4-ترتيب سور القرآن الكريم

567

4-ترتيب سور القرآن الكريم

القرآن الكريم

اختلف أهل العلم في تعريف القرآن الكريم لغةً، حيث قال بعضهم إنّ أصل التسمية مشتقٌ من قرأ يقرأ، بمعنى تلا، والقرآن بمعنى مقروء أي متلو، وقال بعضهم الآخر إنّ أصل تسمية القرآن من قرأ بمعنى جمع، فيكون من إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل، أي قارئ بمعنى جامع، وسبب التسمية أنّ القرآن الكريم جامع للأحكام العادلة والأخبار النافعة،

ويُعرّف القرأن الكريم  اصطلاحاً: بأنّه كلام الله -تعالى- المنزّل على النبي محمد عليه الصلاة والسلام، عن طريق الوحي بواسطة جبريل عليه السلام، ويعدّ المصدر الرئيسي للتشريع الإسلامي، والمحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، والمُقسّم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربعة عشر سورة.

ترتيب سور القرآن الكريم

تُعرّف السورة اصطلاحاً بأنّها مجموعة من آيات القرآن الكريم، محددٌ أولها وآخرها بالتوقيف، ومن مجموع السور يتألف القرآن الكريم، أمّا لغةً فقد اختلف أهل العلم في أصل كلمة سورة، فذهب بعضهم أنّ التسمية مشتقة من سور البلد لإحاطته ببيوته ومنازله، وكذلك السورة تحيط وتجمع آياتها، بينما قال بعضهم الآخر إنّ التسمية مشتقة من أسار الإناء وهو البقية، وسمّيت السورة بذلك لأنّها جزء من القرآن الكريم، وقطعة منه، وقيل إنّ سبب التسمية هو كمالها وتمامها،

حيث إنّ العرب يسمّون النّاقة التامة سورة، وقال  ابن كثير  رحمه الله: “واختلفوا في معنى السورة مِمَّ هي مشتقة؟ فقيل: من الإبانة والارتفاع، قال النابغة: ألم تر أنَّ الله أعطاك سورةً … ترى كُلَّ ملكٍ دُونها يتذبذَبُ”، ومن الجدير بالذكر أنّ أهل العلم قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن الكريم، ويمكن بيان قول كل فريق منهم فيما يأتي:

  • الفريق الأول: يرى أصحابه أنّ ترتيب سور القرآن الكريم أن المصحف كما هو عليه الحال الآن توقيفي، إذ إنّ وضع كل سورة في مكانها كان بأمر من النبي -عليه الصلاة والسلام- عن جبريل -عليه السلام- عن الله عزّ وجلّ، كما هو الحال في ترتيب الآيات، وقد بيّن أبو بكر الأنباري -رحمه الله- أن تقديم سورة أو تأخيرها يُفسد نظم القرآن الكريم، إذ إنّ اتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن  رسول الله  صلى الله عليه وسلم.

وقال الكرماني في البرهان: “ترتيب السور هكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب”، وقال أبو جعفر النحاس رحمه الله: “إن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم”، ووضّح الطيبي -رحمه الله- أنّ نزول القرآن الكريم ابتداءً كان جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثمّ نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفرّقاً حسب المصالح، ثمّ أُثبت في المصاحف على النظم والتأليف المثبت في اللوح المحفوظ، وأكّد ابن الحصار -رحمه الله- أنّ وضع الآيات وترتيب السور كان بالوحي .واستدل هذا الفريق على رأيه بإجماع الصحابة -رضي الله عنهم- على ترتيب السور في المصحف العثماني،

ولو لم يكن ترتيب السور توقيفياً لتمسك أصحاب المصاحف المخالفة في الترتيب بمصاحفهم، بالإضافة إلى ما رُوي عن أوس بن أبي أوس الثقفي -رضي الله عنه- أنّه قال: “كنت في الوفد الذين أسلموا من ثقيف، فسألنا الصحابة -رضي الله عنهم- قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور،

وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من “ق” حتى نختم”، وقد علّق ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- على الحديث السابق مؤكّداً أنّه يدل على أنّ ترتيب السور كما هو في المصحف الآن كان في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا جمعنا السور كما في الحديث يكون الناتج ثمانية وأربعين، وبالرجوع إلى المصحف نجد سورة (ق) بعد ثمانية وأربعين سورة .

  • الفريق الثاني: ويرى أصحابه أنّ ترتيب السور في المصحف كان باجتهادٍ من الصحابة رضي الله عنهم، وهذا هو قول الجمهور، واستدلوا على قولهم باختلاف ترتيب مصاحف الصحابة -رضي الله عنهم- قبل جمع  عثمان رضي الله عنه ، ولو كان الترتيب توقيفياً لما اختلفوا فيه، فقد رتّب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- المصحف بحسب النزول، فبدأ بالعلق، ثمّ المدثر، ثمّ نون، ثمّ المزمل، ثمّ المسد، ثمّ التكوير، وهكذا إلى آخر  السور المكية ،
  • ثم  المدنية ، أمّا ابن مسعود -رضي الله عنه- فرتّب السور مبتدئاً بالبقرة، ثمّ النساء، ثمّ آل عمران، ثمّ الأعراف، ثمّ الأنعام،…إلخ، أمّا أُبيّ -رضي الله عنه- فرتّب المصحف مبتدئاً بالفاتحة، ثم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، ثم الأعراف ،…إلخ.
  • الفريق الثالث: يرى أصحابه أنّ ترتيب بعض السور كان توقيفياً، وبعضها الآخر كان باجتهاد الصحابة رضي الله تعالى عليهم ، وقد بيّن ابن عطية -رحمه الله- أنّ الكثير من السور قد عُلم ترتيبها في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، كالسبع الطوال، والحواميم، والمفصل، وما بقي من السور يُحتمل أن يكون قد فوّض الأمة  بترتيبه من بعده، وقال أبو جعفر بن الزبير: “الآثار تشهد بأكثر مما نص عليه ابن عطية ويبقى منها قليل يمكن أن يجري فيه الخلاف”.

خصائص القرآن الكريم

القرآن الكريم كلام  الله -تعالى- ومنهاج للحياة، وسبب للهداية، والنصر، والرفعة، والتمكين، وفيما يأتي بيان خصائص هذا الكتاب العظيم:

  • تعهد الله -تعالى- بحفظه: فقد تولى الله -تعالى- بحفظ القرآن الكريم من التحريف، والزيادة، والنقصان، والضياع، حيث قال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)  ولذلك فقد هيّأ الله -عزّ وجلّ- الأسباب لحفظ كتابه، حيث أنزله على أمة معتادة على الحفظ، فقد كان العرب يحفظون القصائد الطويلة بمجرد سماعها لأول مرة، وجعله سهلاً ميسراً للحفظ، وهيّأ العلماء لتعليمه وتحفيظه للأجيال المتتابعة.
  • أطول سور القرأن الكريم
  • آخر الكتب السماوية: فقد أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم ليكون خاتم  الرسالات ، والمهيمن على  الكتب السماوية كلها، مصداقاً لقوله تعالى: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه).
  • الإعجاز: فقد تحدى الله -تعالى- الإنس  و الجن  بالقرآن الكريم، حيث قال: (قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلى أَن يَأتوا بِمِثلِ هـذَا القُرآنِ لا يَأتونَ بِمِثلِهِ وَلَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهيرًا).

كيف رتبت سور القران

القرآن الكريم

كتاب الله تعالى هو الكتاب الجامع المانع لأيّة قيمة أو مَثل أو خطة، يهتدي به الضال والتائه والحيران فيصبح بإذن الله تعالى قادراً على أن يتعاطى مع كافة المسائل بنفس مطمئنّة لأنّه يعلم حقيقة الله رب العالمين ومدى رحمته بنا، فنحن مخلوقات ضعيفة نحتاج دوماً لهذه العناية الإلهيّة الربانيّة التي تساعدنا وبشكل كبير، والتي تكون رديفاً لنا في حياتنا.


كتاب الله تعالى لم ينزل بشكلٍ متّصل وعلى الدوام على قلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ بل نزل على شكل أجزاء على امتداد فترة وصلت إلى 23 عاماً قضاها رسولنا الأعظم جنباً إلى جنب مع أصحابه الكرام في الدعوة إلى الله تعالى. فالتّنزيل الحكيم لم يكن إلّا من عند الله عز وجل سواء بكلماته أم حركاته أم ترتيب آياته أم ترتيب سوره أم أيّ شيءٍ آخر يقع في داخل صفات هذا الكتاب الكريم.

ترتيب سور القرآن الكريم

كان القرآن الكريم ينزل على قلب الرسول، والرسول يبلّغه للصحابة ويدلّهم على الموضع وفي أيّ سورة، وبالتالي يعرّفهم على ترتيب السور القرآنية؛ إذ إنّ ترتيب هذه السور هو أيضاً من عند الله تعالى، ولكن كانت كلّ هذه الأمور متفرقة، إلى أن جاء الخليفة الراشدي الأول أبو بكر الصدّيق والذي أمر بجمع المصحف الشريف،

حيث أوكل إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت – رضي الله عنه – بهذه المهمّة العظيمة، والّتي أدّاها أحسن أداء؛ حيث إنّه لملم كافّة الآيات الكريمة التي تكوّن في مجموعها القرآن الكريم، وبناء على تعليمات الرسول الّتي تلقّاها عن ربّه – عز وجل – والّتي استهدى بها إلى طريقة ترتيب الآيات والسور القرآنية استطاع أن يجمع المصحف الشريف كاملاً.


وفي عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان – رضي الله عنه – كان القرآن مجموعاً منذ زمن أبو بكر الصدّيق، وكان المصحف المجموع قد وضع عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -، وبسبب دخول غير الناطقين باللغة العربية إلى الإسلام خاف الخليفة أن يحدث اختلاطٌ في طريقة نطق الآيات الكريمة، أو أن يكون هناك أيّ تبديل فيها مما سيؤدّي إلى حدوث اختلالات في المعنى المراد من الآيات القرآنية،

فكلّف الخليفة عثمان عدداً من كبار صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كي يقوموا بمهمّة جمع القرآن الكريم لفظاً على لهجة قريش الأصليّة وبالتالي يتمّ توحيد اللفظ القرآني حسبما كان ينطقه الرسول – صلى الله عليه وسلم –، وبذلك يتمّ حفظ اللهجة التي نطق القرآن الكريم بها من التغيير والتبديل.

ترتيب السور حسب النزول

ترتيب السور حسب النزول

القرآن الكريم؛ هو كلام الله المنزل على نبيه محمد، أنزل في العام العاشر قبل الهجرة في شهر رمضان، واستغرق نزوله 23 عاماً؛ لأنه كان ينزل في ظروف خاصّة، ويبلغ عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثين جزءاً، وعدد سوره 114 سورة: سور مكية نزلت في مكة المكرمة، وسور مدنيّة نزلت في المدينة المنورة.

ترتيب السور حسب النزول

اختلف علماء المسلمين حول ترتيب سور القرآن الكريم، وذهبوا إلى تحديد ثلاثة مذاهب في ترتيب السور:

  • الترتيب الاجتهادي: هو أنه تمّ ترتيب السور بناءً على اجتهاد الصحابة والتابعين، من دون تدخّل رسول الله أو وجود أمر من الله، وقد تمّ ترتيب السور بناءً على تاريخ النزول أو حسب السور المدنية والمكية.
  • الترتيب التوقيفي: هو أنه تم الترتيب الثابت والقائم على وحي من الله عز وجل، والذي أوحي إلى الرسول من جبريل عليه السلام، ثمّ نقله الرسول إلى الصحابة والتابعين، وهو الترتيب الأكثر صحّةً.
  • الترتيب بالتفصيل: قالت به مجموعة من العلماء الذين وقفوا موقفاً وسطاً فيما يتعلّق بترتيب السور، فأشاروا إلى أنّ بعض السور تم ترتيبها بشكل توقيفي، والبعض الآخر بشكل اجتهادي.

ترتيب السور حسب النزول

اسم السورةترتيب السورةمكان النزولترتيب النزول
الفاتحة1مكيّة5
البقرة2مدنيّة87
آل عمران3مدنيّة89
النساء4مدنيّة92
المائدة5مدنيّة112
الأنعام6مكيّة55
الأعراف7مكيّة39
الأنفال8مدنيّة88
التوبة9مدنيّة113
يونس10مكيّة51
هود11مكيّة52
يوسف12مكيّة53
الرعد13مدنيّة96
إبراهيم14مدنيّة72
الحجر15مكيّة54
النحل16مكيّة70
الإسراء17مكيّة50
الكهف18مكيّة69
مريم19مكيّة44
طه20مكيّة45
الأنبياء21مكيّة73
الحج22مكيّة103
المؤمنون23مكيّة74
النور24مدنيّة102
الفرقان25مكيّة42
الشعراء26مكيّة47
النمل27مكيّة48
القصص28مكيّة49
العنكبوت29مكيّة85
الروم30مكيّة84
لقمان31مكيّة57
السجدة32مكيّة75
الأحزاب33مدنيّة90
سبأ34مكيّة58
فاطر35مكيّة43
يس36مكيّة41
الصافات37مكيّة56
ص38مكيّة38
الزمر39مكيّة59
غافر40مكيّة60
فصّلت41مكيّة61
الشورى42مكيّة62
الزخرف43مكيّة63
الدخان44مكيّة46
الجاثية45مكيّة65
الأحقاف46مكيّة66
محمّد47مدنيّة95
الفتح48مدنيّة111
الحجرات49مدنيّة106
ق50مكيّة34
الذاريات51مكيّة67
الطور52مكيّة76
النجم53مكيّة23
القمر54مكيّة37
الرحمن55مدنيّة97
الواقعة56مكيّة46
الحديد57مدنيّة94
المجادلة58مدنيّة105
الحشر59مدنيّة101
الممتحنة60مدنيّة91
الصف61مدنيّة109
الجمعة62مدنيّة110
المنافقون63مدنيّة104
التغابن64مدنيّة108
الطلاق65مدنيّة99
التحريم66مدنيّة107
الملك67مكيّة77
القلم68مكيّة2
الحاقة69مكيّة78
المعارج70مكيّة79
نوح71مكيّة71
الجن72مكيّة40
المزمل73مكيّة3
المدثر74مكيّة4
القيامة75مكيّة31
الإنسان76مدنيّة98
المرسلات77مكيّة33
النبأ78مكيّة80
النازعات79مكيّة81
عبس80مكيّة24
التكوير81مكيّة7
الإنفطار82مكيّة82
المطففين83مكيّة86
الإنشقاق84مكيّة83
البروج85مكيّة27
الطارق86مكيّة36
الأعلى87مكيّة8
الغاشية88مكيّة68
الفجر89مكيّة10
البلد90مكيّة35
الشمس91مكيّة26
الليل92مكيّة9
الضحى93مكيّة11
الشرح94مكيّة12
التين95مكيّة28
العلق96مكيّة1
القدر97مكيّة25
البيّنة98مكيّة100
الزلزلة99مدنيّة93
العاديات100مكيّة14
القارعة101مكيّة30
التكاثر102مكيّة16
العصر103مكيّة13
الهمزة104مكيّة32
الفيل105مكيّة19
قريش106مكيّة29
الماعون107مكيّة17
الكوثر108مكيّة15
الكافرون109مكيّة18
النصر110مكيّة114
المسد111مكيّة6
الإخلاص112مكيّة22
الفلق113مكيّة20
الناس114مكيّة21

ترتيب سور القرآن

ترتيب سور القرآن

القرآن الكريم

القرآن في اللغة مأخوذٌ من مادة الفعل قرأ، ويأتي الفعل قرأ بمعنى الضم والجمع، والقراءة: ضم الحروف والكلمات إلى بعضها البعض عند الترتيل، قال الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)، أي قراءته، وذكر بعض العلماء أن سبب تسمية هذا الكتاب قرآناً من بين كتب الله لأنه جامعٌ لثمرة جميع الكتب، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم، كما أشار إلى ذلك الله -سبحانه- حيث قال: (وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ)  وذهب بعض العلماء إلى أن لفظ  القرأن  في أصل اشتقاقه غير مهموز؛

وذلك لأنه وضع كعلمٍ مرتجلٍ على الكلام المنزل على  النبي صلى الله عليه وسلم، وليس مشتقاً من الفعل قرأ، أو لأنه من قرن الشيء بالشيء إذا ضمّه إليه، أو مأخوذٌ من القرائن؛ لأن آياته متشابهة،  أمَّا تعريف القرآن الكريم اصطلاحاً: فهو كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة أمين الوحي  جبريل  عليه السلام، المعجز بلفظه، والمتعبّد بتلاوته، والمنقول إلينا بالتواتر، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس، والمتحدّى بأقصر سوره.

ترتيب سور القرآن

ترتيب سور القرآن الكريم على النحو الآتي:  الفاتحة ، ثم البقرة، ثم آل عمران، ثم النساء، ثم المائدة، ثم الأنعام، ثم الأعراف، ثم الأنفال، ثم التوبة، ثم يونس، ثم هود، ثم يوسف، ثم الرعد، ثم إبراهيم، ثم الحجر، ثم النحل، ثم الإسراء، ثم  الكهف ، ثم مريم، ثم طه، ثم الأنبياء، ثم الحجّ، ثم المؤمنون، ثم النور، ثم الفرقان، ثم الشعراء، ثم النمل،

ثم القصص، ثم العنكبوت، ثم الروم، ثم لقمان، ثم  السجدة ، ثم الأحزاب، ثم سبأ، ثم فاطر، ثم يس، ثم الصافات، ثم سورة ص، ثم الزمر، ثم غافر، ثم فصلت، ثم الشورى، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف، ثم محمد، ثم الفتح، ثم الحجرات، ثم سورة ق، ثم الذاريات،

ثم الطور، ثم النجم، ثم القمر، ثم الرحمن، ثم الواقعة، ثم الحديد، ثم المجادلة، ثم الحشر، ثم الممتحنة، ثم الصف، ثم الجمعة، ثم المنافقون، ثم التغابن، ثم الطلاق، ثم التحريم، ثم  الملك ، ثم القلم، ثم الحاقة، ثم المعارج، ثم نوح، ثم الجنّ، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم القيامة، ثم الإنسان، ثم المرسلات، ثم النبأ، ثم النازعات، ثم عبس، ثم التكوير، ثم الانفطار، ثم المطفّفين، ثم الانشقاق، ثم البروج، ثم الطارق، ثم الأعلى، ثم الغاشية، ثم الفجر، ثم البلد، ثم الشمس، ثم الليل،

ثم الضحى ، ثم الشرح، ثم التين، ثم العلق، القدر، ثم البينة، ثم الزلزلة، ثم العاديات، ثم القارعة، ثم التكاثر، ثم العصر، ثم الهُمزة، ثم الفيل، ثم قريش، ثم الماعون، ثم الكوثر، ثم الكافرون، ثم النَّصر، ثم المسد، ثم الإخلاص ، ثم الفلق، ثم الناس.

حكم ترتيب سور القرآن

تأتي السورة في اللغة على عدّة معانٍ، وه: ما طال وحسن من البناء، والعرق من عروق الحائط، والمنزلة من البناء، وتأتي بمعنى المنزلة الرفيعة، والفضل، والشرف، والعلامة،  أمَّا اصطلاحاً: فهي طائفة مستقلة من أيات القرأن  ذات مطلعٍ ومقطعٍ، وقيل: هي مأخوذة من سور المدينة؛ وذلك لما فيها من وضع كلمةٍ بجانب كلمة،

ووضع آيةٍ بجانب آية، كالسور توضع كل لبِنة فيه بجانب لبِنة، ويقوم كل صفٍ فيه على صف، وقيل سمّيت بذلك لما في السورة من معنى العلو والرفعة المعنوية الشبيهة بعلو السور، ورفعته الحسّية، وقيل لأنها حصنٌ وحماية للنبي صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من كتاب الله؛ أي القرآن، ودين الحق الذي هو  الإسلام ، باعتبار أنها معجزة تُسكِت كل مُكابر، ويُحقّ الله بها الحق، ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون، فأشبه سور المدينة الذي يحميها ويحصنها من غارة الأعداء.


وقد اختلف العلماء في حكم ترتيب سور القرآن الكريم على ثلاثة أقوال، وبيان اختلافهم على النحو الآتي:

  • ذهب جمهور العلماء منهم الإمام مالك والقاضي أبو بكر فيما اعتمده من قوليه إلى أن ترتيب سور القرآن فيما هو عليه الآن لم يكن بتوقيفٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما كان باجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم؛ وذلك لأن مصاحف الصحابة -رضوان الله عليهم- كانت مختلفةً في الترتيب قبل جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان  رضي الله عنه، ولو كان ترتيب القرآن توقيفياً منقولاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما كان للصحابة -رضوان الله عليهم- أن يختلفوا في ذلك.
  • ذهب بعض العلماء إلى أن ترتيب سور القرآن توقيفيٌّ بتعليمٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، فلم توضع سورةٌ في مكانها إلا بأمرٍ من النبي صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لأن الصحابة -رضوان الله عليهم- قد أجمعوا على مصحف عثمان رضي الله عنه، ولم يُخالف منهم أحد، وإجماع الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يتمّ إلا إذا كان الترتيب الذي أجمعوا عليه توقيفياً، لأنه لو كان عن اجتهادٍ لتمسّك أصحاب المصاحف المخالفة بمخالفتهم، ولكنهم لم يتمسّكوا بها، وإنما أحرقوها، ورجعوا إلى مصحف عثمان رضي الله عنه وترتيبه، وقد أيّد هذا القول أبو جعفر النحاس.
  • ذهب بعض العلماء إلى أن ترتيب بعض سور القرآن الكريم كان بتوقيفٍ من النبي صلى الله عليه وسلم، وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد الصحابة رضوان الله عليهم، ولكن اختلفوا في السور التي جاء ترتيبها توقيفياً، والسور التي جاء ترتيبها باجتهاد الصحابة  رضوان الله عليهم، وقال القاضي أبو محمد بن عطية: إن كثيراً من سور القرآن قد عُلم ترتيبها في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، كالسبع الطوال، والحواميم، والمفصل، وأمَّا ما سوى ذلك فيُحتمل أن يكون قد فوّض الأمر فيه إلى الأمة الإسلامية من بعده.

أسماء سور القرآن

تسمّيت سور القرأن  الكريم منذ القِدم، حيث كانت مع بدايات نزول القرآن الكريم، فمنشأ التسمية من مكة ؛ لأن الصحابة المكّيين قد رووا أحاديث كثيرة فيها أسماءٌ للسور، ومن ذلك حديث جعفر الطيار رضي الله عنه، حيث قرأ على النجاشي سورة مريم، والمقصود من التسمية تمييز السورة عن غيرها من السور، وتنقسم سور القرآن الكريم من حيث المسمى لها إلى ثلاثة أقسام، وبيان هذه الأقسام على النحو الآتي:

  • ما ثبت تسميته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا كثير، ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أُمُّ القُرْآنِ هي السَّبْعُ المَثانِي والقُرْآنُ العَظِيمُ).
  • ما ثبت تسميته عن طريق الصحابة رضوان الله عليهم، كقول سعيد بن جبير، قلت لابن عباس  رضي الله عنهما: سورة الحشر، قال: سورة بني النضير.
  • تسمية من هم دون الصحابة إلى وقتنا الحالي، وغالب تسميتهم تأتي حكايةً لبداية السورة.