5- هل الاهتمام الزائد يؤثر على العلاقات
5- هل الاهتمام الزائد يؤثر على العلاقات
آثار الاهتمام المفرط، سواء على العلاقات أو مشاكل الحياة، آثار سلبية بشكل عام وتأتي بنتائج عكسية، على الرغم من أن العلاقات الصحية تتطلب درجة معينة من الاهتمام، فإن التركيز المفرط للشريك على الآخر قد يؤدي إلى اختلالات عاطفية في العلاقة، لذا فإن إجابة سؤال هل الاهتمام الزائد يؤثر على العلاقات هي نعم، وتفصيلها أكثر فيما يلي:
_ في حال كان المقصود بتأثير الاهتمام الزائد وتأثيره على العلاقات لا ينصر على نوع بعينه من العلاقات، ويقصد به العلاقات بشكل عام، يمكن الحديث هنا مثلاً عن الأطفال، فالاهتمام الزائد بالأطفال يتسبب في حدوث اختلالات واضطرابات في شخصيتهم حيث يعتادون على الحماية المبالغ فيها والتي تؤثر على شخصيتهم ونظرتهم للمجتمع ومن حولهم، فقد يصبحوا انطوائيون وقد يصبحوا أنانيين وغيرها من الاضطرابات السلوكية في الشخصية.
_ بالنسبة لتأثير الاهتمام الزائد على العلاقات بين الجنسين الرجال والنساء أي كان نطاق العلاقات سواء زواج أو حب أو خطوبة، فإن الاهتمام الزائد قد يؤدي إلى واحدة مما يلي، أو جميعهم:
- فقد التقدير والاحترام للطرف الآخر أو الشريك الزائد في الاهتمام.
- الانصراف عن الشريك المهتم بشكل زائد، وتوجيه المشاعر و الحب لطرف آخر.
- الشعور بالملل والاختناق نتيجة الاهتمام الزائد.
- الشعور بالخجل من هذا الشريك أمام الناس، والرغبة في عدم الظهور معه.
- الاضطراب في العلاقة وكثرة المشاكل والعصبية.
- التأثير الصحي والنفسي والجسماني لمن يهتم بشكل زائد وإصابته بمشاكل في القولون والأعصاب والإصابة بمرض السكري.
- عدم شعور الطرف الواقع عليه الاهتمام بالرضا عن أفعال شريكه والبحث عن طرف آخر بديل.
- الابتعاد النفسي بين الطرفين.
- الرغبة الدائمة والملحة في التخلص من كل هذا الاهتمام حتى ولو كان عن طريق الانفصال.
- الغيرة الزائدة والشك من الطرف الذي يهتم لكثرة متابعة وتدقيق تصرفات الطرف الآخر.
- الزهد في الطرف المهتم بشكل زائد لأنه لن يستطيع تقديم المزيد أو أكثر من ذلك.
- التعود على الأخذ دون العطاء مما يتسبب في حالة من التضحية الزائدة لطرف وعدم الرضا للطرف الآخر.
- الابتعاد عن الهوايات والأصحاب والمعارف والعائلة والشعور بالوحدة نظراً لانصراف الوقت والمجهود على تلك العلاقة.
- الضغط العصبي الذي قد يسبب الفشل في العمل أو الدراسة.
- اهتزاز الثقة بالنفس وضعف الشخصية نتيجة انصباب كل الاهتمام على الطرف الآخر.
- كسر المساحات الشخصية الصحية والضرورية بين الطرفين.
- الشعور بالضغط المستمر نتيجة الرغبة في تلبية طلبات الطرف الآخر على أفضل وجه وحتى وإن كان الوقت أو الظروف لا تناسب تأديتها.
- الاعتمادية الزائدة من الطرف الذي يحظى بالاهتمام، والاعتياد على أن طلباته واحتياجاته مهمة وضرورية على حساب أي شيء.
- الوقوع تحت ضغط الابتزاز العاطفي والتأثير من أي طرف من طرفي العلاقة الحاصل فيها الاهتمام، فقد يبتز الطرف القائم بالاهتمام نتيجة ما يقدمه، والعمس نتيجة ما يرى الطرف الآخر من أنه يستحقه.
- الانتقاد الذي يواجه أي من الطرفين أو كلاهما نتيجة هذه العلاقة الغير متوازنة.
- الانعزال عن العالم الخارجي والانغماس في العلاقة بأكثر مما يجب.
- الرغبة في إنهاء العلاقة من الطرف الواقع عليه الاهتمام نظراً لشعوره بالضغط من الاهتمام، والعكس شعور الطرف الآخر بالضغط الدائم نتيجة الاهتمام مع الرغبة المتناقضة بين التخلص من العلاقة للتخلص من تلك المشاعر، أو الحفاظ عليها والتمسك بها لم تم بذله من مجهود.
هل الاهتمام الزائد بالمرأة يقلل من قيمة الرجل
يرى البعض أن العلاقة التي تحظى بالاهتمام الزائد علاقة مثالية ويرى بالعكس البعض الآخر أن مثل تلك العلاقة هي علاقة مؤذية، وبالرغم من ذلك تبقى فكرة الاهتمام الزائد من الرجل علامة استفهام وتعجب لدى البعض، والذين يعتبرونها دليل ضعف الرجل وتقليل من قيمته وبالأخص في المجتمعات الشرقية التي لا تعترف للمرأة بقيمتها وكيانها، وتعتبرها درجة أدنى من الرجل وتعتبر اهتمامه بها ضعف في شخصيته وتقليل منع، ولكن هذا في حال الاهتمام العادي، أما في حال كان الاهتمام زائد فإن الأمر يختلف بشكل كبير.
ليس فقط أن الاهتمام الزائد يسبب مشاكل وضغط في العلاقة سبق بيانه، ولكن أيضاً لأن الاهتمام الزائد هو بالفعل ضعف الشخصية الذي لا يليق بالرجل في العادة ويقلل من قيمته بناء على وجهة نظر البعض، لكن الحقيقة غير ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بالرغم من انشغاله بنشر الدعوة، وبناء الدولة الإسلامية والحروب، والجهاد في سبيل الله وتربية الصحابة وتعليمهم الإسلام كان يهتم بشكل زائد بزوجاته، ولكن لم يكن اهتمام مرضي يتسبب في اختناق الطرف الآخر بل هو اهتمام صحي أدى إلى تكون علاقة صحية رائعة بينه وبين زوجاته.
لذلك فإن الاهتمام الزائد لا يقلل من قيمة الرجل في أي مجتمع يحترم المرأة ويعرف قدرها ما دام اهتمام صحي مشروع بل على العكس فإنه يؤسس لعلاقة أسرية قوية متينة، أما في المجتمعات التي لا تقدر المرأة أو تحترمها أو في العلاقات التي يكون فيها الاهتمام بشكل مرضي هنا بالفعل تقل قيمة الرجل.
هل الاهتمام يولد الحب
الاهتمام أحد المشاعر والأحاسيس الجميلة التي يحتاج كل شخص أن يعيشها وخاصة إذا كانت من شريكه في العلاقة، والذي بدونه قد يضيع الحب او ينتهي، فالاهتمام هو بمثابة الماء للنبات حتى يبقى ويعيش، وبدون الاهتمام تجف العلاقة ويسهل كسرها وانتهائها، والاهتمام علاقة متبادلة بين طرفين وليست علاقة من طرف واحد.
ولكن هل الاهتمام بشخص قد يجعله يحب الطرف الآخر أو يجعل الطرف الآخر يحبه، بالتأكيد نعم ما دام هناك بعض الشروط المتوافرة مثل:
- أن يكون الطرفان لديهم سواء نفسي وغير مضطربين.
- أن لا يكون أحد الطرفين مشغول بعلاقة حب أخرى
- أن يكون اهتمام حقيقي وليس اهتمام مزيف.
- أن تكون البيئة الحاضنة لهذا الاهتمام مهيئ لاستقباله وتحويله إلى حب.
- أن تكون مشاعر حقيقية وليست نتاج ضغوط أو ظروف خارجية كالرغبة في الامتلاك وغيره.
الاهتمام الزائد بالزوج
الاهتمام بالزوج هو واجب طبيعي على كل زوجة وأنه بدون هذا الاهتمام فلا حاجة للطرفين بتلك العلاقة، لما لعلاقة الزواج من خصوصية وقدسية، وهناك تفسيرات عدة لكلمة اهتمام زائد فهناك تفسير لهذا النوع من الاهتمام بأنه محاوطة تامة وشاملة للزوج بكل تفاصيل حياته، وتقديم ما يحتاج قبل أن يطلب وجعله أولوية على حساب كل شيء ولكن هذا التفسير لمعنى الاهتمام هو النوع الأسواء للاهتمام الزائد لأنه يتسبب في هروب الزوج من تلك العلاقة لما يحدث له من إشباع تام تجاه هذه العلاقة.
أما الاهتمام الزائد بالمعنى الإيجابي الصحي، بحيث يكون الاهتمام زائد ولكنه صحي، أي يكون منصب على العلاقة نفسها، وعلى الطرف الآخر وقت الاحتياج ووقت الظروف الصعبة مثل المرض أو الأزمات المادية أو وفاة أحد المقربين فالاهتمام الزائد للزوج هنا واجب حتى يمر الزوج من تلك الظروف بسلام، وهنا يكون اهتمام زائد صحي.