4-كيف تطور قدراتك العقلية
4-كيف تطور قدراتك العقلية
تقوية العقل وتنشيطه
يستطيع الانسان مهما بلغ مقدار ثقافته أو عمره، أو مهاراته ومؤهلاته العلمية التي حصل عليها زيادة قدراته العقلية، والعمل على تنمية عقله، وزيادة قوته بالتدريب المستمر والعمل الجاد الدؤوب لتنشيط عقله، وبتكريس جزء من وقته وطاقاته في توسيع مداركه وسلوكياته، حتى ينعكس ذلك على مرونة عقله، ليصل إلى أقصى قدَر ممكن من التحفيز لمليارات الخلايا العصبية التي تعمل وتتواصل مع بعضها البعض في الدمغ ،
ففي كل مرة يقوم بها الإنسان بتدريب عقله على مهارة جديدة، أو تعلم معلومة حديثة لم يسبق له معرفتها، يقوم دماغه بتكوين روابط عصبية جديدة، ومعقدة بين الخلايا العصبية الدماغية، عدا عن تلك الروابط المبنية مسبقاً بين الخلايا ، فمع زيادة استخدام العقل تزداد قوته وفعاليته باستمرار، وحتى مع تقدم الإنسان في العمر فإن عقله يحتفظ بقدرته على التطور، واكتساب المهارات، والمعارف، والقدرات.
كيف تطور قدراتك العقلية
أوضحت الدراسات العلمية الحديثة أن الناس يستخدمون ١٠% فقط من قدراتهم العقلية الكامنة، حتى عند بذلهم أقصى درجات التفكير، ولكنَّ السعي إلى تنمية العقل بالتحفيز والتدريب يمكّن الإنسان من محاولة استغلال نسبة أعلى من قواه العقلية بعدة طرق، منها:
- تنمية القدرات العقلية اللفظية: القدرات العقلية اللفظية أو ما يُعرف الذكاء اللفظي ، أو اللغوي، هو قدرة الإنسان على استخدام الكلمات ومرادفاتها، وصياغة الجُمل بمهارة وإبداع، والقدرة على التحدث والكتابة بأسلوبٍ مميز، ويمكن تنمية هذا النوع من القدرات العقلية من خلال القراءة الهادفة المستمرة، وتعلم معاني وأصول الكلمات، والمصطلحات العامة، وحضور الندوات والمحاضرات والتعامل مع المتحدثين اللبقين، وممارسة بعض الألعاب الكلامية، لزيادة حصيلة العقل اللغوية.
- تنمية القدرات العقلية المرئية: الذكاء المرئي أو البصري، وهو قدرة الإنسان على التخيل ، وتكوين الصور والأشكال المتعددة، وتخيل الكيفية التي تكون عليها الأشياء، وآلية عملها، ويتم تنمية القدرة على التخيل من خلال تعلم المعلومات الجديدة باستخدام الصور والأشكال والملصقات، وزيارة متاحف الفن، ومحاولة تعلم الرسم وممارسته، وقراءة الصحف والمجلات الملونة، ومما يجدر ذكره أن غالبية العباقرة في التاريخ عملوا على استخدام وتنمية مخيلتهم لزيادة عبقرتيهم، مثل أينشتاين الذي كان يمارس ألعاباً توسع مخيلته، ويُطالب الناس بمشاركته ألعابه العقلية.
- تنمية القدرات العقلية المنطقية: الذكاء المنطقي أو الرياضي، وهو قدرة الإنسان على التفكير باستخدام الأرقام، ويتمتع ممتلكوه بقدرة عالية على حل الألغاز والألعاب المنطقية، ويمكن تنمية القدرة العقلية المنطقية من خلال الاهتمام بدراسة الرياضيات ، والعلوم، والمحاسبة، وممارسة الألعاب، والألغاز المنطقية.
- تنمية القدرات العقلية العاطفية: الذكاء العاطفي، الذي غالباً ما يسمى المعامل العاطفي، وهو مقدار تحكم الانسان بعواطفه، والوعي بها، وإدارة مشاعره الخاصة ذاتياً، ويمكن زيادة القدرة العقلية العاطفية من خلال محاولة الإنسان فهم عواطفه الشخصية بصورة واضحة، وفهم عواطف الآخرين، وإدارتها قدر الإمكان.
- الاهتمام الصحي، والغذاء، والنوم الجيد: عوامل مهمة لها تأثير كبير على صحة الدماغ ، وتعلم المهارات البدنية، وممارسة التمارين الرياضية ، وتحفيز الجسد لممارسة أي عمل بدني، أو تجربة بدنية جديدة، فقوة العقل تزداد بازدياد قوة الجسد، وكما قيل قديماً: العقل السليم في الجسم السليم.
- التعلم المستمر: حيث إن استمرار الإنسان في التعلم يساعد على الحفاظ على قوة قدراته العقلية المختلفة، وازدياد نشاطه الفكري، وتنشيط العمليات التي تساعد على الحفاظ على خلايا الدماغ والتواصل بينها، بالإضافة إلى تعلم هوايات ومهارات جديدة تنمي النشاط الفكري والذهني.
أهمية العقل
يتعرَّض عقل الإنسان منذ طفولته إلى العديد من المصادر المعرفية التي تجعله يتزوَّد بالمعارف والخبرات بطريقة اختيارية ناتجة عن تعرضه لأنشطة التعلم الذاتية التي يختارها بلعبه وتفاعلاته، أو بطريقة قسريَّة ناتجة عن تعرّضه لأنشطة التعلم المنهجيَّة منذ طفولته حتى بلوغه ورشده، والواقع أن العقل لا يولي اهتماماً للمعلومات المتحصلة في مرحلة الطفولة؛ إذ إنّه يختار طريقته الاعتياديَّة والمستمرَّة في التحليل والتفكير.
القدرات الأساسية للعقل
كان الافتراض العامُّ في الماضي أن كل إنسان يمتلك قدرات عقلية محدودة ومختلفة عن غيره، فيُقال إن بعض الناس يمتلكون قدرات رياضية بينما الآخرون لا يمتلكونها مهما حاولوا، أما المعارف والأبحاث الحالية فتفيد أن لدى العقل قدرات لامتناهية تشمل جميع المواضيع العلمية والأدبية، حيث كشفت دراسات البروفيسور أورنشتاين حول النصفين الأيسر والأيمن للدماغ، أن كل إنسان لديه دماغ رياضي ودماغ خيالي، وأن قدرة عمل كل منهما متساوية،
وأي خلل ينجم في عملهما هو بسبب إهمال الإنسان لهذا الجانب بغير قصد، وليس السبب عجزاً فطرياً في عمل الدماغ، فالجزء الأيسر منه يتحكم بالمنطق والتفكير، حيث يتعامل مع التواريخ، والأرقام، والحروف، والمهارات الحسابية، واللغة، والمعلومات، وتشكيل الأفكار، وتطوير المهارات الموسيقية، أما الجزء الأيمن فيتعامل مع الألوان، والصور، والربط بين الأماكن، كما أن له علاقة بالخيال والحدس و التفكير الإبداعي ، بالإضافة الى قدرته على تمييز النغمات، والألحان وتذكُّرها، ويمكن القول إن العقل لا يستطيع أن يعمل بأقصى طاقة له، إلا عندما يشترك الجانبان معاً في عملية التعلم.
دراسة القدرات العقلية
تُعتبر دراسة القدرات العقلية، وكيفية تطويرها، وتنميتها، من أهم موضوعات علم النفس ، التي تهم المدرسين والعاملين في الحقل التعليمي، فالمجال الرئيسي لهذه الدراسة هو البحث الكمي للفروقات الفردية في القدرات العقلية والذكاء، وتفسير هذه الفروق تفسيراً علمياً سليماً، فيهتم ببيان طبيعة الفروق في القدرات العقلية، وكيفية تأثيرها بعوامل النمو والتدريب، وارتباط هذه القدرات في صورة تنظيم معين، كما يمتد إلى وسائل قياس القدرات العقلية، والشروط الواجب توافرها في هذه الوسائل، وكيفية تطويرها والإفادة منها،
ويتبين لنا من خلال دراسة قدرات العقل الأساسية أن وجود فروق بين الناس في قدراتهم العقلية، لا يعني وجود أو غياب هذه الخصائص عند فرد ما، فليس هناك إنسان كامل الذكاء، أو إنسان مُعدَم الذكاء، وإنما تُقاسُ هذه الفروق بشكل نسبي حسب مقياس مستمر لأي خاصية من خصائص السلوك العقلي، بمعنى أن الناس لا ينقسمون إلى أنماط متمايزة في قدراتهم العقلية المختلفة وإنما يختلفون في درجة وجود هذه القدرات.
ما هي القدرة العقلية
القدرة العقلية
تُعرّف القدرة العقلية على أنّها قدرة الفرد على اتخاذ القرارات الخاصة به، واكتساب المهارات المعرفية، واستقبال المعلومات وحتى الحساب، بالإضافة إلى القدرة على إنجاز عدّة أمور بخلاف الشخص الذي يعاني من مشكلة صحية عقلية، أو صعوبة في التعلم ، ومن الأمور التي تشير إلى قدرة الفرد على امتلاك القدرة العقلية ما يأتي:
- القدرة على فهم المعلومات الخاصة بقرار ما.
- الاحتفاظ بالمعلومات لموعد اتخاذ القرار.
- التفكير ملياً بالمعلومات واتخاذ القرار.
- مشاركة القرار مع الآخرين.
- صفات الرجل الغربي
نصائح لزيادة القدرة العقلية
هناك بعض الخطوات التي تزيد القدرات العقلية، ومنها:
- زيادة القراءة، وخاصةً قبل النوم، لأنّ القراءة تساعد على تحفيز التحليل الإبداعيّ، وتطوير المفردات اللغوية، وتطوير أنماط التفكير، كما يُنصح البحث عن المفاهيم الجديدة، من أجل زيادة معجم المفردات.
- المشاركة في النقاشات والندوات، وخاصةً النقاشات السياسية والاقتصادية، فعند محاولة العقل إثبات وجهة نظر معينة، سيساعده ذلك على النمو، والانفتاح، كما ينصح بمناقشة مواضيع مهمة ومألوفة للتعرف على آراء الآخرين حولها.
- ممارسة الرياضة، مثل ركوب الدراجة أو الركض في الصباح الباكر لمدة 25-30 دقيقة كلّ يوم، لأنّ الرياضة تساعد على تحفيز الدماغ وزيادة التحمّل العقلي، بسبب انتقال الأكسجين والمواد المغذية له.
- ممارسة الألعاب التي تحتاج إلى تفكير، وتحليل، وتحمّل عقليّ، مثل الشطرنج.
- تناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية وخاصة أوميغا3، مثل: اللوز، والتوت، والجوز، بحيث تساعد هذه الأطعمة على تحسين الإدراك، والمساعدة على الفهم، والتفكير، و تنمية المهارات .
قانون القدرات العقلية
أُنشئ قانون القدرات العقلية في عام 2005م، حيث يهدف هذا القانون إلى تقديم المساعدة للأشخاص غير القادرين على اتخاذ القرارات بأنفسهم، خاصةً القرارات الصحيّة والاجتماعية، بالإضافة إلى توفير الحماية لهم مع ضمان اتخاذ أفضل القرارات التي تخدم مصالحهم، كما يهتم هذا القانون في البحث عن الرغبات المكبوتة لديهم ومحاولة تحقيقها، ويُشار إلى دور الممرضات في تقديم الرعاية الصحية لهؤلاء الأشخاص.
تنمية القدرات العقلية
الحصول على قسط كافٍ من النوم
يجب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم بشكل يومي، وذلك بالنّوم لمدة تقارب ثماني ساعات للأشخاص البالغين، ويحتاج الأطفال إلى ساعات نوم أكثر من ذلك، ويعد النوم من الأمور الضرورية للصحّة بما في ذلك صحّة الدماغ وأجزاء الجسم المختلفة، وأثناء النوم ينتج الجسم خلايا، ويتخلص من جميع السموم، ويمكن أن تتسبّب قلة النّوم العميق في فقدان التركيز في العمل، أو الدراسة، بالإضافة إلى فقدان الإبداع، والقدرة على القيام بالوظائف المعرفية، وفقدان القدرة على التذكّر، وحل المشاكل، ويجب الحرص على إيقاف جميع الأجهزة الإلكترونية في غرفة النوم، والتي تضم الأضواء، والهواتف المتنقلة، والحواسيب، والتلفاز؛ للحصول على نوم عميق وجيد خلال الليل.
ممارسة التمارين الرياضية
يعني العقل السليم عادة جسماً سليماً؛ فممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم لها فوائد عديدة؛ فهي تعمل على تقوية الدماغ، من خلال تحفيز تكوين خلايا دماغية أو خلايا عصبية جديدة، كما أنها تقوي الروابط بين الخلايا الدماغية، وتحفّز المنطقة المسؤولة عن الذاكرة، والتعلم في الدماغ، كما أنها تساعد على الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر، كما يُمكن للسمنة، والأمراض الناتجة عن زيادة الوزن، أن تسبّب الضرر للدماغ، ويمكن لقلة التمارين أن يتسبب في زيادة الرّواسب في الشّرايين، والأوعية الدموية، وبالتالي ضعف قدرتها على ضخ الدم بشكل فعال، والتسبب في حدوث النوبات القلبية، بالإضافة إلى التقليل من من كمية الأكسجين والمواد الغذائية المنقولة إلى الدماغ، لذا ينبغي الحرص على ممارسة التمارين بشكل يومي، مثل: المشي السريع، والسباحة، والرقص.
الاستمرار في التعلم
يعتقد الباحثون بأن النشاط الفكري يلعب دوراً عصبياً في مكافحة الخرف؛ حيث تشير بعض الدراسات بأن وجود مستوى منخفض من التعليم، وضعف المهارات اللغوية، يعد عامل خطر للتراجع المعرفي في المستقبل، وأثبتت الأبحاث الحديثة بأنّ التعلّم يعزّز الذاكرة ، ويحافظ على الخلايا الدماغية؛ فالدماغ النشط يعمل على إنتاج وصلات جديدة بين الخلايا العصبية، والتي تسمح للخلايا بالاتصال مع بعضها البعض، مما يساعد المخ في تخزين المعلومات واسترجاعها بسهولة، بغض النظر عن عمر الشخص؛ لذا يجب الحرص على الاستمرار في تعلم الأشياء الجديدة، وتحدي النفس، مثل: تعلم هواية جديدة، أو تعلم العزف على آلة موسيقية، أو تعلم لغة أجنبية.
تناول الأطعمة الصحية
يمكن أن يؤثر النظام الغذائي السيء على صحة الجسم ووظائف الدماغ؛ لذا يجب الحرص على تجنب الأطعمة غير الصحية، مثل: اللحوم الدهنية، والوجبات السريعة، والمشروبات الغازية، وتناول الأطعمة الصحية، والتي تساعد على زيادة القدرة العقلية مثل: الأطعمة الغنية بالحمض الدهني أوميغا 3، مثل: السلمون، والبروكلي، والسبانخ، التي تساعد في تعزيز وظيفة الدماغ، وتعزيز عملية التفكير المعرفي، بالإضافة إلى تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، التي تعطي الطاقة للعقل والجسم طوال اليوم، مثل: الأرز البني، والعدس.
كيف تزيد من قدرات عقلك
الحصول على تغذية سليمة
يمكن تطير القدرات العقلية من خلال الاهتمام بتناول الأغذية المفيدة للدماغ، حيث يوجد العديد من الأغذية التي تزيد بشكل القدرات العقلية مثل: الجينكا بيلوبا المستخلصة من شجرة الجينكا، والخضروات؛ كالقرنبيط، والسبانخ، والطماطم، وبعض أنواع التوت، وزيوت الأوميغا3 التي يمكن الحصول عليها من الأسماك الزيتية، وبعض أنواع الحبوب، والتي تعتبر ذات فعالية كبيرة في تعزيز الذاكرة والدماغ بنفس المستوى الذي يؤثر به تناول البروتين والشاي الأخضر عليهما، حيث يحتوي البروتين على مستويات عالية من الأحماض الأمينية مثل التيروزين الذي يؤدّي إلى إنتاج عصبونات النوربينفرين، والدوبامين، المرتبطان باليقظة العقليّة، ويمكن الحصول على البروتين من خلال تناول اللحوم، أو البيض، أو الفاصولياء، أو البازيلاء.
تدريب الذاكرة
يمكن تعزيز القدرات العقلية من خلال العمل على تدريب الذاكرة، حيث إنّه على الرغم من أنّ الكثير من الناس يتمنون لو أنّهم يمتلكون ذاكرةً أفضل، إلا أنهم لا يفعلون أي شيء لتنمية الذاكرة، ويمكن تدريبها من خلال البدء بحفظ الأرقام المختلفة مثل أرقام الهواتف، والأرقام الهامة الأخرى مثل: رقم جواز السفر، ورقم رخصة القيادة، ورقم جواز السفر، ورقم بطاقة الائتمان، وسيحدث تحسّن واضح في الذاكرة بعد فترة من الزمن.
إرشادات أخرى لزيادة قدرات العقل
يوجد العديد من الممارسات التي يمكنها تعزيز القدرات العقلية، ومنها:
- تعلم أمرٍ جديد، كتعلم لغةٍ أخرى على سبيل المثال، أو تعلّم اللعب على آلة موسيقيّة.
- محاولة حلّ الألغاز مثل لعبة الكلمات المتقاطعة.
- ممارسة الألعاب المتعلّقة بالذاكرة من خلال الإنترنت، أو ألعاب الفيديو.
- القراءة والكتابة، أو التسجيل في أحد الفصول المتعلّقة بتعليم الأشخاص الكبار.
- التوقف عن استخدام الآلة الحاسبة، ونظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية بين الحين والآخر؛ لتنشيط القدرات الحسابية والذاكرة المكانية.
كيف أنمي قدرات عقلي
التعلم المستمر
يُعدّ التعلم المُستمر من أهم الوسائل لمُحاربة المشاكل العقلية، مثل تعلم مهارةٍ جديدةٍ أو لغةٍ جديدةٍ أو العزف على آلةٍ موسيقيةٍ جديدة، كما أنّ تعلم بعض الألعاب العقلية كالشطرنج أو الألعاب الإلكترونية الذهنية يُحسِّن الاستجابة ومهارات حل المشاكل، ويُعزز الانتباه، ويحافظ على صحة العقل.
ممارسة الرياضة
يساعد النشاط البدني المنتظم في الحفاظ على قوة المهارات و القدرات العقلية حتّى مع التقدم في العمر، بما فيها مهارات التفكير النقدي، والتعلم، و اتخاذ القرار، حيث أظهرت الأبحاث أنّ ممارسة مزيجٍ من تمارين الأيروبك الهوائية وتمارين تقوية العضلات 3-5 مرات أسبوعياً ولمدّةٍ لا تقل عن 30 دقيقة، يساعد في تحسين الصحة العقلية.
النوم لوقتٍ كافٍ
يساعد النوم لمدّة 7-8 ساعات يومياً خلال الليل على استعادة الصفاء وتحسين الذاكرة، حيث يقول خبير النوم الدكتور لورانس إبستين وهو مدرس في كلية الطب بجامعة هارفارد: إنّ سوء النوم له تأثير سلبي كبير على التفكير، بغض النظر عن السبب أهو قلة النوم أو اضطرابات النوم، ففي حالة عدم كفاية النوم فإنّ قدرات التركيز والانتباه تقل، ويكون ذلك مقروناً بالغفلة وتأخير الاستجابة للعوامل البيئية المُحيطة، ويقول أيضاً: إنّ عدم النوم لمدّة 48 ساعة يُضعف القدرات المعرفية كتلك التي يُسببها وجود الكحول في الدم بتركيز0.1%.
التغذية الجيدة
يمكن للفرد تحسين صحته العقلية إذا تناول بعض الأطعمة، ومن هذه الأطعمة ما يأتي:
- السمك: يُعدّ السمك مصدراً غنياً بالبروتين وأحماض الأوميجا 3 الدهنية الضرورية لصحة الدماغ، التي تُقلل مخاطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية ومشاكل التدهور المعرفي، كما أنّها تلعب دوراً في تقوية الذاكرة بالتزامن مع التقدم في السن، حيث يُوصى بتناول وجبتين من السمك أسبوعياً.
- المُكسرات والشوكولاتة الداكنة: تُعدّ المُكسرات مصدراً غنياً بفيتامين ه المُضاد للأكسدة، حيث أوضحت بعض الدراسات علاقته بانخفاض حالات التدهور العقلي، كما أنّ الشوكولاتة الداكنة تمتلك خصائص مُضادة للأكسدة، و تحتوي على الكافيين، وهو مُنبه طبيعي يُعزِز التركيز، لذا يُوصى بتناول أوقيةٍ واحدةٍ من المُكسرات أو الشوكولاتة الداكنة يومياً للاستفادة مع وجود الحد الأدنى من السعرات الحرارية، والدهون، والسكر.
المُنشطات الذهنية
هناك عدّة مُنشطاتٍ ذهنيةٍ لها تأثير مفيد على وظائف الدماغ لدى الأصحاء، كتقوية الذاكرة وتعزيز الحوافز والوعي وغيرها من الوظائف المعرفية، كما أنّها تُقلل مشاكل التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- الفوسفاتيدلسيرين: نوع من الليبيدات المُفسفرة الموجودة في الدماغ، وقد أُشير إلى أنّ تناول مُكمل الفوسفاتيدلسيرين مفيد للحفاظ على صحة الدماغ، فقد أظهرت الدراسات أنّ تناول 100ملغ منه ثلاث مراتٍ يومياً يمكن أن يساعد في تقليل مشاكل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، كما تبين أنّ الأصحاء الذين يتناولون هذا المُكمل حتّى 400ملغ يومياً، تحسنت لديهم مهارات التفكير والتذكر، ومع ذلك فإنّ فهم تأثيره على الدماغ يحتاج إلى المزيد من الدراسات.
- الجنكة بيلوبا: هو عبارة عن مُكملٍ عُشبي مُستخرج من شجرة الجنكة، استخدمه الناس شعبياً لتعزيز القوة الدماغية، حيث إنّه يعمل على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وبالتالي تحسين أداء الوظائف العقلية مثل التركيز والتذكر، كما وجدت بعض الدراسات أنّ تناول هذا المُكمل سيُقلل من مشاكل التدهور المعرفي المرتبط بالعمر، ووجدت دراسة أخرى أن تناول هذا المُكمل قد ساعد على تحسين الذاكرة ومهارات التفكير لدى الأصحاء في منتصف العمر، ومع ذلك لم تصل جميع الدراسات إلى هذه النتائج.
ما هي رياضة العقل
رياضة العقل
رياضة العقل (بالإنجليزيّة: Mind sport) هي الرّياضة التي يكون المجهود فيها ذهنيّاً أكثر من كونه جسديّاً، وتختلف درجة حضور المجهود البدني؛ حيثُ يُمكِن أن لا يكون موجوداً أصلاً، كحالة رياضة القراءة السّريعة (بالإنجليزيّة: Speed reading)، وقد يكون حاضراً كحالة رياضة الطّباعة السّريعة (بالإنجليزيّة: Speed texting). إنَّ مُمارسة الرياضيات العقلية تعود بالفائدة بشكلٍ مُباشر على الإنسان؛ لأنّها تزيد من نشاطه الذهني، وبالتالي يزداد أيضاً نشاطه البدني وقدرته على التعامل مع الآخرين وأداء الأعمال بشكل جيّد واحترافيّ.
التمارين الذهنية و العقلية مهمّةٌ جداً لنشاط الإنسان وصحّة بدنه وذهنه؛ حيث تدُلّ الدراسات على أنَّ الذين يُواظبون على الرياضات العقليّة وتدريب أذهانهم يوميّاً يكونون أقلّ تعرُّضاً للإصابة بالخرف ومرض الزهايمر ولا ينفي هذا الاهتمام بالصحّة العامّة والتغذية السليمة؛ حيثُ إنَّ الحياة الصحيّة والتطوُّر العقلي يأتي من نمط حياتيّ مُكتمل وليس من بعض التمرينات المحدودة مهما عَظُمت أهميّتها.
هُنالك فارق بين التمرينات الذهنيّة التي تزيد من التركيز واسترجاع المعلومات وغير ذلك من التدريبات التي يمكن لأي شخص أن يقوم بها بشكل مستمر، وبين الرياضات العقلية؛ فالرياضات العقليّة هي ألعاب ذهنية تهدف للمُتعة وتنشيط الذهن والتركيز، وتزيد عن التمرينات الذهنيّة بأنّها تعتمد مبدأ المكسب والخسارة في اللعب. ومن أمثلة تلك الألعاب الشطرنج، وهو من أهمّ الرياضات العقلية، ويهدف إلى تفوُّق أحد اللاعبين ذهنيّاً على الآخر، بالإضافة إلى العديد من الألعاب الأخرى التي تعتمد على الأرقام مثلاً كلعبة السودوكو (بالإنجليزيّة: Sudoku)، والسكرابل (بالإنجليزيّة: Scrabble)
أمثلة على رياضات العقل
الشطرنج
الشّطرنج (بالإنجليزيّة: Chess) هي لُعبةٌ لوحيّة استراتيجيّة قديمة عالميّة، تُلعَب من قِبَل شخصين فقط، ويمتلك كُلٌّ منهما عدد مُتساوٍ من القِطَع توضع على رُقعة الشّطرنج (بالإنجليزيّة: Chessboard)، وتكون هذه الرقعة مُربّعة الشّكل ومُقسّمة إلى 64 مُربَّعاً مُتساوياً في المساحة، ويكون كُل مُربَّع يختلف في اللون عن المُربَّع التّالي له؛ حيثُ إنَّ عدد الألوان هو 2 فقط، وعادةً ما يُستَخدَم اللونان الأبيض والأسود.
في بداية اللُعبة، يحصُل كُلّ لاعب على 16 قطعة شطرنج مُتطابقة في النّوع ولكنّها تختلف في اللون، وتُوضع هذه القطع في الصفّين الأقربين لكُلّ لاعب، وترتيبهم ثابت؛ فكل لعبة شطرنج ترتّب فيها القطع بالطريقة نفسها. تُقسَّم قِطَع الشّطرنج لكُل لاعب إلى ثمانية جنود (يُسمّى أيضاً بيدق)، وقلعتان، وفيلان، وحصانان، وملك، ووزير (يُسمّى ملكة أحياناً)، ولكُلّ نوع من هذه القِطَع طريقة في الحركة؛ حيث يُحرّك كلّ لاعب قطعة واحدة فقط لديه في كل دور، ويكمن الهَدَف لكل لاعب في قتل مَلِك اللاعِب الآخَر أو مُحاصرته (بالإنجليزيّة: Checkmate)، وبذلك تنتهي اللعبة.
السّودوكو
السّودوكو هي أحجية منطقيّة تُلعَب من قِبَل لاعِب واحِد، وتتكوَّن من 9 مُربّعات (3×3)، في كُلّ مُربَّع أيضاً 9 مُربّعات أُخرى (3×3)، حيثُ تُملأ بعض هذه المُربَّعات بأرقامٍ كافية ليستطيع الشَّخص حلّها، ويجب على اللاعب اتّباع قَوانين مُعيّنة عند ملئِه الأرقام في المُربّعات الأخرى الخالية، وهذه القوانين هي:
- أن يكون الرّقم من 1 إلى 9.
- أن لا يتكرَّر الرّقَم في المُربَّع الرّئيسي للتسع مُربّعات الصّغيرة أكثر من مرّة.
- أن لا يتكرَّر الرَّقَم في الخطّ العمودي الواقِع فيه.
- أن لا يتكرَّر الرَّقَم في الخطّ الأفقي الواقع فيه.
توجَد أنواع أُخرى من السّودوكو؛ حيثُ إنَّ بعضها تختلف في عدد المُربّعات، وأخرى تختلف في نوع القيَم المسموح إدخالها، إضافةً لاختلاف القوانين.
الرّياضات الإلكترونيّة
الرّياضات الإلكترونيّة (بالإنجليزيّة: e-Sports) هي رياضات تُلعَب على الأجهزة الحاسوبية ؛ حيثُ تُعدُّ رياضةً للعقل، وتمتاز بكونها مُتعدّدة اللاعبين، حيثُ يلعب اللاعبون عن طريق الشبكة المحلّيّة (بالإنجليزيّة: Local area network) أو عن طريق الشّبكة العريضة (بالإنجليزيّة: Wide area network) التي تُعدّ شبكة الانترنت (بالإنجليزيّة: Internet) منها، وتُقام بطولات عالميّة ذات جوائِز كبيرة جدّاً قد تصل إلى ملايين الدولارات للفريق الواحِد،
علاقة العقل بصحّة الجسد
لا يوجد أيُّ فصلٍ بين العقل والجسم، أو التفكير والأداء الحركي الذي يعتمد على قُدرة الإنسان على العمل البدني وتحمُّل المجهود الشاق. في العصر الحديث، تطوَّر العمل بسبب التطوُّر التكنولوجي الذي جعل من الآلات تقوم بأغلب الأعمال، وجعل هذا التحوُّل طبيعة الأعمال تتغيَّر بالتالي إلى أعمالٍ ذهنيّة أكثر راحةً بدنية للإنسان، ولكن في المُقابل، فإنَّ تلك الأعمال الذهنيّة بالإضافة إلى التطوُّر السريع والمُذهل في وسائل الأعلام وكمّ المعلومات اليومي الذي يدخُل إلى عقل الإنسان أدى إلى أن يشعر الشّخص بالإرهاق الذهني وعدم انتظام القُدرات العقلية، وهو ما يُعتبر أحد أهمّ عوامل خطورة التكنولوجيا في العصر الحديث، لأنّه رغم كُلّ هذا التطوُّر الذي حدث في البشرية لم يستطع الإنسان أن يجد العلاج للمرض الذي يُصيب العقل ألا وهو مرض الزهايمر.
طرق تقوية القدرات العقليّة
تُشير بعض الدراسات إلى أنَّ انخفاض النشاط الذهني والإدراكي للإنسان يؤدّي إلى تقدُّمه بالعمر بشكلٍ غير طبيعي، إضافةً إلى زيادة احتماليّة إصابته بأمراض عقليّة كمرض الزهايمر. أشارت دراسات أخرى أجريت خلال العشرين عاماً الماضية أنّه من المُمكن أن ينتج عقل الإنسان (في بعض الأجزاء منه) عصبونات وتشابكات عصبية جديدة؛ حيثُ إنّه عندما يتعلّم الإنسان أو يفهم أموراً جديدة فإنَّ الدماغ سوف يتجاوب مع هذه النشاطات ويتكيَّف معها، مما يحمي العقل عند التقدُّم في العمر.
هناك عدد من الأنشطة التي تُساعد على زيادة القدرات العقليّة للإنسان بغض النظر عن عمره، ومن هذه الأنشطة:
- القيام بالأشظة الرياضية ؛ حيثُ إنَّ ذلك يزيد من تدفُّق الدم في جميع أعضاء الجسم ومنها الدّماغ، حيثُ تُشير دراسة أنَّ نسبة انخفاض كثافة الأنسجة في الدماغ تكون أقلّ عند الذين يُمارسون الأنشطة الرياضيّة.
- مُشاهدة البرامج وقراءة الكُتُب العلميّة والمفيدة بشكلٍ مُستمر.
- اتّخاذ هواية تتطلَّب تعلُّم أموراً جديدة.
- حلّ الأحجيات والألغاز المختلفة.
- لعب الألعاب اللوحيّة وتلك التي تتضمَّن البطاقات، ومن أمثال هذه الألعاب هي لعبة الاحتكار (بالإنجليزيّة: Monopoly).
- زيارة المتاحف، وحدائق الحيوانات، والمواقع الأثريّة.
- الدخول في دورات تعليميّة.
- التخلُّص من الضغط، و التوتر ، والاكتئاب.