2-مظاهر عقوق الوالدين
2-مظاهر عقوق الوالدين
الصراخ عليهما و عدم الدعاء لهما
هل يجوز نهي الوالدين عن أمرٍ دينيٍّ بالصُّراخ ورفع الصَّوت؟ إنَّ حقوق الوالدين هي من أعظم الحقوق بعد حقِّ ربِّ العالمين، وقد ربط الله -سبحانه وتعالى- رضاه برضى الوالدين، فيجب أن يكون الأولاد حذرين جدًا في التَّعامل مع آبائهم بارين بهم لا يسببون لهما ضيقًا ولا حزنًا، ومن الأمور التي تسبب الأسى للأهل هي ما يقوم به بعض الأولاد والشَّباب من رفع الصَّوت أثناء الحديث مع الوالدين والصُّراخ بوجهيهما، فجاء الإسلام لينبِّه على هذا الأمر ويعدَّه من مظاهر العقوق التي يجب الانتباه إليها.
التطاول عليهما
هل يجوز التَّطاول على الوالدين إذا كان بنية النَّهي عن المنكر؟ هناك من يعدُّ أنَّ تنبيه الأبوين على خطأ قاما به يبيح له التَّطاول عليهما وذلك لأنَّه ينهاهما عن المنكر، فجاء الإسلام ليبين له، أنَّه حتّى ولو كان الخلاف معهما في أمرٍ جللٍ مثل الاختلاف في مسألةٍ دينيَّة، فلا يجوز له النِّقاش معهما بصوت مرتفع أو نهيهما عن هذا الأمر بالصُّراخ،
فكيف يكون حال الأمر إذا كان الاختلاف معهما على أمرٍ دنيويٍّ فالأفضل الابتعاد حتَّى عن مناقشة هذا الأمر معهم، وهذا دليله واضحٌ في القرآن الكريم فقد قال تعالى في سورة الإسراء: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}. فعلى المسلم إن أراد أن يبتعد عن وجه العقوق هذا أن يستعين بجلسات العلم وحضورها بالإضافة لاختيار الصُّحبة البارَّة التي تعينه على برِّ والديه وتذكره بفضلهما.
سرقة أموالهما
هل يُمكن للابن أخذ ما شاء من أموال والديه دون إذنهما؟ إنَّ الذنب إذا كان مع النّاس حرامًا فهو مع الوالدين أشد حرمة، وقد حرم الله -تعالى- السرقة بجميع أشكالها ولو سرق الإنسان من والديه لكان ذنبه أعظم وأشد؛ لأنَّه جمع إلى جانب جرم السرقة جرم العقوق، وذلك كله خيانة للأمانة وأخذ الأموال بغير حقها، والله -تعالى- قد أمر كل إنسانٍ أن يكون أمينًا من موقعه، وقال سبحانه في كتابه العظيم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا}،فيلزم الابن أن يتوب إلى ربه وأن يُقلع عن ذالك العمل ويخبرهم بفعله -لو كان قد سرق منهم- ويستأذنهم في الأموال تلك.
أذيتهما
هل يمكن أن يؤذي الأبناء الوالدين من غير دراية؟ لقد انتبه الإسلام إلى أدَّق الأمور في معاملة الأبناء مع الوالدين، وقد نبَّه الشَّرع إلى عددٍ من الأمور التي يمكن أن يراها البعض بسيطةً إلى أنَّها تسبب الأذى للأبوين من دون أن يشعر الأبناء بهذا، ومن ذلك عدم الاستئذان أثناء الدُّخول عليهما، فلا بدَّ من الاستئذان كي لا يقع الأبناء في مغبة العقوق إن هما أدخلا الحزن والقلق إلى قلب أبويهما.
معايرتهما في عيوبهما
ما هو حكم معايرة الأب بعمله؟ لقد حرَّم الإسلام ذكر عيوب الآخرين أو تتبعها، وعدَّ هذا الأمر من الذُّنوب التي استباح بها المسلم عرض أخيه، فكيف بمن يعاير والديه بعيبٍ ما فمن باب أولى أنَّها مجلبةٌ للغضب والعقوق
،ومن الأمور التي كثيرًا ما يعاير بها الأبناء آبائهم وظائف أعمالهم، فقد شاع في هذا الزَّمن الازدراء بالآباء من أجل عملهم، وهم يعلمون حقَّ المعرفة أنَّ ما كان السَّبب وراء تعليمهم وتأمين حاجيَّاتهم هو هذا العمل البسيط الذي يقوم به الأمُّ والأب.
عدم تقديم المساعدة لهما مع حاجتهما
هل يجب على الشَّاب أن يساعد أمَّه في عمل المنزل؟ لا يحتاج الآباء فقط إلى الاحترام والحب من أبنائهم، بل يحتاجون ليدٍ تساعدهم في أعمال المنزل بعد أن تقدَّم بهم العمر، ومن الأمور التي يجب التَّنبيه إليها أنَّ بعض الشَّباب يأنف من أن يساعد أمَّه في أعمال المنزل على أنَّها خاصَّةٌ بالنِّساء، وهذا باب من أبواب العقوق، بل ويزيد الأمر سوءًا عندما يرى الابن أمَّه وقد أجهدها التَّعب والعمل ولا يمدُّ لها يد المساعدة، في حين أنَّه -شابًّا كان أم فتاة- يُرى وقد ضيَّع السَّاعات الطِّوال في حديثٍ هاتفي أو زيارة لصديق.
الاستهزاء بهما ما هو حكم الاستهزاء بالأبوين؟
إنَّ عقوق الوالدين هو سببٌ لطرد العبد من الجنة وانحرام من نعيم الله سبحانه وتعالى، بل ويتعدَّى الأمر إلى ذلك بأنَّه سيحرم من رؤية الله وأنَّ الله لن ينظر إليه من غضبه عليه‘ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ”، فقد وضع الإسلام حدَّ العقوق بأنَّه كلُّ عملٍ جرَّ الألم والحزن للوالدين، وقال بعض السَّلف الصَّالح إنَّ كلَّ عملٍ محرَّمٍ مع غير الأبوين فهو مع الأبوين من الكبائر، فالاستهزاء وإلحاق الأذى من الأمور التي حرَّمها الله بحقَِّ بقيَّة المسلمين فهو من العقوق والكبائر بحقِّ الوالدين.
عدم طاعتهما بما يستطاع
ما حدود طاعة الوالدين؟ لقد بذل الآباء الكثير من الوقت والجهد والقوَّة في سبيل تربية ابنهم والعمل على رعايته، فجاء الإسلام ليرد للوالدين هذا الجميل، وأن يأمر الأبناء بحسن الطَّاعة للأبوين والاستماع لهما فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: “رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ”،
فمن مظاهر الإيمان الحق هو طاعة الوالدين بقدر ما يستطيع والصَّبر على ما يطلبانه وعدم إظهار التململ. فبما أنَّ طاعة الآباء واجبة فسيكون النَّقيض وهو عدم طاعتهما فيما يستطيع الإنسان وذلك من باب العقوق والعياذ بالله، فلو أمرت الأم ابنها أو ابنتها أن تبتعد عن صديقة ما أو ألَّا يُقارب الابن ذلك الصديق فيجب عليهما ذلك؛ إذ طاعة الأم واجبة في جميع الأمور الدُّنيوية ما لم تأمر بمعصية، والبقاء مع تلك الصَّديقة ليس بواجب حتَّى وإن كانت صحبة صالحة إذ يجب الإذعان لرأي الأم وعدم معصيتها.
الانتقاد الدائم لهما دون حاجة
هل يجوز انتقاد تصرفات الآباء إذا خالفت منظور المجتمع الحالي؟ هناك بعض الأخطاء التي يقع بها أبناء هذا الجيل والتي تودي بهم إلى عقوق الوالدين، وذلك بكثرة توجيه النَّقد لتصرفات الآباء والأمهات ويكون مبررالأبناء في ذلك أن آباءهم وأمَّهاتهم من جيلٍ غير جيلهم، وأنَّ نصائحهم قد لا تنطبق على مستلزمات عصرهم الآني،
قد يكون الأبناء على صواب بهذه الفكرة ولكن من أجل اجتناب عقوقهما وحزن قلبهما من الأفضل تجنُّب نقاشهما في هذه الأمور، وعدم إظهار خطئهما في كل فرصةٍ تسنح بذلك. بل يجب عليه الواجب على الأبناء مصاحبتهما بالمعروف واللين واللطف، وخير مثالٍ على ذلك قصَّة أسماء بنت أبي بكر عندما جاءت أمُّها وهي مشركةٌ إليها أمرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تُحسن إليها على الرُّغم من عدائها للإسلام، وعدم تطابقهما بالفكر أو بالدِّين ولكن للوالدين ودٌّ لا يُقطع مهما كانت الأسباب.
التسبب في بكائهما الدائم
هل يعدُّ بكاء الوالدين من العقوق؟ ومن الأحاديث الصَّحيحة الواردة عن الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّ التَّسبب ببكاء الوالدين هو من العقوق، فقد قال عليه الصَّلاة والسَّلام: “وبُكاءُ الوالدينِ مِنَ العُقوقِ”، ومن أسباب ذلك أن يقسو الولد عليهما بالكلام ويبحث عن الكلمات الجارحة في حقهما، أو أن يأتي بأفعال تسبب حزن قلبيهما كأن يعاملهما كخدمٍ في بيته لتنظيفه وتحضير الطَّعام وفي حال تقصيرهما بأي أمرٍ ينهال عليهما بالسَّب والشَّتم.
ولقد ورد في السَّنة النَّبوية أنَّ رجلًا جاء يبايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام وهو يتبجَّح قائلًا بأنَّه ترك أبويه حزينين على مغادرته بل ويبكيان، فعاتبه النَّبي الرَّخيم على هذا التَّصرف وقال له: “فارجِع إليهِما فأضحِكْهما كما أبكيتَهُما”، فإذا حرَّم الإسلام إنزال دموع الأبوين من أجل أمرٍ جلل وهوبيعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فمن بابٍ أولى أن يعد إنزال دموعهما في أمور الحياة الدُّنيوية من العقوق.
التأفف من أفعالهما وأقوالهما
هل هناك كلمة حُرمت أقل من كلمة أفٍ في حقِّ الوالدين؟ إنَّ أي تصرُّف يسبب الحزن والألم للوالدين والأمهات بشكلٍ خاص، قد وضعه الله سبحانه وتعالى في رتبة الأعمال التي تعدُّ عقوقًا، ولقد حرَّم الله -سبحانه وتعالى- أدنى الألفاظ والأقوال التي تدخل الحزن لقلوب الأهل، ومن ذلك لفظة أفٍّ وهي تعبير عن الملل والتَّضجر من الأبوين قال تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}،
وقد قال ابن كثير في تفسيره إنَّه من العصيان والعقوق إلقاء كلمات الضَّجر على مسامع الأبوين، حتَّى أقلَّها وهي التَّأفف بوجههما. ولقد قال الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- لو أنَّ هناك كلمة أصغر من كلمة أف لحرَّمها الله في حقِّ الوالدين، فعلى العاق لوالديه أن ينتبه لأنَّه مهما فعل من أعمال فلن يكون دخوله إلا إلى النَّار.
ضربهما
هل دعاء الأمِّ مستجاب على ابنها؟ إذا كانت لفظة أفٍ قد نزلت في كتاب الله محذرًا سبحانه الأبناء من أن يقولوها لآبائهم، فكيف بالذي يضرب والديه -والعياذ بالله- فلا بدَّ من الحذر من هذا الفعل الشَّنيع والذي لا يمتُّ بصلة للأخلاق الإسلاميَّة، كما وأنَّه على الابن الانتباه من دعوة الأمِّ التي ستستجاب سواء كانت له أو عليه
وضعهم في دور العجزة عند تقدمهما في السن
هل يجوز وضع الآباء في دار العجزة للرِّعاية بهما؟ إنَّ من أعظم الأخلاق التي جاء بها الإسلام ردُّ الجميل والمعروف والإحسان للآخرين، فكيف إن كان من قام بهذا المعروف هم الوالدان لأبنائهم ولا يغفل أي إنسان عن السَّهر والجهد والعمل الشَّاق الذي يبذله الوالدان من أجل تربيتهم وتأمين طلباتهم، ولكن وللأسف الشَّديد يجد الإنسان أنَّ هناك بعض الأبناء الذين تنصَّلوا من هذه الأخلاق الإسلاميَّة اتِّجاه آبائهم وتخلَّوا عنهم في الكبر ورموهم في دار العجزة بعد أن أصبحوا في حاجة ماسَّة إليهم.
وليس هذا فحسب بل تخلَّوا عن المشاعر الإنسانيَّة بالإضافة لمشاعر الرَّحمة والرِّقة التي تجعلهم لا يلتفتون إليهم في ذلك الدار الذي يفتقدون به لمشاعر العائلة والحب والحنان التي يحتاجونها في كبرِهما وهذا كله من العقوق الذ حرمه الله جلّ في علاه.
النظر لهما بنظرات مسيئة
كيف يكون النظر إلى الآباء بنظرة مسيئة؟ فمن مظاهر العقوق التي انتشرت ما بين الأبناء في هذا العصر الحالي هي النَّظرة المسيئة التي يشوبها الاشمئزاز والقرف اتِّجاه الأهل، فينظر بها الأبناء للآباء بعد أن يكون الآباء قد بلغوا الكبر وضعفت قوتهم وبدأت أيديهم بالارتعاش، فلا يتحمل الابن منظر أباه أثناء الطَّعام ويخجل به أمام زوجته، فيبعده عن مجالسه ويحاول التَّخلص منه بأي وسيلة، فعلى الابن أن يعلم هنا أنَّه عقَّ أباه وأمَّه حينما اغترَّ بقوته وظلمهم بتلك النَّظرة التي ما كانا ينتظرانها منه،
ويكون قد حرم نفسه من دخول الجنة بهذا التَّصرف المخزي، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ العاقُّ لوالدَيْه”.والعقوق من الذُّنوب التي لا يؤجلها الله -سبحانه وتعالى- إلى الآخرة، فهو كالدَّين الذي يجب أن يأخذ الإنسان جزاءه في الدُّنيا وكما يفعل الابن مع ابيه اليوم سيفل معه والده ذات يوم.
التقليل من شأنهما أمام الآخرين
هل سمعة الأبناء السَّيئة تعدُّ تقليلًا من شأن الوالدين؟ لقد طغت ظاهرة العقوق للوالدين من قبل أبنائهم حتَّى باتت وكأنَّها ثقافةٌ للعصر، ومن إحدى الصُّور لعقوق الوالدين هي ما يفعله بعض الأبناء اتِّجاه أبائهم بأن يقللوا من شأنهم أمام أصدقائهم ويحمِّلوهم تبعات تقصيرهم وفشلهم ويلقوا عليهم اللوم بأنَّهم هم من أهملوا واجباتهم اتِّجاههم، ويبدأ حينها الابن بذمِ أباه وأنَّه هو السَّبب بإنجابه فعليه أن يؤمن له مستوىً معيشيًّا محترمًا.
وقد يكون الابن سببًا في جر المسبَّة والشَّتيمة لأهله بين النَّاس بتصرُّفاته ولسانه البذيء، ومن ذلك ما قاله عليه الصَّلاة والسَّلام: “منَ الكبائرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ وهل يَشتُمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قال: نَعمْ، يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّ الرَّجُلِ فيَسُبُّ أُمَّهُ”، وقد يقلل الابن من شأن أهله بأن يرتكب الذُّنوب والمنكرات أمام أهل حيه فيسبب لأهله الشَّتيمة ويجرَّ لهم الخزي والعار نتيجة أعماله اللا أخلاقيَّة.
هل يجب على الابن استئذان الآباء في أمور حياته؟ ومع عظم قيمة الأب والأم في الإسلام إلَّا أنَّه يُلاحظ الاستهتار بتلك القيمة والتَّقليل من شأنها وكأنَّه لا علاقة تربطهما بهذين الأبوين الذين أنفقا عمرهما وهما يهتمَّان بابنهم، ومن أوجه العقوق التي تحزن قلب الآباء عدم استماع ابنهما لنصيحتهما مهما كانت، أو اعتداد الابن برأيه وعدم طلب مشورة الآباء بحجة أنَّ هذا الأمور تخصُّ حياته لا حياتهما، فهذا تصرُّف يشعر الآباء بعدم قيمتهما، ويجب الانتباه من قبل الابن لهذه المواقف.
الخجل منهما أمام الآخرين
ما هي أسباب خجل الأبناء بوالديهم؟ ومن مظاهر العقوق التي انتشرت عند الكثير من الأبناء والبنات هي الشُّعور بالخجل من الأب أو الأمِّ خاصَّة إن كان الابن يحتلُّ مركزًا اجتماعيًّا مرموقًا، بل وحتَّى أنَّ بعض الأولاد العاقين قد يتبرَّؤون من نسبهم لآبائهم فيخجلون من أن يذكروا أسماءهم مقرونةً بأسماء آبائهم في المحافل الاجتماعيَّة المهمة أو في الولائم.
وقد لا يكون هذا التبرأة سببه هو المستوى الاجتماعي لبعض الأبناء فقد يزيد هذا الأمر ليصبح سببه بعض المعاصي التي قد يقترفها الآباء ويكون الابن غير راضٍ عنها، فيهجر أباه أو أمَّه ظنًّا منه أنَّه يعمل على نصحهما، فهذا عقوق بهما فالإسلام قد فرض البر للوالدين حتَّى إذا كانا كافرين فكيف بمن كانا مؤمنين ولمن عندهما بعض التقصير.