4 طرق التعامل مع فترة المراهقة في علم النفس
4 طرق التعامل مع فترة المراهقة في علم النفس
طرق التعامل مع فترة المراهقة في علم النفس
فترة المراهقة في علم النفس هي الفترة التي قد تمتد من عمر ١١ عام وحتى ٢١ عام، وهي أشبه بقطار ينقلك من عالم الطفولة إلى عالم النضج، ومن عالم الاتكال على الآباء والأمهات إلى عالم تحمل المسؤولية.
فترة المراهقة في علم النفس :
تختلف المراهقة من عائلة تقيد ابناءها عن القيام بالنشاطات التي تحفز على تطوير الذات، إلى عائلة تحرر المراهق وتتيح له القيام بالنشاطات المختلفة، والتعلم من خلال الوقوع بالأخطاء وعدم تكرارها.
هناك مصطلح واحد من الممكن أن يعبر عن كل ما يُكتب عن فترة المراهقة ألا وهو “فترة التغير” فإن المراهقة ماهي إلا مرحلة انتقالية يتغير بها كل شيء، أفكارنا، أجسادنا، وحتى شخصياتنا.
هي الفترة التي نبني فيها أحلامنا، ونُكون فيها شخصياتنا لننطلق نحو عالم مختلف كلياً ولنعيش الكثير من التجارب ونقابل الكثير من الأشخاص، لذا أكتب هذا المقال إلى كل الآباء والأمهات ليعوا بأهمية هذه الفترة ولأقدم لهم بعض النصائح للتعامل مع ابناءهم المراهقين:
مراحل المراهقة:
- مرحلة الأولى هي ما بين عمر ١١ عام إلى ١٤ عاماً والتي يحدث بها تغيرات بيولوجية.
- المرحلة الثانية هي ما بين عمر ١٤ عام وحتى ١٨ عاماً وفيها تكتمل التغيرات البيولوجية.
- المرحلة الثالثة وهي ما بين عمر ١٨ عام وحتى ٢١ عام، حيث يكون فيها الفرد أكثر نضجاً شكلياً وعقلياً، ويكون جاهزاً للانطلاق نحو الحياة وعيش مختلف التجارب بعقلية ناضجة.
الفرق بين المراهقة و البلوغ :
هناك الكثير من الأشخاص الذين يخلطون بين هذان المصطلحان وبعضهم من يظنون أنهما مصطلحان مترادفان ولكن ذلك ليس صحيحاً، إن المراهقة في علم النفس هي تغيرات جسدية وعقلية واجتماعية أما البلوغ فهو تغيرات جسدية فقط وبمعنى أوضح أن البلوغ هو فرع من فروع المراهقة.
مؤشرات الدخول في فترة المراهقة :
يتساءل الكثير من الآباء حول كيفية معرفة أن ابناءهم قد دخلوا في فترة المراهقة، إن بمجرد ملاحظة سلوك أطفالنا البادئ في التغير نستطيع أن نعرف أنهم قد دخلوا في فترة المراهقة ويجب التعامل معهم باهتمام أكبر، وموالاتهم وقتاً أكبر.
كما أن التغير الملحوظ في شكل الجسد هو مؤشر واضح على ذلك وبالطبع ذلك يختلف من كون ابناءنا إناثاً أو ذكوراً، تبلغ الإناث في وقت أبكر من الذكور وقد يكون ذلك ملحوظاً، إن التعامل مع المراهقات الإناث قد يكون حساساً أكثر من المراهقين الذكور.
نصائح للتعامل مع المراهقة في علم النفس :
إن فترة المراهقة في علم النفس هي فترة حساسة جداً وعلى الأهل إدراك ذلك فكما ذكرت لكم أنها فترة بدء تكوين الشخصية وربما قد تلاحظوا أن ابناءكم وخاصة الذكور منهم يحاولون فرض آرائهم وشخصياتهم.
لذلك لابد على الآباء والأمهات أن يتعلموا كيف يتعاملوا مع ابناءهم بشكل يساعد على إنشاء شباب قوي ومفعم بالحيوية لا شباب محطم ومدمر بسبب خطأ في الفهم أو التعامل من قِبَل الأبوين.
١. تجنب ممارسة الضرب معهم:
لقد تعمدت وضع هذه النصيحة في المقدمة وذلك لأهميتها، فالضرب في فترة المراهقة بهدف التعليم أو عدم تكرار الخطأ قد يؤدي إلى نتيجة عكسية لأن المراهق سيحاول العناد لإثبات نفسه وقوته أكثر وأكثر.
٢. تعزيز ثقتهم بأنفسهم:
في فترة المراهقة في علم النفس قد يحدث انخفاض لتقدير الذات لدى بعض المراهقين لذا ينصح بتعزيز ثقتهم مثلاً: مدحهم أمام أصدقائهم أو أمام الأقارب في شيء قد أحسنوا فعله فذلك سيمنحهم ثقة كبيرة بأنفسهم، أو حتى تكليفهم بالقيام ببعض الأمور ثم مكافأتهم على ذلك.
٣. الانصات إليهم:
بعض الآباء والأمهات يفقدون السيطرة على ابناءهم ويقولون انهم لم يعودا يستطيعون فهم تصرفات ابناءهم، إن الحل في ذلك بسيط جداً وهو الاستماع فبقدر استماعكم إليهم ستكونوا قادرين على فهمهم.
٤. اشعارهم بالمسؤولية تجاه أنفسهم:
فمثلاً تشتكي أم من أن ابنها لا يعتمد على نفسه في الاستيقاظ صباحاً للذهاب إلى المدرسة فهنا تستطيع أن تتحدث معه وتخبره بأنه قد كبر ويجب عليه تحمل مسؤولية نفسه والإستيقاظ بنفسه صباحاً.
٥. التعرف على أصدقائهم:
أسأل الله أن يبعد أبنائكم عن أصدقاء السوء، إن المراهقين في هذه الفترة يرغبون بتجربة كل شيء وقد يشجع بعضهم بعضاً للقيام بأمور لربما لا ترضيكم لذلك من المهم التعرف على أصدقائهم عن قرب فوليمة صغيرة في بيتكم تسعد أبناءكم وتكون كفيلة بمعرفتكم لأصدقائهم.
وفي حال ملاحظتكم لتصرف خاطىء أو لم ترتاحوا لأحد أصدقائهم يمكنم الجلوس معهم وكأنهم راشدين والتحدث معهم بكل هدوء وصراحة بدون أن الحكم عليهم لأنهم بذلك سيشعرون أنهم محكومون فيبدأوا بالعناد.
٦. دعوهم يخطئوا:
ليس من العيب أن نخطئ بل نحن نتعلم بالوقوع في الخطأ لذلك إذا رأيتم ابناءكم يخطئون في بعض الأشياء فلا بأس، يمكن أن تدعوهم يخطئون لكي يتعلموا من أخطائهم.
٧. السماح لهم بالخروج:
بعض الآباء والأمهات من زيادة الخوف على أبناءهم لا يسمحون لهم بالخروج أو الالتقاء بأصدقائهم في الخارج، من الممكن أن يؤثر هذا الأمر سلباً عليهم، فكيف سيكونوا شخصياتهم وهم لم يروا العالم الخارجي.
٨. ترك مساحة لهم:
قد يرغب بعض المراهقين بالتواجد لوحده لبرهة من الوقت فلا مشكلة في الوقت المنطقي مع نفسه، فإن قضاء وقت مع أنفسهم قد يسهم في اكتشافهم لذواتهم ومعرفة مواهبهم.
٩. التواصل البصري:
الحرص على التواصل البصري عند التحدث مع المراهقين لأن ذلك يشعرهم بالأمان ويشعرهم بأن كلامهم مهم.
١٠. الاستماع إلى آرائهم:
فعند حدوث مشكلة في العائلة من الجيد المراهقين عن آرائهم لأن ذلك يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويساعدهم في القدرة على اتخاذ القرارات مستقبلاً.
١١. عدم إلقاء الأحكام والتهم عليهم:
إن الكلمات(أنت فاشل-أنت غير قادر-أنت كسول-أنت غبي وغيرها)كلها كلمات محطمة تؤدي إلى تدمير نفسية المراهق.
١٢. قضاء وقت أكثر معهم:
إن للقيام بنشاطات كالتنزه في الطبيعة وتجربة أشياء جديدة أثر كبير في توطيد العلاقة بين أولياء الأمور والأبناء المراهقين، ففي فترة المراهقة يحتاج المراهقين أن يشعروا بأنهم مهمين، وأن العلاقة بينهم وبين أولياء أمورهم هي أقرب للصداقة بحدود.
١٣. لا تربوا ابناءكم كما ربوكم آباءكم:
بعض الآباء الذين تعرضوا للضرب من قِبل آبائهم، يقومون بتنفيذ ذات الأمر على ابناءهم، ظناً منهم أن هذه هي الطريقة المُثلى للتربية، ولكن ذلك خاطئ جداً، نحن نعيش الآن في عصر مختلف عن ما كنا عليه سابقاً، بعض العادات والتقاليد تكاد تكون اختفت أو أنها اختفت تماماً.
نحن الآن في عصر التكنولوجيا وقد يكون أولياء الأمور أكثر خوفاً على أبناءهم من مخاطر التكنولوجيا، والتي قد تسبب أحياناً أزمات نفسية للمراهقين بالأخص، فكما كررت دائماً أن الحل الأمثل ليس بالضرب فقد تطورت أساليب التربية مع تطور العلم.
١٤. عدم المقارنة بينهم وبين أقرانهم:
إن من أسوأ الأمور التي قد تفعلها لتحطم أبناءك هي مقارنته بإخوانه أو بأصدقائه، فالمقارنة لا تولد شيئاً سوى الكره والحسد.
في النهاية:
إن المراهقة ليست بالفترة المعقدة كما يظن البعض وهناك بعض أولياء الأمور من الذين يظنون أن من المستحيل تهدئة ابناءهم وتوجيههم للطريق الصحيح من غير إدخال الضرب والعنف في الأمر، الضرب ليس الحل الأمثل بل الحل هو بالقراءة والفهم، فليس من العيب أن لا نعلم شيئاً بل من العيب أن لا نتعلم.
هل هي مرحلة المراهقة أم سلوك خارج عن السيطرة؟
تقول لنفسك: “كل مراهق يمر بهذا”، لكن في باطن عقلك تتساءل عما إذا كان عدم الاحترام البادر من طفلك وتصرفاته وسلوكياته السيئة أمراً طبيعياً، فعندما تكون والداً، من المزعج والمحزن أن تعتقد أنَّ ابنك يعاني من مشكلة خطيرة، ومن المؤلم التفكير في أنَّه قد يكون مختلفاً عن الأطفال الآخرين؛ ولهذا السبب يقول العديد من الآباء: “إنَّها مجرد مرحلة وستمر، وسوف يكبر ابني المراهق ويتخلص منها”، وهذه وسيلة لبعض الآباء لتجنب الشعور غير السار في باطنهم بأنَّ تصرفات أطفالهم السيئة تمثل مشكلة كبيرة.
يعتقد آباء آخرون أنَّها مجرد مرحلة، فربما طمأنهم الأصدقاء أو الأقارب بهذه الكلمات، وقد تخبرهم وسائل الإعلام وبعض المستشارين أنَّ ما يفعله أطفالهم أمر طبيعي؛ إذ يحصل الآباء اليوم على الكثير من المعلومات الخاطئة، لكن هذه هي طبيعة ثقافتنا يتم ضخ الآباء بالمعلومات، لكن ليست كلها فعالة لأطفالهم.
كيف تفرق بين مراحل المراهقة الطبيعية والسلوك غير المناسب؟
عندما تنظر إلى مرحلة المراهقة على أنَّها طبيعية، افهم أنَّ ثمة سلسلة متواصلة، وضمن هذه السلسلة المتواصلة سترى أنواعاً مختلفة من السلوك اعتماداً على مكان نمو طفلك وبيئة تربيته؛ لذا تخيلوا أنَّ هناك خطاً بين طفل حسن التصرف يقع على أحد طرفيه وطفل خارج عن السيطرة في الطرف الآخر، لقد وُجِد أنَّ معظم الأطفال في مكان ما في الوسط.
نعتقد أنَّ معظم الآباء يعرفون غريزياً الخط الفاصل بين السلوك الطبيعي وغير المناسب، على سبيل المثال، إذا أصبح سلوك طفلك مسيئاً لفظياً أو جسدياً، أو إذا كان يسرق، أو عاد إلى المنزل ثملاً أو تفوح منه رائحة التبغ، أو لم يعد إلى المنزل على الإطلاق، فهذا هو الخط، فقد يكون الآباء في حالة إنكار لبعض الوقت، لكن في مرحلة ما، لن يتمكنوا من إنكار ذلك أبداً، وفيما يأتي بعض الأمثلة لما يُعَدُّ سلوكيات مراهقة طبيعية مقابل سلوكيات مراهقة خارجة عن السيطرة.
سلوكيات المراهقين الطبيعية:
خلال فترة المراهقة العادية، قد تلاحظ أياً مما يأتي في سلوك طفلك:
- متقلب المزاج وسري وكتوم.
- يقضي معظم وقته وحده في غرفته.
- يصاب بالإحباط بسهولة ويخرج من الغرفة في حال بدأ الأهل بالجدال معه.
- سريع الغضب ونفاد الصبر، وخاصةً مع الوالدين.
- لا يرغب في قضاء الوقت مع العائلة.
- غير دقيق في المواعيد ولا يعود إلى المنزل في الوقت المحدد له.
- يقول أشياء مثل: “أصدقائي هم فقط من يفهمونني، أنا أكره البيت وأتمنى أن أتمكن من المغادرة”.
- ساخط وقلق.
على الرغم من أنَّه أمر مزعج في بعض الأحيان، إلا أنَّ هذا كله جزء من الطريقة التي يتميز بها المراهقون والمراهقات عن والديهم، وإنَّه جزء من الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
سلوكيات المراهقين الخارجة عن السيطرة:
لكن بعض السلوكات ليست طبيعية، فإنَّها علامات تحذير، وتتناسب السلوكات الآتية مع هذه الفئات:
- السرقة.
- الإساءة الجسدية للآخرين أو التخريب في المنزل.
- التلفظ بألفاظ مسيئة أو مخيفة أو تهديدية.
- الإساءة إلى الأخ الأصغر.
- العودة إلى المنزل في حالة سكر أو انتشاء.
- البقاء في الخارج طوال الليل.
- القبض عليه من قِبل الشرطة لارتكابه جنحة ما.
يوجد خطأ ما في هذه السلوكيات، فالآباء الذين يقولون لأنفسهم: “إنَّها مجرد مرحلة” أو “هذا ما يفعله المراهقون” يهيئون أنفسهم لإيقاظ متمرد أو ربما مجرم في وقت لاحق، وإذا حدث أي من هذا في منزلك، فتذكر أنَّه كلما تدخلت مبكراً مع طفلك كان ذلك أفضل، وكلما أسرعت في إخبار طفلك بأنَّ ما يفعله غير مقبول ومنحته الأدوات التي يحتاجها للتصرف بشكل مختلف كان ذلك أفضل.
افهم أنَّ الأطفال الذين لا يعرفون كيفية حل المشكلات يسعون إلى السيطرة من خلال التصرف أو الإساءة الجسدية أو اللفظية أو التخريب أو إساءة استخدام المواد، فإنَّهم لا يعرفون كيفية تكوين صداقات أو التواصل لتلبية احتياجاتهم، لذلك يلجؤون إلى طرائق أخرى لتلبية احتياجاتهم، فقد يلجؤون إلى المخدرات والكحول والسلوك غير اللائق.
التعامل مع أخطاء التفكير لدى طفلك:
يسأل بعض آباء الأطفال المتهورين والمتمردين “هل ابني غاضب؟ وهل هو محبط؟”، والإجابة هي “نعم هو كذلك، لكن ربما ليس للأسباب التي يخبرك بها”؛ إذ سيقول الطفل المتمرد: “إذا تركتني وشأني، فسوف أتصرف بشكل أفضل” أو سيخبرك أنَّه خطأ المدرسة: “إنَّهم لا يفهمونني هناك ويستمرون في مضايقتي”.
الحقيقة هي أنَّ مشاعر الغضب والإحباط لدى طفلك تأتي من عدم قدرته على حل المشكلات مثل التعايش مع الآخرين وإدارة الدوافع واتباع التوجيهات، كما يأتي غضبهم وإحباطهم من عدم الرغبة في فعل الشيء الصحيح أو طلب المساعدة.
طفل في هذه الحالة يرتكب ما يسميه علماء النفس أخطاء في التفكير، فمثلما توجد أخطاء إملائية ورياضية، توجد أيضاً أخطاء في التفكير، وعندما يلوم طفلك شخصاً آخر على مشكلة تسبب فيها، فهذا خطأ في التفكير، وإنَّه أيضاً خطأ في التفكير عندما يخبرك أنَّه خطأ شخص آخر في كسر أحدثه هو في النافذة مثلاً.
ترى الأطفال يستخدمون جميع أنواع أخطاء التفكير؛ فسوف يلومونك ويبررون سلوكهم ويكذبون، كما أنَّهم مستعدون لدعم أخطاء تفكيرهم من خلال لكم الحائط أو رمي شيء في يدهم أو مناداتك بأسماء كريهة.
ركز على الأفكار والسلوك وليس المشاعر:
إذا كان طفلك لا يعرف كيفية التعايش مع الناس، فقد يحاول السيطرة عليك من خلال السلوك والتلاعب والخداع، وإذا سألته عما يشعر به، فلن يجيب أو سيصبح أكثر عدوانية؛ هذا لأنَّه لا يعرف كيف يشعر، وغالباً ما تكون مشاعره غير متزنة لدرجة أنَّه لن يعترف بها في المقام الأول، ولهذا السبب من الضروري التركيز على الأفكار والسلوك وليس المشاعر.
إذا تمكنت من السيطرة على أفكارك وسلوكك، فستتحسن مشاعرك عموماً؛ ولهذا السبب يعلمك معظم علماء النفس السلوكي التصرف والتفكير بشكل مختلف لتحسين مزاجك ومشاعرك، وخلافاً للاعتقاد الشائع، لا يطلب منك علماء النفس السلوكي “التواصل مع مشاعرك”، وبدلاً من ذلك يخبرونك بتغيير تفكيرك حتى تتحسن مشاعرك، فالأطفال يفقدون السيطرة للحصول على السيطرة.
لنفترض أنَّك أخبرت طفلك البالغ من العمر 14 عاماً أنَّ الوقت قد حان لإغلاق الهاتف والقيام بالواجب المنزلي، وهو لا يريد ذلك ويبدأ بالهلع والغضب ولكم الجدران، وبعد عدد قليل من هذه الحوادث، تتوقف عن إخباره بما يجب عليه فعله لأنَّك تعتقد أنَّ الأمر لا يستحق القتال، فهذا أمر طبيعي بالنسبة إلى معظم الآباء؛ إذ يمنعون أطفالهم من التصرف بشكل غير لائق من خلال عدم مطالبتهم بأداء واجباتهم المدرسية أو أي شيء يحتاجون إلى القيام به.
هذا هو الخطر، فقد أصبح طفلك الآن أكثر سيطرة عليك؛ إذ يبدو أنَّه فقد السيطرة، لكن على الأمد الطويل اكتسب السيطرة، فلقد دفعك سلوكه الخارج عن السيطرة إلى التوقف عن إخباره بما يجب عليه فعله، وقد جعله يتهرب من أداء واجباته المدرسية، فهو في محل سيطرة الآن.
لكن افهم أنَّه نوع غير صحي من السيطرة، وصدقني إذا كان طفلك يفعل ذلك فسوف يزيد من تسامحك مع السلوك المنحرف، وسوف يجعلك تقبل سلوكه السيئ، وقد يجعلك تراه أمراً طبيعياً، وسوف يدفعك إلى ما وراء حدود ما كنت تعتقد أنَّه خطأ وغير مناسب، وفي نفس الوقت سوف يقلل من توقعاتك للسلوك المناسب، فلن تتوقع الكثير منه، وشيئاً فشيئاً سيشعر طفلك بالراحة في استخدام التمثيل لحل مشكلاته.
يمكن للأطفال اتخاذ الخيارات المناسبة:
إنَّ الفكرة القائلة إنَّ المراهق الخارج عن السيطرة أو الطفل الذي يعاني من مشكلات سلوكية لا يمكنه اتخاذ الخيارات المناسبة هي فكرة خاطئة تماماً، فلقد عمل علماء النفس مع هؤلاء الأطفال لسنوات عديدة، وحتى أكثرهم صعوبة يمكنهم اتخاذ الخيارات المناسبة، وهم يفعلون ذلك كل يوم؛ ولهذا السبب تجدهم يتعاملون مع بعض المعلمين لكن ليس مع الآخرين، أو يتصرفون بتمرد في المنزل لكن ليس في المدرسة، أو مع أحد الوالدين دون الآخر.
يقول عالم النفس “جيمس ليمان” إنَّه يرى آباءً لأطفال يُفترض أنَّهم خرجوا عن السيطرة، ثم كان يزور هؤلاء الأطفال في مركز احتجاز الشباب؛ حيث أرسلهم ضابط المراقبة، ولم يكونوا يشتمون الحراس هناك؛ بل كانوا يقولون “نعم سيدي” و”لا يا سيدي”.
في الختام:
فكرة أنَّ الطفل سينمو من هذا السلوك المدمر هي فكرة غير واقعية، فافهم أنَّ ابنك المراهق إذا كان يتصرف بطريقة غريبة ويستخدم الترويع ليشق طريقه، فقد وضع هذا السلوك في مكانه بوصفه آلية لحل المشكلات.
الشيء المحزن هو أنَّه يستفيد منه ويراه مناسباً لتحقيق متطلباته أو التهرب من واجباته، فيتراجع الناس في حياته ويسمحون له بشق طريقه كما يريد حتى يصل إلى سن الرشد، لكن بعد ذلك تبدأ الكوارث وتظهر المشكلات الحقيقية.
إذا بلغ طفلك سن الرشد ولم يتعلم المهارات الحياتية الهامة للغاية المتمثلة في التسوية والقبول والسلوك المناسب، فسيواجه صعوبة في الحصول على وظيفة أو البقاء في علاقة صحية، والحقيقة القاسية هي أنَّ ترك الطفل يفلت من هذه السلوكيات سيعوقه لبقية حياته.