78- أنواع الشاي

384

78- أنواع الشاي

أنواع الشاي، رغم أن عائلة الشاي عريقة في ذاكرة الشعوب دون استثناء، لكن هل خطر لنا يومًا أن نتعرف أكثر على تلك العائلة؟ نقدم لكم دليل شامل للمبتدئين.

دليل المبتدئين لأنواع الشاي. الشاي الأبيض، الشاي الأصفر، والشاي الأخضر، ماتشا، فانيلا تشاي لاتيه! بعضٌ من أفراد عائلة الشاي العريقة. إذا كنت مبتدئاً في عالم الشاي، فسوف يكون من المربك لك التنقل بين أسماء الشاي وأنواعه. قد يكون صعباً للوهلة الأولى، ولكن مع ذلك، تعرف معنا على دليلك الشامل لمعرفة الأنواع منه.

لمحة عن عالم الشاي

يأتي الشاي بالمرتبة الثانية بعد الماء، في المشروبات الأكثر استهلاكاً في العالم. ومع تحول العالم السريع إلى قرية صغيرة، وفي ظل سرعة التنقل، التي تتيح وصول أصناف جديدة إلى السوق، فقد أصبحت أنواع الشاي أسرع انتشاراً. حتى لتظن أن سكان الأسكيمو لو زرعوا شاي في قطبهم الثلجي، فأنت ستحتسي شبابهم بعد بضعة أيام، لا محالة!

يبدأ الشاي طريقه إلينا، كنبات ذو أوراق وبراعم، من شجيرة دائمة الخضرة تُدعى كاميليا سينيسيس (Camellia sinensis). وبعد القطاف يجفف، ومن ثم يوزع بحسب أحجام أوراقه إلى أنواع وتصنيفات. لينتهي به بعد التجفيف إلى قطع أوراق صغيرة. فإن أردت احتساء فنجان شاي ساخن، كل ما عليك فعله أن تنقع أوراق الشاي تلك، في ماء ساخن وتقوم بتصفيتها، لتجلس بعدها في ركنك الصغير لتحتسيه على مهل. هذا وتجد اليوم مقاهٍ مخصصة للشاي فقط، تقدم لكَ قوائم شاي غنية الأنواع. تبدأ من الشاي الكلاسيكي، وتنتهي إلى أحدث أنواع الشاي المعاصرة، والتي هي في تزايد مستمر.

إرشادات المبتدئين لأنواع الشاي المختلفة

دليل المبتدئين لأنواع الشاي
أصناف الشاي وتنوعه

يتم تصنيف وتقييم الشاي المأخوذ من نبات الكاميليا الصيني، من خلال أسلوب معالجة أوراق الشاي، وعلى أساسه تحدد الجودة وحتى السعر. وهناك أنواع كثيرة مختلفة للشاي، لكن الرئيسية منها هي (الشاي الأبيض، والأصفر، والأخضر، والأولونغ، والأسود، والشاي الغامق بعد التخمر). وفي مقالنا هذا، دليل المبتدئين لأنواع الشاي، سنحاول تسليط الضوء على أبرز 6 أنواع شائعة منه:

الشاي الأبيض (White Tea)

يعتبر الشاي الأبيض من الأندر بين أنواع الشاي، والأكثر خصوصية لأنه مصنوع من نبات كاميليا سينينسيس البرية. وهو حديث التواجد بين أنواع الشاي فقد ظهر منذ حوالي قرنين فقط. له عدة أسماء الشاي الأبيض الصيني مثلا، وأيضاً يسمى (Fujian White). أما سبب ندرته، فيعود لكونه نبات بري، ولطريقة صناعته ذات الخصوصية، فهو له شروط قطاف كالتالي:

  • براعم الشاي الصغيرة الغير متفتحة، والتي تعرف باسم (الإبر الفضية) الناعمة، أو الشعر الفضي الناعم، وذلك لأن تلك البراعم تتكلل بشعيرات زغبية بيضاء.
  • أو من مزيج من البراعم الصغيرة مع الأوراق الصغيرة الغضة جداً حيث يتم قطاف البراعم والأوراق برفق وعناية وحرص، ويتم الابتعاد بشكل كامل عن الأوراق الكبيرة أو العادية.

ومن ثم يتم تجفيفه طبيعياً بعناية خاصة جداً. فإذا كنت تقوم بتحضير الشاي الأبيض، وتخميره لأول مرة، فسترى مشروباً أصفر باهت اللون تطفو على سطحه تلك الإبر الفضية التي تعطيه تميزاً جميلاً ولطيفاً. أما طعمه فهو ذو طعم خفيف طيب المذاق، ومن الأفضل الاستمتاع به بدون إضافات مثل الحليب أو العسل أو غيرهم. وللشاي الأبيض أنواع نذكر منها:

  • باي هاو يين زين (إبرة فضية)، Bai Hao Yin Zhen (silver needle).
  • باي مودان (الفاوانيا البيضاء)، Bai Mudan (white peony).
  • شاي القرد الأبيض، (Monkey Picked White Tea). حيث يُشاع أن القردة المدربة تقوم بقطافه.
  • شاي دارجيلنغ الأبيض (Darjeeling White Tea).

الشاي الأصفر (Yellow Tea)

شاي أصفر
  • شاي (Junshan Yinzhen)، وهو يصنف الأندر بين أنواع الشاي الأصفر.
  • مينجدينج هوانجيان، (Mengding Huangyan).
  • هووشان هوانغيان، (Huoshan Huangyan).
  • شاي أصفر ليتل ليف، (Yellow Little Leaf Tea).
  • بالإضافة إلى شاي أصفر ذو أوراق كبيرة، (Yellow Large Leaf Tea).

أنواع الشاي الأخضر (Green Tea)

عندما يتحدث الصينيون عن الشاي الأخضر، فإنهم يقصدون الشاي الأخضر عامة. ويعتبر هذا الشاي من أكثر أنواع الشاي شعبية في العالم، وذلك لوفرة فوائده الصحية، ولأنه يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة. بل حتى عملية إنتاجه وصناعته سهلة، حيث أن أوراقه تحصد وتُحمص سريعاً أو يتم طهيها على البخار، ثم تُجفف لمنع الأكسدة الزائدة فيها. هذا عدا أن هذه الطريقة تمنع تحولها للغامق كثيراً، بالإضافة للاحتفاظ بذاك المذاق المنعش الطازج للأوراق. ورغم أن الشاي الأخضر يُزرع في أغلب مناطق العالم، فإن أكثر الأنواع طلباً تأتي من الصين واليابان. أما أنواع الشاي الأخضر الصيني المحمص فهي:

  • سينشا، (Sencha).
  • هوجيتشا، (Hojicha).
  • جين ميتشا، (Genmaicha). وهو مزيج من سينشا (Sencha)، والأرز المحمص والمفرقع.
  • جيوكورو، (Gyokoro).
  • ماتشا، (Matcha). وفيها تُطحن أوراق الشاي إلى مسحوق ناعم، وهي مشروب من التقاليد اليابانية.
  • شاي قهوة الكشميري، (Kashmiri Kahwah tea). ورغم أنه يتم احتساء أغلب الشاي الأخضر دون إضافات إلا أن هذا النوع الشاي الأخضر، سيكون لذيذ ورائع بنكهة التوابل، مثل القرفة، والهيل، والزعفران، واللوز.

أنواع الشاي الصيني الأسود (Oolong Tea)

الشاي الأسود

إن الشاي الصيني الأسود، يأتي في تصنيفه ما بين الشاي الأسود، والشاي الأخضر، في مستوى الأكسدة في أوراقه، وهو ذو طعم خفيف كالشاي الأخضر. عادة تكون أوراق الشاي الصيني الأسود ملتوية بشكل يدوي، أو تكون متجعدة، أو يتم لفها على خيوط رفيعة وطويلة. وسنلقي نظرة على أفضل تصنيفات أولونغ:

  1. شاي العنقاء، دان تشونغ أو دان كونغ، (Phoenix Tea Cong)، أو Dan Chong) Dan).
  2. شاي ريد روب، أو شاي ووي أولونغ، أو دا هونغ باو. (Red Robe Tea) أو (Wuyi Oolong Tea or Da Hong Pao).
  3. شاي هاي ماونتن أولونج، (جاوشان)، (High Mountain Oolong Tea) أو (Gaoshan).
  4. شاي حليب أولونغ أو شاي جين شوان، (Milk Oolong Tea or Jin Xuan Tea)، وهو ذو طعم كريمي محبب.
  5. وأيضاً الشاي الأسود، (Black Tea). إنه الشاي الذي يعنيه أغلب مدمني الشاي في العالم، وهو أيضاً ما يشار به إلى الشاي الأحمر المتعارف عليه. أما إنتاجه فيكون بأكسدته حتى يتحول إلى اللون البني المُعتق، أو الأسود الغامق. ويتدرج المذاق في أنواع الشاي الأسود بحسب لون أوراق الشاي، وأحياناً يُضاف إليه نكهات مختلفة من ضمنها نكهات الفاكهة أو القرفة. عامة يتم شرب الشاي الأسود كما هو، أو بإضافات مثل (الحليب، والقشدة، والعسل، أو غيرها من النكهات ذات التحلية. بالإضافة أنه من الممكن شربة مع التوابل مثل (أعواد القرفة، والزنجبيل، والهيل)، أما السكر فبحسب الرغبة. وهنالك أربعة أنواع شاي أسود شعبية:
  1. أسام، Assam، وهو شاي قادم من الهند، وذو نكهة قوية.
  2. دارجيلنغ، (Darjeeling)، شايٌ ينتج في الهند.
  3. سيلان، (Ceylon)، أما هذا الشاي فهو من سيرلانكا.
  4. كيني، (Kenyan).

خلطات الشاي الأسود، (Black Tea Blends)

على مر التاريخ كان للشاي الأسود حضور قوي في ثقافات الشعوب، حيث أن كل شعب له تقليد شاي أسود يخصه على مائدة إفطاره، أو حتى أمسياته، وأشهرها تلك التقاليد:

  1. شاي إيرل جراي: وهو شاي بريطاني، بنكهة زيت الحمضيات من قشرة برتقال البرغموت.
  2. مزيج شاي الإفطار الإنجليزي: عادة يتم تقديمه مع وجبة إفطار إنكليزية تقليدية، وهو عبارة عن مزيج من آسام وسيلان وكيني.
  3. شاي ما بعد الظهيرة الإنجليزي: وهو خفيف يُشرب مع السندويشات الخفيفة ما بعد الإفطار.
  4. مزيج الإفطار الإيرلندي: خليط بين الشاي الأسود القوي، ونسبة أكبر من آسام، وهو ذو طعم حاد قد لا يحبه الكثيرون بعكس الإيرلنديون.
  5. مزيج ماسالا تشاي: خليط من الشاي الأسود، مع التوابل، بالإضافة إلى الحليب، والمحليات مثل (السكر أو العسل)، وهو شاي هندي معدل.

أنواع الشاي الداكن أو المتخمر

الشاي الداكن أو المتخمر (Post-fermented Tea Or Dark Tea) وسنتحدث عن كلاهما:

  • الشاي الداكن، هيي تشا (Hei Cha)، وهو شاب ذو تاريخ قديم، موطنه الأول الصين. أما عملية صنعه فتكون عبارة عن الشاي القديم المُخزن بعناية كبيرة وشديدة، وخلال فترة زمنية طويلة من تخزينه الطويل، تتفاعل البكتيريا مع أوراق الشاي المخُزن، لتتغير نكهة ورائحة ومظهر أوراق الشاي، لقد نشأ الشاي الداكن، في مقاطعة هونان الصينية.
  • أما الشاي المتخمر، المعروف بعد التخمير، هو شاي البوير (Pu-erh) أو شاي (puer). حيث أنه بعد تخمره بشكل كبير، يصبح داكن اللون لدرجة السواد. وعامة يتم صنعه فقط في مقاطعة يونان الصينية.

إن الشاي الداكن، وشاي البوير من البروبيوتيك، إنما شاي البوير يمتلك رائحة ترابية أكثر حدة من الشاي الداكن. في حين أنه من الممكن تناول الشاي الداكن الفاخر بدون إضافات، فإنه من الممكن أيضاً أن يشرب بالزبادي أو مع حليب الماعز أو التوابل أو المكسرات. إنما طريقة الاحتفاظ بهِ غريبة نوعاً ما، فهو قد يتم حفظه في أشكال مختلفة، مثل (الطوب، والأقراص، والمكعبات، والبامبو، وفي بعض الأحيان يكون على أشكال الزينة مثل (البوميلو أو البرتقال).

شاي الأعشاب هيربل أو تيسان

هيربل أو تيسان

شاي الأعشاب هيربل أو تيسان (Herbal Tea or Tisane). من الناحية الفنية، في تصنيف عالم الشاي، إن المشروب الذي لا يحتوي على أوراق من كاميليا سينيسيس (Camellia sinensis)، لا يعتبر ضمن تصنيف الشاي. إنما ومع ذلك، ومن خلال التسويق العبقري، تم إدراج الكثير من المشروبات الساخنة على أنها شاي عشبي! فشاي الأعشاب هيربل، لا يحتوي على أوراق كاميليا سينيسيس، وهو عبارة عن خليط كميات من (الأعشاب، والتوابل، والزهور، والفواكه، والأوراق، واللحاء أو جذور النبات). لذلك وحينما يتم تقديم شاي الميرمية العشبية المذاق، فقط تذكر أنها نوع من المشروب، يتم تحضيرها عن طريق نقع الأوراق المخمرة، لشجيرة موجودة في جنوب إفريقيا ولا تحتوي على أوراق الشاي.

استطاع الشاي إثبات وجوده على مر التاريخ، حتى تميز وأصبح المشروب الشعبي الأول في العالم، ربما لخصوصية طعمه، ربما لأنه استطاع أن يكون صديق الإفطار والمأكولات السريعة، أو هدوء بعد يوم عمل شاقٍ مضنٍ، أو ربما هو لجلسات المساء والدفء في الشتاء. أياً كانت أسباب تميزه، لكن ودونما شك، ما من أحد منا لم يجلس ذات يوم وبيده فنجان شاي شارداً في السماء.