7- مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
7- مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
نبذه عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، هو ما سندرجه في هذا المقال، فقد كان مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نورًا أضاء الجزيرة العربيّة برمتها، وذلك عندما أشرقت شمس يوم مولد الشريف في اليوم الثاني من شهر ربيع الأول في عام الفيل من عام 571م، ولا خلاف بأنّ يوم ولادة النبيّ عليه الصلاة والسّلام كان يوم الأثنين في شعب من شعاب مكّة.
محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وينتهي نسبه الشريف إلى نبيّ الله إسماعيل عليه السلام، وقد ولد في عام الفيل وذلك في يوم الأثنين الثاني من ربيع الأول لعام 571م، وبعث وعاش وترعرع في مكّة المكرّمة، وبُعث وعمره أربعين عامًا، وأمضى حياته في الدفاع عن دين الإسلام ونشر رسالته في جميع أنحاء الجزيرة العربيّة والعالم، وتوفي صلّى الله عليه وسلّم في السنة الحادية عشر هجرية.
نبذه عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم
هناك خلاف بين المؤرخين على موعد ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد ورد في قول ابن القيم رحمه الله : ” لا خلاف أنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بجوفِ مكّة، وأن مولده كان في عامَ الفيل”، واتفق المؤرخون على أنّ ولادته الشريفة كانت يوم الأثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، كما أنّه لا خلاف على أنّ مكان ولادة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في شعب من شعاب مكّة وتحديدًا في دار عمّه أبو طالب، وقد ولد يتيم الأب، وقد أسماه جدّه عبد المطلب محمدا ليكون محمودًا عند أهل الأرض وأهل السماء.
إرهاصات سبقت مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
الإرهاصات هي العلامات والإشارات المتهيئة والتي دلّت على قرب مولده الشريف صلّى الله عليه وسلّم، وقد ورد بعض منها في الإنجيل والتوراة، كما كان اليهود على علم بولادته الشريفة وكان ينتظرون أن يكون نبيّ آخر الزمان منهم، ومن هذه الإرهاصات:
- ارتجاج إيوان كسرى وخمود نار فارس: فإنّه لما كانت ليلة ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرتج إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة، كما خمدت النار نار فارس التي لم تخمد قبل ذلك بوقت طويل.
- نور أضاء ما بين المشرق والمغرب: وذلك كان من مبشرات ولادة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقد رأت السيدة آمنة بنت وهب والدة النبيّ عليه الصلاة والسلام في منامها عندما حملت بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم انّ نور خرج منها ليبلغ الشام.
- حادثة الفيل: ففي العام ذاته الذي ولد فيه النبي الكريم كان أبرهة الحبشي قد قصد مكّة المكرّمة بجيشه ومعه الفيلة، ولكنّ الله تعالى قد حمى بيته من شرّ أبرهة، وردّه عن الكعبة المشرفة التي أراد هدمها.
- ظهور نجم أحمد في السماء: وهو نجم مميّز لامع ليس كغيره من النجوم، وعندما رآه اليهود عرفوا بولادة نبيّ اله صلّى الله عليه وسلّم.
بحث عن حياة الرسول منذ مولده حتى وفاته
سندرج فيما يأتي بحثًا كاملًا عن حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منذ ولادته وحتّى وفاته:
مولد النبيّ ونسبه الشريف
كان النبيّ عليه الصلاة والسلام أشرف الناس نسبًا وأعظم الناس مكانةً وفضلًا، ويعود نسبه الشريف إلى نبيّ اله إسماعيل عليه السلام، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد ولد النبي صلّى الله عليه وسلّم يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وقد ولد رسول الله يتيمًا فقد توفي والده عبد الله قبل ولادته.
حياة النبيّ قبل البعثة النبوية
عندما ولد رسول الله اسماه جدّه عبد المطلب محمّد بعد أسبوع من ولادته، وبعد ذلك اخذته مرضعته حليمة السعدية إلى ديار بني سعد ليعيش هناك أول عامين من حياته، ثم يعود إلى كنف أمّه آمنة، وقد توفيت السيدة آمنة ونبيّ الله في السادسة من عمره، لتنتقل كفالته إلى جدّه عبد المطلب،
ليظلّ في كفالته عامين، فيتوفى جدّه وتنتقل كفالته لعمه أبو طالب، وبدأ رسول الله يعمل في طفولته برعي الغنم، وعندما أصبح شابًّا بدأ بالعمل بالتجارة مع عمّه أبو طالب، وبعدها بدأ بتجارة عند السيدة خديجة بنت خويلد التي علمت بحسن أخلاقه وأمانته فقد كان رسول الله يلقب في مكّة بالصادق الأمين، وتزوّج النبيّ عليه الصلاة والسّلام بالسيدة خديجة وعمره خمسة وعشرون عامًا، ليعيش معها حتّى آتاه الوحي في غار حراء، وكان عمر النبي آنذاك كان أربعون عامًا.
بداية الوحي
جاء الوحي لنبيّ الله وهو يتعبد في غار حراء، وقد وردت حادثة الوحي في حديث روته السيدة عائشة رضي الله عنها: “أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ،
وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ}، حتَّى بَلَغَ – {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}”.
وقد أخذته السيدة خديجة إلى ورقة بن نوفل وعندما سمع ما حدث مع النبيّ عليه الصلاة والسلام وكان شيخًا جليلًا عارفًا فقال: “هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَ
مُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا”.
الدعوة النبوية في مكّة المكرّمة
مرت الدعوة النبوية في مكة بفترتين وهما فترة الدعوة السريّة التي استمرت ثلاث سنوات، وكان النبيّ وأصحابه يجتمعون في هذه المدّة في دار الأرقم بن أبي الأرقم، والفترة الثانية بدأ بعد البعثة بثلاث سنوات عندما أمر الله تعالى نبيه الكريم بأن يجهر بالدعوة في مكة المكرمة، وبدأ الضعفاء في مكة بالدخول في الإسلام، وبدأ جبابرة قريش بتعذيب الضعفاء من المسلمين ومنهم الصحابي الجليل بلال بن رباح، وظلّ المسلمون في ازدياد وفي صبر كبير حتى أذن الله تعالى لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة، لتستمرّ مدة الدعوة في مكّة المكرمة ثلاثة عشر عامًا.
الهجرة النبوية
أذن الله تعالى للنبيّ الكريم وصحابته الكرام بالهجرة النبويّة إلى يثرب التي سُميت بعد ذلك بالمدن المنورة، نظرًا لما تعرّضوا له من التعذيب والأذى، فهاجروا خفية عن أعين قريش التي كانت تترقبهم.
الدعوة النبوية في المدينة المنورة
بعد الهجرة النبويّة إلى المدينة المنورة بدأت دولة الإسلام الأولى بقائدها ونبيها ورئيسها الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وأحست قريش بأنّه أصبح للمسلمين دولة منيعة وبدأت الحروب بين المشركين والمسلمين أولها كانت غزوة بدر الكبرى، وبعدها غزوة بدر وعددًا من الغزوات، وقد جاهد النبي وأصحابه الكرام في سبيل نشر الدعوة الإسلاميّة في كلّ الجزيرة العربيّة كما أرسل الرسائل لعدد من الملوك يدعوهم بدعاية الإسلام، وظلّ كذلك حتّى انتقلّ إلى الرفيق الأعلى.
وفاة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم الاثنين، الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة النبوية، وذلك بعد ايام عانى فيها النبيّ الكريم من المرض الشديد، واختلفت الروايات في تحديد عمره حين وفاته، فقيل: ثلاثة وستون سنةً وهو الأشهر، وقيل خمسة وستون، أو ستون، ودفن صلّى الله عليه وسلّم حفرة حُفرت تحت فراشه الذي توفي فيه.
وهكذا نكون قد أدرجنا نبذه عن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، كما تعرّفنا على الإرهاصات التي سبقت مولد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كما أدرجنا بحثًا مختصرًا من مولد النبيّ إلى وفاته صلّى الله عليه وسلّم.
من المولد حتى البعثة
الرسول قبل البعثة
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مره بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وينتهى نسبه إلى إسماعيل عليه السلام , وأبوه عبد الله بن عبد المطلب أحد الذبيحين المذكورين في الحديث الشريف (أنا ابن الذبيحين) يعنى جده البعيد إسماعيل , حين أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم علية السلام بذبحه , والذبيح الثاني هو والدة عبد الله وذلك أن جده عبد المطلب حينما حفر زمزم واستخرج كنوز جرهم منها , نازعته قريش فيها ولم يكن له من أبناء ينصرونه ويؤازرونه ,
فنذر لله أن رزقه عشرة من الذكور ليتقربن إلى الإلهة بواحد منهم , ورزقه الله عشرة من الذكور فأقرع بينهم فخرجت القرعة على عبد الله فذهب به عبد المطلب ليوفي بندرة فمنعته قريش حتى لا تكون بمثابة سابقة يعتاد العرب بعده , فاحتكموا إلى عرافة فأفتت أن يفتدي عبد المطلب ابنه بعشرة من الإبل ويقارع بينها وبين عبد الله فإن خرجت على عبد الله زاد عشرة من الإبل , ومازال عبد المطلب يفعل ذلك حتى بلغ عدد الإبل مائه فخرجت القرعة على الإبل فذبحها عبد المطلب وافتدى عبد الله والد الرسول صلى الله عليه و سلم
ومما تجدر ملاحظة أن عبد الله لم يكن أصغر أولاد عبد المطلب , خلافا لما عليه المؤرخون, فالمعروف أن العباس عم الرسول صلى الله عليه و سلم كان أكبر منه بعامين ولما كان الفداء فى العام السابق لمولد الرسول صلى الله عليه و سلم يكون للعباسي حينئذ من العمر عام واحد , أما عمه حمزة فكان في مثل عمرة فكيف يكون عبد الله أصغر من هؤلاء وهو أب لمحمد صلى الله عليه و سلم
تزوج عبد الله بأمنة بنت وهب وهى من أشرف بيوت قريش, ولم يمضى على زواجهما إلا فترة بسيطة حتى خرج عبد الله بتجارة إلى الشام , ولكنه لم يعد إلى مكة حيث مرض في طريق عودته فذهبوا به إلى يثرب , فمات عند أخواله من بنى النجار ولم يمض على حمل زوجته أكثر من شهرين , وكأن الله أنجاه من الذبح لأداء مهمة معينة فلما انتهى منها قبضت روحه !! وقيل أن عبد الله توفي بعد مولد ابنة بعام وقيل بثمانية وعشرين شهرا والرأي الأول هو المشهور
وظلت آمنة تعيش في مكة في كفالة عبد المطلب وبما ترك لها زوجها عبد الله من ثروة تقدر بخمسة من الإبل وقطيعا والغنم وجارية وهى أم أيمن
من المولد حتى البعثة
مولده صلى الله عليه و سلم
من أقاصيص تدور حول ما رأت في الحمل وليلة الميلاد , وخلت المصادر التاريخية الصحيحة كأبن هاشم والطبري والمسعودي وأبن الأثير من مثل هذه الأقاصيص , لما ذكر ابن هشام واحدة منها لم يكن مصدقا لها وقال (ويزعمون فيما يتحدث الناس والله أعلم) وتتأرجح روايات المؤرخين في تحديد مولده صلى الله عليه و سلم وهل ولد يوم الثاني أو الثامن أو الثاني عشر وهل كان في شهر صفر أو ربيع الأول وهل ولد ليلا أو نهارا , وصيفا أم ربيعا وهل كان في عام الفيل أم قبله أم بعده
والمشهور أنه ولد في فجر يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل ويرى الباحثون أن عام الفيل غير معروف على وجه التحديد هل كان في عام 522م أو 563م أو570 أو 571م فبحثوا عن تاريخ ثابت محقق يمكن على أساسه تحديد مولد الرسول صلى الله عليه و سلم فوجدوا أن أول تاريخ تحقيقه هو تاريخ الهجرة في سنة 622م وعلى هذا يمكن التوفيق بين رأي المؤرخين و رأي الباحثين بأن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولد يوم الاثنين التاسع ربيع الأول في العام الثالث والخمسين قبل هجرته