2: بوصلة الجنون
بوصلة الجنون
بوصلة الجنون
بوصلة الجنون جنونكِ لم يزل يُغري جنوني
( وإنْ جاوزتُ حدَّ الأربعين ِ )
يراودُ قلبي المسكون عشقاً
ليخرجني لدائرة الظنون ِ
أحاولُ ما استطعتُ عقالَ قلبي
و لكنْ نفثُ سحرك يعتريني
حملتُ إليكِ أوراقَ اعتمادي
سفيراً بين أروقة الفتون ِ
( يساريٌّ ) وكم أرضاكِ مُلكاً
و أهوى فيك أحزاب اليمين ِ
فأنت ِربيع ُ من مرّوا صحارى
بذاكرتي ، و ضوعُ الياسمين ِ
و كم وعدَتْ مواعدَ صادقات ٍ
عيونك حينما قرأت عيوني
وكم هطلتك غيماتٌ عطاشٌ
لقلبينا ، وكم رشفت شجوني
فحظّي منكِ أنّكِ لم تزالي
إلى دنياي بوصلة الجنون
سلاما أيها الوطن الركام
سلاماً أيها الوطنُ الركامُ …..
على شرفات جرحِكَ كم أقاموا
وكم حبَسَتْ مدامعَها الخيام ُ
و إنكَ والقلوبُ تفيضُ قهراً
تُحِسُّ بما يعانيه الكرام ُ … ؟
و إنّ بنيكَ أيتامٌ و صارت
موائدُهم يزاحمها اللئام ُ
وقد نزفوك أحلاماً جساماً
و جرحاً لا يقرُّ ولا ينام ُ
وهم أولاءِ قد خفضوا جناحاً
وهم أولاءِ زرعُكَ و الغمام ُ
فَخُذْ يدَهم فقد باتوا شتاتاً
وقلْ لهمُ بأنّك لا تُضامُ
و أنّكَ سوف تدركهم كبار
اًو أنّ دماءهم حقاً حرام ُ .
دونك يا ابي
و يجيء هذا العيد ُ دونكَ يا أبي
متثاقلا ً ، يمشي إليّ القهقرى
ما ثمّ إلا الحزن ُ يطرق بابه
فالذكريات يضمها ذاك الثرى
أنا كلما ( عايدت ) قلب أحبتي
أخفيتُ في قلبي الدموع َ و أكثرا
كلّ الدروب إلى فؤادي أقفرت
إلا طريقك لا يزال الأنضرا
لتعود بي أيامك اللا تُنتسى
و تطلّ في ليلاي بدرا ً مُقمرا
ابوء كلي اليك
أبوء كلي إليك قال َ :
هلّا أدلكم ، رُبّ مُلك ٍ
و نعيم ٍ … و متعة ٍ ليس تفنى
قد غوى آدمٌ ففيم َ التأنّي
فأنا ناصحٌ ولا أتجنّى
هكذا ، هكذا يوسوسُ شيطاني
فأصغي إليه قلبا ً و أذنا
عربَدت في دمي الذنوبُ ، وليليي
ا إلهي كم باء إثماً و جُنّا
ينثني بي فأنثني مثلما شاء
كأنّا لا نرعوي و كأنّا
لستُ أدري ماذا أقول ُ فذنبي
لم يجد غيري في الورى يتبنّى
ضاقت الأرضُ و الفضاءُ بروحي
فأنا اليوم َ مُطرق القلب ِ مُضنى
تائباً جئتُ بعضُ دمعيَ سرٌ
رُبَّ دمعٍ يُغالبُ المزن هتنا
ربّّ … إن المستغفرين جميعا ً
نزلوا في حماكمُ … فنزلنا
وكثير من هن
هما قلبان ِ ما اكتويا بعشقٍ
ولا افتُتنا … ولا خلصا نجيّا
على ما كان من قلبي ومنها
و ما قد كان من هجري مليّا
فقلبُك ِ لم يكن يوما ً كقلبي
ولكن كان جباراً عصيّا
وكم كنتُ الأبرّ إذا التقينا
بذات هوى وكم كنت الوفيّا
و كنت أراكِ للدنيا جمالاً
و كنت أراك ِ عالميَ البهيّا
وإذْ حجرٌ فؤادك ليس إلا
وهل ميتٌ سمعتِ يعود حيّا
و إنّ من الحجارة ألف نبعٍ
و قلبك لم يكن حتى نديّا
ندمتُ ندامة َ ( الكسعيّ ) لمّا
ملأتُ بذكركِ الدنيا دويّا
أعضُّ على الشفاه وكنتُ أمساً
كما الصوفيّ آتيها جثيّا
فلا بسطتْ يدايَ إليك ِ صفحا ً
ولا رفّت لدمعك ِ مقلتيّا
و إن هزّ انكسارك جذع قلبي
فلن تلقي ولا الرطبَ الجنيّا ….
وكانت في صباها ضوع عطر
و كانت في صباها ضوعَ عطرٍ
و في الخمسين أجملُ ما تكون ُ
و يملأ حسنُها الدنيا دلالاً
يتيه ببعضه الرجلُ الرصين
ُ تضجُّ أنوثةً و تميسُ سحرا ً
و إنْ نزلت بساحتها الظنون
ُو كم ألقت عصاها فاستفاقت
قلوبٌ لم تكن يوماً تلينُ
يُحييها الصباح ُ ( صباح خير ٍ )
و يشرقُ في مُحيّاها الفتون ُ
على وجناتها ينثال وردٌ
يضوع ُ كما يضوع الياسمين
ُ تساررها النجومُ بأمنياتٍ
و يسمعها قصائدَهُ الجنون ُ
فكم حطّت إذا فتحت يديها
فراشاتٌ و كم رقصت سنونو
إذا ابتسمت تبسّم كلُّ شيء ٍ
حواليها و أشرقت العيون ُ
فما برحت تحطّمُهم قلوبا
ً و ما برحت على البلوى تُعين
ُ لعمريَ إنها أنسام ُ فجر ٍ
تهبُّ فيُبعثُ القلبُ الدفين ُ
السودان لا بواكي له
السودان لا بواكيَ له ….
كيف يا ( نيلُ ) فضتَ بالأحزان ؟
حسبه من مصابه ما يعاني
أيها النهر ُ لا ترع أهل بيت ٍ
أو تسىء للضفاف و الجيران ِ
ما عهدناك غير خلٍّ وفيٍّ
كوفاء الأهلين في السودان
كيف ترضى لمن هواك حبيبا ً
أن يراك الدمارَ كلَّ مكان ؟
ربِّ .. إنّ السودانَ أهلٌ كرامٌ
فلمن يلجؤون في الطوفان ؟
فالسلام السلام يا من فتحتم
لبني عمكم ذراع أمان ِ ……
من كلمات الشاعر امجد الخطاب