6- كيف أساعد الطفل على تطوير لغته؟
6- كيف أساعد الطفل على تطوير لغته؟
لغة الطفل تتطور بشكل مستمر خاصة في السنوات الأولى، لكن كيف يمكن مساعدة الطفل على تطوير لغته ومهاراته اللغوية، في المقال التالي نقدم بعض النصائح لذلك وبحسب المرحلة العمرية.
عمر يوم حتى السنة
- تجاوبي مع طفلك، انظري إليه عندما يصدر أصواتاً، تحدثي معه وابتسمي له.
- انظري إلى عيني طفلك أثناء الحديث معه، وحافظي على تواصل العيون.
- اضحكي في وجه طفلك عندما يقوم بالضحك، وقلدي أصوات المناغاة التي يقوم بها.
- علمي طفلك حركاتٍ، وساعديه على تقليدها؛ مثل: التصفيق، والتلويح بيديه، ولعبة (بيكا بو) وضع اليدين على العينين و إزالتهما.
- تحدثي مع طفلك عن كل شيء تقومين به، وعن كل مخطط سوف تقومان به خلال اليوم.
- اقرئي القصص لطفلك، دندني له وغني معه الأغنيات.
من عمر السنة حتى السنتين
- تحدثي مع طفلك عن الأشياء التي ترونها، واشرحيها وصفيها له؛ مثل: “انظر للكلب، صوت الكلب يسمى نباح، هذا كلب صغير ولونه بني، لوح بيديك للكلب”.
- حافظي على تواصل العيون المشترك مع طفلك على الشيء الذي تتحدثون عنه؛ مثلاً: انظري للكلب أثناء حديثك عنه حتى ينظر طفلك أيضاً باتجاه نظرك.
- استخدمي في حديثك معه جملاً قصيرة، وواضحة، وصحيحة لغوياً وقواعدياً.
- تحدثي مع طفلك عن الأصوات المحيطة بكم؛ مثل: “هل تسمع صوت السيارة، كيف هو صوت السيارة ؟، هيا نقلد صوت السيارة”.
- أعيدي صياغة كلام طفلك بجمل أطول ذات صفات أكثر؛ مثلاً: عندما يقول: “انظر قطة ! “، قولي له: “صحيح عزيزي؛ هذه قطة صغيرة لونها أبيض”.
- استمري بقراءة القصص لطفلك ،واختاري قصصاً تلفت الانتباه، ومن الممكن أن تختاري قصصاً تتعلق بأشياء يحبها طفلك.
- أشيري بإصبعك على الشيء التي تتحدثين عنه في القصة، ثم اطلبي من طفلك أن يشير إليه؛ مثل: “كان هناك فراشة حمراء تقف عند الزهرة، أين هي الفراشة ؟ أين هي الزهرة ؟”.
- العبوا سويّاً، وتعرفوا على أعضاء الجسم.
من عمر سنتين حتى ثلاث سنوات
- اطلبي من طفلك أن يقوم بالاختيار بدلاً من الإجابة بنعم أو لا؛ مثلاً: بدلاً من سؤاله “هل تريد الحليب؟ “، اسأليه: ” تريد شرب الحليب أو الماء؟”.
- انظروا إلى صور العائلة معاً، أو إلى فيديوهات وصور للطفل عندما كان صغيراً، وتحدثوا عن الأحداث في الصور، وما الفعل الموجود في الصورة؛ مثل: “انظر هذا أنت عندما كنت طفلاً رضيعاً، ما الذي تفعله في الصورة؟”.
- العبوا سويّاً لعبة التقسيم والتصنيف؛ مثلاً: “انظر إلى هذه الصور، هيا نضع الخضار في هذا الصندوق والحيوانات في الصندوق الآخر”.
- تحدثوا عن الألوان و الأشكال .
- ادخلوا العد في اللعب، عدوا الألعاب والخطوات والأصابع وأي شيء قابل للعد، ابنتي تعلمت العد إلى عشرة على أسنانها.
- علميه التعريف عن نفسه، وعن عمره .
- اقرؤوا القصص معاً، أعطي فرصة لطفلك ليحاول سرد القصة بناء على الصور .
هذه الأفكار والنصائح هي خطوط عريضة وأساسية، بإمكانك الخلط بينها دون الالتزام بالعمر المحدد، حسب استعدادية طفلك وجاهزيته.
في كل لحظة تذكَّري أن التفاعل الاجتماعي مع طفلك هو وسيلته في اكتساب اللغة، والحديث معه، والتواصل البصري، وتعابير الوجه والجسد، وخلق المحادثات كلُّ ذلك من عمر اليوم.
مهارات السرد و الرواية عند طفلك
منذ أن يبدأ طفلك رحلته مع اللغة والكلام، تبدأ قدراته على التعبير بالتطور بشكل سريع، ويمتلك مهارات جديدة في الرواية والسرد للقصص والأحداث من حوله.
ستلاحظين ذلك مع كل مرحلة عمرية، لكن ما هي أبرز تلك الملامح، وكيف تتطور مهارات طفلك في سرد ورواية الأحداث؟
رواية الأحداث البسيطة (من 2 – 3 سنوات)
في هذه المرحلة يقوم الطفل باستخدام العناوين، ووصف الأحداث في قصته، بدون وجود موضوع رئيسي، أو تنظيم للأحداث و تسلسلها، وتكون جمل الطفل بسيطة وقصيرة.
رواية مفصلة دون حبكة! (3 سنوات)
يستطيع الطفل في هذه المرحلة تحديد عنوان القصة، ووصف الأحداث عن موضوع رئيسي، أو شخصيات أو خلفية محددة.
ويستطيع وصف ما تقوم به شخصيات قصته، ولكن ليس من الضروري أن يكون تسلسل الأحداث صحيحاً، ولا تحتوي الرواية على حبكة.
شخصيات.. مشاكل وحلول ( من 4 حتى 4 سنوات ونصف)
تحتوي القصة على شخصيات رئيسية، كما تتضمن الحدث البدائي أو المشكلة، الفعل أو محاولات حل المشكلة، والنتائج المترتبة على هذه الأحداث.
يتمكن الطفل من ربط الشخصيات والأحداث جميعها بالموضوع الأساسي، لكن القصة عادةً لا يكون لها نهاية محددة.
سرد السبب والنتيجة ( من 4 ونصف إلى 5 سنوات)
في هذه المرحلة يستطيع الطفل استخدام العلاقة بين السبب والنتيجة في سرد الأحداث، لكن الشخصيات الرئيسية التي في القصة عادةً لا تتصف بمميزات واضحة
أما النهاية فغالباً ما تكون مفاجئة على الرغم من احتوائها على خطة الشخصيات الرئيسية لحل المشكلة.
رواية متكاملة (من 5 حتى 7 سنوات)
الآن أصبح لطفلك مخزون لغوي كبير وقدرات عالية على السرد والرواية، فهو بإمكانه سرد قصة متكاملة، بما فيها من عناصر أساسية (موضوع رئيسي، شخصيات، أحداث ونتائج مترتبة).
نهاية القصة ستكون واضحة وكاملة، وتتضمن حلّاً للمشكلة الرئيسية التي واجهت الشخصيات أو الحدث الأساسي في القصة.
إن تطور أسلوب رواية القصص والأحداث عند الطفل دليل على نمو قدراته والاستفادة من مخزونه اللغوي بشكل صحيح.
ولا يجب أن ننسى بأن سرد الأحداث والقصص يحفز الدماغ وينشط الذاكرة والخيال، وينمي شخصية طفلك ليكون قويّاً، واثقاً وقادراً على التعبير بأسلوب مقنع.
6 نصائح تساعدين من خلالها طفلك على تطوير لغته
مع تزايد حالات التأخر اللغوي عند الأطفال، كثير من الأمهات يحاولن الحصول على معلومات كافية وصحيحة حول تعليم أطفالهن اللغة، وكيفيه زيادة المفردات والجمل لديهم.
هنا سأذكر لكم بعض النصائح والإرشادات التي ستفيدكم في تطوير لغة أطفالكم.
أولاً: إجراء فحص سمع عند الولادة للطفل.
لا بد من إجراء فحوصات للطفل عند الولادة للتأكد من عدم وجود مشاكل سمعية او مشاكل في الأذن لديه، فالسمع مهم جدا للكلام، ولكي يتكلم الطفل لا بد له أن يسمع الكلام من أهله والأشخاص المحيطين به منذ الولادة.
وإذا اكتشفنا وجود أي مشاكل يمكننا عندها أن نتدخل مبكراً، لأننا اكتشفنا المشكلة في بدايتها ولم ننتظر حتى تتفاقم.
فالتدخل المبكر مهم جداً في هذه الحالات لكي نستطيع تقديم المساعدة للأطفال من الصغر، والحد من تفاقمها إلى الحد الذي يصعب فيه التعامل معها.
ثانياً: تكلمي مع طفلك منذ الولادة.
كثير من الأمهات لا يتكلمن مع أطفالهن الرضع ظناً منهن أن الطفل لأنه رضيع لن يفهم الكلام ولن يستفيد من سماع الأم تتكلم معه، إلا أن هذا الظن ليس صحيحاً، فالطفل يحتاج إلى أن يسمع أمه تتكلم معه منذ الولادة حتى يسمع الأصوات ويبدأ بمحاولة تقليدها.
فنلاحظ أن الأطفال الذين يتطورون بشكل طبيعي يبدؤون المناغاة في عمر مبكر، أي أنهم يصدرون أصواتاً في محاولة منهم للتواصل مع محيطهم، فيبداً الطفل “يكاغي” ثم يطور من ذلك ليصدر أصواتاً متنوعة أكثر حتى ينطق أولى كلماته في عمر السنة، وغالباً ما تكون: ماما أو بابا.
لذلك مهم جداً أن تتكلمي مع طفلك منذ الولادة، كاغي له وابتسمي في وجهه، وحاولي أن تلعبي مع طفلك ألعاباً تجذب اهتمامه ليتفاعل معك بدوره هو أيضاً.
ثالثاً: استخدمي كلمات واضحة والفظيها بشكل صحيح.
كثير من الأمهات يتكلمن مع أطفالهن بطريقة خاطئة، فمثلاً قد تقول الأم لطفلها وهي تلعب معه بألعاب السيارات: “بدت ثيارة” وتقصد بها “بدك سيارة”؟.
بعض الأمهات تفعل ذلك من باب أنه طفل صغير، ولكنها لا تعرف أن ذلك سيجعل الطفل يظن أن هذه هي الطريقة الصحيحة للكلام، فيستخدم هذه الطريقة في حديثه ويعتاد عليها، وتصبح لديه مشاكل في نطق بعض الأصوات (الحروف).
رابعاً: دعي طفلك يشاهد وجهك وشفتاكِ وأنت تكلمينه.
هذا يساعد الطفل على معرفه وتمييز مخارج الأصوات (الحروف)، فمثلاً سيلاحظ الطفل إغلاق الشفتان عند لفظ حرف “الباء”، وسيلاحظ ضم الشفاه عند لفظ صوت “الواو”، وهذا سيساعده على تذكر الأصوات ومخارجها.
خامساً: أعيدي الكلمات مراراً وتكراراً على مسمع طفلك
لا يكفي أن تقولي الكلمة مرة واحدة فقط ليتعلمها طفلك، كرريها مراراً حتى يسمعها ويفهمها ويحفظها ويحاول تقليدها واستخدامها.
تخيلي معي أنك تحاولين تعلم لغة جديدة، عند تعلمك لمفردات جديدة في هذه اللغة التي قد تكون الفرنسية مثلاً، هل تستطيعين تذكر كلماتها بكل سهولة بمجرد ذكرها أمامك لمرة واحدة؟ أم أنك ستحتاجين إلى سماعها مراراً وتكراراً لتتعلميها؟
كذلك الطفل، فهذه اللغة التي قد تبدو بسيطة بالنسبة لك هي صعبة ومعقدة ويحتاج طفلك أن يسمعك ترددين كلماتها أكثر من مرة ليتمكن من تعلمها واستخدامها.
سادساً: استخدمي القصص والكتب في تعليم طفلك اللغة.
هل تعلمين عزيزتي الأم أن القصص طريقة رائعة لتعليم طفلك مفردات لغوية جديدة، حاولي اختيار قصص مليئة بالصور والألوان المبهجة لتلفتي انتباه طفلك إليها.
بإمكانك أيضاً جعله يختار قصصاً أعجبته من المكتبة واقتناءها، وبذلك سيكون سعيداً بها وسيكون أكثر اهتماما بسماعك تقرئينها له.
عندما تلاحظين أن طفلك لا يتفاعل معك، أو أن أقرانه من الأطفال أفضل منه من ناحيه تطور الكلام لا بد لك أن تستشيري اختصاصي نطق ولغة ليساعدك على معرفة ما إذا كان هناك أي مشاكل لدى طفلك أم لا، ليتمكن من التدخل مبكراً لعلاجها.
تطوير اللغة عند طفلك بحسب عمره؟
بكل تأكيد أنت كأم ترغبين جداً بأن تكوني على علم ودراية كافية في التطور اللغوي عند طفلك؛ حتى يكون باستطاعتك تقديم المساعدة له والتشجيع في كل مرحلة عمرية بالمهارات التي تحفزه وتساعده على تخطيها بكل نجاح.
أخصائية علاج مشاكل النطق والسمع د. عزيزة سلمي تذكر أهم المهارات المعرفية، التي من الممكن أن تساعد الطفل على النمو اللغوي بشكل أفضل؛ لأن اللغة بمقدورها أن تبني نمواً إدراكياً متكاملاً للطفل.
• الطفل منذ الولادة وحتى الشهرين: لا يمكن أن تتكون لدى الطفل أدنى مهارة سمعية أو معرفية في هذا العمر، لكنه ينجذب كثيراً إلى سماع الأصوات، إضافة إلى شعوره بالفزع من الأصوات المرتفعة، حيث يفضل الحديث مع الطفل في هذه المرحلة أو الاعتياد على نغمة صوتية معينة للطفل ترتبط بوقت نومه مثلاً.
• الطفل في عمر ثلاثة أشهر: يبدأ الطفل في تلك المرحلة بالتعرف على صوتك جيداً، والتمييز بين أصوات أفراد العائلة، كما أن الأصوات التي تسمى “الغرغرة” بالنسبة للطفل سيبدأ في إخراجها.
إن الطفل في هذه المرحلة العمرية سيبدأ بالتفريق بين الأصوات الودودة والأصوات الغاضبة التي يسمعها.
• الطفل من عمر أربعة إلى ستة أشهر: تلك المرحلة الفعلية التي يبدأ فيها الطفل بتقليد بعض الأصوات أو الصراخ على نغمة ووتيرة واحدة غالباً تكون حادة، وتكون على هيئة دندنة، بالإضافة إلى تمكنه من معرفة اسمه، والالتفات لك فور مناداتك به، وستلاحظين مع مرور الأيام أنه في حال عدم التفاتك لطفلك، سيقوم بإصدار أصوات ليجذب انتباهك.
• الطفل في عمر سبعة أشهر حتى إتمامه لعام كامل: تلك المرحلة بكل تأكيد هي الفارق الكبير في المهارات اللغوية لدى الطفل؛ لأن باستطاعة الأم تلقين بعض العبارات المحددة للطفل، وتعليمه بعض الأسماء والصفات التي يحتاجها خلال يومه، فالنمو الإدراكي للطفل يساعده على التقاط معظم الكلمات التي يسمعها من حوله دون أن يعي معناها أو كيفية توظيفها.
بعض المهارات التي تساعد في تطوير مهارات طفلك اللغوية:
• تحدثي مع طفلك منذ صغره، والتحدث يمكن أن يكون بعدة أساليب، كالقراءة، أو سرد الحكايات، كذلك يمكنك التعليم بالتكرار لنفس الكلمة أو الجملة؛ لأن هذا يساعد الطفل على تعلم مهارات التواصل قبل حتى تعلم النطق والكلام.
• قومي باللعب مع طفلك، والاهتمام باختيار الألعاب المناسبة لعمره، وتعليمه بعض الأسماء والألوان كلما وجدت من طفلك قابلية التعلم.
• لا تقومي بتكديس الكلمات والمصطلحات أو حتى أسماء إخوته في ذهن الطفل، بل يمكن إعطاؤه مقدار العشر كلمات في الشهر الواحد فقط مع الحفاظ على تكنيكات التكرار والممارسة للكلمات بشكل ممتع حتى ترسخ في ذهنه.
• أظهري حبك لصغيرك في كل مرة يقدم لك ولو حرفاً واحداً من الكلمات التي قمتِ بتلقينه إياها.
• عليك الانتباه لكل مرحلة عمرية، وإذا وجدت فيه تأخراً، فعليك استشارة الطبيب حتى تتلافي المشكلة قبل وقوعها بشكل دائم.
• تعرفي على أهم أسباب التأخر اللغوي عند الأطفال، فبعضها يمكن أن يدرج تحت مشاكل عضوية في حاسة السمع، أو ربما جينات وراثية، أو ربما اكتسابه لعادات سيئة عند النطق؛ بسبب نموذج خاطئ أمامه.
• قومي بنطق الألفاظ بشكل واضح، ولا تنطقيها بطريقة سريعة وغير واضحة؛ حتى لا تترسخ أخطاء النطق لديه، مثل: الثاء، وغيرها من أخطاء الأطفال الطبيعية، أو التأتأة أثناء الحديث.
• لا تسخري من أخطاء الحديث لدى طفلك حتى إن كانت لديه أي لثغة في حديثه؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى امتناع الطفل عن التحدث والتسبب في مصيبة أكبر مما كانت عليه.
• قومي برسم توضيحي للكلمات، التي يمكن تجسديها على هيئة رسم بسيط؛ لأن ذلك سيكون الأسلوب الأفضل في ترسيخ الكلمة بالصورة والمعنى في ذهن الطفل.
كيف أساعد طفلي وأحفزه لاكتساب اللغة؟
مع نجاح طفلك بنطق أولى كلماته ستلاحظين سرعته الفائقة في اكتساب اللغة والتراكيب اللغوية، إليك أهم ما تستطيعين فعله لتحفيز الطفل لاكتساب اللغة في الآتي:
بمجرّد نطق الطفل للكلمات الأولى سينطلق بسرعة متزايدة نحو تعلم المزيد من الكلمات والتركيبات اللغوية، سنحاول في هذا المقال اقتراح بعض طرق تحفيز الطفل لاكتساب اللغة التي من شأنها أن تؤثّر على تطوّر مهارات طفلك اللغوية
طرق تحفيز الطفل لاكتساب اللغة
تعرف في ما يأتي على مجموعة من الطرق التي تساعد على تحفيز الطفل لاكتساب اللغة:
1. التجاوب مع محاولاته
مهما كانت محاولات الطفل بسيطة وساذجة علينا تقديرها وإعطائها حيّزًا من الاهتمام، حيث أنّ الطفل يهدف من خلال محاولة الكلام إلى لفت انتباهنا والتواصل معنا.
بالتالي كلّما تجاوبنا معه سيشعر ذلك الطفل بالقدرة والسيطرة وهذا ما يساعد على تحفيز الطفل لاكتساب اللغة بشكل أسرع.
عندما يلفظ كلمة بشكل خاطئ أعيدي استخدامها بشكل سليم، وعندما يقوم بترتيب جملة متقطّعة أعيدي الجملة كاملة على شكل سؤال ليؤكّد لك المعنى وينكشف على الكلمات الجديدة.
واحذري هنا من إعادة لفظ الكلمات الخاطئة التي يقولها بنفس الطريقة، فإن قال “امبو” عن الماء لا تكرريها “امبو” بل استخدمي كلمة ماء.
2. وضع مفردة صعبة واحدة في الجملة
على الرغم من أنّ الكلمات المجردة والمصادر قد تكون صعبة بالنسبة للطفل إلّا أنّ ذلك لا يمنعك من استخدامها.
في مراحل بداية الكلام يتعلّم رضيعك اللغة بسرعة قياسيّة حيث تبين أنّ الطفل في عمر 18 شهرًا يتعلّم بمعدّل 2-5 كلمات جديدة باليوم الواحد.
لذا في حال قلت كلمة “صدفة” على سبيل المثال احرصي أن تكون هي الكلمة الوحيدة الجديدة وغير المحسوسة في الجملة، وهو بدوره سيتعلّم معناها سريعًا وينجح في إدراجها في السياق الذي يناسبه.
3. تجنب الاعتماد على التلفاز بما فيه من برامج أطفال
على الرغم من وجود العديد من البرامج المتلفزة التي تدّعي توجيهها خصيصًا للأطفال حديثي الولادة إلّا أنها لا تعد بديلًا للوقت الذي يقضيه معك، حتى أنّ مشاهدة التلفاز في هذه المرحلة قد تؤثر سلبيًا عليه.
ومن حيث تحفيز الطفل لاكتساب اللغة تبين أنّ الأطفال الذين اعتمدوا على البرنامج التلفزيونية فهموا كلمات أقل من أولئك الذين أمضوا هذا الوقت مع أمهاتهم.
لذا كوني واثقة أنّك المصدر الأفضل لتعليم طفلك اللغة.
3. الفصل بين اللغات المتعددة أمر مهم
تشير الدراسات إلىّ أنّ قدرة الطفل على تعلّم اللغة تتضاءل بشكل ملحوظ بعد سن العاشرة، لذا فيوصى دائمًا بالعمل على تعلم اللغة في أعمار مبكرة.
في حال كان أحد الأبوين يتحدث لغة غريبة لا تقلقي فإنّ ذلك يطوّر ويحسّن من قدرة الطفل على تعلم اللغات لا العكس، شرط أن يقوم كل واحد من الأبوين باستخدام لغته وعدم دمج التراكيب اللغوية بين اللغتين.
حيث تبين أنّ الطفل يتمكّن من اللغة بشكل أفضل وتتسع قدراته الذهنية في حال كانت لغته الأم سليمة ونقية من المفردات الغربية والأجنبية.
ومع ذلك في حال شككت ولو للحظة في مراحل متقدمة أكثر أنّ طفلك لا يسمعك جيدًا عليك مراجعة الطبيب حالًا من أجل معالجة الأمر وعدم تأخير تطوّر طفلك اللغوي وإحداث اضطرابات به.
لذا في حال كنت أما ناطقة بالعربية وكذلك زوجك، احرصا على التحدث بلغة عربية نقية مع الطفل وعدم استخدام مفردات أجنبية بشكل دخيل على اللغة.
4. تشغيل الموسيقى والإيقاع للطفل
تشير الدراسات إلى كون الموسيقى والإيقاع يساعدان كثيرًا في تحفيز الطفل لاكتساب اللغة، حيث أنهما يتضمنان على التكرار، بالإضافة إلى المباني اللغوية البسيطة، هذا عدا عن دخول عنصر الرقص والإيماء الذي يربط الألفاظ بالحركات وأعضاء الجسم وحتى التفاصيل من البيئة القريبة للطفل.
إذًا حاولي استخدام الأغاني ذات الإيقاع البطيء، وقومي بتشغيلها وأحظى ببعض الوقت الممتع مع طفلك حينها.
قوما بالرقص والإشارة إلى مفردات الكلمات، فمثلًا عند اختيار أغنية أعضاء الجسم أشيري إلى الأعضاء، وعند اختيار أغنية الألوان أشيري إلى الألوان، وهكذا.
5. وصف ما تفعلينه أو ما يفعله
إنّ عمليّة الوصف قد تكون الطريق الأسرع نحو تحفيز الطفل لاكتساب اللغة فعلًا، حيث أنّها تمثّل حالة من تمثيل الكلمات بشكل مباشر مما يساعد الطفل على الربط سريعًا بين الكلمات ومعانيها.
لذا فإنّ في وصف ما يقوم به الطفل بشكل خاص أهمية مطلقة، حيث أنّه يستخدم كل حواسه في هذه اللحظة ويخزّن في رأسه المعنى كاملًا.
6. التأكد من عدم وجود مشكلة في السمع
عادة يتم فحص حاسة السمع لدى الطفل عند الولادة مباشرة وهو أمر هام جدًا حيث يؤثّر تأثيرًا مباشرًا على قدرة الطفل على استيعاب اللغة والقدرة على النطق.
ومع ذلك في حال شككت ولو للحظة في مراحل متقدمة أكثر أنّ طفلك لا يسمعك جيدًا عليك مراجعة الطبيب حالًا من أجل معالجة الأمر وعدم تأخير تطوّر طفلك اللغوي وإحداث اضطرابات به.