4- صفات الشخص الغامض وكيفية التعامل معه

0 225

4- صفات الشخص الغامض وكيفية التعامل معه

بشكل عام يكون الشخص الغامض غير مفهوم إلى حد ما ولا يمكن التنبؤ بما يفكر به، إضافةً إلى امتلاكه مجموعة متضاربة من الصفات تجعلك غير قادر على معرفة دوافعه الحقيقية في تنفيذ الأمور. 

صفات الشخص الغامض

  • شخص مستقل ويتمتع بوقته الخاص: ينسجم الأشخاص الغامضون مع مشاعرهم بشكل كبير فهم غير مكترثون بما يعتقد الآخرون عنهم، لذلك يطلقون العنان لأنفسهم لكي يتصرفوا كما يشاؤون كما أنّهم يميلون إلى قضاء الوقت منفردين بأنفسهم إذ أنّه الوقت المفضل لديهم.
  • لا يتمكن سوى قلة قليلة من فهمه: غالبًا ما يتسم هؤلاء بوجود هالة خاصة حولهم تجعلهم متفردين وجاذبين للأنظار، إذ أنّ من حولهم يلاحظون وجود شيء غريب ومختلف يميزهم إلا أنّهم غير قادرين على تحديده.
  • لا يعمد إلى إظهار عواطفه بشكل واضح: وهو ما يطلق عليه البعض بالكتاب المغلق، إذ أنّ الشخص الغامض لا يحاول إظهار ما يمر به أمام الآخرين مهما كانت مشاعره محتدمة، وإنّما يحتفظ بمشاكله لنفسه لأنّه لا يريد أن يرى شعور الشفقة او التعاطف في عيون الآخرين.

  • لا يفضل التجمعات الكبيرة: إنّ الأشخاص الغامضين روحانيين إلى حد كبير، فهم لا يكونون على طبيعتهم الصرفة أثناء وجودهم بين مجموعات كبيرة من الناس، في حين يكونون على فطرتهم ضمن المجموعات الصغيرة كالعائلة والأصدقاء المقربين وهم هنا أكثر قدرة على إظهار التعاطف والعناية.
  • الثقة بالنفس: يتميز هؤلاء بإرادة قوية مهما كانت لحظات الضعف والخوف التي يمرون بها، فهم لا يفقدون إيمانهم بأنفسهم ويعملون على تحويل ألمهم هذا إلى قوة تخرجهم أقوياء مهما كان سوء التجارب التي مروا بها.
  • يبدو أحيانًا منفصلًا عمن حوله: إنّ كسر ثقة مثل هؤلاء الأشخاص يجعلهم يتحرزون من إظهار عواطفهم ونواياهم الطيبة لمن حولهم، وتصبح ثقتهم مهزوزة بالآخرين وهي التي لا يمنحونها سوى لقلة قليلة فقط.
  • غير متهاون: فعلى الرغم من غموض وهدوء هؤلاء إلا أنّ أشد ما يكرهونه هو الشعور بالاستغناء أو الاستغلال، وهنا تتكشف لديهم الشجاعة ويضعون حدًا لكل من يحاول النيل منهم. 

صفات الشخص الغامض
صفات الشخص الغامض

أسباب تجعل الغامضين أكثر جاذبية

  • كون هؤلاء الأشخاص قليلي الحديث عن حياتهم وأحداثهم اليومية يجعل من حولهم أكثر رغبة بالتعرف عليهم.
  • الغامضين غير واضحين في طريقة تفكيرهم مما يجعل الآخرين مهتمين بفك هذه الشيفرة.
  • كما يظهر من صفات الأشخاص الغامضين فهم أناس يبنون ثقتهم مع عدد قليل من الناس، مما يجعل البعض يرغبون في أن يكونوا عضوًا في هذه الدائرة.
  • هناك شعور دائم ينتاب من يحيط بالشخص الغامض بأنّه إنسان عاطفي في أعماقه الأمر الذي يدفعه بشدة إلى جعله ينفتح عليه.
  • الشخص الغامض هو إنسان يتمتع بالاستقلالية وقادر على الاكتفاء بنفسه دون أي أحد آخر الأمر الذي يجعله أكثر جاذبية.
  • يتعايش هؤلاء ضمن مجتمع خاص بهم يجعلهم ينعزلون عمن حولهم ولا يكترثون بكل ما يحيط بهم مما يشيع شعور كبير بالتوازن والثقة بالنفس.
  • الأشخاص الغامضون غير مبالين بمن حولهم الأمر الذي يجعل الآخرين يحاولون جذب انتباههم لهم.
  • لا يهتم هؤلاء بما يقوله الناس عنهم الأمر الذي يكسبهم المزيد من الاحترام .
  • غالبًا ما يكون الشخص الغامض أكثر تماسكًا وهدوءً الأمر الذي يجعله أكثر قدرة على إعطاء النصائح دون الانجراف وراء مشاعره.
  • يصنف الشخص الغامض كمراقب جيد لذلك فهو أكثر قدرة على فهم نوايا وتصرفات من حوله.
  • ليس من السهولة إغضاب مثل هؤلاء الأشخاص مما يجعل التعامل معهم أكثر سلاسة.
  • نظرتهم إلى الحياة مختلفة الأمر الذي يجعلهم يقدمون وجهات نظر مميزة ومثيرة للاهتمام.
  • لا يحاول الأشخاص الغامضون إثارة إعجاب من حولهم الأمر الذي يكسبهم شخصية أكثر جاذبية وروعة.
  • ليس من السهولة أبدًا اكتشاف شخصية هؤلاء بشكل كامل فيجدهم من حولهم بعيدين عن التقليدية والملل. 

كيفية التعامل مع الشخص الغامض

  • الشخص الغامض لا يحب أن يتكلم كثيرًا ولا يفضل الأحاديث المتكررة لذا لا تشعرْ بالانزعاج عندما تجده غير مهتم بالحديث الذي يدور حوله.
  • أعطهم الفرصة للكلام وشرح وجهة نظرهم فهم ليسوا من أولئك الذين يفرضون أنفسهم أثناء الحديث بل عليك أن تعطيهم المساحة لذلك.
  • لا تنتهك مساحتهم الخاصة و لا تحاول مفاجأتهم بزيارات غير متوقعة فهم لا يرحبون بمثل هذه التصرفات.
  • هم لا يحبذون التجمعات الكبيرة لذلك إذا طلبوا الخروج معك لا تحاول دعوة أشخاص آخرين.
  • أعطهم وقتهم الخاص ولا تحاول إرغامهم على المشاركة في الأحاديث والفعاليات.
  • لا تنزعج من قلة اتصالهم أو سؤالهم عنك فهم ليسوا من أولئك الذين يفضلون إظهار مشاعرهم بشكل علني ودائم.

علامات-وصفات-الشخص-الغبي

كيف تكون شخص غامض وجذاب

فطريًا، إن أي شيء غامض في الحياة يثير الفضول والرغبة الإنسانية في الإنصات، والانتظار، والاقتراب، والسؤال والترّقب لمعرفة معلومة واحدة، لذا يسعى البعض إلى إضفاء صفة الغموض على شخصيتهم، فالواقع يقول أيضًا إن قليل الكلام هو إنسان غامض، وعندما تكون غامضًا، هذا يرسم في شخصيتك غالبًا صفة “الجذاب”. ربما ليس كل غامض جذابًا في الحقيقة، فأحيانًا بعد التقرّب من ذلك الغامض، نراه فارغًا من الداخل، فتضمحلّ صفة الجاذبية تلقائيًا. إذا كنت مهتمًا بأن تكون غامضًا وجذابًا في آنٍ معًا، أكمل القراءة.

الغموض

حقيقةً، يأخذ مصطلح الغموض (Mysterious) في التفسير مجالًا أوسع من كونه صفة لشخص هادئ مثلًا. نصف الأحداث التي يصعب تفسيرها بالغموض، قد تحدث قضية وفاة أحد الأشخاص، ويتم وصفها بالغموض لعدم معرفة الجاني، أو مثلًا نقول: اختفى هذا الشخص في ظروف غامضة، كناية عن أنه لم يُعرف متى أو أين أو لماذا اختفى، فقط نعرف أنه اختفى.

أما بالنسبة لصفة الغموض التي يتحلى بها البعض، فهي تعبيرًا عن أن هذا الشخص لا نعرف عنه سوى القليل، ويبدو غريبًا أو مثيرًا للاهتمام، كما ذكرنا في المقدمة، وأحيانًا يحوم الشك حول أولئك الغامضين بفعل أشياء غريبة، فهم لا يتكلمون كثيرًا ولا نعرف عنهم الكثير، لذا هم أكثر مصدرًا للشك كونهم غامضين

كيف تكون شخص غامض وجذاب

إليك بعض النصائح التي من شأنها أن تجعل منك شخصًا غامضًا وجذابًا بعض الشيء:

  • لا توثّق كل شيء يخصك على السوشيال ميديا ربما أصبحت السوشيال ميديا مملة بالنسبة للبعض، بسبب توثيق حياة البعض كاملةً عليها، لدرجة أن البعض أصبح يلتجئ لصفحات مختصة “بالشكاوى الحياتية”، لم تعد الخصوصية واضحة إلا في كلمة السر لديهم. لذا في هذه الأيام، لعلّ أول ما يجب أن تفعله لتكون غامضًا هو الفصل بين السوشيال ميديا وحياتك الشخصية. حاول أن تكون مواقع التواصل فرصة لمعرفة الأخبار أو نشر الأخبار الهامة فقط، وليس لمشاركة الأشياء السخيفة.
    يميل البعض إلى إظهار أنهم غامضين بغرض استثارة تشويق الحبيب، فعندما يراك لا تشارك حياتك، لا تحكي مَن أنت على المَلَأ، يجعله ذلك متحيرًا بشأنك، وسيجعله متشوقًا ليكشف عنك ببطء أية معلومة، لذا لا تجعل نفسك مكشوفًا. من جهة أخرى، إذا أردت الكشف عن بعض مما عندك على صفحتك الشخصية، حاول أن يكون واقعيًا بما أنت عليه.

  • كُن غامضًا بشأن حياتك على أرض الواقع عندما تجلس مع أحدهم، لا تخبر بقصة حياتك، فأنت لستَ كتابًا مفتوحًا، اترك فجوات وأسئلة كثيرة وراءك، ركز في في الإجابة عن الأسئلة التي توجَّه لك باختصار مفيد، ولا تستهلّ في الإجابة، إجابة مختصرة ومفيدة تفي بالغرض.
  • اشغل نفسك بأهدافك وهواياتك بحيث لا يكون لديك الوقت لتفكر ماذا يفكر الناس بشأنك، وهذا يجعلك تلقائيًا غير مبالٍ بما يراك عليه الناس، وبالتالي يجعلك منك شخصا غامضا وجذابا. معروفٌ أن الانجذاب بينك وبين غيرك يخلق في لحظات عندما يكون هناك وقت كبير يشتاق فيه ذاك الشخص الذي يحبك إليك، لذا نستنتج أنه لا يجب أن تكون متاحٌ دائمًا بحضور شخصك المفصل.
    كونك متاحٌ دائمًا يخلق لدى الأشخاص انطباعًا عنك بأنه ليس لديك الكثير لتفعله في الحياة إلّا مطاردة شخصك المفضل، وعلى ذلك يُنظَر إليك على أنك شخصٌ فارغ، مكشوف ولستَ جذّابًا. يؤثر وجود أهداف وهوايات لك على شخصيتك، ويخلق لك عمقًا لا يمكن كشفه بين عشية وضحاها.

  • تجنّب الكشف عن مشاعرك بسرعة للشخص الذي تحبه لا تجبر المشاعر والأشياء أن تتحرك بوتيرة سريعة لمجرد أن قلبك نبض لأحدهم، اسمح للرومانسية بالتخمّر قليلًا، وامنح الشريك الوقت الكافي أيضًا، وعندما يحين وقت الاعتراف، ستعرف ذلك، سيخبرك عقلك وقلبك بذلك. لا بأس ببعض الإشارات التي تعبر عن ولعك وانجذابك للشخص، ولكن ابقَ شخصا غامضا حتى في طريقتك في التعبير، واترك الكعكة وقتًا كافيًا في الفرن حتى تُخبَز بشكل تام، كي تستمتع بأكلها!.
  • اللامبالاة الأشخاص غير المبالين بشيء أبدًا غالبًا ما يُصفون بعديمي المسؤولية، ولكن هناك فرق شاسع بين انعدام المسؤولية واللامبالاة. انعدام المسؤولية هو عدم المبالاة بأي شيء في الحياة، ما هو مهم وما هو غير مهم، أما اللامبالاة ذاتها هي غالبًا ما يصنع الجاذبية والغموض. عندما تشعر بأن الشخص الذي يثيرك ويعجبك غير مبالٍ تقريبًا بك، أو يُحب أن يُشعرك بأنك مهم بالنسبة له ولكنه لا يبالي بما تفعله أنت لتلفت نظره، المعادلة هنا صعبة فهذا ربما يجعلك تمقته، ولكن الاعتدال في اللامبالاة أمر جيد.
    بغض النظر عنك كشريك عاطفي غير مبالٍ، أحيانًا في العمل أو الحياة العادية، إذا كنت غير مبالٍ بكلام هذا وأفعال ذاك، قد يحاول البعض إثارة غضبك أو استفزازك ليخرجوا ما لديك، ولكن لا مبالاتك ستجعلهم يُجنّون لا شك.

  • السلوك الجسدي الغامض*لغة العيون: عندما تحافظ على التواصل البصري بينك وبين الطرف الآخر، أنت تُظهر له أنك مهتم جدًا، لذا لا تحافظ على النظر إلى عينيه لمدة طويلة، ثانيتين لا أكثر.
    *كُن هادئًا: بغض النظر عن الفوضى حولك، وأًيًا كان ما يجري، كُن هادئًا بغض النظر عن حيوية الأشياء من حولك.
    *اطرح الأسئلة: اشغلهم بنفسهم كي لا تُجبَر على الانخراط بحياتك الشخصية كثيرًا، مثلًا “من أين أنت في الأصل؟ هل ترغب في السفر يومًا ما؟”. اطرح أسئلة خفيفة وغير واضحة أيضًا وقصيرة.
    *لا تلبس لباسًا ملفتًا: لديك خيارات واسعة من الألبسة، حاول أن تكون ملابسك نظيفة وجميلة ومتواضعة، ولا تلفت النظر، وحاول أن تختار الألوان الداكنة فهي أكثر غموض.
  • كونك غامض لا يعني أنك لا يجب أن تكون ضحوكًا أن تكون شخصا غامضا أنك لا يعني ألّا تبتسم أو تضحك، لا بل امزح والقِ الدعابات الخفيفة، وحتى لستَ مضطرًا للتحدث حتى تكون لطيفًا، فبمجرد النظر في عين شخص آخر والابتسام، ذلك كفيلٌ بجعلك محبوبًا مع كونك غامضًا وجذابًا.
    حاول أيضًا تغيير المواضيع في الحديث، ليس فقط للابتعاد عن الانغماس بحياتك الشخصية، بل يُظهر ذلك معرفتك ومدى ثقافتك بالمواضيع المتنوعة.

تعريف الاستقلالية

لماذا نحتاج لبناء هوية منفصلة ونبحث دائمًا عن الاستقلالية الفكرية والذاتية؟ بداخلنا حاجة ملحّة بأن نأخذ قراراتنا بأنفسنا لنقتنع ربما أننا قادرين على تسيير حياتنا وجعلها تحت السيطرة.

لا بد أن هذه الرغبة هي فطرة إنسانيّة، رغبتنا في صنع عالم خاص بنا قادرين على التحكم به، نريد التحكم بمستقبلنا وحياتنا والوصول لمرحلة الرضا لما نحن فيه، وهذا هو السبب وراء هجرة الكثير من الشباب لدول الخارج، إذ لا يجدون في الغالب أنفسهم بعد، ويعتقدون أن المكان هو العائق لاستقلاليتهم الفردية.

يطول الحديث حول معنى الاستقلالية، فالاستقلال بالمعنى العام هو التحرر من القيود وهو عكس العبودية، لنتعرف معًا على معنى كل منهم لنتوصل في نهاية المطاف للفهم الكامل لها.

مفهوم الاستقلالية الفكرية

لا يعني الاستقلال الفكري التفكير بحرية أو أن تكون منطقيًا أو ذكيًّا، الاستقلالية هي قدرة الانسان على الوصول إلى طريقة مرضية لأخذ قراراته بنفسه، حيث يبدأ الشعور الحقيقي بالاستقلالية بالإحساس بالطاقة والثقة بالنفس، إذ لا يتأثر عقلك بمن حولك ولا يحوي قاموسك كلمة التردد، فتعرف تمامًا حاجاتك وقدراتك وتعمل على وضع خطط واثقة وثابتة لتصل لأهدافك بدون خوف من الفشل، فهي سيادتك الشخصيّة في المكان الذي تسود فيه أنت.

الاستقلالية الفكرية هي التفكير بلا حدود وبلا مخاوف، هي إطلاق العنان لإبداعك وأفكارك الخلّاقة، وهي بشخصيتك منذ الطفولة وتتعلق بمدى قمع مواهبك وأفكارك وإعطاء حدود لعقلك بأن ينتج أفكارًا بلا قيود، كما أنها عكس العبودية الفكرية التي تعني تحجيم عقلك ووضعه بحكم التربية والعادات في صندوق مغلق يساهم في الحد من التطور وإنتاج ما هو جديد، فقد يصل الإنسان به لمرحلة التقليد والتبعية، يخاف من طرح أفكار جديدة خارج هذا الصندوق ويصبح غير قادر على صياغة أفكار بنفسه ولا تقييم ما يدور حوله من وقائع، فيتبع ما هو سائد من غير تفكير، يألف فقط لما هو تقليدي ويستنكر كل ما هو مختلف. 

متى نصبح ضحايا للعبودية الفكرية؟

هذا النوع من العبودية هو الأخطر على الإطلاق، فهو يقتل مجتمعاتنا من الداخل، إذ أن العدو في وقتنا الحالي لم يعد يوجّه سلاحه نحو رؤوسنا، بل أنه يستخدم سلاحًا أفتك وأخبث وبكامل إرادتنا، حيث يشربنا أيدولوجيته المدمرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت.

  • إن الاستخدام غير الملائم لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت سيؤسس للجهل ويقتل ذكاء كل من سيسكن هذا الكوكب، إذ سيؤدي إلى خلق أجيال مصابة باضطرابات دماغية غير قادرة على التفكير والإبداع. التكنولوجيا نفسها ليست مذنبة، بل نحن المذنبون في كل لحظة نعطي فيها هاتفًا خلويًا لطفل، وفي كل لحظة نقضي أمسية كاملة نحدق في الهاتف المحمول بدلاً من التحدث إلى أعزاءنا.
  • كما أن الأساليب التعليمية المتخلفة في نظام التعليم لدينا، وتعرض الأطفال للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي دون رقابة أبوية، وعدم دقة المعلومات فيها والوثوق بها من دون بذل أي جهد للكشف عنها، بالإضافة للمسلسلات التليفزيونية المليئة بالأخطاء السلوكية واللفظية، كل هذه العوامل تساهم في خلق مجتمع كسول يستهلك فقط دون أن يكون قادرًا على الإنتاج أو الإبداع.
  • هناك نوع آخر من العبودية الفكرية ألا وهي الخضوع لمسلمات دينية من دون إرجاع العقل للخوض والتفكّر فيها، إذ أن هناك مفاهيم قديمة جدًّا ما زالت تحكمنا حتى الآن باسم الدين ولم يجرؤ أحد على الشك بها بغرض تطويرها، خوفًا من عقاب إلهي أو من اتهام بالكفر أو الإلحاد.
  • الإجابات التقليدية هي أيضًا نوع من أنواع العبودية، حيث أن أجوبة الأسئلة المتوقعة والتقليدية تعطي شعورًا بالراحة وسهولة التصرف بناءً عليها، إذ يمكن للآخرين فهمها وقبولها بسهولة مما يجعلنا ضمن دائرة الاطمئنان.

إن كان المرء يتطلع للحصول على الاستقلالية الكاملة، فيجب عليه التخلي عن منطقة الراحة تلك، وأن يتخلى عن الإجابات السهلة، ومستعدًا للإجابة والتفكير خارج الصندوق. كما يتطلب تطور عقولنا إرادة قوية ووعيًا مجتمعيًا كافيًا، فمجتمعات اليوم تأكل وتشرب وتنام وتتكاثر، لا أحد يفكر ولا يبتكر ولا يخترع، هناك أزمة حقيقية في المنتجات الفكرية والثقافية للمجتمع ، فقد تخلى العلماء عن العلم وتخلى الكتّاب عن الكتابة، وتخلي الفنانون عن الفنون، إما أنهم تركوا أوطانهم بحثًا عن مكان أفضل في مكان آخر أو أنهم فقدوا الدافع لخلق ما هو جديد. 

كيف تصبح مستقلًّا فكريًّا؟

لا شك أن الكثير منا أسيرًا بسبب القيود المفروضة عليه من قبل الآخرين أو من قِبَله هو، إذ أن أكبر عدو لك هو نفسك، فقد تؤدي هذه القيود حتمًا إلى إصابة العديد منا بما يسمى “متلازمة الفيل الصغير”، إذ تروي هذه القصة كيف يتم تدريب الفيلة.

عندما يعيش الفيل في الأسر ولا يزال طفلاً رضيعًا، يتم ربطه بشجرة بسلسلة قوية جدًّا، فيحاول الفيل الصغير بكل قوته كسر الحبل ولكن من دون جدوى، يحاول مرات عدّة ويفشل حتى يدرك أن جهوده لا أمل منها، ليستسلم أخيرًا ويتوقف عن المحاولة لبقية حياته.

في وقت لاحق، عندما يكتمل نمو الفيل يتم ربطه بشجرة صغيرة بحبل رفيع جدًّا بحيث يسمح له من تحرير نفسه بسهولة عن طريق قطع الحبل أو اقتلاع الشجرة، ولكن نظرًا لأن عقله قد بُرمج من خلال تجاربه السابقة، فإنه لا يحاول حتى بالقيام بأدنى محاولة للتحرر، فقد حصر هذا الحيوان القوي قدراته من خلال التجارب السابقة.

فالبشر يشبهون الفيل بفارق وحيد وجوهري، وهو أنه يمكننا اختيار رفض الحدود الزائفة التي أنشأها الآخرون أو أنشأتها الظروف والعادات، فالعقل قوة جبارة يمكن أن يغرقنا في أعماق البؤس أو يأخذنا إلى ذروة النشوة. 

لنتعرف معًا على بعض النصائح للوصل نحو الاستقلالية والتحرر من عبودية الفكر فالسيطرة على عقلك يعني السيطرة على حياتك بأكملها.

  • ثق بنفسك عليك أن تؤمن بنفسك وتفكّر وتحلم دائمًا بأحلام واسعة لا حدّها شيء، ركز أيضًا على نقاط قوتك واعمل على تطوير نواقصك، ولا تقارن نفسك بالآخرين أو تدع الظروف تملي عليك ما أنت قادر على تحقيقه.
  •  اعمل بجدّ تحمّل المسؤولية وثق بأنه لا شيء يأتي بسهولة، فبالعزم والمثابرة يمكنك تحريك العالم، وكن واثقًا أنك ستصل لحلمك مهما فشلت فبالإرادة والتصميم تصنع المعجزات.
  • كن إيجابيًّا حوّل السلبيات إلى إيجابيات وتصور المستقبل دائمًا بتركيز عالٍ، كما يجب عليك عدم التأثر بآراء الناس السلبية بك وبما تقوم به، فسيؤثر هذا على نشاطك العقلي.
  • كن صبورًا الأشياء الجميلة تحتاج للوقت، فقد يكون الانتظار هو الأصعب، لا تدع الخوف والشك بقدراتك يتسللان.
  • أحط نفسك بالحالمين والفاعلين والمؤمنين والمفكرين لكن الأهم من ذلك كله، أن تحيط نفسك بمن يرون العظمة بداخلك.
  • كن مؤمنًا أن الأمور ستنجح فالعقل الباطن أكبر تأثير على نجاحك، وتستطيع جذب الأشياء بنفسك، لا تيأس من إخفاقك مرة، فالحياة تجارب وستصل لمبتغاك حتى بعد ألف محاولة.
  • تحدى تفكيرك استخدم قوتك المنطقية ضد نفسها لصنع حجج منطقية تعارض بها المعتقدات والنظريات التقليدية.
  • انتبه لأفكارك تعلم مراقبة عقلك من خلال تطوير الوعي الذاتي لديك، ورغبتك الدائمة في معرفة الحقيقة، والشك في أي حقيقة جاهزة، كن على دراية بعقلك وأفكارك ومعتقداتك وحاول تطويرها باستمرار، كما يجب عليك التصالح مع مخاوفك وعدم قمعها بل التفكير للتخلص منها.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe