34- نقل المسؤولية إلى ابنكم المراهق

0 95

34- نقل المسؤولية إلى ابنكم المراهق

يريد الأولاد ويتوجّب عليهم تحمّل المسؤولية أكثر كلما تعلموا ونموا. في الواقع، هذه مرحلة هامّة في نموّهم وتطوّرهم. قد تشعرون، أنتم الوالدين، أنه من الصعب عليكم نقل المسؤولية، لذا نقدم لكم أفكارا تساعدكم على العثور على التوازن الصحيح.

להעביר את האחריות לילדכם המתבגר | نقل المسؤولية إلى ابنكم المراهق

المراهقون والمسؤولية: ماذا عليكم أن تعرفوا

خلافا لمرحلة الرضاعة والطفولة، التي اتخذتم فيها القرارات عن ابنكم، وحددتم ما الذي يفعله ومتى، تتعزز حاجة ابنكم في سنوات المُراهَقة إلى أن يتحمل المسؤولية ويصبح مستقلا – هذه مرحلة هامة في مرحلة بلوغهم، وفي طريقهم ليصبحوا بالغين مسؤولين ومتعقّلين. لكي يصبح الشبّان مستقلين وذوي قدرة، عليهم أن يتعلموا كيف يتخذون قرارات أفضل وحدهم.

إحدى المهام الأساسية التي يواجهها الوالدون هي مساعدة أولادهم على أن يتحملوا المسؤولية ويتخذوا القرارات. لديكم كوالدين دور هامّ. فعليكم إرشاد ابنكم ودعمه، لكي يصبح مستعدا لتحمل مسؤولية أكثر. يعني هذا أن عليكم أن تخططوا متى وأين تسمحون لابنكم بالبدء باتخاذ القرارات.

بأية سرعة تنقلون المسؤولية إلى ابنكم المراهق؟ تعود الوتيرة التي تنقلون فيها المسؤولية إلى ابنكم إليكم وإلى عدة عوامل أخرى – إلى أي مدى تشعرون بارتياح للقيام بهذه الخطوة، التقاليد الثقافية الخاصة بكم وبعائلتكم، مدى نضوج ابنكم، وغيرها. الوضع المثالي هو أن تنقلوا المسؤولية عندما تشعرون جميعا بارتياح مع الانتقال ومع وتيرة سَير الأمور. قد يشعر كلا الجانبَين بالإنهاك إذا كان الانتقال سريعا وحادا. بالمقابل، قد يؤدّي الانتقال البطيء إلى أن يشعر ابنكم بنفاد الصبر ويرغب في التمرّد. اقرأوا المقال الاستقلالية لدى الشبّان الذي يتضمن نصائح عملية لتشجيع الاستقلالية.

الطريق نحو تحمل المسؤولية: تعزيز الاستقلاليّة

تبدأ استقلالية ابنكم بالنموّ عندما تختارون التوقف عن التحكّم في حياته بشكل فعّال. بدلا من ذلك، امنحوا ابنكم استقلالية ومسؤولية أكبر عن أعماله في مجالات معينة. قد لا تحبون كلّ اختياراته في البداية أو نتائجها، ولكنّ الاستقلالية والمسؤولية تساعدانه على تطوير مهارات حياتية هامة، لذا من المهم مساعدة ابنكم على خوض التجربة بنفسه، حتى إذا ارتكب أخطاء وتحمّل عواقبها.

عندما تحاولون أن تقرروا إذا كنتم تريدون أن تمنحوا ابنكم مسؤولية أكثر ويقرّر عن نفسه، أمامكم ثلاث إمكانيات – نعم، لا، وربما.

نعم

هذه الإمكانية ملائمة للمواضيع التي:

  • تثقون بأن ابنكم أصبح مستعدا ليتحمل مسؤوليتها
  • تتعلق بشؤون شخصية على ابنكم أن يتخذ قرارات حولها بنفسه

عندما تقررون أن تضعوا موضوعا في فئة “نعم”، تلتزمون بقبول قراراته، حتى إذا لم تكن الخيارات الأفضل بالنسبة لكم. إذا اتخذ ابنكم قرارا توافقون عليه، دعوه يعرف أنكم تقدرونه وتوافقون عليه. ولكن إذا لم تحبوا القرار، فكّروا قليلا وحاولوا ألا تتدخلوا. فهذه الفرصة تسمح لابنكم بالتعلم عبر التجربة.

لا

يمكن أن تقولوا لابنكم “لا” حول قرارات ذات صلة بنشاطات قد يكمن فيها خطر. أمثلة على ذلك هي قرارات تتعلق بأعمال يحظر القانون على الشبّان القيام بها، مثل استهلاك الكحول، أو أعمال ذات تأثيرات سلبية على العائلة – مثلا، إذا كان قراره يكلّف الكثير من المال.

بهدف أن تؤدي إمكانية “لا” عملها، هناك حاجة إلى تواصل جيّد وتحديد حدود وسلوكيات واضحة. كما أنّ للطريقة التي تقولون فيها “لا” تأثيرها أيضا. فبدلا من أن تعارضوا وتحظروا كليا، يُفضَّل أن تقولوا مثلا: “لستُ مستعدا للموافقة على ذلك الآن، لأن…”.

ربّما

هذه منطقة وسطى، يمكن أن تُجروا فيها مفاوضات لتحويل “ربما” إلى “لا” أو “نعم” وفق الظروف. تشكل المفاوضات جزءا من مرحلة النموّ. فخلال عملية تحويل “لا” أو “ربما” إلى “نعم”، يحصل ابنكم على فُرَص يعرض فيها عليكم أنه مستعد لتحمل المسؤولية أكثر.

اتخاذ قرار متى تكونون أنتم وابنكم مستعدين لنقل المسؤولية

كل ولد أو شاب يختلف عن غيره. وقد تحتاجون إلى خوض تجربة لمعرفة ما هي المجالات التي أصبح ابنكم مستعدا لتحمل مسؤولية أكبر فيها. استخدِموا اللقاءات العائلية لكي تُتيحوا لابنكم أن يعبّر عن رأيه فيما يتعلق بالقرارات الهامة وتساعدوه على أن يشعر باحترام. تعرفّكم المشاركة في اللقاءات العائلية بمدى نضج ابنكم وبالطريقة التي يواجه فيها الخيارات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تعزّز هذه اللقاءات قدرته على التعبير عن رأيه، وهذه خطوة هامة بحد ذاتها. إليكم بعض الأمور التي عليكم أخذها بالحسبان:

مستوى النضج

هناك تفاوت في مدى نضج الشباب، وقدرتهم على التصرّف بمسؤولية تتفاوت بين حالة وحالة. عندما تحاولون اتخاذ قرار إذا كان ابنكم مستعدا لتحمل المسؤولية، فكروا في قدراته. مثلا، يمكن أن يخرج المراهق الذي يطلب زيارة مدينة معينة مع أصدقائه إذا أعرب عن مسؤوليته عندما خرج مع أصدقائه في الماضي.

التعلم من التجربة

من المهم أن تتاح الفرصة أمام الشبّان لكي يفهموا الأمور بأنفسهم. وفي حال عدم وجود خطر فوري، قد تكون الحياة ذاتها معلّما جيّدا. تسمح هذه النظرة لكم كوالدين بأن تديروا حياتكم وفق رغبتكم وتتمتعوا بالحياة، وبأن يحصل ابنكم على فرصة أن يظهر لكم أنه قادر على تحمل المسؤولية.

الشؤون القانونية

مثلا، عندما يجري الحديث عن استهلاك الكحول، التدخين، التربية، والعمل، يجب أن تُؤخَذ في الحسبان الجوانب القانونية، إضافة إلى صحة ابنكم وخيره.

  • وفق القانون، يُسمح بشُرب الكحول في إسرائيل بدءا من سن 18 عاما. يوصى بألّا يُتاح للأولاد دون سنّ 15 أن يشربوا الكحول إطلاقًا، فيما يوصي خبراء في مجال الصحة بالانتظار حتى سن 18 عاما.
  • وفق قانون التعليم الإلزامي (1949) على كل ولد في إسرائيل أن يتعلم حتى الصف الثاني عشر.
  • يحظر القانون على الأولاد الذين عمرهم أقل من 18 عاما شراء السجائر أو منتجات التبغ.
  • لا يجوز للأولاد الذين عمرهم أقل من 16 سنة وتسعة أشهر قيادة سيّارة، وتُمنَع القيادة تحت تأثير المشروبات الكحولية

يجب أن تبقى كل هذه الأمور ضمن فئة “لا”، بغض النظر عمّا يفعله مراهقون آخرون أو ما يسمح لهم به والدوهم.

مستوى الخطر

لا يفكر الشباب دائما بتأثيرات أفعالهم على الأمد البعيد، ويريدون أحيانا القيام بأعمال تعرّض خيرهم للخطر. يمكن أن تقرروا مثلا أنّ المشاركة في حفلة تمتد كل الليل ضررها أكثر من فائدتها، فيما لا بأس في مشاهدة فيلم في السينما حتى منتصف الليل.

التأثير على الآخرين

إذا لم تكن قرارات ابنكم مقبولة أو ألحقت ضررا بالآخرين، يمكن أن تقرروا الحفاظ على السيطرة. مثلا، إذا اختار ابنكم سماع الموسيقى بصوت عالٍ في غرفته في ساعات الليل المتأخرة، يمكن أن تمنعوه من اتخاذ قرارات تزعج أفراد العائلة الآخرين. تساعد القواعد الأساسية مثل “خفض صوت الموسيقى بعد الساعة التاسعة مساء” ابنكم حين يتّخذ قرارات تؤثر في الآخرين.

الاهتمام بأنفسكم
يجوز للوالدين أن يضعوا حدودا حفاظا على حقوقهم وحاجاتهم. فيمكن أن ترفضوا عندما يطلب منكم طلبا غير منطقيا أو يجعلكم تتحملون عبئا غير مقبول – مثلا، نقل الأولاد في السيارة كل النهار من مكان إلى آخر في حال شعرتم أن هذا العمل عبء عليكم، أو الدفع مقابل معدات كثيرة وباهظة الثمن.

في نهاية الأمر، هدفكم هو منح ابنكم الاستقلالية في مجالات أهم، مثل الخروج من المنزل دون مراقبة أو اتخاذ قرارات حول دراسته أو عمله في المستقبل.

مشاكل مُحتمَلة أثناء نقل المسؤولية

أقلّ من اللازم

إذا لم تنقلوا لابنكم أية مسؤولية، فلا مفر أمامه سوى أن يضطر إلى التعلم من تجربته القليلة بطريقة صعبة.

أكثر من اللازم

عندما يتحمل المراهقون المسؤولية سريعا جدا، قد يتخذون قرارات سيئة ويعانون من تزعزع الثقة بأنفسهم، لأنهم يقومون بخطوات ليسوا مستعدين للقيام بها بعد. إذا كنتم أنتم وابنكم المراهق غير واثقين فيما يتعلق بمجال المسؤولية الجديد، استخدموا مُرشدًا لحلّ المشاكل لمعرفة إذا كنتم مستعدين.

ما الذي يجب القيام به عند خرق القواعد

الطريقة الأفضل للتأكّد من احترام القواعد التي اتفقتم عليها هي الحفاظ على تواصل مع ابنكم. رغم ذلك، يتحدى معظم المراهقين القواعد في مرحلة معينة. وهذه الخطوة هي جزء ممّا يفعله المراهقون كجزء من فحص الحدود. يُستحسَن التفكير واتخاذ قرار حول عواقب خرق القواعد.

ماذا عليكم أن تفعلوا عندما لا تكون نتيجة القرارات جيدة

يشكل اتخاذ القرارات تجربة يتعلّم منها ابنكم. لن تكون كل قراراته جيدة. اعملوا مع ابنكم على حل المشاكل لكي يتعلم كيف يتخذ قرارات أفضل ويتعلم من الأخطاء، وتحدثوا عما يمكن أن يفعله بشكل مختلف في المرة القادمة. يمكن أيضا أن تحدّثوا القواعد أحيانا وتغيّروها وفق الاحتياجات المتغيرة مع تقدم ابنكم في العمر.

كيف نعلِّم المراهق تعلُّم المسؤولية؟

يولد الإنسان مزوداً بالعديد من الاستعدادات والإمكانات بحيث يمكن تعليمه كل ما تريده أسرته والوسط الاجتماعي الموجود به؛ وذلك خلال مراحل حياته المختلفة؛ إذ تتعدد مؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تُعنى بتربية وتعليم الفرد؛ مثل الأسرة والمدرسة والأماكن الدينية والمؤسسات الترفيهية كالأندية ومعاهد تنمية المواهب وغيرها من المؤسسات، التي يؤدي كل منها دوراً محدداً في تنشئة الفرد الذي ينتمي إليها، فهي تختلف في أهميتها وفي شدة التأثير الذي تصنعه؛ وذلك بحسب الوقت الذي يقضيه الفرد فيها ودرجة احتكاكه بها.

لعلَّ المسؤولية الكبرى في تربية الفرد تقع على عاتق الأسرة التي يقضي فيها الفرد معظم وقته وتعمل على تلبية حاجاته كافة، ومن ثم المدرسة المسؤولة عن تحقيق أهداف المجتمع وتعمل على صقل كفاءات الفرد وخبراته، بالإضافة إلى المؤسسات الأخرى التي يؤثر كل منها بطريقتها الخاصة، ويمكن القول إنَّ الشيء المشترك بين تلك المؤسسات المتعددة هو تعليم الفرد تحمُّل المسؤولية.

فلا تحدث هذه العملية فجأة أو مصادفة؛ بل هي عملية منظمة تتم من خلال التعلم الاجتماعي الذي تقوم به مختلف المؤسسات التربوية الشريكة في تربية الفرد، وسوف نتحدث من خلال هذا المقال كيف يمكن تعليم المراهق المسؤولية.

أولاً: ماذا نعني بالمسؤولية؟

إنَّ مرحلة المراهقة من أكثر المراحل التي يمر بها الإنسان صعوبة، فهي بمنزلة فترة ميلاد جديدة للفرد، وتمثل نقطة تحول من الطفولة إلى الرشد وهي مرحلة الاهتمام بالجسد والذات واكتشافها واكتشاف الآخرين والعالم الخارجي، وعموماً المراهقة هي مرحلة انتقالية من الاعتمادية على الوالدين إلى مرحلة الاستقلالية والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية التي تعني بذل المراهق الجهد للتصرف وفق المعايير التي يرضى بها المجتمع وتحمُّل نتائج أفعاله وخياراته؛ أي التزام الفرد بكل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال.

فهي كما عرفها “ديوي” (Dewey) “نزوع الفرد إلى التفكير المسبق في النتائج المحتملة لأيَّة خطوة مقترحة وقبول هذه النتائج عن قصد”، وتقوم المسؤولية على عناصر أساسية هي الفهم، والاهتمام، والمشاركة، وهي إحدى المهارات التي يكتسبها الفرد وتسهم في بناء الدافعية الذاتية لديه، وتُقسم المسؤولية إلى أنواع عدة، وهي:

1. المسؤولية القانونية:

هي الأفعال التي يترتب عليها جزاء قانوني نتيجة مخالفة القانون السائد في المجتمع.

2. المسؤولية الأخلاقية:

هي الأفعال التي يكون فيها الفرد مسؤولاً أمام ضميره، ولا يترتب عليها جزاء قانوني، ولكنَّ الخلل بها يؤدي إلى تدني تقدير المجتمع للفرد، وهي عبارة عن تبني الأفعال والآراء التي تتوافق مع أخلاق المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.

3. المسؤولية المدنية:

إلزام الفرد بضرورة تعويض الضرر الذي يتسبب بحدوثه سواء أكان بقصد أم غير قصد؛ بمعنى ضرورة جبر الضرر فيما إذا تسبب بضرر جسمي أو مالي أو معنوي لشخص آخر.

4. المسؤولية الجنائية:

تقع على فرد ارتكب مخالفة أو جنحة أو جريمة.

5. المسؤولية الاجتماعية:

استجابة الفرد التي تدل على الاهتمام بحاجات المجتمع الذي ينتمي إليه وفهم مشكلاته والمشاركة في وضع الحلول لها وتقديم المساعدة في إنجاز أعماله والإحساس بالالتزام تجاهه من خلال الالتزام بقيمه وتقاليده والسعي إلى تطويره.

شاهد: 6 خطوات أساسية لتربية الأطفال على المسؤولية

ثانياً: متى يتم تعليم المراهق تحمُّل المسؤولية؟ ومن هي الجماعات التربوية المسؤولة عن ذلك؟

بالنسبة إلى كيفية تعليم المراهق تحمُّل المسؤولية ومتى الزمن المناسب لذلك، فما يجب معرفته هو أنَّ هذه العملية لا تتم بين ليلة وضحاها ولا عن طريق المصادفة؛ بل هي عملية منظمة ومخططة تنطوي على جانب تربوي ونفسي وأخلاقي، كما أنَّها تتم بشكل تدريجي لإعداد المراهق لتحمُّل دوره والقيام به على أفضل وجه، والمساهمة في بناء المجتمع وتقدمه ورقيه.

توجد مجموعة من الجماعات التربوية الرئيسة التي تؤدي دوراً هاماً ومحورياً في ذلك وهذه الجماعة هي:

1. الأسرة:

هي اللبنة الأولى التي ينطلق منها الفرد وصاحبة التأثير الأقوى في سلوكه، والأسرة ليست مستقلة؛ بل تشتق ثقافتها من ثقافة المجتمع، وعن طريق عملية التطبيع الاجتماعي يمكن للأسرة أن تنمي المسؤولية لدى ابنها؛ إذ يمكنها تدريب المراهق على استقبال الضيوف والترحيب بهم، والقيام بالزيارات برفقة ابنهم، وتعويد الابن على إبداء رأيه في القصص العائلية، وشراء حاجات المنزل وسوى ذلك.

2. المدرسة:

هي مصنع حياة الفرد والبيئة المؤثرة الثانية بعد الأسرة في الإسهام بتكوين شخصية المراهق وتقدير اتجاهاته وضبط سلوكه تجاه نفسه وتجاه المجتمع؛ إذ تضع المدرسة البرامج الهادفة ليس فقط إلى العلم والمعرفة؛ بل أيضاً إلى تعليم الأفراد الاعتماد على النفس وتحمُّل المسؤولية، ومعرفة حقوقه وكذلك واجباته، وتعزيز الانتماء واحترام المجتمع وقوانينه وتقاليده، ومواجهة سلبيات النفس الإنسانية كالانعزالية والانطواء بعيداً عن الجماعة.

3. أماكن العبادة:

أماكن العبادة هي المكان الذي يشعر فيه المراهق بالسلام والأمان؛ إذ يمده بالسلوك المعياري عن طريق النصح والإرشاد ويحثه على ضرورة التماسك مع الجماعة والإسهام في قوَّتها.

4. وسائل الإعلام:

تُعَدُّ وسائل الإعلام في العصر الحالي من أكثر ما يؤثر في سلوك الفرد واتجاهاته؛ فهي واسعة الانتشار وتملك أدوات التأثير والإيضاح وربما قلب الحقائق أيضاً؛ إذ تعمل على التأثير في الفرد من خلال استثارة عواطفهم وحماستهم لإقناعهم بسلوكات محددة.

ثالثاً: طرائق لتعليم المراهق تحمُّل المسؤولية؟

1. وضع الأهداف:

أول ما ينبغي عليك فعله لمساعدة المراهق على تحمُّل المسؤولية هو مساعدته على وضع أهدافه، وتحديد الأدوات والأساليب والطرائق التي سوف تمكنه من الوصول إليها وتحقيقها، فالمراهق لا يستطيع وحده وضع أهداف؛ وذلك بسبب عدم امتلاكه للخبرات الكافية، بالإضافة إلى سرعة تأثره بما يسمع وما يشاهد، فإذا ما أوكلت له هذه المهمة وحده، فقد يضع أهدافاً مستحيلة أو غير قابلة للتحقيق أو أنَّها تتعارض مع ثقافة العائلة والمجتمع الذي يقطن به.

على سبيل المثال،  نجد عدداً لا يستهان به من المراهقين يريدون أن يدخلوا مجال الفن والتمثيل أو الغناء بعد مشاهدة أحد الأعمال التلفزيونية وتأثرهم بالبطل، لكن قلة منهم من يملك الموهبة لذلك أو عائلاتهم تسمح بالدخول في هذا الطريق؛ لذا من الضروري مساعدتهم على وضع هذه الأهداف حفاظاً على مشاعرهم وتجنباً لخيبات الظن وتبعاتها.

2. إدارة وقته بشكل جيد والتقيد بالمواعيد:

يكون ذلك عبر إنشاء جدول زمني يومي وأسبوعي وشهري بالأعمال التي يجب أن يقوم بها وترتيبها حسب الأولويات ووضع المواعيد لتحقيقها والالتزام بها.

3. الاعتماد على نفسه في أداء واجباته المدرسية:

إنَّ عملية تعويد المراهق على تعليم نفسه من أفضل الأشياء التي يمكن القيام بها، وتكون مهمة الآباء إشرافية وتوجيهية فقط؛ إذ يمكن تخصيص مكان للدراسة خاص به وتشجيعه لوضع برامج للدراسة خاصة به وتحديد فترات الراحة وفقاً لرغباته والوقت الذي يجده مناسباً، فيجب تعليمه أهمية المعرفة والعلم ودورهما في الحصول على الرقي في المجتمع وكسب احترام الآخرين؛ فذلك سيكون محفزاً كبيراً لتشجيعه على الدراسة والتفوق بنية الرغبة في الظهور والتميز الاجتماعي.

4. ضبط النفس والتحكم بالذات وانفعالاتها:

غالباً ما يقوم المراهقون بتقليد سلوك الكبار في المواقف التي تتطلب إظهار انفعال ما؛ لذا يجب على الآباء أن يكونوا قدوة في ذلك ومثالاً يُحتذى به لأبنائهم، فيجب تعويدهم على طريقة الحوار البنَّاء ومناقشة الموضوعات التي تُطرح بهدوء مهما كانت الآراء التي تُطرح أمامهم، وإبداء الرأي بكل احترام وأدب وتقبُّل الآراء المعارضة لهم والاحتكام للعقل في كل كلمة تُقال والبعد عن العواطف المبالغة بها.

كما يمر المراهقون في مواقف وحالات كثيرة تحمل الكثير من الضغط، مثل ضغوطات الامتحانات المدرسية والحاجة إلى الاستقلال المادي وكذلك بدء مشاعر الميل والحب تجاه الجنس الآخر، وما يحمله كل ذلك من انفعالات يمكن أن تظهر عند مواجهة أي عائق؛ لذا يجب دفعه لاتباع الممارسات التي تساعد على ضبط هذه الانفعالات مثل ممارسة التمرينات الرياضية أو تنمية هواية تُعوِّد على الصبر، مثل إحدى الحرف اليدوية أو التعلم على آلة موسيقية أو الرسم وغير ذلك.

5. مساعدته على التعبير عن مشاعره تجاه نفسه وتجاه الآخرين:

يكون ذلك من خلال التواصل المستمر معه لكسب ثقته ليبوح ما بداخله وتجنباً لكبت مشاعره الذي يمكن أن يلحق به الضرر، فاسمح له بالتعبير عن مشاعره تجاه كل فرد سواء داخل دائرة حياته أم خارجها كالمشاهير والفنانين، واطلب رأيه المتعلقة بالأحداث الجارية في المجتمع وماذا يشعر تجاه كل هذه الأمور، وناقش معه تلك الآراء والمشاعر وقوِّمها وفق العقل والمنطق لتترسخ لديه بوصفها ثقافة أصيلة.

6. إشراك المراهق بالنشاطات الخاصة بالمنزل:

مثل شراء حاجات المنزل من المواد الغذائية، وإعداد ميزانية مصروف المنزل برفقته، واستقبال الزوار وتقديم الضيافة لهم والترحيب بهم وسؤاله عن رأيه ببعض القضايا أمامهم، وإشراكه في الإعداد للمناسبات كالحفلات والأعياد، وتوكيله بإعداد خطة لقضاء وقت فراغ العائلة، وتوكيله بمهمة مساعدة الأخوة الصغار في الدراسة إن وُجدوا، وإشراكه كذلك في تقديم الحلول للمشكلات التي تواجهها الأسرة.

7. دفعه لأخذ القرارات الخاصة به بأشياء محددة مثل:

اختيار ملابسه الخاصة، ووضع نظام غذائي خاص به، وتحديد أوقات دراسته، واختيار الهواية التي يريد تنميتها وممارستها.

8. إدارة مصروفه المالي:

السماح له بإدارة نفقاته ومصروفاته وترتيب أولوياته وفق رؤيته الخاصة به.

9. إكسابه مهارات التعامل مع الظروف الطارئة التي يمكن أن تحدث:

فقد يضطر الوالدان إلى مغادرة المنزل وبقاء المراهق وحده فيه، فيجب أن يعتاد على صنع غذائه بنفسه، وتنظيف المنزل والتعامل مع الضيوف وغير ذلك.

10. تدريبه على حل المشكلات التي تواجهه:

يجب على الوالدين عدم الإسراع للتدخل لحل المشكلات التي تواجه المراهق؛ بل يجب ترك الفرصة له لحلها والتدخل عند اللزوم فقط.

11. مساعدته على الانضمام إلى فرق العمل الجماعي:

سواء في المدرسة أم النادي والإسهام بإنجاز أعمال الفريق واكتسابه مهارات التواصل مع الآخرين بنجاح.

12. مساعدة الآخرين:

إشراكه في القيام بالأعمال الخيرية وبيان السبب من ورائها، ومن ثم توكيل بعض المهام منها إليه بشكل خاص.

13. احترام قواعد المجتمع:

التصرف بما يتفق مع تقاليد المجتمع والحفاظ على الممتلكات العامة والمشاركة في النشاطات الرياضية والالتزام بقواعد الآداب العامة.

في الختام:

تُعَدُّ المسؤولية الفردية للمراهق قضية حيوية كونها ترتبط بمهمة تحديد الأفعال والسلوكيات الخاصة به التي تستمر معه إلى فترة الرشد ومن ثم الشيخوخة، فالمسؤولية ركن أساسي من أركان تنشئة الأبناء وتربيتهم وهي تخضع للتدريب والتعليم والاكتساب، ومن ثمَّ هي قابلة للتعديل والإصلاح والنمو.

المراهقون الذين يتمتعون بالشعور بالمسؤولية لديهم القدرة على مواجهة الصعاب وتحمُّل الأعباء ومعرفة الحقوق وأداء الواجبات كما يجب مستقبلاً، ومن هنا يتبين لنا أهمية تعليم المراهق تحمُّل المسؤولية.

© https://raisingchildren.net.au ، تمت ترجمة المعلومات وتحريرها بمصادقة موقع Raising Children Network.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

العربيةChichewaEnglishEsperantoFrançaisEspañolTürkçe