9 عبارات يحتاج طفلك لسماعها
9 عبارات يحتاج طفلك لسماعها
قد تؤدي الاستهانة بمشاعر الطفل إلى اضطرابات نفسية لاحقا، مثل القلق والاكتئاب.
تؤثر الكلمات على البشر بشكل لا يمكن تصوّره، ويزيد حجم التأثير عندما يتعلق الأمر بالأطفال، وهناك عبارات تساعد أكثر من غيرها على تحفيز الطفل ودعم نموّه العقلي واستقراره النفسي.
وفي ما يلي 9 عبارات يجب أن يسمعها الطفل من والديه باستمرار حتى يشعر بالحب والدفء والمساندة.
أنا أحبك
يوضح دانيال وونغ -الكاتب بموقع “هافينغتون بوست” (Huffington Post)- أن التعبير المتكرر عن الحب أمر بالغ الأهمية يتغاضى عنه كثيرون ولا يقدّرون قيمته الحقيقية بالنسبة للطفل. ويقول وونغ “قد تشعر بالحرج عندما تقول لطفلك إنك تحبه، خاصة إذا لم يكن ذلك جزءًا من ثقافة العائلة والمجتمع، لكنني أشجعك على قول ذلك مرة واحدة على الأقل في الشهر”. يكبر كثير من الأطفال معتقدين أن والديهم لا يحبونهم، ويمكن تبديد تلك المشاعر السلبية بكلمتين فقط: “أنا أحبك”.
سأكون هنا بجانبك
قد تسيطر على الأطفال كثير من الهواجس والمخاوف، لذلك فإنهم يحتاجون باستمرار إلى الدعم، خاصة في المواقف الصعبة والتجارب الجديدة. ومن المهم أن تخبر طفلك أنك موجود بجانبه دائما.
لا بأس أن تشعر بالإحباط أحيانا
قد تؤدي الاستهانة بمشاعر الطفل إلى اضطرابات نفسية لاحقا، مثل القلق والاكتئاب. ويرغب الكبار أحيانا في فعل أي شيء حتى يهدأ الطفل عندما يمر بنوبة غضب أو حزن، لكن التصرف السليم أن توضح له أن تلك المشاعر طبيعية، وتساعده على تجاوزها بطريقة صحية.
أنا آسف
لا تتردد في الاعتراف بالخطأ والاعتذار أمام طفلك إذا قمت بسلوك يؤذي مشاعره، وإذا صرخت في وجه الطفل أو تجاهلت طلبا مشروعا من دون مبرر، فمن المهم أن تتحمل المسؤولية وتقول له: “أنا آسف”؛ سيجعله ذلك يتعلم تحمل مسؤولية أخطائه.
أنا أؤمن بقدراتك
عندما يفصح لك طفلك عن حلم أو طموح أو خطة مستقبلية، شجعه على الوصول إلى هدفه وأخبره أنك تؤمن بقدراته؛ وتنعكس هذه الثقة على نفسية الطفل بشكل إيجابي وتسهل له تحقيق أهدافه في مرحلة لاحقة من الحياة.
أنا أستمع لك
يريد الطفل أن يستمع له الآخرون عندما يعبّر عما يدور في ذهنه، وعلى الوالدين أن يكونا أول من يشجعه على ذلك. إذا أخبرك الطفل بشيء مهم بالنسبة له احرص على أن يعرف أنك مهتم بما يقوله وأنك تستمع له بآذان مصغية.
هل يمكن أن تريني كيف فعلت ذلك؟
هذه العبارة البسيطة لا تُشعر الطفل بأنك مهتم بما يفعله فحسب، بل أنك تجد ما قام به أمرا مثيرا للإعجاب. إذا حاول طفلك استعراض مهارة جديدة تعلمها في المدرسة شجّعه واسأله كيف قام بذلك.
أنا فخورة بك جدا
عبارات التحفيز تترك أثرا بالغا جدا لدى الأطفال، ولن يحتاج الأمر إلى جهد كبير لإخبار طفلك أنك فخور به كلما سنحت الفرصة.
كيف كان يومك؟
حتى لو قضيت اليوم بأكمله مع طفلك، فإن لهذه العبارة مفعولا سحريا؛ هذا السؤال يجعل الطفل يحدثك بتلقائية عن مشاعره وأفكاره وتجاربه، وهذا يعود عليه بفائدة نفسية كبيرة.
كيف تساعدين طفلك الانطوائي على تكوين الصداقات؟
معظم الأطفال لديهم في المتوسط ما بين 7 إلى 9 أصدقاء، هؤلاء هم الأشخاص الذين يتحدثون معهم ويلتقون بهم بشكل منتظم، وجها لوجه
البحث عن صديق مخلص يشاركنا سنوات العمر، غاية يبحث عنها الجميع، بعض الصداقات الدائمة هي التي نجحنا في تكوينها خلال سنوات الطفولة، فما الذي يقلق الآباء والأمهات من وجود صديق مقرب واحد لابنهم؟
المعضلة التي باتت مطروحة لدى خبراء التربية، هي ارتباط الطفل بصديق واحد، حيث تتمركز حياته حول ذلك الشخص، الذي يصبح القدوة والعائلة وخازن الأسرار، وبغيابه تتوقف حياة الطفل، وتتأثر حالته النفسية، بينما يعاني بعض الأطفال من غياب الصديق في حياتهم، فيشعرون بالوحدة وفقدان الثقة بالنفس، فكيف يساعد الآباء أطفالهم على تكوين صداقات آمنة؟
ما الصديق المفضل؟
العديد من الأطفال لديهم صديق مقرب أو مفضل أو مجموعة من الأصدقاء المفضلين. الأطفال الآخرون لديهم مجموعة من الأصدقاء لكنهم لا يميزون واحدًا أو أكثر على أنهم أفضل صديق (Best Friend). ومع ذلك، قد ينتهي الأمر بواحد أو أكثر من هؤلاء الأطفال بقضاء معظم الوقت مع طفلك، ليصبح بحكم الواقع أفضل صديق.
غالبًا ما تتطور أفضل الصداقات لأسباب عملية، ولا سيما عندما يكون الأطفال الذين لديهم اهتمامات أو هوايات مشتركة. قد يكون الأطفال الذين يقضون فترات طويلة من الوقت معًا، مثل الجلوس بجانب بعضهم في الفصل، أو اللعب في نفس الفريق الرياضي، أو المشاركة في نفس النادي، أو بحكم الجيرة، أكثر عرضة لتكوين هذه العلاقات.
في المقابل، قد يلتقي الأطفال عبر الإنترنت أو إذا كان والدا الأطفال أصدقاء حميمين، فقد يصبحون أصدقاء مقربين لمجرد أنهم يقضون الكثير من الوقت معا. وفي كثير من الأحيان، يتم الجمع بين الأطفال الذين لديهم سمات أو اهتمامات مشتركة، ولكن في بعض الأحيان يصبح الأطفال الذين يختلفون تمامًا عن بعضهم أو الذين لا يوجد بينهم أي شيء مشترك هم أيضًا أفضل أصدقاء.
العوامل التي تؤثر في تكوين الصداقات
يقول الدكتور مايكل وايتهيد، معالج الزواج والأسرة، إن معظم الأطفال لديهم في المتوسط ما بين 7 إلى 9 أصدقاء. ويضيف “هؤلاء هم الأشخاص الذين يتحدثون معهم ويلتقون بهم بشكل منتظم، وجها لوجه”.
بينما يختلف عدد وجودة صداقات الطفل اعتمادا على عدد من العوامل، مثل نوع الشخصية ومهارة التنظيم العاطفي والسلوكيات الاجتماعية مثل الود.
وأوضح وايتهيد لموقع “فيري وِل فاميلي” (VeryWellFamily) “أن الأمر يعتمد حقا على الطفل ومستوى الانبساط مقابل الانطوائية التي ستحدد عدد الأصدقاء المقربين إليه”.
وتظهر الأبحاث أيضًا أن وجود الآباء -نموذجًا لمهارات اجتماعية إيجابية- يساعد الأطفال أيضًا على تكوين صداقات والحفاظ عليها.
الصداقة مهمة للشعور بالرضا
تعد صداقات الطفولة مهمة لأنها توفر للأطفال الرفقة والدعم والتفاعل الاجتماعي على مستوى الأقران وفرصة استكشاف من هم خارج نطاق أسرهم.
وتظهر الأبحاث أن وجود مجموعة قوية من الأصدقاء يساعد الأطفال على الشعور بالرضا عن أنفسهم. على وجه التحديد، فإن الفوز بالصداقة يعزز تقدير الذات ويكسب الطفل مشاعر إيجابية حول مدرسيهم وزملائهم في الفصل.
المهارات الاجتماعية
في مرحلة الطفولة والمراهقة، تساعد الصداقات الأطفال على تطوير مهارات مختلفة مثل حل المشكلات وحل النزاعات والقدرة على التفاوض ومهارات الاستماع وسعة الحيلة وتنظيم العاطفة والاستقلالية وتشكيل الهوية وخلق شعور بالانتماء أو المجتمع.
وتُظهر الأبحاث أن وجود صداقات قوية في مرحلة الطفولة يرتبط بمشاعر الانتماء وتنمية المهارات الاجتماعية الإيجابية، كما أن وجود صديق جيد واحد على الأقل يرتبط باتزان الصحة العقلية لدى الطفل.
الذكاء العاطفي
يشير وايتهيد إلى أن الأبحاث قد وجدت أن الذكاء العاطفي (القدرة على تنظيم العواطف وأن يكون مناسبا اجتماعيا) هو أكثر تنبؤًا لنجاح البالغين من درجة معدل الذكاء.
وأضاف “عندما تكون لدى الأطفال روابط إيجابية مع الأقران، فمن المرجح أن يطوروا مهارات تنظيم المشاعر لديهم، ومهارات حل النزاعات، وحل المشكلات”.
الاستقلالية
يقول الدكتور جيمس يونس، أستاذ علم النفس بالجامعة الكاثوليكية الأميركية في واشنطن، “تجربة تكوين صداقة مختلفة ديناميكيا عن العلاقات داخل الأسرة، حيث يكون الوالدان شخصيات ذات سلطة، بينما في الصداقة، يعيش الأقران في عالم متبادل حيث يتشارك كل طفل في السلطة والاستقلالية”. قواعد هامة للأباء
الصديق المفضل
إن وجود صديق مفضل له الكثير من الامتيازات، مثل التقارب الشخصي والشعور بالانتماء والصداقة الحميمة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضًا جوانب سلبية محتملة لوجود صديق مفضل، إذ يمكن أن يشعر الطفل بالدمار أو الغضب أو الوحدة أو الخيانة أو الرفض بينما يحزن على زوال هذه الرابطة الوثيقة. قد تكون مشاعر الفقد هذه أقوى بكثير من الشعور بالخسارة عندما تنتهي صداقة عادية، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتنمر.
خسارة الصديق
إذا كان لدى طفلك أفضل صداقة تنتهي بملاحظة لاذعة أو “خيانة” أو تنمر، فلا ينبغي على الآباء فرض أفكارهم أو حكمهم على الطفل..
بدلاً من ذلك، يجب الاستماع إلى الطفل وهو يتحدث عن صراعاته، فقد يكون من المفيد التعبير عن مشاعر الحزن لديهم، خاصة للأطفال صغار السن، وتوفير البيئات المختلفة للقاء أصدقاء جدد.
كيف يمكن للوالدين تعزيز مهارات الصداقة؟
يمكن للوالدين ببساطة توفير فرص لأطفالهم للتفاعل مع أقرانهم المتشابهين في التفكير. وما عليك سوى تقديم الدعم الأساسي للتواصل الاجتماعي الإيجابي، ثم ترك الأمر للتطور الطبيعي لتكوين علاقات الصداقة.
الأطفال الانطوائيون
بعض الأطفال الانطوائيين يجدون صعوبة في التواصل مع الأقران، ومن ثم تكوين صداقات، وسيكون من الأفضل مراجعة الوالدين آداب السلوك الاجتماعي لدى أطفالهم قبل كل لقاء.
يجب على الوالدين البحث عن أصدقاء محتملين بين الأطفال الذين يشاركون ابنهم نفس الاهتمامات، مثل كرة القدم أو الأنشطة الرياضية والفنية أو الرحلات أو أي شيء آخر يحب طفلك القيام به.
“لا أريد مغادرة المنزل”.. لماذا يكرر طفلك هذه العبارة؟
أحد أسباب مقاومة الخروج من البيت الخلل النفسي الذي أصاب بعض الأطفال بسبب العزل المنزلي، والبقاء لساعات طويلة أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية
تسبب انتشار وباء كورونا أواخر عام 2019، وما صاحبه من إجراءات احترازية مشددة على مستوى العالم، في أزمات نفسية غير مسبوقة للأطفال على وجه الخصوص، كما تسبب تعامل الأهل مع انعكاسات هذه المشاكل على تصرفات الأطفال في احتوائها أحيانا، وتعزيزها كثيرا.
“لا يريد مغادرة المنزل”.. جملة ترددها أمهات كثيرات، لوصف حال أطفالهن، بعد التعرض لضغوط نفسية وعصبية جراء أحداث كورونا على مدار أكثر من عام ونصف العام.
ورغم إعادة بعض الدول فتح أبوابها وتخفيف الإجراءات الاحترازية بعد تلقي نسبة كبيرة من مواطنيها اللقاح المضاد للفيروس، فما زالت تتواتر الأخبار عن الإصابة بفيروس كورونا، حتى وصل اليوم إلى ما يقرب من حوالي 190 مليون حالة إصابة مؤكدة بـ”كوفيد-19″، وحوالي 4 ملايين حالة وفاة، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية.
تؤكد الاستشارية التربوية وأخصائية تعديل سلوك الأطفال وصعوبات التعلم، ريم مصطفى عمران، أن تخفيف الإجراءات وعودة الحياة تدريجيا إلى مسارها الطبيعي، أقل تأثيرا على الأطفال من التوتر والقلق والخوف بسبب أخبار الإصابات وحالات الوفيات.
ذلك الخوف الذي بدأ منذ ما يقرب من عامين أثر على طبيعة كثير من الأطفال الذين أصبحوا يقاومون الخروج من المنزل على غير العادة، وتوضح ريم أن أمهات كثيرات يشكين عدم رغبة أطفالهن الخروج من البيت، بل مقاومة الخروج من المنزل بشكل غريب، وذلك بسبب تأثير كورونا وتداعياتها.
تأثيرات كورونا المستمرة
بعد أكثر من سنة ونصف السنة من الحياة تحت وطأة الوباء، لا توجد توقعات علمية بموعد رحيله. وينعكس هذا الوضع على الأطفال في صورة مشاكل نفسية واجتماعية، تقول ريم “مشاعر الأطفال تتأرجح ما بين توجس وخوف وترقب شديد، وحالهم ما بين خوف ورفض وإنكار للوضع”.
تعامل الأطفال مع ذلك الوضع غير المسبوق بأشكال وطرق مختلفة، وتؤكد ريم أن بعضهم فضل الانزواء، والبعض الآخر كان يعبر عن قلقه بتناول الكثير من الطعام، وامتنع آخرون عن الأكل، وأصيب البعض بحالات من الهستيريا والبكاء والصراخ الدائم، والبعض الآخر لا يريد مغادرة البيت حتى للعب والتعامل مع أطفال آخرين.
تعامل الأهل.. الفيصل
تعامل الأم مع الأطفال له الفضل الأكبر في تخطي تأثير كورونا أو بقائه، “هناك أكثر من استجابة لحالات خوف الأبناء، من الأهل وتحديدا من الأمهات”، توضح ريم أن “نسبة من الأمهات استجبن بشكل إيجابي ووضعن خططا لتخطي الأزمة بسلام مع أطفالهن، من خلال خطط لبرامج تنمية مهارات، وهناك من استسلم لوضع الحظر والحجر المنزلي وتركوا الأطفال أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية طوال الوقت”.
وتؤكد ريم أن الأمهات اللائي وضعن خططا لتنمية مهارات أطفالهن وخطوات لتغيير أسلوب الحياة وطبقنها مع أطفالهن، بات أطفالهن أكثر تكيفا مع المتغيرات، وأصبح خوفهم أقل من نظرائهم، حتى أن مستوى مهاراتهم النفسية والاجتماعية لم يتأثر بشكل كبير.
فرصة ذهبية
تعتقد ريم أن الأزمات مثل كورونا، تعتبر فرصة ذهبية لزيادة المهارات المعرفية للأطفال، إذا تم التعامل معها بشكل صحيح، موضحة أن “المهارات المعرفية زادت عند الأطفال، لأنهم تعلموا وأدركوا أشياء جديدة، حول كورونا مثل والفيروسات، والمرض، والإصابة، والشفاء، والوفاة والوقاية من الأمراض عموما”.
وساعدت بعض الأمهات أطفالهن في صقل مهاراتهم المعرفية، ووضعن خططا لتنمية المهارات المناسبة لأعمارهم من قراءة وكتابة وتعلم مهارات الحساب والأنشطة الإبداعية كالرسم وخلافه.
على الجانب الآخر، استسلمت بعض الأمهات للأزمة بشكل سلبي، وقالت ريم “لجأ أطفالهن للشاشات طوال الوقت، وكان لذلك تأثير كارثي بمعنى الكلمة على الأطفال، لأنهم تعرضوا بصورة مفرطة للشاشات وفي نفس الوقت ألفوا البقاء في المنزل باعتباره الأمان فقط، فلم تتطور مهاراتهم، ودمرت مهاراتهم الأساسية، وأصيبوا بأمراض نفسية وعصبية واجتماعية”.
إعادة تأهيل
الخوف القابع وراء عتبة الباب، دفع بعض الأطفال لرفض الخروج من البيت ومقاومة التعامل مع الآخرين، وتفضيل الانزواء والتعامل مع العالم الافتراضي فقط.
تؤكد ريم أن المهارات الاجتماعية للأطفال بشكل عام تأثرت بصورة واضحة، تحديدا الأطفال الذين لم تتطور مهاراتهم المعرفية خلال الأزمة، فتأثرت طريقة تواصلهم مع المجتمع بشكل كبير، خاصة مع تغير السياسات التعليمية والتعلم عن بعد.
وأوضحت أن بعض الأطفال باتوا يخشون الخروج من المنزل، خوفا من الإصابة بالأمراض، أو لأنهم اعتادوا البقاء بمفردهم دون تواصل، خاصة أن التواصل يحتاج إلى مجهود نفسي وعصبي لا يقوون عليه بعد فترة عزلة كبيرة.
وتضيف ريم، أن أحد أسباب مقاومة الخروج من البيت أيضا، الخلل النفسي الذي أصاب بعض الأطفال بسبب العزل المنزلي، والبقاء لساعات طويلة أمام الشاشات والألعاب الإلكترونية.
وللتغلب على تلك الحالة وإعادة الطفل إلى وضعه الطبيعي، تقترح ريم، إعادة التأهيل التدريجي من قبل الأهل، ويحدث ذلك باتباع عدة خطوات: تربية الطفل في عمر السنة
- التحدث مع الطفل وشرح ما يحدث حوله، عن المرض، وطبيعة الفيروس، والوقاية والحياة والموت.
- التواصل العائلي معه دائما، عبر نقاشات أسرية أسبوعية، أو مشاهدة أفلام معه.
- البدء بأنشطة منزلية كالقراءة والكتابة أو الرسم والألوان.
- التوقف عن استخدام الشاشات إلا لفترة زمنية محددة كساعة واحدة يوميا.
- الأنشطة الخارجية، والتمارين ويفضل التمارين الجماعية حتى يعتاد التعامل مع الآخرين.
- مقابلة أطفال آخرين واللعب معهم خارج البيت.
- التواصل مع متخصصين لتوضيح أفضل الطرق لإعادة تأهيلهم والتكيف مع ظروف حياتهم الطبيعية مرة أخرى.
دون تعريض سلامته للخطر.. علمي طفلك الدفاع عن نفسه أمام الكبار المتجاوزين
يتفق خبراء طب نفس الأطفال على أن دفاع الطفل عن نفسه سلوك صحي من الناحية التطورية.
نعرف في العصر الحالي أهمية الانتباه لأطفالنا وسماعهم، ومنحهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم، والتأكيد على احترامها، لكن تأتي مرحلة المدرسة وتكوين العلاقات، فيدخل الطفل يوميا صراعا مع الآخر، ومن خلال صراعاته يتعرف على نفسه والآخرين وسلطتهم، وتكاليف وعواقب أفعاله، سواء كانت حسنة أو سيئة النية، وللأسف، سيعرف أن الحياة ليست عادلة، وأن بعض البالغين يسيئون التصرف أيضا.
لماذا يجب على طفلك الرد على الكبار غير المهذبين؟
نتفق قبل كل شيء على ضرورة احترام الكبار، لكن يجب أن يكون الاحترام متبادلا، فنقدمه للأطفال ونتوقعه في المقابل. أما خارج المنزل، فقد يجد الطفل نفسه مضطرا للدفاع عن حقه طالما هو بعيد عن أعيننا، فوالدة صديقه قد تتصرف معه بأنانية للدفاع عن ابنها المخطئ، وقد يتنمر المدرّس الجديد عليه بسبب طول شعره، وقد تكذّبه الجارة إذا استدرجته للتجسس على أسرار المنزل، وتدفع الطفل أخلاقه للدفاع عن حقه والسلوك القويم الذي تربى عليه.
يتفق خبراء طب نفس الأطفال على أن دفاع الطفل عن نفسه سلوك صحي من الناحية التطورية، فقمع قدرته على قول “لا” وعدم الرد على الكبار إذا تعدوا حدوده الشخصية، هو من الأسباب الأكثر شيوعا وخبثا لمعاناة الإنسان. مقابل ذلك، فإن الطفل الذي يضع حدودا لشخصيته، ويدافع عن المبادئ التي تعلمها من والديه، وعن حقه مقابل الكبار المتجاوزين، هو الطفل الأسعد والأنجح في المستقبل.
تكمن المسألة في كيفية تعامل الطفل مع المشكلات التي يواجهها مع الكبار خارج نطاق الأسرة، بطرق تجعلها أسوأ أو أفضل، وما إذا كان يتعلم من تلك المواجهات أم لا، وإلى أي مدى يستمر الجدال للدفاع عن حقه مقابل شخص بالغ سيئ الخلق، أم سيجدها الكبار فرصة لتوبيخ أطفالنا حتى إن كان الحق لصالحهم؟
مهارات حل الخلافات مع الكبار
قدمت الخبيرة الرائدة في مجال أسلوب الحياة والآداب الاجتماعية إلين سوان، في كتابها “كيف تحصل على ما تريد بأدب، وتتعامل مع الوقحين بلطف”، عدة نصائح للآباء والأمهات لتدريب الأطفال على الدفاع عن أنفسهم أمام الكبار، والتي ستساعدك على تربية طفل يجعل العالم مكانا أكثر لطفا واحتراما:
1- يجب أن يبتسم الطفل للشخص البالغ عند بدء الحديث، ثم يعبر عن مشاعره ويصفها، باستخدام ضميره وعباراته البسيطة، فيعد التعبير عما نشعر به أقل الطرق عدائية للتحدث إلى أي شخص، إذ لا يضعه في موقف دفاعي يضطره لإثبات صحة موقفه أمام الآخر، والذي هو في تلك الحالة طفل بريء في منافسة غير متكافئة.
2- يمكن تدريب طفلك على بدء الحوار بقول: “عفوا سيدي/تي”، من أجل لفت انتباه الشخص والاعتراف بمكانته كفرد بالغ، ولتقليل احتمالية اتخاذه موقفا دفاعيا قبل سماع حجة الطفل.
طريقة التعامل مع الأطفال فوق الثامنة
3- يبدأ الطفل شكواه وهو يعبر عن حاجته لمساعدته دون انفعال، فيقول “لا أقصد أن أكون غير مهذب، ولكن بينما كنت مشغولا بالرسم، أخذ ابن سيادتكم أقلامي، ولا أعتقد أنك توافقين على ذلك، لذا أحتاج مساعدتك لاستعادة قلمي منه”، أو “لا أقصد مقاطعتك، لكني حزين لأنك وصفتني بـ…، وأنا متأكد من أنك لم تقصد إهانتي، لكن ذلك جرح مشاعري”.
4- يجب على الطفل معرفة متى يتوقف ويبتعد عن الموقف المحرج منعا للتصعيد مع شخص بالغ غير مهذب، واللجوء إلى آخر مسؤول في المكان إذا لم يتمكن من إيصال وجهة نظره بعد محاولتين.
5- دربي طفلك على وضع حدود بينه وبين الغرباء، وأن يتراجع خطوتين للوراء قبل التكلم مع الغرباء سواء كانوا بالغين أو في مثل سنه، والانصراف في الوقت المناسب إذا تحول الحديث لشجار، فسلامته تأتي قبل ضرورة استعادة الحق، وإذا رأى صديقه أو أخاه متورطا في جدال أو يتعرض للتنمر، فليضع ذراعه حول كتفيه ويقول له “اسمع، علينا المغادرة الآن”، وتلك هي أولى مهارات حل النزاع.
6- علمي طفلك تجنب الدخول في جدال مع أشخاص سيئين إذا كانوا ذوي سلطة في المكان، كوالدة زميل له في منزلها، أو المدرس في حجرة الدراسة، أو البائع في المحل، فلن يفوز الطفل في جداله معهم.
7- تحدثي مع طفلك بأدب ولطف، فهو كالإسفنجة، يمتص تلقائيا كل سلوكياتك. تخيلي أن يستخدم طفلك عباراتك في الجدال مع الكبار، فيحاول لفت نظرهم إلى أخطائهم، أو مقاطعتهم في أثناء الحديث، أو تصحيح وجهات نظرهم وسلوكهم السيئ. إذا فعل ذلك فسيكون هو الخاسر الوحيد في أي نقاش مع الكبار، وإن كانوا مخطئين في حقه.
لذا عليك الاستماع لطفلك، وإظهار التعاطف معه، والاعتذار إذا أسأت التصرف، وعدم السخرية من إخفاقاته. على سبيل المثال، يمكنك قول “أرى أنك تعمل بجد لإنجاز لوحتك الفنية، كم هي جميلة، سأحضر لك إسفنجة لتنظيف الأرضية ومسح الألوان”، بدلا من قول “أنت مهمل ودائما ما تتسبب في إحداث فوضى من حولك”.
8- اجعلي سلوكك نموذجا لما تتمنينه من طفلك في مواقف مشابهة، فاستخدمي عبارات تعبر عنك وعن مشاعرك إذا أساء التصرف، مثل “أنا حزينة، لقد جرحت مشاعري عندما صرخت/ رفضت مساعدتي/ وصفتني بصفات غير لطيفة/ أخذت أشيائي دون استئذان، وأنا واثقة من أنك لم تقصد جرح مشاعري”، ثم طبقي أكثر من سيناريو مختلف ليتمرن على مهارات الدفاع عن نفسه في أي نقاش.
كيف تتعاملين مع طفلك إذا كان يسرق؟
قبل فرض عقوبات أو قيود على الطفل الذي يسرق، من المهم كذلك أن تسألي نفسك ما إذا كان الطفل يتلقى ما يحتاجه من اهتمام ومودة.
غالبا ما يسبب الطفل الذي يسرق شعورا بالانزعاج والقلق لدى والديه. في المقابل، من المهم أن تتذكري أنه طفل، لذلك ليس من الجيد التسرع في التوصل إلى الاستنتاجات. ومن المهم للغاية أن يرشد الوالدان طفلهما في حال كان يسرق حتى يفهم السبب وراء عدم تقبّل أفعاله.
وفي بعض الحالات، من الضروري التعمق والتحقيق في الأسباب التي أدت إلى هذا السلوك. فعادة يسرق الطفل لأن شيئا ما يجذبه، حسبما قال الكاتب سرخيو دي ديوس غونزاليز، في تقرير نشرته مجلة “لا منتي إس مارافيوسا” .
السرقة لدى الأطفال
أوردت المجلة أن السنّ يعدّ عاملا مهما في هذه المرحلة. فقبل سن السادسة، تساور الأطفال الكثير من الشكوك حول مفهوم الملكية، خاصة فيما يتعلق بممتلكات الآخرين، نظرا لأنه خلال ذلك السن يكون الطفل شديد التمركز حول الذات، وهو أمر طبيعي أمام العالم فيما يتعلق بلحظة التطور التي يمرّون بها.
لذلك، لا يأخذ الطفل بعين الاعتبار سوى رغباته واحتياجاته. في هذه الحالة، لا ينبغي معاقبة الطفل الذي يسرق قبل سن السادسة لأنه لن يفهم أن سلوكه يعدّ سلبيّا، وكل ما يمكننا فعله هو توضيح سبب ضرورة تجنب ذلك الفعل.
التعامل مع الموقف بهدوء
وأوضحت المجلة أنه عادة يكون لدى الطفل الذي يزيد عمره عن 6 سنوات مفهوم أقل بدائية للملكية الخاصة. ففي حال قام بذلك، ينبغي أن يتلقى نوعا من العقوبة، بالإضافة إلى ذلك، من المهم وضع حدود واضحة ينبغي عليه ألا يتجاوزها.
ومن الخطوات التي يمكن اتباعها للتعامل مع هذا التصرف معاقبة الطفل، فهذا السلوك يولد تأثيرات يجب على الطفل مواجهتها، ولا يكفي أن تشيري فقط إلى الخطأ الذي قام به.
لماذا يسرق الطفل؟
في معظم الحالات، يستسلم الطفل الذي يسرق للإغراء. مع ذلك، هناك بعض العوامل التي تحفّز هذا الموقف، فعلى سبيل المثال، إذا أخذ الطفل شيئا لا يخصه ولم يصحح الوالدان سلوكه، فإنه سيواصل على هذا المنوال.
علاوة على ذلك، يجب ألا ننسى أن الأطفال يميلون إلى تقليد سلوك البالغين، ففي حال لاحظ الطفل أننا “نسرق” بأخذ غرض ما من مقر العمل إلى المنزل، فمن المحتمل أن ينتهي به الأمر وهو يقلدنا.
في بعض الأحيان، لا يملك الوالدان ما يكفي من المال لإشباع كل ما يريده الطفل، لذلك، قد يعمد الطفل إلى السرقة. بالإضافة إلى ذلك، قد يرى الأطفال أقرانهم يسرقون، وبالتالي، يقلدونهم ويتصرفون مثلهم ليشعروا بالاندماج.