9- كيف أقوى شخصية ابني و تأثيرك علي شخصية أبنك
9- كيف أقوى شخصية ابني و تأثيرك علي شخصية أبنك
الأم كلمة ليست سهلة كما يتخيل البعض فهي مسؤولية كبيرة للغاية ليست فقط كلمة ننطقها خلال اليوم، وذكرنا أنها مسؤولية بناء على أن أي أم لابد أن تجعل طفلها يحصل على كل الأشياء المعنوية وليس الماديات فقط، المقصود هنا أن الأم ليس تمنح الأبن المال والملابس فقط فهي تمنحه حنان لا مثيل له وتريده دائما أفضل الأشخاص على الرغم من أنه في نظرها لا مثيل لها ولكنها تريده أفضل مما يكن، ويتساءل الكثير من الأمهات بهذا السؤال الذي هو عنوان لموضوعنا اليوم ألا وهو كيف أقوى شخصية ابني !
والأمر ليس بالصعوبة الذي تخطر في الأذهان لدى الأمهات فهو أبسط من ذلك كثيرا.
ويوجد أساسيات هامة لتكوين شخصية طفلك بنجاح وكي يصبح شخص قوي من الداخل وهذه الأساسيات هي المعاملة الجيدة للطفل وعدم التفرقة بينه وبين باقي الأبناء، وتشجيع الطفل وتعليمه مهارات جديدة ، إعطائه ثقة كبيرة في ذاته حتى يتغلب على أي مشكلة يتعرض إليها، وعدم خوف الطفل من الأم أو الأب.
ومعرفته أن الأم هي صديقة له والأب صديق أيضا له، وسوف نشرح كل هذه الأشياء بالتفصيل حتى يستفاد الجميع.
الخطوة الأولى والأساس في تقوية شخصية الطفل
من أهم الأشياء والذي لابد من فعلها حتى يصبح طفلك ذو شخصية قوية هي تعليمه عدم الخوف من أي شيء إذا كان هو على حق ، بمعنى أنه عليه قول الحقيقة دائما في أي موقف ويتأكد أن الأم والأب لديهم ثقة كبيره فيه ويتأكدون بأنه لا يفعل إلا الأشياء الجيدة ، عندما يعرف الطفل ذلك ويتأكد منه يصبح بعد ذلك قوي من الداخل لأنه تدعمه ثقة والدته ووالده ، وتجعله يواجه أي عواقب وهذا تم ذكره من خلال الدكاترة النفسية الكبيرة وكلام مؤكد من علماء كثيرة.
ومن الأساس أيضا أن يتعلم الطفل طريقة العقاب والمكافئة بمعنى أن عندما يفعل شيء غير مرغوب به تخبره الأم بأن ذلك تصرف خطأ وأنه سوف يتعاقب على ذلك ولكن بعد تصليحه لهذا الفعل والقيام بعمل الصواب، وإذا فعل الصواب تخبره الأم أن هذا الفعل سوف يكافئ عليه وتتحدث معه عن أشياء جيدة لهذا الفعل مثل ذكر الأحاديث الذي تحث على ذلك أو الآيات القرآنية.
الخطوة الثانية كيف أقوى شخصية ابني من الداخل
- ثاني خطوة هامة هي التقرب من الآبن والتحدث معه باستمرار وسماع رأيه في الأمور داخل المنزل أو أي أمر يختص عائلته.
- فإذا فعلت الأم ذلك فهي تجعله يصبح لديه شخصية قوية تقدر على عرض رأيها دائما وتستطيع المناقشة وتحليل الأمور.
- فإذا أصبح آبنك بهذا الحال تأكدي بأنه سوف يصبح له مكانة كبيرة في المجتمع عند شبابه.
- ونقول تأكدي لأن هذا تم تأكيده بالفعل من خلال دراسات تمت ونظريات كثيرة بخصوص هذا الموضوع.
- والجميع توصل إلى الحل لتكوين شخصية قوية هو المناقشة والحديث مع الآبن باستمرار، هذا يجعله يثق بنفسه.
- ويتأكد بأنه مهم لدى الجميع وبتالي تزداد ثقته بنفسه وكلما ازداده هذه الثقة كلما أصبح الآبن ذو شخصية قوية.
- والثقة بالنفس الذي نتحدث عنها ليست لدرجة الغرور والتكبر لأن هكذا تنهدم كل الأساسيات الذي نتحدث عنها.
الخطوة الثالثة كيف أقوى شخصية ابني بشكل عام
- الخطوة الثالثة والأخيرة في تكوين شخصية قوية للطفل هي جعل الطفل اجتماعي وليس منطوي أو بمعنى أخر ليس خجول.
- الخجل بالتأكيد ليس سيئ ولكن إذا ذاد كثيرا يصبح الطفل ليس لديه القدرة على التعامل مع الأشخاص.
- وتجعلي الآبن اجتماعي من خلال الخروج والتنزه والاشتراك في النوادي الجيدة والتحدث معه بأن الصداقة أمر جيد.
- وعليه أن يتقرب من الأشخاص الجيدة، ولكن في هذه الخطوة عليك أن تحذري جيدا وتراقبي الآبن.
- وتعرفين مع من يتحدث ومع من يذهب ولكن بدون أن يلاحظ أو يشعر بأن ليس لديك ثقه
- وهذه المراقبة حتى تتأكدي بأن أصدقاء أبنك جيدة وأن صحبته صالحة فالصاحب هو الذي يتعلق به أمر أبنك.
- وعندما يصبح أبنك اجتماعي هذا يجعله قادر على تكوين علاقات بعد ذلك في عمله وحياته ويسهل عليه أمور كثيره للغاية.
- ومن الممكن أن يكون لأخوته دور كبير في هذه الخطوة من خلال قيامهم بالتحدث معه أيضا فبعض الأطفال لا تخجل من أخواتها
نصائح لكل أم تريد أن يكون أبنها مهذب
الابن الجيد ليس فقط هو الذي لديه شخصية قوية فهو الذي يحترم والدته ومطيع لها ولديه الصفات الحميدة.
ونحن نقدم بعض النصائح لجعل أبنك مهذب وجيد وهذه النصائح هي:
- دائما لابد من مكافئة الطفل ومدحه عند فعل الأشياء الجيدة ويكون ذلك أمام أصدقائه أو اخواته لأن ذلك يجعله يحب الفعل الجيد.
- الوالد عليه أن يأخذ الطفل معه إلى المسجد حتى يعرف الصلاة ويؤديها، فإذا قام الآبن بالصلاة فسوف يقتدي بكل الصفات الحميدة بأذن الله.
- عدم السخرية على فعل يقوم به أو التقليل من شأنه، عليك دائما أن تشاهدي كل أفعاله ولو صغيرة بأنها عظيمة وجيدة.
- التحدث معه واخباره عن القصص الدينية وماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة حتى يقتدي بهم.
- اخبار الطفل في كل الأوقات بأنه يتملك من قلبك وأنك تحبينه للغاية.
- تعليم الطفل مهارات جديدة وتدريبه على نشاطات مختلفة مثل السباحة أو الكاراتيه أو الجمباز أو تنمية أي هواية مفضله لديه.
ليست الأم فقط هي المسؤولة عن تربية الأبناء الأب له دور كبير أيضا معها ولهذا لابد من المشاركة دائما في تربية الأبناء.
وليس إلقاء المسؤولة على الأم فقط، بسبب مشاغل الحياة فمن الممكن أن يخصص الأب لأبنائه يوم أو اثنين للتحدث معهم.
ويرى الآباء ذلك أمر هين ولكنه لدى الأبناء أمر عظيم يبدل حاله
كيفية التعامل مع الطفل العنيد بطريقة صحيحة
عزيزتي الأم نحن نعلم كل العلم و على ثقة تامه بأنه لا يوجد في هذه الدنيا أغلى عندك من فلذة كبدك وهو (ابنك)
لذلك فأنت دائما تحاولي أن تغمريه ببحر من العطاء و بكم وافر من الحب والعطف والرعاية والحنان و لكن للأسف الشديد فإن الحقيقة التى تغيب عن ذهنك دائما و أنت في هذه الحالة من الحنان الزائد عن اللزوم هى أن ” الشيء إن زاد عن حده ينقلب لضده “.
فأنت و بدون قصد منك وبسبب قلبك الرهيف الممتلئ بالحنان الزائد عن الحد تضرى بطفلك وتأخذي بيديه إلى الهاوية بدلا من أن تأخذي بيديه وتعبري به إلى بر الاتزان النفسي والعقلي والصحة البدنية العامة , و من الممكن أن تستغربي لقولي الصحة البدنية !!!! و لكنني سأوضح لك فى الحال قبل دهشتك واستغرابك وأقول إن المرض النفسي يؤدى بالفعل إلى المرض العضوى , كيف يحدث ذلك ؟
سأجيبك على الفور وأقول لك : عندما يعانى طفلك من كثرة التدليل والحب الزائد عن اللزوم نعم فهي معاناه لأن هذا سيترتب عليه حتماً عناده , و عندما يصل لمرحلة العناد فتأكدي بالفعل من أنه قد وصل لمرحلة الألم النفسي والجسدي معا , لأنه فى ذلك الوقت وفى تلك المرحلة السيئة بالنسبة له سيرفض الإنصات والاستماع لك أو لأى شخص , و بالتالي سيسير في الاتجاه المعاكس (الخطأ) ,
وبالتالى سيتعرض لأزمات نفسيه شديده فى حياته قد تؤدى بالفعل إلى فقدان شهيته للطعام؛ و بالتالي وصوله لمرحلة أخطر وهى مرحلة القلق الذى يؤدى بدوره بطفلك المسكين إلى قلة النوم والراحة؛
وبالتالى سيترتب على كل ذلك الدمار : الهزال والضعف العام في جسده وصحته.
لذلك عزيزتي ولأننا حريصين دائما على بذل قصارى جهدنا من أجلك؛ ومن أجل أسرتك السعيدة؛ فإننا بذلنا كل ما بوسعنا من أجل صحه نفسيه وجسديه أفضل لطفلك وسنقدم لك اليوم موضوع في غاية الأهمية وهو : و كيف تتعاملي بطريقه صحيه مع طفلك المشاكس لتصلى به لبر الأمان .
سنوضح لك عزيزتي الأم فيما يلى كل ما يتعلق بهذه الصفة السيئة وذلك إذا كان طفلك يتصف بها؛ كي تتعرفي بوضوح تام على هذه المشكلة معنا لتتجنبي كل ما من شأنه أن يعيق السير فى طريق التنشئة والتربية السليمة لطفلك .
ولتأخذي بالأسباب التى تجعلك تسيري بعد ذلك فى طريق التنشئة السليم الذى سيوفر عليك الكثير والكثير من المتاعب والصعاب والمشاكل؛
- كي تأخذي بيد طفلك إلى بر الأمان والسلام والحياه المستوية؛ الهادئة
- كي يشب بعد ذلك رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معان نبيله؛ ساميه
- كي يستطيع أن يحدد هدفا نبيلا يسعى إليه ليخدم نفسه ومجتمعه ووطنه.
أولا: ما هو الطفل العنيد أو المتمرد؟
العناد باختصار هو : العصيان وعدم الطاعه وتصلب الرأى مهما كان خاطئا.
بمعنى آخر هو : رفض الطفل لتنفيذ ما يطلبه الآخرين منه والإصرار على تنفيذ رأيه وما يريده هو بغض النظر عن ما يريده الآخرين منه كوالديه أو أى شخص آخر.
ثانيا : متى يبدأ تمرد الطفل وعناده؟
غالباً تبدأ مشكلة التمرد في الظهور عندما يبلغ الطفل عام ونصف أو عامين؛ حيث يبدأ الطفل في ذلك الوقت بالتحرك لاكتشاف العالم المحيط به ومحاولة تكوين شخصيته وبناء العالم الخاص به.
- عزيزتى الأم لابد أن تعى جيدا أن سلوكك مع طفلك يجب أن يكون هادئا ومتزنا مهما كنت تعانين بداخلك من أزمات نفسيه؛
فيجب أن لا ينعكس هذا على طريقتك في تنشئة طفلك؛ لأنه ليس له أى ذنب فى أن يتذوق مجرد تذوق من كأس المرار الذى تشربى منه. - فيجب أن تبعدى عنه أى خطر من الممكن أن يؤذيه ويفتك به وبحياته؛ فيجب أن تكونى على حذر وتبعدى عنه هذا الكأس؛
فهو طفل بريء به كل صفات الطفوله؛ النقيه؛ الصافيه؛ البريئة؛ يريد أن يخرج لعالم جديد عليه، يراه ولأول مرة؛
فيجب عليك أن تجعليه يقبل على هذا العالم بشغف وحب لا العكس. - يجب عزيزتى الأم أن ترسمى على وجهك كل ابتسامات العالم لحظة وجودك مع طفلك حتى ولو كنت تقيمين بداخلك عزاء.
- إذا حان موعد غذاء طفلك ولم يستجب لك ويأكل فلا تجرى وراءه بالطعام وكأنه مجرم مطارد، خرج لتوه من السجن،
لأنه بهذه الطريقة، القاسيه سيتعلم وسيظن أن الأكل عقاباً له وليس أمرا مفيدا له. - عزيزتى الأم يجب أن تكونى صبوره مع طفلك إلى ما لا حدود , فتنشئة الأطفال في هذه السن وفى تلك المرحله ليست بالسهوله التى تتخيلينها؛ فاحذرى كل الحذر من أن تفعلى أى تصرف أو سلوك من الممكن أن تجنى ثماره غداً الألم والعذاب والشقاء.
وعلى سبيل المثال :
عندما يبكى طفلك لا تعطيه ما يريده كى تريحى نفسك من بكاءه، للأسف هذا من أكبر الأخطاء الشائعة، وذلك لأن الطفل بفطرته سيتشرب هذا الأمر ويلتقطه ويبدأ بفرض سيطرته على الأم عن طريق البكاء المستمر أو إذا كبر بعد ذلك قليلا وأصبح قادرا على الحديث فسيكون لحوحا في طلبه وبشكل منفر ومزعج للغايه قد يجعلك لا تتحمليه وقتها وسينفد صبرك وسيجعلك تخرجين عن شعورك بكثرة الحاحه وتمسكه برأيه الخطأ.
عزيزتى الأم يجب أن تعلمى جيدا أن : “التعليم فى الصغر كالنقش على الحجر. ” كما يحب عليك عزيزتى أن تتفهمى جيدا أن ما تفعليه اليوم مع ابنك ستجنيه غداً. فكونى حذره كل الحذر وكونى دائما على وعى تام بكيفية التنشئة والتربيه السليمه لطفلك حتى تكسبى فى نهاية المطاف إنسان ناضج،
بشخصيه سليمه، متزنه وفى نفس الوقت ستكسبى قلبه المحب لك لأنك صبرتى وجاهدتى من أجل أن يشب ويصل لأعلى المستويات من الناحيه النفسيه والعقليه والصحيه والاجتماعيه. وأيضا ستكسبى محبة المجتمع لك لأنك منحتيه هذه المنحه العظيمه وهى ابنك العظيم؛ وأيضاً ستكسبى فى نهاية مشوارك العظيم محبة الرحمن وجنته التى وعدك بها بعد صبرك وجهادك العظيم فى تنشئة أولادك.
ثالثاً :التربيه ومعناها :
عزيزتى الأم إذا كان طفلك من النوع المتمرد العنيد؛ وكنت تريدين السيطره عليه؛ فلابد أولا أن تتفهمى جيداً معنى التربيه.
سنوضح لك عزيزتى فيما يلى : ما هى التربيه؟ :
تربية الأطفال :
لا تعنى الرعايه فحسب أو الأوامر والنواهي فحسب؛ أو الأكل والشرب فحسب؛ فشتان ما بين الرعايه والتربيه؛ و هناك فرق شاسع بينهما سنوضحه فيما يلى …
عزيزتي الأم كل المجهود الذى تقومين به من : حمل و رضاعه وسهر وأكل وشرب ونظافة. …إلخ
للأسف ليس هو التربية بمعناها الكامل والواسع والشامل ؛لأننا لو أردنا الحديث عن التربية فلن تكفينا الدقائق والساعات والأوراق فى الحديث عنها
فالتربية هى : التوجيه والإرشاد والتنبيه والتوعية المستمرة ؛بلا حدود أو انتهاء؛ ومحاولة تعديل وتهذيب لسلوك الطفل إلى الأفضل والاحسن والارقى؛ ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى جزاء الأم فى النهاية عظيما فجعل “لجنه تحت أقدام الأمهات” .
وهذا الحديث عزيزتي الأم سيأخذنا إلى نقطه هامه جداً لابد من التنويه إليها فى موضوعنا الهام للقضاء على التمرد والعند والتنشئة السليمة وهى :
أهمية التناغم والترابط الأسرى :
وعلى سبيل المثال :
إذا كانت الأسرة تعانى من الصراعات المستمرة وعدم التوافق والاختلافات المستمرة فى شتى نواحي الحياه؛
فإن هذا الانهيار والتفكك الأسرى سيجعل الأبناء هم الضحية؛ سيكونون ضحيه لهذا التفكك , وذلك لأن الطفل ينظر لوالديه كنموذج يحتذى به وكمثل أعلى له، بمعني أنهم يمثلان قدوه له؛ فيحب أن يقلدهما فى كل شيء؛ ويحب أن يفعل مثلهما , من هنا تكون الطامة الكبرى؛ فبدلاً من مساعدته لتحقيق نوع من الانسجام الفكري
وتصبح لديه درجه عالية من الإدراك السليم لنواحي الحياه يحدث العكس, وذلك لأن الاختلاف في الرأي بين والديه والصراع الدائم بينهما في شتى نواحي الحياه نجم عنه :التشويش الذهني للطفل؛ وضعف شخصيته مستقبلا؛ وعدم المقدرة على التواصل والانسجام والتفاعل مع المجتمع؛ بل ربما يولد لديه شعور بالريبة فى تعاملاته اليومية مع المجتمع.
رابعاً : مواصفات الطفل العنيد :
1 – الرغبه في السيطره :
على سبيل المثال : عندما يكون الطفل يريد تلبية طلب من طلباته؛ وتم رفض هذا الطلب من قبل الأب أو الأم؛ نجد الطفل المتمرد لا يستسلم لهذا الرفض إطلاقا، ولا يهدأ له بال حتى يتم تحقيقه، فنجده يحاول جاهدا استخدام كل ما لديه من وسائل حتى يتم تحقيق طلبه, فى هذه الحالة عزيزتي الأم؛ إذا تم خضوعك واستسلامك لهذه السيطرة وقمت بتنفيذ ما يطلبه ؛ فأنت التى ستسببين لابنك فيما بعد مشاكل يصعب حلها مستقبلاً.
2 – الانتهازية الاجتماعيه :
على سبيل المثال : عند تواجد الأقارب والأصدقاء أو أي ضيوف بالمنزل، يبدأ الطفل بعمل أساليب مستفزه للغاية ويبدأ باستخدام كل ما لديه من حيل ومكر ودهاء أمام الضيوف، معتقدا أنه بهذه الوسيلة وبأحراج والديه أمام الضيوف بتصرفاته الخاطئة والمحرجة سيجبرهم على تنفيذ رغباته, وهذه هي قمة الانتهازية التى يجب عليك عزيزتي الأم التصرف حيالها بكل الحكمة والهدوء لتصلى للنتيجة المرجوة.
3 — عدم رؤية دوره في أى مشكله :
على سبيل المثال : عند حدوث أي موقف صعب أو أي أزمة أو أي مشكله نجده يحاول جاهدا وبشتى الطرق والوسائل أن يختلق الكثير من المبررات التى تبعده عن كونه السبب فى هذه المشاكل وبمقدرته الفائقة على كثرة النقاش والجدال وبمقدرته أيضا على استخدام أسلوب الحوار المقنع يقوم فى النهاية بتبرئة نفسه منها وكأنه الملاك الطاهر الذى من المستحيل أن يقدم على أي تصرف أو سلوك خطأ يؤدى إلى حدوث مثل هذه الأزمات أو المشاكل , وهنا عزيزتي الأم يجب أن تتمتعي بالكثير من الصبر والتروي والتصرف بحكمه واتزان. لتصلى لنتيجة جيده.
4 – القدره على تحمل العقاب :
على سبيل المثال : عندما يسلك الطفل المتمرد أو العنيد سلوك خطأ تجد الأم أنه من الصعب جدا معاقبته،
لأنه يتمتع باللامبالاة الشديدة وعدم الاهتمام بعواقب الأمور, فمثلاً عند تهديده بحرمانه من أي شيء يحبه عندما يقدم على فعل تصرف خطأ نجده غير مهتم بهذا الحرمان ويرد بكل ثقه واطمئنان بأن هذا الشيء الذى سيتم حرمانه منه هو أصلا أصبح لا يحبه ولا يريده, وهنا عزيزتي الأم يجب عليك التروي والتفكير بنوع من الذكاء حتى تستطيعي اختيار العقاب المناسب وفى الوقت المناسب والذى سيجبر طفلك فيما بعد على الطاعة.
معتقدات خاطئة في التعامل مع الطفل العنيد :
عزيزتي الأم حتى تصلى بطفلك إلى بر السلامة والصحة النفسية والأمان عليك تجنب ما يلى :
1 — أن تقولي له: أنت لا فأئده فيك.
2 — التصرف الذى سينفع مع مثلك هو الضرب.
3 — تأجيل العقاب على الخطأ وعدم اتخاذ القرار الحاسم.
4 — زيادة جرعة التدليل.
5 — الأقوال السلبية : غبى — مهمل — كسول — متبلد — ليس لديك أي مهارات.
فمثل هذه الأقوال ستؤذى طفلك وتؤدى به إلى الهلاك.
6 — إرجاع التمرد والعند إلى عامل الوراثة , فمن الممكن جداً أن يكون عامل الوراثة موجود ولكنه لا يظهر إلا بسلوك الأب أو الأم.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد :
أولا :وقبل كل شيء يجب على كل من الأب والأم أن يتفهما جيدا أنهما المسؤولان عن تصرفات أولادهم, كما أننا مسؤولون أمام الله عز وجل وأمام ضمائرنا عن أطفالنا.
ثانياً : يجب أن تعلما جيداً أنه لا يولد الطفل أبدا بصفة العند لأن الطفل فطرته سليمه. فقط هى الرغبة في التصرف بنفسه دون توجيه أو إرشاد أو أي أوامر من أحد.
ما الذى يولد صفة العند لدى الطفل ؟
نجد السبب فى ذلك يرجع للتصرفات الخاطئة في التعامل مع الطفل. على سبيل المثال : حمل الأم لطفلها باستمرار من شدة حبها له وخوفها عليه , فعند تركه و وضعه فى سريره يبدأ في البكاء المستمر ولا يتوقف إلا عند حمله مرة أخرى, وبهذا تكون الأم هى التى أعطت لطفلها أول درس في العند, ويكون قد تعلم أن البكاء هو الأسلوب الأمثل للحصول على راحته.
ثلاثة طرق للسيطره على الطفل العنيد :
التركيز على الإيجابيات :
ما أجمل وما أروع أن تكسب أي موقف بقدر من التروي والهدوء والحكمة فالعصبية لا ينتج عنها أي شيء إيجابي , أي طفل يرى عمل الخطأ أسهل من الصواب على سبيل المثال الطفل العنيد يرى أنه من السهل لغوياً أن يقول ” لا ” أسهل بالنسبة له من نعم ويبدأ في نطقها قبل نعم ,
فدور الأب والأم فى هذه الحالة هو كثرة ارشاده وتوجيهه للصواب ومن المهم جداً تشجيعه ومكافئته عندما يفعل أي شيء إيجابي حتى ولو بسيط على سبيل المثال بعد تناول طعامه بطريقه جيده أو بعد أن ينتهى من آداء واجباته المدرسية بنجاح, فضروري جداً فى التعامل مع الطفل العنيد تطبيق مبدأ الثواب والعقاب , ضروري جداً الشده والحزم مع الرفق واللين, وكما هو معروف فإن خير الأمور الوسط.
لابد من قضاء وقت طويل مع الطفل :
عزيزتي الأم حوالى إقامة علاقه جيده بينك وبين طفلك حتى يكون توجيهك وارشادك له مثمرا ويأتي بالنتائج المرجوة فعلى سبيل المثال اجلس مع طفلك وشاركيه في العابه المفضلة لديه أو شاهدي معه فيلم كرتون مفضل له أو احكى له قصه جميله قبل النوم بمعنى أنك لابد أن تكوني حكيمه في تعاملاتك معه وذلك بعدم إصدار القرارات والأوامر والنواهي وبمنتهى الغلظة والقسوة والشده والعنف وبعدم كثرة الإرشادات والتوجيهات طوال الوقت حتى لا يمل ويتقبل توجيهاتك له بعد ذلك بصدر رحب و بحب وطاعه وتنفيذ.
تخصيص وقت للاستماع فيه إلى الطفل :
عزيزتي الأم من المهم جداً تفريغ نفسك لطفلك بعض الوقت كي تستمعي له وتتحدثي معه على سبيل المثال تحدثي مع طفلك بعد عودته من المدرسة عن يومه الدراسي وكيف قضاه وهل كان يوما جميلا ومثمرا ومفيدا ؟ وما هي الصعوبات والمشاكل التى واجهها في ذلك اليوم؟ وكيف واجهها؟ استمع له بجد واهتمام وانصات وتركيز فإذا أحس وشعر باهتمامك به وبأنه يمثل لك شيء مهم وغالى جداً في الحياه فسوف يكون التعامل معه سهلا ومثمرا فيما بعد وسيتقبل توجيهاتك له بصدر رحب وسيقوم بتنفيذها وسيطيعك على الدوام. والعكس صحيح.
خطة عمل للتعامل مع الطفل العنيد :
عزيزتي الأم سجلي سلوكا محددا كهدف تسعى لتغييره للأفضل سجلي كل مواصفات السلوك السليم الذى تريدين من طفلك أن يصل إليه في نهاية المطاف. سجلي أول سلوك إيجابي صدر من طفلك ويدل على استجابته للتغيير تحدثي مع طفلك وتعرفي منه على كل حاجاته ومتطلباته وما هو الشيء الذي يريده بدقه تامه وتجنبي التحدث معه بالكلام العام مثل : كن هادئا – خليك كويس –
عاجزاك أحسن واحد فى الدنيا. فاء لأطفال لا يفهمون مثل هذا الكلام قومي بتشجيع طفلك دائما وبتحفيزه على فعل الأحسن والأفضل وكونى دائما معظم الوقت بجانبه لتقويم سلوكه ومحاولة تشجيعه, اخبر طفلك دائما بنتيجة تقدمه وبأنه وصل لمرحله عظيمه وممتازة من التقدم فهذا سيقوى من عزيمته وإرادته لفعل الأفضل والاحسن باستمرار , سجلي كل تغيير تلاحظينه أولا بأول فى مذكره كي تتعرفي بسهوله على النتيجة التى وصل إليها طفلك.
و أخيراً و ليس آخرا عزيزتي الأم مهما تحدثنا عن هذا الموضوع فلن تنتهى الكلمات ولن تكفينا الصفحات والسطور لأنه لا يوجد لدى كل أم أغلى من فلذة كبدها وهو طفلها والذى تسعى جاهدة فى سبيل أن يشب وتراه أعظم رجل فى الوجود وقد حاز على أعلى الدرجات ووصل لأعلى المناصب. وبعد أن تعرفنا سويا على كيفية التعامل مع الطفل العنيد يجب أن تأخذ كل أم الموضوع بعين الجد والاجتهاد وكذلك على الأب الدور الأساسي
في هذا الموضوع فدوره لا يقل أهمية عن دور الأم حتى نصل فى النهاية لأسرة سعيدة يغمرها الحب والود والتفاهم ويترعرع بينهم الأبناء وهم فى أفضل صحه وأحسن حال. فتربية الأبناء ليست بالشيء الهين أو اليسير ولكن تحتاج من كلا الطرفين الأم والأب إلى بذل كل ما فى وسعهما من صبر وتروى وحكمه ووعى مع فلذات اكبادهم. فهم حقا وبالفعل يستحقوا منا الكثير والكثير وبذل كل ما هو غالى ونفيس من أجلهم فلا تحلو الحياه إلا بهم