4-هل تعلم ؟النبي الذي دفن في نهر النيل

343

4-هل تعلم ؟النبي الذي دفن في نهر النيل

إن النبي الذي قد تم دفنه في  نهر  النيل هو نبي الله يوسف عليه السلام وتوفي وعمره 120 عام وحدثت الكثير من الاختلافات بين أهل مصر على مكان دفنه وسبب ذلك يرجع إلى أن الجميع كان راغب في أن يحصل على بركاته، وزاد الخلاف بينهم، وفي النهاية اتفقوا على أن يقوموا بوضع جثمان سيدنا يوسف عليه السلام في صندوق مصنوع من المرمر مطلي بالرصاص، ثم يقومون بدفنه في  نهر النيل في مصر بحيث يمرُّ الماء على الصندوق ثم ينتقل حاملًا بركات سيدنا يوسف إلى جميع من في مصر وما حولها.

قصة سيدنا يوسف عليه السلام

تعتبر قصة سيدنا يوسف عليه السلام هي إحدى القصص التي تم ذكر جميع تفاصيلها وأحداثها في القرآن حيث أنزل الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم سورة كاملة منفصلة تتحدث عن قصة سيدنا يوسف وأبيه سيدنا يعقوب عليهما السلام وإخوته.

سيدنا يوسف عليه السلام هو ابن سيدنا يعقوب عليه السلام، الذي اشتُهر بقدرته على تفسير الأحلام، كما أنه قابل في حياته العديد من الصعاب، حيث كان ليوسف عليه السلام مكانة كبيرة في قلب أبيه يعقوب عليه السلام، وقد لاقى حب كبير منه وقد حسده أخوته على ذلك الحبّ ودبّت في قلوبهم الغيرة منه والحقد عليه والكره له.

وقد جاء سيدنا يوسف عليه السلام إلى أبيه وأخبره بأنه رأى في منامه الشمس والقمر، ورأى أيضاً أحد عشر كوكباً يسجدون له؛ فأمره أبوه ألّا يخبر إخوته بهذه الرؤيا خوفاً عليه منهم، لأن ذلك سوف يزيد من حقدهم عليه وغيرتهم منه حيث قال سبحانه وتعالى “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ”.

وتطوّر حقد أخوة يوسف له بسبب حب أبيهم الكبير له حتّى قرروا أن يتخلّصوا منه حتى يصبح حب أبيهم لهم وحدهم، فاتفقوا على أفضل طريقة للتخلّص من سيدنا يوسف عليه السلام دون أن يعلم أبيهم بشئ ويلومهم على فعلتهم فاقترحوا قتله، فقال أحدهم أن إلقائه في بئر أفضل من قتله، وطلبوا من أبيهم أن يسمح لهم بمرافقة يوسف لهم ليلعب.

فرفض يعقوب عليه السلام اصطحابهم له خوفاً من أن يأكله الذئب لكنهم أقنعوه ثم خرجوا به ولما وصلوا ألقوه في البئر، وعندما عادوا إلى أبيهم في الليل مثلوا عليه الحزن والبكاء على ما حدث ليوسف، ثم أعطوا له قميص يوسف ملطّخ بالدماء وكذبوا عليه وقالو له أن يوسف قد أكله الذئب، ولكن سيدنا يعقوب عليه السلام لم يصدقهم وقال لهم: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).

وعندما ألقوه أخوته في البئر التقطه بعض المارة وباعوه لعزيز مصر، وكبر يوسف عليه السلام ليكون آية من آيات الجمال، حيث أنه كان حسن الخُلق والخِلقة، وقد أُغرمت امراة العزيز بيوسف عليه السلام وأرادت أن تغريه، فامتنع عنها وتعفف عن الفاحشة والسوء فقامت بإلقائه في السجن، حيث ظل فيه فترة طويلة وهو بريء مظلوم من كل تلك الافتراءات والتهم الموجهة إليه.

قصة سيدنا يوسف في السجن

دخل سيدنا يوسف عليه السلام السجن ولكنه كان برئ ومظلوم، والتقى بالكثير من الأشخاص في السجن، وقد عُرف بينهم بأنه عبد صالح وصادق وأمين ودخل حينها فتيان، الأول وهو ساقي الملك، والثاني يكون خباز الملك، وقد رأى كل واحد منهما في المنام حلماً، وقاما كل منهم بقص الحلم على يوسف عليه السلام وطلبا منه تأويل وتفسير ذلك الحلم.

وكان الله سبحانه وتعالى قد علّم يوسف التفسير والتأويل، واستغل سيدنا يوسف هذه الفرصة ليدعوا إلى الله سبحانه وتعالى فذكّرهما بالله تعالى ودعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وترك ما يعبدون من دونه، وذكر لهم دلائل التوحيد ومبطلات الشرك بالله، وقال لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

ثم فسر يوسف عليه السلام حلم كل واحد منهما وكانت رؤيا الفتى الأول أنه يعصر الخمر بيديه ثم يقدمه لسيده، فكان تفسير منامه أنه سوف يخرج من السجن ويعود إلى عمله، أما الفتى الآخر رأى أنه يحمل الخبز وتأكل  الطيور من ذلك الخبز فوق رأسه، فكان تفسيره أنه سوف يصلب عقاباً له ويبقى مصلوباً حتى تأكل رأسه الطيور، ثم طلب يوسف عليه السلام من الفتى الذي سيخرج أن يذكره عند الملك وأن يذكر بأنه بريء من التهمة ليخرج من السجن، ولكن الفتى نسي الأمر وبقي يوسف عليه السلام في سجنه بضعة سنوات.

ثم رأى عزيز مصر في منامه أنّ هناك سبع بقرات ضعاف يأكلن سبع بقرات كبيرات سمان، ثم رأى سبع سنبلات خضر وسبع مثلهنّ لكن يابسات، وحين طلب من الحكماء والكهنة أن يخبروه عن تفسير هذه الرؤيا واعتذروا بأنّهم لا يعلمون تفسير الرؤيا، وسمع الفتى الذي كان مع يوسف عليه السلام في السجن وفسر له منامه ذلك وأخبرهم أنّ يوسف قادرا على تفسيرها، حيث قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ).

حتى أخرجه عزيز مصر من السجن بعد أن فسر له حلمه الذي لم يستطع أحد من الحكماء والكهنة تفسيره وطلب سيدنا يوسف عليه السلام من العزيز بعد أن أخرجه من السجن أن يجعله وزيراً على خزائن الدولة فقال: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)، فقبل الملك وأعطاه مفاتيح الخزينة، وهذا من فضل الله تعالى على يوسف عليه السلام.

وفاة النبي يوسف عليه السلام

عندما أتى الموت سيدنا يوسف عليه السلام جمع إخوته وقومه من بني يعقوب، وأوصى أخاه هوذا على قومه، وتوفي وعمره 120 عاما ودُفن في النيل، وقيل انه أول نبي تمنى الموت، فبعد ما ذاقه من صعاب في حياته، لاقى العديد من عطف الله ورحمة الله تعالى عليه حيث أكرمه الملك والنعيم، فاشتاقت نفسه للقاء خالقها فدعا ربه أن يتوفاه مسلم ويُلحقه بالصالحين، وذكُر دعاءه في القرآن الكريم بقوله تعالى: “رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”.

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو %D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%AF%D9%81%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84.jpeg

استخراج جثمان سيدنا يوسف من النيل

أوحى الله تعالى على سيدنا موسى عليه السلام أن يُخرج سيدنا يوسف عليه السلام من نهر النيل، ويدفنه بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم عليهم السلام، ولم يكن يعرف سيدنا موسى عليه السلام مكان دفن سيدنا يوسف وقيل أن إمرأة عجوز من بني إسرائيل تعرف مكان دفنه، فأخبرته بمكان دفن يوسف عليه السلام مقابل أن يرد لها شبابها ويزيد من عمرها، فدعا لها سيدنا موسى عليه السلام بذلك، ثم استخرجه ونقله إلى البيت المقدس، وقال البعض أنه دُفن في مدينة الخليل، وقال آخرون أنه دُفن في نابلس، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.

هل تعلم ؟ ” من هو النبي الذي قتله إبليس

من هو إبليس

قد خلق الله سبحانه وتعالى الجن والشياطين قبل خلق البشر حيث كان يسكن بعضهم الأرض والبعض الآخر منهم كان يسكن في السماوات وقد خلق الله تعالى إبليس من النار وخلقه الله سبحانه وتعالى بحيث كان حسن الخلقة وكان يعبد ويطيع الله سبحانه وتعالى وقد وهب الله له ملكاً كبيراً حيث كان واحداً من خزان الجنة وكان ملكاً على السماء وكذلك على الأرض.

لكن عندما خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام من صلصال من طين ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة بأن يسجدوا له لكن إبليس عصى الله سبحانه وتعالى ورفض أن يفعل ذلك واستكبر عليه حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المقدس: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ”، وقال: “وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا”.

ولم يستجب إبليس لأمر الله سبحانه وتعالى فلعنه الله تعالى وجعله رجيماً حيث قال سبحانه وتعالى: “إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ”.

وطرد الله سبحانه وتعالى إبليس من الجنة ومن رحمة الله ووعده بالنار في الآخرة هو وكل من اتبعه من ذرية آدم أو من هم من جنسه، وأخذ الله تعالى منه ملكه وما آتاه وطرده من الجنّة ليسكن الأرض ومنعه الدخول إلى الجنة.

من هو النبي الذي قتله إبليس

يتساءل ويبحث الكثير من الأشخاص عن أسئلة عن الأنبياء وعن  أسماء الأنبياء لتنمية الجانب الديني لديهم واتخاذ المواعظ من تلك القصص، ومن المعروف أن الأنبياء عليهم السلام هم صفوة البشر وأفضلهم وقد اصطفاهم الله سبحانه وتعالى فحسّن من أخلاقهم وأعمالهم وأرسل الله الأنبياء لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان بالله وحده واتباع طريق الحق والابتعاد عن ظلمات الضلال.

وعندما طرد الله سبحانه وتعالى إبليس من رحمة الله تعالى ومنعه من الصعود إلى السماء ومن دخول الجنّة أيضاً أقسم إبليس بأن يغوي ذرّيّة آدم كلّها ويدخلهم معه لنار جهنّم حيث قال “قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ”، وتمادى إبليس في عصيانه وكفره حتّى وصل به الحال لقتل الأنبياء عليهم السّلام عن طريق مساعدة الإنس وتحريضهم على قتلهم.

وذُكر في السّنّة النّبويّة أن سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام عندما عرج إلى السماء رأى نبي الله زكريا عليه السلام فسأله كيف مات فقص عليه سيدنا زكريا كيف دل إبليس القتلة الذين أرادوا قتله وكيف ساعدهم إبليس على إيجاده في الشجرة التي اختبأ فيها وقام بشقه بالمنستير وهو داخل الشجرة وهذا يدل على أن النبي الذي قتله إبليس هو نبي الله زكريا عليه السلام.

سيدنا زكريا عليه السلام

كان سيدنا زكريا بن لدن بن مسلم بن صدوق بن حشبان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ناحور بن شلوم بن بهفاشاط بن إينامن بن رحبعام بن سليمان بن داود، من بني إسرائيل، وهو أبو سيدنا يحيى عليه السلام.

وروى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (كان زكريا نجاراًً)، وكان سيدنا زكريا متزوج من امرأة عاقر ولم ينجبا ولكنه دعا الله تعالى حيث قال: “قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بـ دعائك رب شقيا * وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقر فهب لي من لدنك وليا * يرثني و يرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً”، ثم رزقه الله يحيى عليه السلام.

وكان سيدنا زكريا نبي من أنبياء الله المرسلين في دين الإسلام ووالد سيدنا يحيى عليه السلام حيث أرسله الله لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان به والابتعاد عن عبادة الأصنام واتباع طريق الحق، ولكن في المسيحية كان يعتبر رجل صالح وبار وكاهن من الكهنة الصالحين وهو زوج أليصابات ووالد القديس يوحنا المعمدان.

كيف مات زكريا عليه السلام

حيث روى إسحاق بن بشر في كتابه ” المبتدأ ” عن مقتل سيدنا يحيى وسيدنا زكريا عليهم السلام حيث قال : أنبأنا يعقوب الكوفي، عن عمرو بن ميمون عن أبيه عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به رأى زكريا في السماء، فسلم عليه وقال له: يا أبا يحيى، خبرني عن قتلك كيف كان ؟ ولم قتلك بنو إسرائيل ؟ قال: يا محمد، أخبرك أن يحيى كان خير أهل زمانه، وكان أجملهم، وأصبحهم وجها، وكان كما قال الله تعالى: سيداً وحصوراً وكان لا يحتاج إلى النساء ،

فهويته امرأة ملك بني إسرائيل، وكانت بغية، فأرسلت إليه، وعصمه الله، وامتنع يحيى وأبى عليها، وأجمعت على قتل يحيى، ولهم عيد يجتمعون في كل عام، وكانت سنة الملك أن يوعد ولا يخلف ولا يكذب، قال: فخرج الملك إلى العيد فقامت امرأته فشيعته، وكان بها معجبا، ولم تكن تفعله فيما مضى، فلما أن شيعته قال الملك: سليني ، فما سألتني شيئا إلا أعطيتك، قالت : أريد دم يحيى بن زكريا، قال لها: سليني غيره، قالت: هو ذاك، قال : هو لك، قال: فبعثت جلاوزته إلى يحيى، وهو في محرابه يصلي، وأنا إلى جانبه أصلي، قال: فذبح في طست وحمل رأسه ودمه إليها،

قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بلغ من صبرك ؟ قال: ما انفتلت من صلاتي، قال: فلما حمل رأسه إليها ، فوضع بين يديها، فلما أمسوا خسف الله بالملك وأهل بيته وحشمه، فلما أصبحوا قالت بنو إسرائيل: قد غضب إله زكريا لزكريا، فتعالوا حتى نغضب لملكنا، فنقتل زكريا، قال: فخرجوا في طلبي ليقتلوني، وجاءني النذير فهربت منهم، وإبليس أمامهم يدلهم علي، فلما تخوفت أن لا أعجزهم، عرضت لي شجرة فنادتني وقالت: إلي إلي .

انصدعت لي فدخلت فيها، قال: وجاء إبليس حتى أخذ بطرف ردائي، والتأمت الشجرة، وبقي طرف ردائي خارجا من الشجرة، وجاءت بنو إسرائيل فقال إبليس: أما رأيتموه دخل هذه الشجرة ؟ هذا طرف ردائه، دخلها بسحره، فقالوا : نحرق هذه الشجرة، فقال إبليس : شقوه بالمنشار شقا، قال : فشققت مع الشجرة بالمنشار، قال له النبي صلى الله عليه وسلم : هل وجدت له مسا أو وجعا ؟ قال : لا ، إنما وجدت ذلك الشجرة جعل الله روحي فيها .

هل تعلم ؟ ” النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

من هو النبي الذي ما رآه أحد إلا أحبه

كان  الأنبياء وقصصهم دائماً و أسماء الأنبياء والكثير من أسئلة عن الانبياء محط اهتمام الكثير من المسلمين حيث أن النبي الذي ما رآه أحد إلا وأحبه هو نبي الله موسى عليه السلام، فقد جاء في قوله سبحانه وتعالى: “وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي”، وفي تفسير الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل على سيدنا موسى عليه السلام محبة منه، لأن الله سبحانه وتعالى أحبه كثيراً وجعل كل من يرونه يحبونه، حيث أَحبك فرعون وأتخذك ولداً له، وأَحبك أَهله وحاشيته، وفعلت ذلك لكي تربى وتنشأ لديه في رعايته وحفظي.

نبي الله موسى عليه السلام

هو نبيّ الله موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، بعث الله سيدنا موسى عليه السلام لهداية الناس ودعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والإيمان بالله وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، كما أن سيدنا موسى كان من أكثر الأنبياء الذي تم ذكرهم في القرآن الكريم.

حيث ذكرت قصة حياة سيدنا موسى كاملة في عدد كبير من سور القرآن الكريم، ولقب سيدنا موسى عليه السلام بلقب كليم الله وذلك لـ تكليمه لله سبحانه وتعالى وهو على جبل الطور، ولد سيدنا موسى عليه السلام في مصر في عهد الفرعون قابوس وبعث نبياً في عهد الفرعون وليد (الأخ الأصغر للفرعون قابوس) وكان ملك ظالم حيث كان يقدم على قتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل لأنه كان يخاف من تحقق النبؤة التي شاهدها في منامه.

حيث رأى أن هناك نار مقبلة من القدس تحرق أهل مصر ماعدا بني إسرائيل وكان ذلك قبل مولد سيدنا موسى عليه السلام فطلب فرعون من الكهنة حينها تفسير ذلك المنام فقاموا بإخباره أنه قد يخرج رجل من بني إسرائيل وعلى يده ستكون النهاية لحكم فرعون، وقام فرعون بإصدار أمر بقتل وذبح جميع المواليد الذكور الذين يولدون.

وحمى الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى من القتل بأن أوحى لأمه بأن تلقيه في النهر وأكد على ذلك قوله تعالى: “وَ أَوْحَيْنا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ *فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ”.

وبعد أن ألقته في النهر وصل إلى مكان قريب من قصر فرعون فوجدته امرأة فرعون (كانت عاقر) وعندما رأت الطفل ألقى الله محبة الطفل في قلبها و وافق فرعون على ذلك بعد إصرار شديد منها.

وبحثت امرأة فرعون عن مرضعة لسيدنا موسى عليه السلام، وذلك لأنه كان يرفض الرضاعة من أى أحد حتى أوصلهم الله إلى والدته فقامت هي بتولي أمر رضاعته.

وفي يوم من الأيام كان سيدنا موسى عليه السلام يتمشى في طرقات المدينة فوجد رجل يهودي يتقاتل مع رجل آخر من قوم فرعون، فطلب اليهودي منه العون فنصره موسى وتقاتل مع  الرجل الآخر فقتله عن غير عمد، وبعدها ندم موسى على فعلته وأخذ يختبئ من جنود فرعون ثم جاءه الرجل الذي دافع عنه في الأمس حتى يحذره من جنود فرعون وقال له أنهم يبحثون عليه كي يقتلوه.

فهرب موسى من مصر إلى مدين، وحين وصلها مكث فيها لفترة حيث التقى بسيدنا شعيب هناك فقام بتزويجه من ابنته وقام بالعمل لدية لمدة عشر سنوات وبعد انتهاء تلك الفترة التي اتفقوا عليها خرج ليعود إلي أهله في مصر وفي طريق عودته عندما مر على جبل الطور رأى ناراً وطلب من أهله انتظاره لحين تفقده لأمر هذه النار

وحين وصلها ناداه الله تعالى وأوحى إليه بأنه نبي الله وأمره بتخليص اليهود من ظلم فرعون وجنوده، وهنالك طلب موسى من الله بأن ينصره بأخيه هارون كونه أفصح منه لساناً فأجاب الله سبحانه وتعالى طلبه، ولذلك لقب سيدنا موسى بلقب كليم الله.

وذهب سيدنا موسى وسيدنا هارون عليهما السلام إلى فرعون وقام سيدنا موسى بتحدي فرعون ببعض المعجزات التي أعطاها له الله ولكن فرعون رفض واتهم سيدنا موسى وهارون أنهم سحرة يقومون بسحر و تضليل الناس.

وحينها أمر الله عز وجل سيدنا موسى عليه السلام بأن يخرج من مصر مع قومه، ومضى بهم موسى حتى وصل البحر ، فكانت معجزة هناك شق البحر إلى نصفين بعد أن ضربه بعصاه ومر هو وقومه من ذلك الشق حتى يعبروا النهر بينما أغرق الله تعالى فرعون وجنوده في البحر أثناء مرورهم بذلك الشق لكي يجعلهم عبرة للعالمين.

معجزات سيدنا موسى عليه السلام

ولقد خص نبي الله موسى – عليه السلام – بتسع معجزات خاصته دون غيره، جاء في سورة الإسراء: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ ..}.

  • الحجر

حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.

  • شق البحر

قال الله تعالى في سورة الشعراء: {فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}.

  • العصا

قول الله تعالى في سورة الأعراف: {فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ}.

  • السنين ونقص الثمرات

قوله تعالى في سورة الأعراف: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}

  • الطوفان

ذكر الله تعالى في قوله تعالى في سورة الأعراف (آية: 133): {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}.

  • الجراد و القمل

قوله تعالى في سورة الأعراف: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}.

  • الضفادع

يقول الله تعالى في سورة الأعراف: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}.

  • الدم

يقول الله تعالى في سورة الأعراف: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ}.

  • اليد البيضاء

يقول الله تعالى في سورة النمل : {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}.

مواضع ذكر قصة سيدنا موسى في القرآن الكريم

حيث ذُكرت قصة سيدنا موسى في أكثر من عشرين سورة في القرآن الكريم منها من ذكرتها بشكل مفصل مثل سور (البقرة)، (الأعراف)، (طه)، (الشعراء)، (القصص)، وأخرى قد ذكرتها بشكل مختصر، مثل سور (الروم)، (الدخان)، (النازعات) وغيرها، وأيضاً سورة إبراهيم، الإسراء، النمل أيضاً.

بحيث تكرر ذكره 136 مرة كما جاء في قول العلماء بكتبهم وجاء ذكره على 16 مقطعاً في الآيات وعلى عدد كبير من السور القرآن الكريم.