67- احاديث حذيفة بن اليمان عن الفتن
67- احاديث حذيفة بن اليمان عن الفتن
احاديث حذيفة بن اليمان عن الفتن
عن حذيفة بن اليمان -رضى الله عنه وأرضاه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ، قال : نعم ، قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم ، وفيه دخن قلت : وما دخنه ؟
قال: قوم يهدون بغير هدي ، تعرف منهم وتنكر قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ، دعاة إلى أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت: يا رسول الله ، صفهم لنا ؟ فقال: هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ، قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، فقلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال فأعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .
تفسير حديث حذيفة عن الفتن
يتحدث حديث حذيفة بن اليمان عن الفتن التي تكثر اخر الزمان ، وما يجب فعله عند صدور فتنة ، فيجب حينها التزام الصمت والتوجه لأهل الدين واعتزال الفتنة ومن صدرت منه ، جاء حذيفة رضي الله عنه يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفتن ، وسأل حذيفة عن الشر الذي سيحدث بعد خروج الناس من ظلام الجاهلية ، وهذا ما حدث بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فأجاب الرسول أن سيأتي شر ، ويأتي بعده خير لا يستمر بدون فتن .
يحدث هذا وينتج من وجود أشخاص صالحين يصيبهم ضلال ، ويأتي الرجل المؤمن يعلم منهم الخير ويشكرهم ، ويقدم لهم العرفان ، ثم يجد منهم الشر فينكره عليهم ، ويتعجب أمرهم ، فتصبح بعضها من أعمالهم موافقة للسنة ، والبعض الآخر مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
يأتي بعد ذلك أشخاص يدعون لكل ما هو منكر فيسمون دعاة أبواب جهنم ، كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتم تصنيفهم على أن يكونوا من العرب أو مسلمين ، ولكن من أصول ليست عربية ، في ذلك الوقت الذي كان يتحدث به الرسول لم يكن المسلمون موحدين تحت راية واحدة ، فأمر حذيفة بن اليمان باعتزال تعدد الفرق الإسلامية ، حتى إذا كان هذا الاعتزال بالخروج إلى أرض القفار ، أو البر ، وإن يلزم المسلمين وحاكمهم ، وإن لم يوجد حاكم مسلم فيلزم المسلمين بعضهم تجنباً الفتن .
” ولو أن تعض بأصل شجرة ” وتفسير ذلك القول يعني شدة الابتعاد عن الناس ، وأن يلتزم كل شخص عدد كلامه ، ويلزم الصمت حتى يموت ، ويقبض الله روحه ، وهو مبتعد عن الفتن دون أن يخوض فيها .
رواية أخرى لحديث حذيفة بن اليمان
في مسند أحمد بن حذيفة – رضى الله عنه – قال : ” أن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، فأنكر ذلك القوم عليه ، فقال لهم : إني سأخبركم بما أنكرتم من ذلك ؛ جاء الإسلام حين طاء ، فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية ، وكنت قد أعطيت في القرآن فهما ، فكان رجال يجيئون فيسألون عن الخير ، فكنت أسأله عن الشر فقلت : يا رسول الله، أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر ؟
فقال : نعم ، قال : قلت : فما العصمة يا رسول الله ؟ قال : السيف ، قلت : وهل بعد هذا السيف بقية ؟ قال : نعم ، تكون إمارة على أقذاء ، وهدنة على دخن ، قلت : ثم ماذا ؟ قال : ثم تنشأ دعاة الضلالة ، فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك ، وأخذ مالك فالزمه ، وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة ، قلت : ثم ماذا ؟ قال : يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار ، من وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ، ومن وقع في مهره وجب وزره وحط أجره ” ، وقال بعض العلماء إن أصل هذا الحديث في الصحيحين .
حديث حذيفة بن اليمان ومعاني المفردات التي وردت به
تفسير معاني بعض المفردات الغريبة ويجب تفسيرها ، مثل :
- الشر : المقصود بها الفتن .
- الدخن : الدخان ، ويقصد به المدرسة .
- أقذاء : هو ما يتجمع حول العين من ترسبات وأوساخ ، ويقصد بها الاجتماع الذي لا يكون على خير ويكون على شر وفساد .
- هدنة على دخن : ويقصد به صلح على بقايا الضغائن ، والدهن هو بقايا النار التي كانت مشتعلة .
- وهو حديث صحيح متفق عليه من البخاري ومسلم رضي الله عنهما وأرضاهم .
المسائل الدينية التي تضمنها الحديث
- المسألة الأولى : تذكر حذيفة بن اليمان نعمة الله حيث أخرجهم من الشرك ، والجانبية والتفرقة ، وادخلهم الإسلام ، فنذكر الآن حال شبه الجزيرة العربية في القدم قبل التوحيد على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله ، فكانت الجزيرة واقعة في الجهل ، والتأخر ، وأصبحت الآن في شيء كبير من المحبة والأمان ، وأصبح السفر إليها في مأمن دون الخوف سوى من الله .
- المسألة الثانية: يجب أخذ الحذر من الذين يدعون إلى الضلال ، وهم دعاة النار ، ولم يكن من الضروري من يدعو للضلال أن يكون من اليهود ، أو الهندوس ، أو الكافرين ، ولكن ممكن أن يكونوا أكثر الناس ركوعاً ، وتضرعاً ، وصلاة ويقولون من القرآن أعذب الكلمات ، فقال الله سبحانه وتعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ ٱلْعَدُوُّ فَٱحْذَرْهُمْ ۚ قَٰتَلَهُمُ ٱللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) (المنافقون-4) ، وقال صلى الله عليه وسلم : (سيكون في أمتي اختلاف وفرقة، قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل) .
- المسألة الثالثة : سأل حذيفة رضي الله عنه الرسول عن ما فتنة خروج دعاة جهنم فأوصاه بأن يلزم جماعة المسلمين ، فتفسير ذلك أن الدعاة الذين على أبواب جهنم هم من يثيرون قلوب الناس على الولاة ، ويقدمون الناس على إثارة المظاهرات والشغب ، فكل هذا لا يؤثر في مجرى الحكم ولا يحول الحرام إلى حلالاً بل هو في ذاته منكر عظيم يجب الابتعاد عنه .
حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في الفتن
قال البخاري: حدثنا يحيى بن موسى: حدثنا الوليد قال: حدثني ابن جابر قال: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال: حدثني أبو إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في الجاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال:
(نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن). قلت وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هدي، تعرف منهم وتنكر). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة إلى أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله، صفهم لنا؟ فقال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
الفـــــــوائد
1. هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه (3606) ومسلم في صحيحه (1847) وابن ماجه (3979) والحاكم (4/197) عن أبي إدريس الخولاني عن حذيفة- رضي الله عنه- وأخرجه أبو داود في سننه (4244)و أحمد (5/403) ) والطيالسي في مسنده (1/59) والحاكم (4/479) عن سبيع بن خالد قال: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر أجلب منها بغالا فدخلت المسجد ؛ فإذا صدع من الرجال, وإذا رجل جالس تعرف إذا رأيته أنه من رجال أهل الحجاز. قال: قلت: من هذا؟ فتجهمني القوم, وقالوا: أما تعرف هذا؟ هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال حذيفة: إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر. فأحدقه القوم بأبصارهم. فقال: إني قد أرى الذي تنكرون إني قلت:
يا رسول الله أرأيت هذا الخير الذي أعطانا الله تعالى أيكون بعده شر كما كان قبله؟ قال: نعم قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: السيف [قال قتيبة في حديثه قلت: وهل للسيف يعني من بقية؟ قال: نعم. قال: قلت: ماذا؟ قال: هدنة على دخن قال] قلت: يا رسول الله ثم ماذا يكون؟ قال: إن كان لله تعالى خليفة في الأرض فضرب ظهرك وأخذ مالك فأطعه؛ وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة. قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال معه نهر ونار فمن وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره. قال: قلت ثم ماذا؟ قال ثم هي قيام الساعة. وسبيع قال عنه ابن حجر: مقبول وفي رواية أخرى عن سبيع عند أبي داود (4246) وأحمد (5/386)) وابن حبان (13/299) عن نصر بن عاصم الليثي قال:
أتينا اليشكري في رهط من بني ليث فقال من القوم؟ فقلنا: بنو ليث أتيناك نسألك عن حديث حذيفة. قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين وغلت الدواب بالكوفة قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي فأذن لنا فقدمنا الكوفة. فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك. قال: فدخلت المسجد ؛ فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث رجل. قال: فقمت عليهم فجاء رجل فقام إلى جنبي قال: فقلت: من هذا؟ قال: أبصر أنت؟ قال: قلت: نعم قال: قد عرفت ولو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا. قال: فدنوت منه فسمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر وعرفت أن الخير لن يسبقني. قلت: يا رسول الله بعد هذا الخير شر؟ فقال:
يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار. قال: فقلت: يا رسول الله بعد هذا الخير شر؟ فقال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه. قلت: يا رسول الله بعد هذا الخير شر؟ قال: فتنة وشر. قلت: يا رسول الله بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه. ثلاث مرات. قلت: يا رسول الله بعد هذا الشر خير؟ قال: هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم. فقلت: يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه. قال: قلت: يا رسول الله بعد هذا الخير شر؟ قال:
يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار. قال: قلت: يا رسول الله بعد هذا الخير شر؟ ] قال: فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ؛ فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم. واليشكري هو سبيع بن خالد وزاد في رواية أخرى عن سبيع عند أبي داود (4247): عن حذيفة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
فإن لم تجد يومئذ خليفة فاهرب حتى تموت فإن تمت وأنت عاض. وقال في آخره قال: قلت: فما يكون بعد ذلك؟ قال: لو أن رجلا نتج فرسا لم تنتج حتى تقوم الساعة.
وزاد ابن ماجة (3981) والنسائي في الكبرى (5/18)، والحاكم (4/478) والطبراني في الأوسط (7/226).
في رواية: عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون فتن على أبوابها دعاة إلى النار ؛ فأن تموت وأنت عاض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدا منهم.
وفي رواية عند أحمد (3/391) عن السفر بن نسير الأزدي وغيره عن حذيفة بن اليمان أنه قال: يا رسول الله إنا كنا في شر فذهب الله بذلك الشر وجاء بالخير على يديك فهل بعد الخير من شر؟ قال: نعم قال: ما هو قال: فتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا تأتيكم مشتبهة كوجوه البقر لا تدرون أيا من أي. والسفر بن نسير ضعيف الحديث له ترجمة في التهذيب. وأخرجه أحمد (5/404) عن أبي الطفيل أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول:
يا أيها الناس ألا تسألوني ؛ فإن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير, وكنت أسأله عن الشر أن الله بعث نبيه عليه الصلاة والسلام فدعا الناس من الكفر إلى الإيمان, ومن الضلالة إلى الهدى فاستجاب من استجاب فحي من الحق ما كان ميتا ومات من الباطل ما كان حيا ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة. وعند ابن حبان (1/323) عن عبد الله بن الصامت عن حذيفة قال:
قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير الذي نحن فيه من شر نحذره؟ قال: يا حذيفة عليك بكتاب الله فتعلمه واتبع ما فيه خيرا لك. وأخرجه الحاكم (4/547) من طريق يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده: أن حذيفة بن اليمان لما احتضر أتاه ناس من الأعراب. قالوا له: يا حذيفة ما نراك إلا مقبوضا. فقال لهم:
عب مسرور, و حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم اللهم إني لم أشارك غادرا في غدرته فأعوذ بك اليوم من صاحب السوء كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير و كنت أسأله عن الشر. فقلت: يا رسول الله إنا كنا في شر فجاءنا الله بالخير فهل بعد ذلك الخير شر؟ قال فقال: نعم قلت: وهل وراء ذلك الخير من شر؟ قال: نعم قلت كيف؟ قال: سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي,
وسيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت: كيف أصنع إن أدركني ذلك؟ قال: تسمع للأمير الأعظم و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك. هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه وموافقه الذهبي قلت: ويحيى مدلس وقد عنن وسلام بن أبي سلام مجهول وممطور أرسل عن حذيفة. وأخرجه مسلم عن زيد بن سلام عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر؟ قال: نعم قلت:
هل من وراء ذلك الشر خير؟ قال: نعم قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: نعم قلت كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهدي ولا يستنون بسنتي, وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قال: قلت: كيف أصنع؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير, وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع. مسلم (1847) وممطور أرسل عن حذيفة.
وعن عطاء عن أبي البختري عن حذيفة قال: إن أصحابي تعلموا الخير, وإني تعلمت الشر. قالوا: وما حملك على ذلك؟ قال: إنه من يعلم مكان الشر يتقه.
2. سؤال النبي صلى الله عليه و سلم عن القضايا العلمية, وكان هذا ديدن الصحابة بالسؤال عن أي أمر يحتاجونه سواء من أمور الخير أم الشر, في الأحكام الشرعية أم في الوصايا الدينية أو الدنيوية, في حلول المشاكل الحاضرة أم في القضايا الغيبية في المستقبل القريب أم في المستقبل البعيد. أما الناس في زمننا هذا فلا يسألون إلا عن الأحكام الفقهية ظناً منهم أن الإسلام مجرد أحكام و الزامات
فقط ولا يتدخل بعد ذلك في تربية المجتمع والارتقاء بالأمة وحل مشاكل الناس وتطوير ذواتهم أو تغيير مجرى حياتهم وهذا خلل في فهم شمولية الإسلام, ويتصور بعضهم أن الإسلام مجرد عمل في الدنيا لأجل الآخرة فقط ولا علاقة له بدنيا الناس إلا بكون الإسلام يأمر وينهى وأنت تنفذ أما أنه الحل الأمثل والطريقة الأفضل لسيادة الدنيا فلا تجدها.
3. رحمة الله بالبشرية بشرع هذا الدين.
4. النهي وسببه. وحديث النواس وأنس بن مالك. التشوف للسؤال.
5. دافع الناس حين كانوا يسألون عن الخير هو الفطرة وطيب الناس وحب العمل ودافع حذيفةt الفقه والنظر البعيد.
6. النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا بما علمه الله.
7. الجوانب القدرية في هذا الموضوع.
8. الناس تخصصات ونحن يجب أن نؤمن بالتخصصات, فحذيفة رضي الله عنه متخصص في الفتن والشر.وأنس في بيت أم سليم وأبي طلحة وأبو هريرة في حفظ الحديث وفقهه وجابر في الأنصار وتأريخهم وقضاياهم وسهل في سيرة وأحاديث بني ساعدة وخالد في الجهاد وبعض الصحابة في الفقه والبعض الآخر في الإدارة وهناك فنون وشؤون ولكل منهم تخصص يميل إليه ويبدع فيه,
وإليك بعض أحاديث حذيفة في الفتن: فعن النعمان بن بشير قال: كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بشير رجلا يكف حديثه ؛ فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال: يا بشير بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة:
أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون
ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه. فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين يعنى عمر بعد الملك العاض والجبرية فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه.
حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة. وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل ؛
كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبر ؛ وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة فيقال: إن في بني فلان رجلا أمينا, ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرف وما أجلده ؛ وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما رده علي الإسلام, وإن كان نصرانيا رده علي ساعيه, فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلانا وفلانا.
عن شقيق قال: سمعت حذيفة يقول: بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليس عن هذا أسألك, ولكن التي تموج كموج البحر. قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا بل يكسر قال عمر: إذا لا يغلق أبدا قلت
:أجل. قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة, وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله من الباب؟ فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب؟ قال عمر.
عن حذيفة رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه.
عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأى العين ماء أبيض, والآخر رأى العين نار تأجج ؛ فإما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطيء رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد, وإن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب.
عن جندب: جئت يوم الجمعة فإذا رجل جالس فقلت: ليهراقن اليوم ههنا دماء. فقال ذاك الرجل: كلا والله قلت: بلى والله. قال: كلا والله قلت: بلى والله قال: كلا والله إنه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني قلت: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم تسمعني أخالفك, وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنهاني؟ ثم قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلت عليه أسأله فإذا الرجل حذيفة.
عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لايدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة, وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه أية, وتبقى طوائف من الناس والشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله ؛ فنحن نقولها. فقال له صلة:
ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة. ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يصله تنجيهم من النار, وعن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن حوضي لأبعد من أيل إلى عدن, والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم ولهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل, والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه. قيل: يا رسول الله أتعرفنا؟ قال: نعم. تردون علي غرا محجلين من أثر الوضوء ليست لأحد غيركم.
وحديث حذيفة وفيه:” تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء, وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض, والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا, ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه”
ومنها حديث حذيفة “لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم. ويرث دنياكم شراركم.
ومنها” إن هذا الحي من مضر لا تدع لله في الأرض عبدا صالحا إلا فتنته وأهلكته حتى يدركها الله بجنود من عباده فيذلها حتى لا تمنع ذنب تلعة”.
ومنها:” إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا, وإني لأسمعها من أحدكم اليوم في المجلس عشر مرات” ومنه” يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق”, وعن حذيفة رضي الله عنه قال: إن للفتنة تبعات
و وقفات فإن استطعت أن تموت في وقفاتها فافعل. وعن حذيفة قال: ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم اللعنة, ومنها: “اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها, وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق ؛ فإنه سيجيئ بعدي قوم يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم.
قال ابن سلام: لئن كان قتل عثمان هدى لتحلبن لبنا ولئن كان قتل عثمان ضلالة لتحلبن دما. قال: وقال حذيفة: طارت القلوب مطارها ثكلت كل شجاع بطل من العرب أمه اليوم, والله لا يأتيكم بعد بعده هذه إلا أصغر أبتر الآخر شر.
وعن حذيفة بن اليمان قال: تكون فتنة فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون أخرى فيقوم لها رجال فيضربون خيشومها حتى تذهب ثم تكون الخامسة دهماء مجللة تنبثق في الأرض كما ينبثق الماء.
وعن حذيفة قال:
ليوشكن أن يصب عليكم الشر من السماء حتى يبلغ الفيافي. قال: قيل: وما الفيافي يا أبا عبد الله؟ قال: الأرض القفر, وعن حذيفة يقول لنا: يكون أقوام يقرؤون القرآن يقيمونه إقامة القدح لا يدعون منه ألفا ولا واوا لا يجاوز ايمانهم حناجرهم. وهنا هل ينصح بالعالم المتخصص أم بالعالم الموسوعي وكيف نوائم بينهما؟!
9. مفهوم الخير والشر عند الصحابة هو الخير والشر الشرعيين.
10. فقه حذيفة رضي الله عنه وتميزه في هذا الجانب, فلا يوجد غيره يدرس هذا الشر, ولننظر إلى الجاهلية في العصر القديم وصفاتها وأحكامها.
ظن الجاهلية: {ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنْ بَعْدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَائِفَةً مِّنكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الحَقِّ ظَنَّ الجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُل لَّوْ كُنتُـمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ القَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 154].
تبرج الجاهلية: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} [الأحزاب: 33].
حمية الجاهلية: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الفتح: 26].
دعوى الجاهلية عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية”.
شعائر الجاهلية: عاصم قال قلت لأنس بن مالك رضي الله عنه أكنتم تكرهون السعي بين الصفا والمروة قال نعم لأنها كانت من شعائر الجاهلية حتى أنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما. رواه البخاري.
عمل الجاهلية: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تكلم فقال ما لها لا تكلم قالوا حجت مصمتة قال لها تكلمي فإن هذا لا يحل هذا من عمل الجاهلية. رواه البخاري.
أيام الجاهلية عن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش في الجاهلية وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما نزل رمضان كان من شاء صامه ومن شاء لا يصومه.
خلال الجاهلية: ابن عباس رضي الله عنهما قال خلال من خلال الجاهلية الطعن في الأنساب والنياحة ونسي الثالثة قال سفيان ويقولون إنها الاستسقاء بالأنواء متفق عليه.
عن المعرور بن سويد قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم”.
سنة الجاهلية: عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه. رواه البخاري.
ومنها أمر الجاهلية وأهل الجاهلية وربا الجاهلية ودماء الجاهلية ونحوها.
عبية الجاهلية: عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على.
سجع الجاهلية: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَتْ امْرَأَتَانِ جَارَتَانِ كَانَ بَيْنَهُمَا صَخَبٌ فَرَمَتْ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى بِحَجَرٍ فَأَسْقَطَتْ غُلَامًا قَدْ نَبَتَ شَعْرُهُ مَيْتًا وَمَاتَتْ الْمَرْأَةُ فَقَضَى عَلَى الْعَاقِلَةِ الدِّيَةَ فَقَالَ عَمُّهَا إِنَّهَا قَدْ أَسْقَطَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ غُلَامًا قَدْ نَبَتَ شَعْرُهُ فَقَالَ أَبُو الْقَاتِلَةِ إِنَّهُ كَاذِبٌ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا اسْتَهَلَّ وَلَا شَرِبَ وَلَا أَكَلْ فَمِثْلُهُ يُطَلَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَسَجْعٌ كَسَجْعِ الْجَاهِلِيَّةِ وَكِهَانَتِهَا إِنَّ فِي الصَّبِيِّ غُرَّةً”.
11. نحن بأمس الحاجة إلى متابعة الشر ودراسته في المنتديات والصحف ووسائل الإعلام والتعليم والكتب والواقع وغيرها. فلا بد من متخصصين في هذا الجانب.
12. سبب دراسة الشر لأجل ألا يدركنا وهناك فرق بين مخافة أن أقع فيه ومخافة أن يدركني لأن إدراكه مؤلم ويؤثر على الفرد والمجتمع ولو لم أقع فيه,مثل سفور النساء فقد لا نقع فيه ولكنه يؤثر علينا.
13. قوله (يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر) بينهما عموم وخصوص وجهي.
14. استقراء حذيفة للتاريخ: فدرس الماضي وبنى عليه المستقبل فوافقت توقعاته كلام النبي صلى الله عليه و سلم
15. الإنسان يعرف الخير من الشر ولا يتذوق طعم الخير إلا إذا عرف الشر, وهم في الجاهلية يعلمون أنها جاهلية فلما جاء الإسلام أدركوا الفرق فحرصوا على بقائه، وقدموا من أجله الكثير.
16. المقصود بقوله (فهل بعد هذا الخير من شر؟) الشر العام على مستوى الأمة أو على مستوى الدولة مع أن الخير لا ينقطع من الأمة ولكن الوضع كان شراً, وكذلك عند حديثه عن الخير فهو الخير العام وكلما تقادم الزمن تقاربت قوة الخير من قوة الشر فالأول خير محض والثاني خير فيه دخن والمتوقع أن الخير الثالث الشر فيه أشد والشر يتصاعد فالأول محض والثاني دعاة على أبواب جهنم فكيف الثالث.
17. الواجب دراسة هذا الدخن والقضاء عليه أو تخفيفه لأنه سيجر بعدها إلى الشر.
18. دراسة متأنية لخط سير الانحراف مع الاستقراء النبوي للمستقبل:
§ ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة.
§ لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين.
§ يبعث الله على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها.
§ لا يأتي زمان إلا وما بعده شر منه.
§ أمتي كالمطر لا يدرى خير أوله أم آخره.
19. يظهر من الحديث أنه خير ثم شر ثم خير ثم شر …، وهكذا ولا يتوقف على خمس مرات, بل على فترات متقاربة في عمر الأمم.
20. حصول هذه التحولات معناها أن أهل الشر يبذلون قصارى جهدهم حتى يجروا الأمة للفساد وسينجحون ولكنهم لا يقضون قضاء تاماً على الخير ثم يتحرك أهل الخير في ظل هذه الظروف ويجرون البشرية إلى الخير ولكنهم لا يقضون قضاء تاماً على الشر وهكذا دواليك. وهكذا سنة التدافع سنة ربانية.
21. يهدون بغير هدئي (مرض الشبهات) ولذلك يظنون أن بدعتهم حق ويظنونها هداية وطريقة مستقيمة والعاقل يرى فيهم جوانب إيجابية وأخرى سلبية وبدعاً, وهذا الحديث يدل على أنه يجتهدون في إغواء الناس بغير هدي, ولو نظرت إلى تاريخ البدعة ومدى عمقه في التأثير على المجتمع حتى تطبع المجتمع ببعض البدع ظاناً انها سنن وهذا عين الخطر, وكم أتمنى أن يدرس خط البدع في تاريخ الأمة وأثره العميق في التحولات التي حصلت لسلوكيات المسلمين بسبب كثرة دعاة البدعة في الأمة حتى أصبح أهل البدع يتسمون باسم أهل السنة. ولنعلم أن الذي يعرف الحق وينكر هو صاحب المذهب الحق على ما كان.
22. ( قوم يهدون…..) أنهم قلة وليسوا الأساس ولا الكثرة الكاثرة بينما دعاة أبواب جهنم كثرة كاثرة ودعاة كل زمان بحسب حالهم وأفكارهم.
23. قال دعاة ولم يقل قوماً لأن صفة الدعوة متأصلة فيهم حتى أصبحوا يوصفون بها.
24. تسمية العمل جزاء بقوله على أبواب جهنم.
25. يدل على وجود المجاز في السنة النبوية على صاحبها أثم الصلاة والتسليم.
26. قوله: “قذفوه فيها”، يدل على سرعة انحراف وضلال من تبعهم حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم صوّر لنا قوة كفرهم بالقذف في النار.
27. يظهر أن دعوتهم إلى الشرك أو البدعة فمن أجابهم جروا له مصائب الدنيا قبل الآخرة وفي جهنم يقذفونهم فهم سبب ضلالهم.
28. خطر هؤلاء الدعاة أنهم يتكلمون بالإسلام ويستدلون بالنصوص على باطلهم ويورطون الأمة في حمأة الشر ويسعون في الأرض فساداً.
29. من شدة التباسهم على حذيفة طلب وصفاً آخر وكأنه لا يظنهم عرباً ولا من ديار المسلمين, والنبي صلى الله عليه وسلم أجمل صفاتهم, وهذا يوجب منا التمسك بالكتاب والسنة ونهتم بالعلم حتى لا تمر علينا أفكارهم وفسادهم, بل حتى يتميز العلماء الربانيون عن غيرهم وحتى لا يتهم من ليس فيه بسبب وصف ظاهر وليحذر الكل من أن يكون من دعاة جهنم.
30. هيا لننقل شيئاً من واقع وكتابات هؤلاء واسمه عربي ولونه عربي وهكذا, وإليك أوصاف المنافقين الجسدية.
31. التحقيق في جماعة المسلمين:
· السواد الأعظم من أهل الإسلام.
· أئمة العلماء المجتهدين.
· الصحابة على الخصوص.
· أهل الإسلام مقابل الملل الأخرى.
· من اجتمعوا على أمير.
· والحق أنهم أهل السنة والجماعة والذين عل الحديث وعلى ما اعتقده الصحابة والقرون المفضلة. [الاعتصام للشاطبي (2/ما بعد 200)].
32. العزلة والخلطة وأحكامها.
33. أهمية الحكومة في الإسلام وطاعة ولي الأمر.
34. خطر الفتن, وكيفية التعامل معها.