3- تعلم التداول الخطوة الأولى نحو النجاح
3- تعلم التداول الخطوة الأولى نحو النجاح
سيكون هذا المقال بمثابة مقدمة للراغبين في دخول عالم التداول، خاصة مع سهولة تعلم التداول في هذه الفترة أكثر من أي وقت مضى مع إتاحة التطور التكنولوجي فرصة دخول الأشخاص العاديين إلى الأسواق المالية ونشأة التداول الإلكتروني وظهور برامج ومنصات التداول. لذا دعونا نتعرف خلال السطور القادمة كيف نتعلم التداول بكل سهولة.
ما هو مفهوم التداول؟
يقوم أغلبنا بفعل التداول بشكل مستمر في حياتنا اليومية رغم عدم إدراكنا لحقيقة قيامنا به، فعلى سبيل المثال يعتبر كل ما نشتريه من المحلات التجارية هو نوع من تداول الأموال مقابل الحصول على السلع أو الخدمات التي نقوم بشرائها، وبالتالي يمكن تبسيط مفهوم التداول في تعريفه أنه مبادلة لشيء مقابل أخر. وعادة عندما يطلق مصطلح التداول على فعل ما ندرك مباشرة أنه تم مبادلة سلعة أو شيء ما مقابل المال أو بعبارة أخرى، شراء شيء ما من شخص وبيعه إلى شخص أخر.
ويعتمد التداول رئيسيا على العرض والطلب بوجه عام، حيث تتغير قيمة الشيء الذي يرغب شخص أو مجموعة من الأشخاص بشرائه اعتمادا على التغير في العرض والطلب، وارتفاع الطلب على السلعة أو الأصل المالي يعني أن هناك عدد كبير من الناس مستعدون لدفع الثمن للحصول عليه وبالتالي زيادة الطلب على سلعة سيؤدي إلى ارتفاع ثمنها أو سعرها بسبب حاجة عدد كبير لها.
في المقابل، ارتفاع المعروض من سلعة ما يعني عدم وجود طلبات شراء عليها، أو أن كمية المعروض منها أعلى من حجم الطلب عليها مما قد يؤدي ذلك لانخفاض سعرها من أجل جذب الزبائن لشرائها.
نستعرض معا المثال التالي لفهم الموضوع بشكل أوضح
نفترض أنك في سوق السيارات – أي يتم عمل تبادل السيارات – وهي السلعة هنا – مقابل المال، وترغب في شراء طراز محدد لا يمكن إيجاده سوى في متجر واحد لديه سيارة واحدة فقط من هذا الطراز، فإذا كنت أنت المشتري الوحيد لدى المتجر فعلى الأغلب يمكنك الحصول عليها بسعر معقول، أما إذا كان هناك عدد من المشترين الراغبين في الحصول على نفس الطراز فهذا يعني نشأة المنافسة بينهم للحصول عليها، في هذه الحالة من المتوقع أن يقوم التاجر برفع سعرها بسبب وجود عدد كبير من الناس مستعد لدفع ثمنها، وذلك ببساطة شرح المبدأ الأول في مفهوم التداول وهو ” ارتفاع الطلب – الرغبة في الحصول – يؤدي إلى ارتفاع الأسعار “
على جانب أخر فلنفترض أن لدى المتجر 10 سيارات من ذلك الطراز الذي ترغب في شرائه، ولا يوجد سوى اثنين فقط من المشترين، في هذه الحالة من المتوقع أن يقوم المتجر بخفض سعر السيارة لكي يقوم بجذب عدد أكبر من المشترين وهذه الخطوة هى تأكيد على ثاني مبادئ التداول وهو ” ارتفاع العرض – أو المعروض من السلعة – يؤدي إلى انخفاض الأسعار”.
لذا يمكن اختصار ما سبق في الإشارة إلى أن عملية التداول تعمل عن طريق مبادلة شئ بأخر مساوي له في نفس القيمة، ويتم تحديد هذه القيمة اعتمادا على قوة العرض والطلب على هذا الشيء، وقد تطورت عملية التداول على مر العصور، ومن أجل الحصول على نفس الشيء كان المقابل يختلف في كل فترة من المقايضة بسلعة أخرى، إلى مبادلتها بذهب أو معادن أخرى، وأخيرا مبادلة السلع بأموال بمختلف أشكالها (نقدية، أو ائتمانية، أو إلكترونية، أو رقمية).
المهارات المطلوبة قبل تعلم التداول
بعد التعرف على مفهوم التداول وماهيته، يجب معرفة أن التداول لا يقتصر فقط على المعاملات والمبادلات اليومية، إن التداول لا يقتصر فقط على المعاملات التجارية، بوجود الأسواق المالية المختلفة يتحول التداول لمهنة وتتعدد مفاهيمه بين مضاربة و استثمار ولكي يتحلى الفرد بسمات المتداول ويصبح ناجحا فيه عليه أن يتحلى بعدد من السمات الأساسية التي تميز المتداول الناجح عن غيره.
ويجب الوضع في الاعتبار أن النجاح فى التداول لا يكون بمحض الصدفة بل وراءه الكثير من بذل الجهد في التعليم والتجربة والخطأ والتطوير المستمر ربما لأيام طويلة،
ونستعرض فيما يلي أهم سمات المتداول
القدرة على التعلم المستمر، والتجربة
يجب أن يكون لديك دافع ليتحول تعلم التداول وأساسياته إلى شئ ممتع، التداول شأنه شأن أي مهنة أو حرفة أخرى لابد أن تتعلمها ولا تكتفى فقط بقشور الأمور بل فهم وإلمام كامل بالتفاصيل، فإن الأسواق بطبيعتها ديناميكية، تتغير باستمرار، وتتأثر بالعديد من العوامل الخارجية والأخبار، فكل يوم هناك الجديد، كما يجب أن تكون عملية التعلم لديك ممتعة لكى تحقق الاستفادة الكاملة مما تعلمته.
وينجح أغلب المتداولين عندما يتعلمون من أخطائهم السابقة ولا يكرروها، حيث أن الطريقة الوحيدة التى تصل بها الأمور إلى نهاية المطاف هو التعلم من الأخطاء السابقة وتفاديها.
ودائما تذكر أنك لن تغلب السوق، ولا يمكنك الانتقام منه أو عناده فهناك بعض المتداولين الذين حققوا نجاحات قوية أعطتهم الثقة الزائدة إلى حد الغرور، مما دفعهم إلى المخاطرة الأعلى والتي أدت في النهاية إلى خسارة أعلى، أيضا عند التعرض للخسارة في السوق، لا تحاول الانتقام أو عناد تحركات السوق، اعط لنفسك الفرصة لفهم سبب الخسارة، لتتمكن من تفاديها في الصفقة التالية، وبالتالي تحقيق النجاح.
إدارة المخاطر قبل جني الأرباح:
المخاطرة جزء رئيسي من عملية التداول، وقبول المخاطرة وفهم أسبابها والتركيز على إدارتها من أهم عوامل النجاح فى إدارة صفقاتك أو تداولاتك، ولكن معظم المتداولين المبتدئين وعديمي الخبرة يركزون فقط على الأرباح اعتمادا على فكرة أن التداول هو وسيلة فقط للكسب السريع دون إدارة المخاطرة وهذا يعرضهم بشكل كبير إلى الخسائر، متناسين القاعدة الشهرية التي تقوم ” على قدر المخاطرة تأتي الأرباح” والتي لا تعني أبدا أن تزيد مخطرتك طمعا في المزيد من الأرباح فوقتها سيتحول التداول إلى مقامرة إنما ابدأ بالتركيز على حماية ما لديك وفى نفس الوقت اعطى لنفسك فرصة لتحقيق الربح
الانضباط والصبر
إن الصبر والحلم من الصفات التى دائما ما يتحلى بها المتداول الناجح وهذا ما يجعله يتخذ قرارات استثمارية صحيحة غير متهورة.
ولا توجد استراتيجية ناجحة أو نهج يعمل طوال الوقت ويأتي بالأرباح، إن الشيء الرئيسي للنجاح في التداول هو الانضباط بغض النظر عن كيفية استثماره، الانضباط فى إعداد خطة التداول وتنفيذها على النحو المطلوب وطبقا لما يحقق أهدافك من عملية التداول هذا الذى يؤدى إلى الربح.
الموضوعية في التعامل مع السوق
من الصفات التى يتميز بها المتداول الناجح هو النظر بواقعية وموضوعية للسوق، وعلى أساس ذلك يستطيع وضع توقعات صحيحة تكون أقرب إلى الواقع، بالإضافة إلى الإلمام بكافة المعلومات التي تحتاجها لتكوين صورة أوضح عما تفكر في التداول فيه، ويجب على المتداول التحلي بصفة التنظيم والحسم فى القرارات، مما يساعد على ترتيب استثماراتك ومعرفة نسبة نجاح كل صفقة، أيضا يمكن أن تتبع نسب الفشل والنجاح إلى أجمالي رأس المال.
نبذة عن التداول في الأسواق المالية
كما نقوم بالتداول في حياتنا اليومية في أسواق السلع المختلفة، فيمكننا أيضا التداول في الأسواق المالية المختلفة بنفس المبدأ، ولكن قبل شرح مبدأ التداول في الأسواق المالية دعونا نتعرف أولا على ما هي الأسواق المالية فهناك عدة أنواع للأسواق المالية رئيسية أو مشتقاتها ويمكن تلخيص أهم الأنواع الرئيسية فيما يلي:
أسواق رأس المال وتشمل سوق الأسهم وسوق السندات: وعندما نطبق مبدأ التداول في سوق الأسهم كمثال فسيكون التداول هو عبارة عن شراء سهم – أو جزء صغير من شركة مقابل مبلغ معين من المال، وإذا زادت قيمة تلك الأسهم فيتم كسب المال عن طريق بيعها مرة أخرى بسعر أعلى.
وباختصار سيكون هذا هو التداول شراء شيء بسعر ما وبيعه مرة أخرى بسعر أخر على أمل أن يكون سعر البيع أعلى من أجل تحقيق الأرباح.
سوق العملات الأجنبية أو ما يعرف بـ سوق الفوركس: ينطبق مفهوم التداول – مبادلة شئ مقابل آخر – في سوق العملات الأجنبية حيث يتم تبادل عملة مقابل أخرى، وإذا ارتفع سعر العملة التي يتم شراؤها يمكن للمتداول تحقيق ربح عند إعادة بيعها بسعر أعلى، والعكس صحيح. وهنا أيضا نطبق مبدأ التداول وهو شراء عملة بسعر معين ثم بيعها بسعر مختلف على أمل أن يرتفع السعر.
ويختلف التداول في سوق العملات نوعا عن باقي الأسواق المالية بسبب آلية العمل فيه، نظام التداول أو ما يعرف بنظام الأزواج الذي يشبه نوعاً ما نظام المقايضة – كما تحدثنا عن لك بالتفصيل في موضوعات، ما هو الفوركس، ونظام الأزواج في سوق العملات
سوق السلع: أما في سوق السلع والتي تشمل السلع الرئيسية كالقمح والسكر والكاكاو والذهب والنفط، فيتم تداول السلع في هيئة عقود فورية أو أجلة أو مستقبلية، ويطبق مبدأ التداول عند شراء عقد سلعة ما على أمل أن يرتفع سعره في المستقبل، أو بيع عقد سلعة ما على أمل أن ينخفض سعره في المستقبل وهو ما يعرف بالتداول عن طريق المضاربة على أسعار السلع من خلال عقود الفروقات السعرية CFDS.
سوق العملات الرقمية أو المشفرة: يتم تطبيق مبدأ التداول في سوق العملات المشفرة مثل سوق العملات الأجنبية أو سوق السلع عن طريق شراء عملة رقمية محددة مقابل مبلغ من المال، وإذا ارتفع سعر العملة الرقمية أو المشفرة التي يتم شراؤها يمكن للمتداول تحقيق ربح عند إعادة بيعها بسعر أعلى، والعكس صحيح.
وقبل قرار التداول في الأسواق المالية المختلفة يجب على المتداول معرفة أساسيات التداول بوجه عام وماهية كل سوق وكيفية التعامل معه من أجل وضع استراتيجيات ناجحة تسهل من عملية التداول في هذه الأسواق، فعلى سبيل المثال قبل الدخول إلى سوق العملات الأجنبية هناك مواضيع رئيسية يجب أن تطلع عليها كمتداول وبنفس المنطق قبل دخول سوق الأسهم أو السلع أو العملات الرقمية أو غيرها من الأسواق المالية المشتقة.
ما الفرق بين التداول والاستثمار؟
قد يتشابه التداول أو المضاربة و الاستثمار في الفكرة الأساسية لكل منهم، وهي المخاطرة بأموال فائضة عن الحاجة أو مدخرة بهدف تحقيق عائد، لكن على الرغم من سعى كل من المستثمر و المتداول إلى تحقيق الربح من خلال التجارة في الأسواق المالية المختلفة، إلا أنه يوجد اختلاف ما بين الاستثمار والتداول في الأسواق المالية يجعل لكل منهما طريق مختلف.
ويمكن اختصار الفرق بين الاثنين في أن الاستثمار هو استخدام مبلغ من المال للحصول على عائد منه لفترات طويلة من الوقت، بينما يستهدف التداول بوجه عام الشراء بسعر أقل والبيع بسعر أعلى من أجل تحقيق الأرباح في فترات قصيرة من الوقت. وفي حين يسعى المستثمر إلى تحقيق عوائد أكبر بالشراء والاحتفاظ بالأسهم و السندات لفترة طويلة إضافة إلى إمكانية تحقيق العائد بدون الحاجة لبيع السهم أو السند وذلك من توزيعات الأرباح مثلا في الأسهم أو الفوائد على السندات، وعلى الجانب الأخر المتداول يستفيد من صعود و هبوط الأسواق بالشراء و البيع لفترة زمنية أقصر وتحقيق أرباح أصغر ولكنها أكثر تكرارا.
ويمكن التفريق بين التداول والاستثمار عن طريق 5 عوامل:
- المدى الزمني: يستثمر المستثمرون أموالهم لفترات زمنية أطول نسبيا، فإن تقلبات أو تحركات الأسعار في السوق على المدى القصير ليست ذات أهمية كبرى بالنسبة للاستثمار الطويل المدى، مقابل المتداول الذي يبحث في معظم الأوقات عن أرباح قصيرة المدى ومتكررة.
- طريقة كسب الأرباح: ينظر المتداول إلى حركة أسعار الأسهم في السوق في كلا الاتجاهين صاعد أو هابط، ويمكن للمتداول الاستفادة من ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم أو الأصول المختلفة. بينما يبحث المستثمر عن الربح التراكمي عن طريق مضاعفة الفائدة والأرباح على عدة سنوات بالاحتفاظ بأسهم وأصول عالية الجودة في السوق.
- نسبة المخاطرة: كلا من التداول والاستثمار ينطوي على مخاطر على رأس المال، ولكن يحتوى التداول على نسبة مخاطرة أعلى نسبيا مقابل عوائد أعلى بسبب تقلبات الأسواق اليومية وانخفاض وصعود السعر في فترة زمنية قصيرة. بينما يستغرق الاستثمار بعض من الوقت للتطور وينطوي على مخاطر وعوائد فورية أقل بالمقارنة مع التداول، لكنها قد تحقق عوائد أعلى من خلال تجميع الفوائد والأرباح إذا تم الاحتفاظ بها لفترة أطول من الوقت حيث لا يتأثر بتقلبات السوق اليومية.
- الحد الأدنى لرأس المال المخصص: أو ما يسمى بالرصيد الأولي لفتح الحساب والذي عادة يكون المال المخصص للاستثمار أكبر من المخصص للتداول، لذلك قد نشاهد أن شركات السمسرة فى الأسهم قد تتطلب حسابات تبدأ من 5000 دولار للبدء في تداول أو الاستثمار في الأسهم، في حين تطلب شركات وساطة الفوركس حد ادنى لفتح الحساب 200 دولار فقط.
- الوقت المخصص لعملية التداول أو الاستثمار: ونقصد بها الوقت الذي يقضيه المتاجر في متابعة وتحليل واختيار الصفقات فعلى عكس الاستثمار يتطلب التداول وقت متابعة أكثر ربما ليس لفترات طويلة لكنها متكررة على الرغم من قصرها بسبب المتابعة اليومية والتي قد تكون أكثر من مرة خلال اليوم وقد تستغرق نحو ساعتين على الأقل يوميا من وقت المتداول، أما بالنسبة للاستثمار طويل المدى فيتطلب وقت أقل قد يقتصر على بضع ساعات أسبوعيا أو شهريا فقط في البحث عن الاستثمارات وتحديد الفرص المناسبة التي تتوافق مع الاستراتيجية الموضوعة وربما دقائق معدودة للمتابعة بعد ذلك.
تعلم التداول أسهل مع التداول الإلكتروني
يعود الفضل في انتشار فكرة التداول الإلكتروني إلى تطور وانتشار الإنترنت بداية من القرن الحالي ومع وجود حواسيب فائقة الأداء والهواتف الذكية، زاد التداول عبر الإنترنت بشكل ملحوظ خصوصا ان الاقتصاد العالمي يزداد اعتماده على الأصول المالية من أسهم وغيرها وأيضا ظهور وانتشار أنظمة التداول الأصول المالية من خلال وسائل الاتصال المختلفة أو المعروفة باسم نظام OTC، ومتوقع إنه يستمر في الازدياد أكثر وأكثر.
ولا يختلف التداول الإلكتروني عن تبادل أي شيء آخر بحياتنا اليومية سوى انه يتم عبر النت ويخضع لقوانين التداول التقليدي بقيادة قانون العرض الطلب. ويعتبر التداول الإلكتروني هو تبادل أصول مالية من خلال منصات أو برامج التداول مثل شراء وبيع أزواج عملات، والأسهم، والسلع، والعملات الرقمية من خلال منصات التداول التي تقدمها شركات الوساطة بهدف الربح من تغيرات أسعار هذه الأصول بالاتجاه المتوقع.
وكان من أهم مميزات التداول الإلكتروني هو اتاحة الفرصة أمام العديد من وسطاء التداول الذين يقدمون منصات تداول عبر الإنترنت لتمكين عدد أكبر من المستثمرين أو المتاجرين من متابعة وإجراء وتنفيذ الصفقات بنفسهم وذلك بالمقارنة بالتداول التقليدي الذي كان يتطلب التواجد في مقر السوق، ومن أشهر أمثلة هذه المنصات هي منصة الميتاتريدر4 التي تستخدم في تداول أزواج العملات، وأتيح فيها أيضا تداول الأسهم ومؤشراتها بالإضافة إلى السلع والعملات الرقمية.
نصائح قبل دخول عالم التداول
يجب الوضع في الاعتبار أن التداول اليومي ليس سهل أو مريح كما يبدو من الوهلة الأولى، وأيضا لا يعتبر من وسائل الكسب السريع كما يظن البعض، ورغم التحديات التي يواجهة المتداولين يوميا إلا أن البعض يتخذ التجارة اليومية كوظيفة بدوام جزئي وأحيانا دوام كامل، لذا لابد من اتباع النصائح الآتية من أجل تحقيق الأرباح المرجوة من قضاء الوقت في التداول اليومي:
تعلم أساسيات التداول:
العلم والمعرفة هما سلاح المتداول، ويحتاج الفرد قبل الدخول لعالم التداول إلى إلى فهم طبيعة السوق الذي ينور التعامل معه أولا، ومعرفة المصادر الخاصة بأخباره وبياناته وكيفية التعامل معها وكيفية الاستفادة منها، ثم يتجه إلى تعلم أساسيات التداول وآلية عمله وطريقة التنفيذ في الأسواق المالية المختلفة، ثم التجربة وهي من أهم العناصر التي ستحدد مدى فهمه لما تعلمه وقدرته على دخول مجال التداول بالشكل الصحيح.
أولا
تحديد المخاطر والتحديات: التداول أو المضاربة أو الاستثمار ينطوي على مخاطرة، وتحقيق الأرباح من التداول مبني على قدرة المتاجر على تحديد المخاطرة والتعامل معها، وإدارة رأس ماله بالشكل الصحيح، لذا قبول فكرة المخاطرة وبحث طرق التعامل معها هي أول طريق النجاح في الأسواق
ثانيا:
التداول يعتمد بشكل كبير على نفسية المتاجر نفسه، انت تتاجر ما تراه وما تفهمه وما يتناسب مع طبيعتك ورؤيتك، طور أسلوبك باستمرار، وتاجر الأداة المالية التي تستطيع فهم تحركاتها، ومتابعة أخبارها وتتحمل مخاطرة التداول عليها،
تذكر أنك لن تستطيع التداول وحدك استشر وتابع وناقش تحليلات الأخرين، وتعرف على مصادر مختلفة لتكون رؤيتك أعم وأشمل، لكن شارك وجهة نظرك، تداول ما تراه وما تفهمه.
ثالثا:
تداول بالأموال الفائضة عن احتياجاتك: يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتمكن من تحقيق عائد ثابت نوعا من عملية التداول ،لذلك فإن بدء عملية التداول بمبلغ كبير أو مستقطع من مصروفاتك أو من نفقاتك الأساسية هو خطر كبير، حيث يشكل ذلك عبئا نفسيا كبيرا عليك أثناء عملية التداول، مما قد يؤثر على قراراتك، كما يجب أن تعلم أن من أسس إدارة المخاطرة المرتبطة بالتداول اليومي استخدام الأموال التي لا يحزنك خسارتها وهذا هو مفهوم تقبل المخاطرة، لذا دائما ما ننصح أن يتم بدء التداول بمبالغ صغيرة كتجربة أولية للتعامل مع الأسواق
رابعا
وضع خطة واستراتيجية للتداول وإدارة رأس المال: لكي يتم وضع خطة واستراتيجية تداول ناجحة في سوق العملات يجب أن تكون مناسبة لطبيعة شخصية المتداول وأهدافه من الدخول إلى السوق، ولابد أن تكون الخطة واضحة وواقعية وقابلة للتنفيذ من قبل المتداول نفسه
المدى الزمني: يستثمر المستثمرون أموالهم لفترات زمنية أطول نسبيا، فإن تقلبات أو تحركات الأسعار في السوق على المدى القصير ليست ذات أهمية كبرى بالنسبة للاستثمار الطويل المدى، مقابل المتداول الذي يبحث في معظم الأوقات عن أرباح قصيرة المدى ومتكررة.
تذكر أن التداول مشروع تجاري، وإعداد الخطة أو تحضير استراتيجية تداول بمثابة عمل دراسة جدوى لهذا المشروع التجاري