”الفلافل” الفلسطيني، و”الشاورما” السورية، مما يكسب منطقة أكسراي، غناً تراثي تتلاقى فيه الأطباق وتجتمع الثقافات على مائدة واحدة.
ولربما وأنت تتنقل بين المطاعم، تسمع باللغة العربية، من يدعوك لتتذوق أكلة “إسكندر كباب” التركية الشهيرة، والتي يتناقل الأتراك عنها مقولة إن “إن لم تتذوق إسكندر كباب، فأنت لم تزر تركيا يا صديقي”، حيث يعود أصل الطبق لبورصة ، والتي تبعد نحو ساعة ونصف عن إسطنبول بالمركب البحري، ويتكون الطبق من لحم الضأن مع صلصه الطماطم الحارة على قطع من الخبز العربي والزبد المذابة مع اللبن.
وإلى عشاق الأكل السوري، تنتشر سلسلة من المطاعم التي تقدم، الشاورما، والكبة الحلبية والكبة اللبنية، فضلاً عن الحلويات الدمشقية وغيرها من التي تشتهر بها الأيادي السورية الماهرة.
كما تتواجد في منطقة الفاتح مطابخ متنوعة من المطبخ العراقي، واليمني، وحتى الفلافل الفلسطيني.