9- التعامل مع الطفل الجنسي
9- التعامل مع الطفل الجنسي
النشاط الجنسي هاجس و خوف كبير يصيب الاهل و بخاصة حينما يتعلق الامر بالأطفال الصغار و كم يتمنى الاهل لو أن هذا النوع من النشاط يتأخر حتى يصبح الطفل واعيًا بشكل كافي للتمييز بين الصواب و الخطأ بشكل صحيح و لكن هذا أمر غير وارد , فالهوية الجنسية للطفل الذي ينمو بشكل طبيعي تبدأ في الظهور بين الثالثة و الخامسة من العمر و تسمى تلك المرحلة بمرحلة عقدة أوديب و يحدث التعلق العكسي
اي تتعلق البنت بأبيها و الصبي بأمه , هنا لا يقصد بتحديد الهوية الجنسية اي القيام ببعض التصرفات الجنسية لا و إنما فقط تحديد هويته الجنسية اي نوعه الذي ينتمي اليه و يبدأ في تطويرها , اما الرغبة الجنسية لديه فتبدأ في الظهور عندما يصل الى مرحلة المراهقة حيث تبدأ الهرمونات في تحريك تلك الرغبة و تبدأ الأفكار و المحفزات الجنسية , كما يصاحب تلك الفترة حب الاستطلاع الجنسي حتى أنه يمكن أن يقوم الاهل بضبط الأبناء و هم يقومون ببعض التصرفات الجنسية كممارسة الإستمناء او حتى مشاهدة بعض الأفلام او الصور الإباحية او اذا كان الظرف مناسب لهم قد يقوموا بمحاولة تقبيل أحد ما .
في حالة المراهق ربما لا يكون وقع الصدمة كبير حال اكتشاف تلك الامور و أنما اذا اكتشف هذا النوع من السلوك لدى الأطفال الصغار قبل بلوغ مرحلة المراهقة اي بين سن الخامسة و العاشرة فإن وقع الصدمة على الاهل يكون كالزلزال , حيث يمكن أن يضبط الاهل الطفل يقوم ببعض التصرفات الجنسية مع احد الأصدقاء او الجيران او الاخوة و هنا يجب أن لا يصاب الاهل بالفزع و لا ينظر للإمر على أنه نوع من التحرش الجنسي
و بخاصة اذا كان الطرف الآخر في نفس عمر الطفل او أصغر منه او أكبر منه بفارق عمري بسيط , كما لا يجب أن يتم تضخيم الحادثة و كذلك لا يجب أن يتم إهمالها فربما يكون التصرف فقط مجرد فضول حيث أن الطفل فضولي بطبعه في كل شئ حوله و من ضمن تلك الأشياء ما يتعلق بالجنس , في هذا العمر يكون الفضول ليس لرغبة جنسية و إنما لانهم قد سمعوا او رأوا بعض الأفعال الجنسية مما أثار الفضول لديهم لكي يقوموا باكتشاف أجسادهم و لا يتعدى الموضوع بالنسبة لهم الى عملية تقليد لما قاموا برؤيته كلعبة .
كيف يتم التعامل مع الطفل في تلك الحالة ؟
1- لا تخيف طفلك : – يجب أن لا يكون رد فعل الوالدين سلبي او يأتي بشكل مبالغ فيه عند اكتشاف هذا النوع من التصرف حتى لا يصاب الطفل بالخوف او يظهر لديه رد فعل متحدي لكم في المستقبل .
2- اسأل طفلك : – قوموا بالتحدث مع الطفل و بدأوا في سؤاله عن السبب الذي جعله يقوم بلعب تلك اللعبة و كيف تعلمها و من قام بتعليمه إياها و هل أجبره احد على القيام بتلك اللعبة و اين قام برؤية اللعبة سابقًا و هل حاول احد ما القيام بتلك اللعبة معه و من خلال تلك الأسئلة يستطيع الاهل تحديد ما اذا كان الطفل تعرض لأي نوع من التحرش الجنسي .
3- اشرح لطفلك : – يجب على الوالدين أن يقوموا بشرح اللعبة للطفال و أنها ليست لائقة و إجابة اي استفسار توجد لدى الطفل حتى يتم إشباع فضوله بالطريقة الصحيحة , كما أن هذه الطريقة تجعل الطفل يأتي اليكم مباشرة في حال احتياجه لفهم اي شئ .
4- لا تستخدموا أسلوب اللوم : – لا يجب أن نوصل الطفل الى الإحساس بالذنب مما يتسبب في زيادة الامر سوء فقط يجب أن يفهم أنه خطأ و غير لائق لعمره .
5- العقاب يأتي لاحقًا : – البداية يجب أن تكون اقتناع الطفل بأن ما قام به غير لائق و العقاب سيكون اذا قام بتكرار هذا الفعل الغير لائق .
6- لا يجب أن ينام الطفل في سرير والديه او في نفس الغرفة : – من الأفضل ان لا ينام الطفل في نفس الغرفة او السرير الذي ينام فيه والديه حيث أنه لا شعوريًا سيشعر بالرغبة الجنسية .
و بشكل عام يجب على الاهل حماية أطفالهم من الوصول لتلك الأفعال عن طريق مراعاة ان لا يقوم الطفل بمشاهدة والديه في أوضاع تثير فضوله الجنسي , حماية الطفل من مشاهدة الأشياء الإباحية , عدم إطلاع الطفل على العلاقات الحميمة بين الحيوانات الأليفة ,
أن يقوم الوالدين بمتابعة ما يقوم الأطفال بمشاهدته على الانترنت و التليفزيون , الابتعاد عن التحدث عن الامور الجنسية امام الأطفال , التفريق في المضاجع بين البنين و البنات , متابعة أصدقاء الطفل , لا يجب ترك الطفل بشكل منفرد مع اي شخص , التنشئة الدينية الصحيحة .
ظاهرة التحرش الجنسي بالأطفال
هناك ألاف من الأطفال يعانون من هذه الظاهرة الإعتداء الجنسي عليهم فإلى متى نبقي رؤسنا في الرمال و ندعي أن كل شيئًا على ما يرام بدلًا من مواجهة الحقائق و معالجة الأسقام ، تعرف جمعية الأطباء النفسين الأمريكين الإساءه الجنسية لطفل على إنها إستخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق و هو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك أو الضغط عليه لإنخراط في أنشطة جنسية أو التعرض غير اللائق له أو إستخدام الطفل في إنتاج المواد الإباحية .
أصدر معهد الطبي الوقائي بجامعة برين في سويسرا بحثًا تضمن مراجعة كل الدراسات و الأبحاث التي نشرت ما بين عامي 2002 و 2009 و التي أشارت لحالات التحرش الجنسي للأطفال ممن هم دون الثامنة عشر و كان مجموعها 55 بحثًا و دراسة لأكثر من 24 دولة و أظهرت النتائج أن أقل نسبة بين الفتيات
كان 8% و أعلها 31% و بين الأولاد كانت أقل نسبة 3% و أعلها 17% ممن تعرضوا لتحرش الجنسي و في إحصائية حديثة لرابطة علم النفس الأمريكية أظهرت أنه تتعرض فتاة واحدة من كل أربعة فتيات و ولد واحد من كل ستة أولاد للاعتداء في فترة حياتهم ما قبل سن الثامنة عشر و 10% من هؤلاء الأطفال يكونون في سن ما قبل المدرسة
و 82 % من الاعتداءات حدثت في أماكن يفترض أن تكون أمنة لطفل و 50% من الاعتداءات وقعت إما في منزل الطفل أو المعتدي و 90% يكون فيها المعتدي قريبًا من الطفل و 30% يكونون من أقارب الطفل و جلهم من الأخوة أو الأباء أو الأمهات أو الأعمام أو أبناء العمومة و 60% من معارفهم الأخرين مثل أصدقاء الأسرة أو المربيات أو الجيران و الغرباء 10% .
إن هذه الجريمة منتشرة في العلماء العربي أكثر مما يتوقع الكثيرون لأسباب عديدة و على رأسها ما يسمى مؤامرة الصمت و هي السرية التي تغلب على مثل هذا النوع من الجرائم خوفًا من الفضيحة و الخزي و العار و حماية من الملاحقة القانونية لمعتدي من الأقرباء أو الأصدقاء أو الجيران في دراسة قام بها الباحث النفسي الفلسطيني البرفسور مروان دويري وجد أن 50% من الذكور و 31% من الإناث كانوا عرضة لمس أعضاءهم رغمًا عنهم من قبل أخرين
و في السعودية كشفت دراسة أجراها مركز مكافحة الجريمة الداخلية تفشي ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي بشكل عام حيث اتضح أن 45% من الحالات يتعرضون لصورة من صور الإيذاء في حياتهم اليومية و بينت الدكتورة وفاء سعود الأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود أن دراسة أخيرة كشفت
أن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال مرتفعة فيتعرض طفل من بين أربعة أطفال لتحرش كما أن 62% رفضوا الإفصاح عن الأشخاص الذين تحرشوا بهم بل إنه في 61% من الحالات كان أحد الأقرباء أو ممن يرتبطون معهم بعلاقات عائلية و السن الذي يكون فيه الطفل أكثر عرضة لاعتداء تكون ما بين 6 سنوات إلى 10 سنوات .
وكشفت الدكتورة نورة إبراهيم الصويان المديرة في الحرس الوطني في السعودية أن عدد من الدراسات أكدت أن 23% من أطفال المملكة تعرضوا لاعتداء و أن 62% رفضوا الإفصاح عن من اعتداء عليهم .
اضرار تلك الظاهرة :-
إن ما يفاقهم الأمر في عالمنا العربي هو غياب ثقافة الحوار بين الأباء و الأبناء و خوف الأطفال ألا يصدقهم الكبار خوفًا من نتائج الإشهار و الإخبار و فضح الأسرار و انتشار ثقافة التلقين و هي تجسيد لفكرة الفاعل و المفعول به حيث أن الكبار يلقنون و الصغار يتلقون دون مناقشة أو تفكير يتلقون المعلومات و الحقائق بل و فلسفة الحياة و يتلقون الإهانات و التوبيخ و العنف الجسدي و الجنسي
دون مقاومة أو رفض أو نقاش و هذه نتيجة متوقعة و محصلة حتمية لهذه الآلية التلقيني الفوقية لتعليم و التربية التي كما تؤسس الطاعة و الاحترام لكبار فإنها تؤسس الخضوع و الرضوخ لرغبة الكبار و إن كان فيه أذى لصغار..
هذا قد يؤدي إلى أثار نفسية و أمراض عقلية هناك مؤشرات نفسية و سلوكية يستدل بها الأباء و المربون على وجود اعتداء على الطفل منها التغير المفاجئ في شخصية الطفل من مرح إلى حزين يحب الانطوائية و الاكتئاب و فقدان الثقة بالذات و الأخرين و الشعور بالذنب و اضطرابات في النوم و كوابيس و مشاكل مدرسية بل و سلوكيات تدمير الذات و الأفكار الانتقامية الانتحارية و ينشأ على المدى البعيد اضطراب الشخصية و إدمان و عنف عدوانية و أمراض عقلية و مشاكل اجتماعية و عاطفية و جنسية .
إن أهم طرق حماية الطفل من الاعتداء هي الوقاية ذلك لتوفي جو من الأمان الأسري يكون الطفل فيه قادرًا على التحدث مع والديه و تعليم الطفل في البيت و المدرسة المعلومات الأساسية لثقافة و ملكيته الكاملة لأعضائه الجسدية و بناء الثقة فيه لدفاع عن نفسه و ليقول لا لأي فعل غير طبيعي و إن صدر من أس شخص كان من كان دون اعتبار لأي صداقة أو قرابة أسرية ..
كيف نحمي أبنائنا من التحرش الجنسي ؟
التحرش الجنسي يعني أن يتم تعريض الطفل عن عمد لمشاهد خارجة جنسية كالصور العارية او تعمد إثارته عن طريق لمسه بطريقة مثيرة او الاعتداء عليه جنسيًا باي شكل من الاشكال .
تعرض الطفل لهذا النوع من الأفعال او الحوادث يترك أضرارًا بالغة على الطفل من الناحية : –
1- الجسدية : – إن تعرض الطفل للتحرش الجنسي و بخاصة في حال الاعتداء عليه يمكن أن يترك آثار من لجروح و الكدمات على جسده و بخاصة في حال إبداء الطفل للمقاومة .
2- الذهنية : – يتعرض الطفل بسبب هذا النوع من الحوادث الى تشوش ذهني كبير يؤثر على قدرات الطفل المعرفية و الإدراكية و التفكير و التعلم .
3- النفسية : – تتسبب تلك الحوادث في إحداث ألم نفسي شديد لدى الطفل مما يؤثر على النواحي المزاجية و المشاعر و الانفعالات مما يجعل الطفل في حالة من الاضطراب النفسي و عدم الإستقرار و تجده يعاني من نوبات من الخوف و القلق او الاكتئاب و الشعور بالذنب .
4- الاجتماعية : – يميل الطفل الذي يتعرض لتلك الحوادث الى عدم الاختلاط و يكتفي بالتعامل مع افراد الأسرة كما يمكن أن يصبح سلوكه عدواني انتقاما لما تعرض له .
5- التعليمية : – الطفل الذي يتعرض للتحرش الجنسي غالبًا يهرب من المجتمع لذا نجده يهرب من الذهاب الى المدرسة و تجد مستواه التعليمي متدني و يرسب كثيرًا .
علامات تدل على التحرش لدى الأطفال
ما هى أسباب التحرش الجنسي بالأطفال ؟
1- البعد عن الله و عدم الالتزام الديني .
2- الأسرة غير الواعية و التي لا تقوم بتوعية الطفل لمثل هذه الامور .
3- وجود العاملات و العمال بالمنزل دون وجود رقابة .
4- قرناء السوء حيث يغيب دور الأسرة الرقابي .
5- الإهمال حيث لا تجد هناك ما يتابع ما يشاهده الأطفال على التلفاز او الانترنت .
6- الحالة المادية السيئة التي قد تدفع البعض الى فعل او الاستجابة لتلك الأفعال .
7- التنشئة الخاطئة للأطفال مما يدفع الطفل الى الخوف و عدم البوح بما قد يتعرض له من الغرباء او الاقرباء .
كيف نحمي أطفالنا من التحرش الجنسي ؟
1- الالتزام الخلقي و الديني امام الطفل و عدم تركه عرضة للاستثارة الجنسية .
2- التربية الجنسية الصحيحة و توعية الطفل و إعطائه الثقة كي يتحدث في كل ما يمر به .
3- مراقبة سلوك الطفل و لكن دون أن تكون المراقبة مباشرة حتى لا تخسر ثقة الطفل و بذلك تستطيع أن تعرف ما يقوم الطفل بمتابعته على التلفاز و الانترنت .
4- عدم ترك الأبناء للغرباء دون رقابة كالخدم و السائق او من يعملون في المنزل بشكل عام .
5- لا تدع أحد غير اهل للثقة يقوم بتنظيف الطفل مهما كان .
6- علم ابنك الثقة بالنفس و الشجاعة منذ الصغر و قم بتوعيته أن لا يلمسه اي إنسان حتى لو كان صديقه فالطفل القوي و الذي يتمتع بالثقة بالنفس أقل تعرضًا للتحرش الجنسي او الاعتداء .
7- تنمية المهارات الرياضية لدى الطفل و شغل وقته بأشياء مفيدة .
8- علم طفلك بعض الامور التي تساعده في وقاية نفسه أذا تعرض للتحرش مثل :
• علمه اذا حاول أحد لمسك و لا يعجبك ما يحدث و لا ترتاح له أن تقول لا و بأعلى صوتك .
• في حال إحساسك بالخطر قم بالصراخ .
• في حال إحساسك بالخطر قم بالهرب و بأقصى سرعة .
• اذا تعرضت لأي شئ تأتي و تخبر الاهل او تخبر شخص تثق به فورًا حتى يعاقب الفاعل .
• لا تذهب الى أماكن منفردة كن دائمًا وسط تجمعات .
كيف تعرف اذا تعرض طفلك للتحرش او الاعتداء الجنسي ؟
تستطيع التعرف على ذلك عند ظهور بعض الاعرض على الطفل حيث تجد بعضها نفسي سلوكي مثل : –
1- مشاكل في النوم و الكوابيس , النوم و الأضواء مضاءة .
2- مص الإصبع او التبول اللاإرادي اثناء النوم .
3- الخوف الشديد و القلق و الشرود .
4- ظهور المشكلات المدرسية و السلوك العدواني و ضعف الثقة بالنفس .
5- نوبات غضب بدون أسباب مناسبة مع حزن و بكاء و غيرة و أنانية .
و بعضها جسدي ملحوظ مثل : –
1- عدم قدرة الطفل على الجلوس بسهولة و صعوبة المشي .
2- الملابس قد تكون ممزقة و ملطخة بالدماء .
3- ظهور الأمراض التناسلية و الإحساس بالألم .
و في هذه الحال قم مباشرة باللجوء الى المختص حتى يساعدك في علاج الطفل من الآثار الناتجة عن هذه الحوادث سواء النفسية او الجسدية فلا تتركها حتى لا تتفاقم و تصير أسوء .