1-ما هو اختبار كارز CARS
1-ما هو اختبار كارز CARS
هناك عدد كبير من أنواع الإعاقات المختلفة التي يُعاني منها قدر هائل من الأطفال منذ ولادتهم ، ومن أشهرها الإعاقات الذهنية التي تحول دون قدرة الطفل على التواصل مع العالم المحيط به بشكل سليم ؛ نظرًا إلى تأثيرها السلبي على معدل تطور الدماغ والجهاز العصبي بوجه عام ، ومن أشهر هذه الحالات هي حالة التوحد والتي يتم استخدام مقياس كارز بها من أجل تحديد درجة التوحد لدى الطفل
مرض التوحد
يُشير مرض التوحد (وبالإنجليزية : Autism) إلى مجموعة من الحالات المرضية والاضطرابات التي تُصيب الطفل وتؤثر بشكل مباشر على السلوك الاجتماعي خاصته والمهارات الأساسية مثل التواصل مع الاخرين والكلام والحركة والتواصل مع البيئة المحيطة به بشكل طبيعي ، ويوجد عدة أنواع من التوحد ؛ بعضها متطور يؤثر كليًا على الوظائف الحسية للطفل وبعهضا يكون بسيط .
ويُذكر أن أعراض مرض التوحد تظهر على الطفل المُصاب بداية من ثلاثة أعوام وقد يتم اكتشاف الحالة بشكل مبكر في سن 18 شهر أو عامين ، وقد أشارت بعض الإحصائيات إلى أنه يوجد طفل من كل 54 طفل مُصاب بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية .
أعراض مرض التوحد
تختلف أعراض التوحد من طفل إلى اخر ، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة بين عدد كبير من الأطفال ، وهي :
- فقدان القدرة على التواصل بالعين مع الاخرين .
- يكون للطفل اهتمام واحد فقط ولا يكون له أي اهتمامات أخرى سواه .
- تكرار فعل مُحدد مرارًا وتكرارًا بشكل ملحوظ أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات أيضا طوال الوقت دون غيرها .
- يُعاني الطفل من حساسية تجاه الأصوات أو الروائح أو الضوء أو بعض المشاهد التي لا تُمثل أي حساسية أو مشكلة للطفل العادي .
- عدم الاستماع إلى الاخرين وعدم النظر إليهم .
- عندما يُشير أحد الأشخاص إلى شيء ما ؛ لا يلتفت الطفل إلى ما يُشير إليه ولا يُعيره اهتمامًا .
- هناك تأثير على المشاعر العاطفية لدى الطفل تجعله لا يرغب في أن يحتضنه أي شخص أو العكس .
- كما يُعني الطفل أيضًا من مشكلة في فهم الكلمات العادية ولا يكون قادرً على استخدام تعبيرات الوجه أو الحركات العادية ، وقد يصدر منه أصوات غير مفهومة ، ولا يكون قادرًا في الكثير من الأحيان على التحكم في حركة العين .
- لا يكون قادرًا على التكيف في التغييرات الروتينية والحياتية المختلفة من حوله .
- وفي بعض الأحيان ؛ قد يُعاني الطفل المتوحد من النوبات المتكررة والتي لا تقل حدتها إلّا عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة .
اختبار CARS
اختبار كارز CARS هو اختصار لعبارة Childhood Autism Rating Scale ويُعني مقياس تصنيف التوحد لدى الأطفال ، وقد تم تطوير هذا الاختبار بواسطة ثلاثة علماء معاً ، وهو مثله مثل أي أداة أخرى يتم استخدامها من أجل تقييم وتصنيف وتشخيص مرض التوحد عند الأطفال .
ويُذكر أن الاختلاف بين اختبار CARS وأدوات ووسائل التقييم السلوكي الأخرى لدى الأطفال هو أن هذا الاختبار يأتي بميزة فريدة يكمن في قدرته على تقييم حالة الطفل بشكل دقيق جدًا واكتشف هل الطفل بالفعل يُعاني من التوحد أم اضطرابات و تأخر في النمو مثل التخلف العقلي وغيره ، وبالتالي ؛ فإن هذا الاختبار يُعتبر يُساعد المتخصصين من مقدمي الرعاية الصحية والمعلمين والوالدين أيضًا على التعرف بشكل دقيق على تصنيف وتقييم التوحد لدى الأطفال .
خصائص اختبار CARS
يتم عبر هذا الاختبار تقييم سلوك الطفل وخصائصه وقدراته ومقارنتها مع ما قد أقرته منظمة الصحة العالمية بخصوص معدل التطور النمائية لكل مرحلة عمرية ، ومن أهم الخصائص التي يتم قياسها عبر هذا اختبار CARS ، ما يلي :
- العلاقات مع الأشخاص .
- القدرة على التقليد .
- الاستجابة العاطفية .
- استخدام أجزاء الجسم .
- استخدام الأغراض المختلفة .
- التكيف مع التغيير .
- الاستجابة البصرية .
- الاستجابة السمعية .
- الاستجابة الحسية للمس ، والروائح ، والتذوق .
- نسبة الخوف والعصبية .
- التواصل اللفظي .
- التواصل غير اللفظي .
- مستوى النشاط .
- مستوى ومدى تناسق الاستجابة الفكرية .
- الانطباعات العامة للطفل .
التقييم عبر اختبار كارز CARS
يتم إجراء عملية تقييم لسلوك الطفل بواسطة المعلم أو أحد الاباء أو مقدم الرعاية الصحية ، ويتم إعطاء الطفل درجات مُحددة بتقييم كل سلوك على النحو التالي :
- إذا كان السلوك في المستوى الطبيعي بالنسبة لعمر الطفل ، يتم إعطاء الطفل درجة تتراوح بين 1 إلى 1.4 .
- في حالة الشذوذ البسيط والخفيف جدًا في أي من خصائص وسلوك الطفل ؛ يتم إعطاء الطفل 2 درجة .
- أما حالات الشذوذ المتوسط في أي خاصية أو صفة أو سلوك لدى الطفل ، يتم إعطائه 3 درجات .
- بينما إذا كانت درجة شذوذ الطفل شديدة جدًا وغير طبيعية على الإطلاق ؛ فهنا يحصل الطفل على 4 درجات .
وبعد الانتهاء من إعطاء تقييم مُحدد لكل خصائص وسلوك الطفل تتراوح نتائج الاختبار بين 15 إلى درجة 60 ، يتم تشخيص الحالة بشكل مباشر على النحو التالي :
- الحصول على 30 درجة يد على الحد الأقصى للإصابة بالتوحد الخفيف .
- الدرجات ما بين 30 إلى 37 تُشير إلى حالة توحد تتدرج بين التوحد الخفيف إلى المعتدل .
- بينما الدرجات ما بين 38 إلى 60 ؛ فهي تدل على إصابة الطفل بالتوحد الشديد .
وعلى الرغم أنه يوجد بعض مواقع الويب التي يُمكن من خلاله أنها يقوم الاباء باستخدامها لتقييم حالة الطفل ؛ إلا أنه من الأفضل أن يتم الاعتماد على أحد مُتخصصي الرعاية الصحية حتى تكون نتيجة اختبار CARS دقيقة وصحيحة .
متى يمكن استخدام اختبار CARS
يُمكن استخدام هذا الاختبار في حالة الأطفال الذين قد أكملوا عامهم الثاني ، وقد أشار بعض الخبراء إلى أن هذا الاختبار يُمكن استخدامه أيضًا لتقييم حالة التوحد لدى الأطفال في سن المراهقة .
فوائد اختبار كارز CARS لأطفال التوحد
-من أهم أنواع اختبارات الشخصية والسلوك التي يُمكن التنبؤ من خلالها بحالة ودرجة التوحد عند الطفل مبكرًا وبالتالي ؛ القدرة على توجيهه التوجيه الصحيح إلى العلاج السلوكي أو غيره .
-من الاختبارات السهلة جدًا التي يُمكن لأي شخص أن يجريها مع الطفل سواء المعلم أو الوالد والوالدة أو متخصص رعاية الأطفال والتعامل مع أطفال التوحد .
-كما أن اختبار كارز CARS لا يستغرق وقتًا طويلًا وخصوصًا إذا كان من يُجري الاختبار على علم بمدى مهارة الطفل مُسبقًا من خلال التعامل اليومي معه .
-نسبة الدقة في اختبار كارز CARS مرتفعة جدًا ، وقد ساعدت بالفعل على تقييم حالة التوحد لدى الاف الأطفال بشكل صحيح .
سلبيات اختبار كارز CARS
ومن جهة أخرى ، قد يحمل هذا الاختبار بعض السلبيات ، مثل :
-قد يقوم بإجراء هذا الاختبار شخص غير مُتخصص ، وبالتالي ؛ يتم إعطاء الطفل تقييمات خاطئة وتكون النتيجة النهائية التي يحصل عليها الطفل غير صحيحة .
-وفي بعض الأحيان ؛ قد لا يكون من يجري الاختبار مُطلعًا على الخصائص والصفات النمائية لكل مرحلة سنية ؛ وبالتالي ؛ يتم إعطاء الطفل هنا أيضًا تقييمات خاطئة ، ومن ثَم تشخيص حالة التوحد بشكل خاطئ .
-يجب أن لا يتم تقييم حالة الطفل بشكل لحظى ، بل يجب متابعته وقتًا كافيًا للتأكد من مدى قدرته على التواصل والاستيعاب بشكل دقيق ، وهذا أمر قد يجهله الكثير من مُقدمي الاختبار .
كيف تتعامل الأم مع طفلها المصاب بالتوحد
أساليب تشخيص التوحد
حينما ينعزل الطفل ويحدث خلل في سلوكه ويبدو متأخرًا ذهنيًا ؛ فإن هذا الأمر يكون مقلقًا للغاية ، مما يستدعي تشخيص حالته هل هي مجرد حالة نفسية طارئة ، أم أنه مصاب بمرض التوحد الذي يحتاج إلى علاج وتأهيل كي يستطيع أن يتعايش مع المجتمع ، وفي بعض الأحيان يتأخر الطفل من الناحية الدراسية ولكن سلوكياته لا تنحرف إلى حد التخلف الذهني ، ولذلك هناك ما يُعرف باسم تشخيص بطء التعلم ، كما أنه توجد عدة أساليب لتشخيص التوحد.
ما هو التوحد
مرض التوحد يُعرف أيضًا باسم الذاتوية ، وهو عبارة عن إعاقة في سلوك الطفل أو الشخص المصاب به ، ويحدث ذلك بسبب وجود خلل في منظومة الأنماط السلوكية التي تتمثل في عدم القدرة على تطوير التواصل مع الآخرين ، مما يتسبب في وجود خلل بالعلاقات الاجتماعية والمحدودية ، وقد تظهر أعراض التوحد في سن الرضاعة ، وقد تظهر في وقت متأخر ؛ بحيث يتطور بعض الأطفال بشكل طبيعي خلال سنواتهم الأولى ، ثم ما يلبثوا أن تظهر عليهم علامات فقدان المهارات اللغوية والتواصلية بشكل مفاجئ ومثير للقلق.
أساليب تشخيص التوحد
على الرغم من عدم وجود تشخيص طبي صريح بمعنى أن يكون هناك فحص للدم أو للأعضاء الداخلية التي توضح وجود هذا المرض من عدمه ، إلا أنه من الممكن تشخيص مرض التوحد من خلال بعض الطرق التي تعتمد على الملاحظة بشكل كبير ، ومنها :
ملاحظة السلوكيات الغريبة
قد تظهر على الطفل بعض السلوكيات التي يتبعها نتيجة لمرضه بالتوحد مثل عدم تفاعله مع الآخرين ، كما أنه لا يهتم بالألعاب ولكنه قد يركز فكره الكلي على نشاط واحد فقط والذي يستغرق منه فترات طويلة ، ومن علامات التوحد أيضًا الصمت لفترات طويلة والانسحاب من التواصل الاجتماعي ، والعدوانية مع اتباع سلوكيات قد تؤذي الذات ، والانعزال عن العالم الخارجي.
تشخيص طبي لاضطرابات التوحد
من الضروري أن يتأكد الآباء من إصابة ابنهم بالتوحد من عدمه من خلال زيارة الطبيب المختص بعلاج حالات التوحد أو متخصص في مجال الطب النفسي للأطفال ؛ حيث يلجأ المتخصصون إلى استخدام العديد من الأساليب المتنوعة التي تكشف عن وجود هذا الاضطراب ، ويتم ذلك من خلال إجراء بعض الاختبارات التي يُلاحظ من خلالها لغة الطفل ؛ حيث أن غالبية الأطفال الذين يعانون من التوحد يعانون أيضًا من التأخر في الكلام ، أو ربما يتكلمون بطريقة شبيهة لأسلوب كلام الرجل الآلي.
يقوم الطبيب المتخصص بإجراء كافة الفحوصات الطبية المطلوبة لمعرفة مدى استجابة الطفل لصوت والديه أو التعابير التي تظهر عليهما ، كما يتم فحص المهارات الاجتماعية لهذا الطفل وطرق تواصله مع الآخرين ، وذلك من خلال اختبار تعبيرات الوجه والإيماءات التي يلجأ إليها الطفل للتواصل ، وكذلك اختبار وضع الجسم عند التواصل مع الآخرين ؛ حيث أن الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد يتجنبون عادةً النظر في عيون الآخرين أثناء التواصل معهم حتى والديهم ، ويكون تركيزهم الأكبر على أي جماد حولهم مع تجاهلهم لمن يتواصل أو يتحدث معهم.
علاج التوحد
يكون علاج المصابين بالتوحد عن طريق تعديل سلوكياتهم وهو ما يُعرف بالعلاج السلوكي الذي يهدف إلى مساعدة المرضى على تعلم مهارات التواصل مع الآخرين ، ويقوم هذا العلاج بتشجيع السلوكيات الإيجابية عن طريق استخدام بطاقات الصور في اللعب ، وقد يتم تطبيق هذا النوع من العلاج من خلال إرسال المريض إلى مدارس خاصة تعمل على تأهيل المصابين بهذا المرض ، ومن الضروري أن يتدرب الأهل على تطبيق هذا العلاج في البيت حتى يتمكن الطفل من اكتساب المهارات اللغوية والاجتماعية بشكل أسرع.
العلاج السلوكي لأطفال التوحد
يعد العلاج السلوكي وكذلك تعديل السلوك من أهم الطرق التي تمكنت من أن تحقق نجاح كبير في مجال تعليم أطفال التوحد ، وعلاج الكثير من الصعوبات والمشاكل التي يعانوا بها، وسوف نتعرف من خلال المقال على المقصود بمرض التوحد وأعراض الإصابة به وطرق العلاج السلوكي لهؤلاء الأطفال.
المقصود بمرض التوحد
يقصد بهذا المرض هو الإضطرابات التي تصيب الأطفال ويصاحب هذه الإضطرابات تأخر شديد في مرحلة النمو، ولعل هذا ما يميز هذه الإضطرابات والمشاكل عن مشكلة التخلف العقلي التي يعاني منها العديد من الأشخاص.
أهم أعراض الإصابة بمرض التوحد
هناك أعراض كثيرة تصاحب الإصابة بمرض التوحد ومن أهم هذه الأعراض هي:
1- الإصابة بخلل وعدم توازن في الكثير من السلوكيات، بالإضافة لعدم القدرة على تكوين علاقات ناجحة مع الأشخاص المحيطة.
2- ضعف التبادل العاطفي وكذلك الإجتماعي مع الأشخاص المحيطة.
3- تأخر في الكلام والتواصل مع الأشخاص المحيطة، بالإضافة لإستخدام اللغة بطريقة غير صحيحة وغير مفهومة أيضًا.
4- حركات مستمرة ومتكررة كالقيام برفرفة الأيدي وكذلك الأصابع بالإضافة للقيام بحركات صعبة وغير مفهومة في الجسم كله.
أهم أسباب الإصابة بمرض التوحد
هناك أسباب عديدة تؤدي للإصابة بمرض التوحد ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:
1- الإصابة بخلل واضح في وظائف الدماغ.
2- مضاعفات شديدة خلال فترة الحمل وكذلك في مرحلة قبل الولادة.
3- نوبات صرع مستمرة.
4- كبر حجم الدماغ بشكل ملحوظ مع الإصابة بخلل واضح في النوافل العصبية.
طرق العلاج السلوكي لأطفال التوحد
هناك طرق عديدة لعلاج الأطفال المصابة بمرض التوحد فعلى سبيل المثال هناك العلاج السلوكي الذي يتمثل في:
1- ضرورة ملاحظة السلوك لهؤلاء الأطفال بشكل مستمر مع تسجيل مدة هذا التصرف ومدى تكراره بالإضافة لضرورة التعرف على الأسباب التي تؤدي للإصابة به.
2- في حالة رفض بعض السلوكيات التي يقوم الطفل بممارستها، فيجب أن يتم إستبدال هذه السلوكيات بسلوك يكون طيب وحسن حتى يحل محل السلوك والتصرف السيء.
3- في حالة تعلم الفرد مهارة سلوك جديد يجب أن يقوم بتقسيم العمل لخطوات سهلة يسهل تنفيذها وتعليمه أيضًا الكثير من التعليمات الواضحة والنصائح السهلة والبسيطة، ويقوم بعد ذلك بتكرار هذه التعليمات مرة أخرى.
4- محاولة تشجيع الطفل بجميع السلوكيات والوسائل الجيدة التي يقوم بها، مع الحرص في الوقت نفسه على تجنب جميع السلوكيات السيئة التي يقوم بها هذا الطفل.
5- في حالة القيام بتعليم هؤلاء الأطفال مهارات وسلوكيات جديدة يجب أن يتم تقسيم هذا العمل لخطوات سهلة وبسيطة يسهل على هؤلاء الأفراد تنفيذها بكل سهولة ويسر أيضًا.
6- محاولة تغيير الظروف التي تصاحب تكرار التصرف السيء وذلك بغرض تقليل حدوث هذا التصرف كلما أمكن، مع ضرورة التعرف على مساويء هذا السلوك بشكل كبير لتجنب تكراره مرة أخرى.
7- ضرورة أن يتم الإستمرار بتنفيذ نفس التعليمات والنصائح الجيدة حتى في حالة الإستمرار بتنفيذ السلوك السيء من هؤلاء الأطفال التي تعاني من مرض التوحد.
8- يجب أن يكون هناك توحد بين السلوك الذي يصدر من الكبار وكذلك القواعد والتعليمات التي يتم فرضها على الطفل وذلك حتى لا يترتب على ذلك نتائج عكسية وسلبية للطفل، ويقلل من فرص علاجه من مرض التوحد والتخفيف من الأعراض المصاحبة له.
فحص الدم تقنية جديدة تكشف مرض التوحد
قام باحثون في نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية Rensselaer Polytechnic Institute بالوصول الى فحص جديد يتمكن من معرفة اذا كان الطفل سيتعرض للاصابة بمرض التوحد ام لا بدقة عالية تصل الى 98% و ذلك قبل اصابة الطفل الحقيقية به بسنوات و يعتمد ذلك الفحص على عينة من دم الطفل يتمكن من خلالها الطبيب بالكشف عن بعض العوامل التي توضح امكانية اصابة الطفل بالمرض ام لا ..
◄ تقنية الفحص الدموي : الفحص الجديد عن طريق الدم يعمل على كشف بعض التغييرات و المؤشرات الحيوية الهامة التي تتغير في معدلات الايض في الجسم ، حيث يقوم الفحص بالبحث عن اى نسب غير معتادة لبعض المركبات الكيميائية في الدم و بمجرد الكشف عن هذه النسب تكون المؤشرات تميل الى امكانية تعرض الطفل لمرض التوحد كما انه يتمكن من التفريق بين المواد التي تؤثر على الخلايا العصبية وتسبب تغييرات سلوكية عصبية في الاطفال Neurotypical و المواد الاخرى التي تسبب التوحد للاطفال .
◄ التغييرات الايضية : قبل اكتشاف هذا الفحص الجديد كان العلماء يلاحظون تغير المواد الكيميائية و العمليات الايضية التي تختلف للطفل المصاب بالتوحد و لكنهم لم يستطيعوا تحديد اياً من هذه المركبات او التغييرات التي تحدث و صياغتها في قانون موحد يمكن من خلاله الكشف عن المرض ، و قد تمكن فحص الدم الجديد من تحديد آلية و ماهية المواد الكيميائية و التغييرات الايضية التي تحدث في الجسم للطفل المعرض للاصابة بالمرض ،
كما ان الفحص الجديد فتح مجال كبير للابحاث التي ستبدأ في استكشاف المواد الكيميائية و المؤشرات الحيوية التي تتغير و ايجاد طرق علاجية مختلفة اعتماداً على هذه المركبات الكيميائية و بالتالي سيتمكن الباحثون من التوصل الى علاج حقيقي و فعال يعالج المرض بفعالية مقارنةً بالطرق العلاجية المتاحة في الوقت الحالي .
◄ اسباب مرض التوحد و طريقة تشخيصه : اما عن الاسباب التي تؤدي الى التوحد و حدوث هذه التغييرات الايضية و تغير نسب المواد الكيميائية ما زالت مجهولة و ما زال العلماء و الباحثون يبحثون عن الاسباب الممكنة التي تؤدي الى التوحد بعيداً عن الافتراضات المختلفة التي افترضها بعض الباحثون مثل التغييرات الجينية او تعرض الطفل لبعض المواد الكيميائية اثناء الحمل و هناك البعض افترض ان الام الحامل المصابة بالسمنة قد تكون سبب في تعرض طفلها لمرض التوحد نتيجة تعرضه لبعض التغييرات الحيوية و المواد المختلفة اثناء الحمل و لكن لا يوجد اي دليل قاطع يثبت صحة او خطأ هذه الافتراضات ،
كما ان تشخيص و علاج ملاض التوحد على وجه الخصوص يحتاج الى فريق طبي متكامل في تخصصات مختلفة لتبدأ سلسلة من العلاجات و التشخيصات و الفحوصات المعقدة و في نهاية الامر قد تكون النتائج غير دقيقة حتى هذه اللحظة ، جدير بالذكر ان هذا المرض تحديداً يجعل الطفل منعزل في عالم من خيالاته التي يعيش بها اغلب اوقاته و لا يبالي بواقعه و مجتمعه و من حوله مما يؤثر على سلوكياته الحياتية و كذلك حياته الاجتماعية و اختلاطه بمن حوله .
◄اعتماد الفحص : أكد الباحثون ان هذا الفحص الجديد سيكون مبشراً جداً لانه يفتح مجالات متعددة للكشف المبكر بسهولة عن المرض و استبدال الفحوصات و التشخيصات المعقدة و الغير دقيقة بالفحص الدموي البسيط و الدقيق و لكنه حتى الان ما زال الفحص يحتاج الى سلسلة من التجارب و الاختبارات السريرية و المعملية حتى يصل لمرحلة امكانية استخدامه بشكل رسمي و تحديد بعض العوامل الدقيقة التي ستؤثر ايضاً في نتيجة الفحص و التحليل
العلاقة بين الحساسية واضطراب طيف التوحد
الحساسية الحسية هي علامة على مرض التوحد، وهذه العلاقة ينبغي معرفتها، حيث أنه من الرائع جدًا زيادة الوعي بملف أعراض الأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد ( ASD )، في كثير من الأحيان يتم التركيز بشكل أكبر على الصعوبات داخل المجال الاجتماعي، وتتميز العديد من تصوير وسائل الإعلام للأفراد الذين يعانون من هذا الطيف، من خلال الانطواء الاجتماعي، وفي الآونة الأخيرة فقط، كانت هناك جهود أكبر لرسم صورة أكثر واقعية عن كيفية تقديم شخص ما لديه اضطراب طيف التوحد وهذا الاضطراب هو اضطراب معقد يتألف من كوكبة من الأعراض، التي لا تؤثر فقط على التواصل الاجتماعي ولكن أيضًا على المعالجة الحسية .
الحساسية الحسية ” الظاهرية ” والتوحد
تشمل معايير التشخيص الحالية لـ ASD انحطاط في التواصل الاجتماعي، ووجود السلوكيات التقييدية والمتكررة، وتقع الحساسية الحسية تحت السلوك التقييدي والمتكرر، حيث يظهر الأطفال الصغار المصابون باضطراب طيف التوحد سلوكيات حسية، والتي غالباً ما تظهر على أنها متكررة، ويتضمن هذا الفحص البصري غير النمطي للعناصر مثل التناظر، وقد تكون الحساسية المفرطة تجاه المدخلات الحسية تقييدية – مثل ظهور حساسية عن طريق اللمس،
والتي تجبر مريض التوحد أن يقطع علامات ملابسه قبل ارتدائها، أو قد يكون لدى شخص ما حساسيات سمعية ويتجنب أنشطة معينة بسبب ذلك، والحساسيات الحسية تقلل الانتباه من المثيرات الاجتماعية إلى المنبهات غير الاجتماعية، ويمكن أن تضعف أنواع فرص التعلم التي تدعم التنمية الاجتماعية .
طبيعة دماغ الأطفال المصابين بالتوحد
إن الأنماط غير التقليدية في المعالجة الحسية قد تعيق الأداء الاجتماعي لدى الأطفال المصابين بالتوحد ، في ضوء ذلك، كان هناك بعض العمل المثير للاهتمام في دراسة القواعد العصبية للحساسية الحسية لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وبشكل عام، يبدو أن أدمغة الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد تنشط بشكل مفرط، عند معالجة المدخلات الحسية بما في ذلك الأصوات التي تشتت الانتباه،
والتحفيز واللمس ( على سبيل المثال نجد المريض يفرك في جسمه عند لمس الصوف )، وقد حفز هذا الباحثين لمعرفة كيف تتواصل المناطق العصبية للمرضى مع بعضها البعض أثناء الراحة (على سبيل المثال دون وجود محفزات خارجية )، ومن شأن ذلك أن يعطي إحساسًا بمدى اضطرار أدمغة المرضى إلى معالجة المدخلات الحسية المحتملة .
وبالنسبة إلى الأطفال الذين يتطورون نموذجيًا، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد ( ASD )، يظهرون اتصالًا أكبر ضمن شبكة دماغية ذاتية تعرف باسم شبكة Salience، ويعتقد أن شبكة Salience توجه الانتباه إلى التحفيز الجوهري والخارجي الأكثر أهمية في بيئة الشخص، حيث إنها ترتكز على الإدراك ليس فقط للحالات الداخلية ( مثل الجوع ودرجة الحرارة وغيرها )،
بل أيضًا المحفزات الخارجية، والأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد والذين يعانون أيضًا من أعراض الإفراط في الاستجابة الحسية، يظهرون أيضًا اتصالًا أكبر داخل شبكة Salience مع مناطق المعالجة الحسية، وهذا يشير إلى أنه حتى في الوقت الذي تكون فيه أدمغتهم في وضع الراحة، فإنهم يميلون إلى استحضار المدخلات الحسية .
الحساسية الحسية أحد أعراض التوحد
على الرغم من أن الحساسية الحسية هي إحدى أعراض اضطراب طيف التوحد ASD، إلا أنه من المهم جدًا ملاحظة أن مستوى معينًا منها يكون أساسي في التطوير المعياري، على سبيل المثال، يتكيف الأطفال الرضع مع الحالات الأساسية مثل الجوع أو الكرب من الحفاضات المتسخة، علاوة على ذلك، في بداية مرحلة الطفولة ،
توجه في بادئ الأمر الملامح المنخفضة المستوى للملامح الإدراكية ( مثل الإنارة ) الانتباه البصري للوجوه، وتمثل الوجوه فئة من المحفزات التي تشكل الأساس للتنمية الاجتماعية، لأنها تنقل ثروة من المعلومات الاجتماعية والتواصلية، وفي حين أن العملية التي ترتكز على الانتباه إلى الوجوه تتحول خلال مرحلة الطفولة، إلا أن الاهتمام الأولي بالميزات المرئية منخفضة المستوى يبدو تكوينًا للتركيز الاجتماعي اللاحق للوجوه .
وعلاوة على ذلك، لا تقتصر الحساسية الحسية على اضطراب طيف التوحد فقط، فقد يظهر العديد من الأطفال علامات على الاستجابة المفرطة الحسية، ولكنهم لا يعانون من التوحد، إنه بعد عرضي ضمن النمط الظاهري لـ ASD – تماماً كما قد تكون الصعوبات الاجتماعية من الأعراض الثانوية للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو القلق .